أنشيلوتي يريد البقاء مع تشيلسي وأبراموفيتش يبحث عن مدير فني جديد

الجدل يتجدد حول مستقبل المدرب الإيطالي بعد الفشل في حصد أي لقب هذا الموسم

TT

سيعرف كارلو أنشيلوتي مدرب تشيلسي في نهاية الموسم إذا ما كانت شجاعة فريقه التي لم يصاحبها نجاح في الحفاظ على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم ستكون كافية للاستمرار في منصبه. وتلاشت آمال تشيلسي تقريبا في إحراز اللقب بعد الخسارة أمام مانشستر يونايتد 2/1 في أولد ترافورد وأصبح فريق أليكس فيرغسون في حاجة إلى نقطة واحدة من مباراتين لضمان الفوز بالمسابقة. واعترف أنشيلوتي عقب المباراة قائلا: «مانشستر يونايتد سيحرز اللقب». وكانت المواجهة أشبه بمباراة حاسمة على اللقب وجاءت بعد انتفاضة هائلة من تشيلسي في آخر شهرين، حيث كان يتأخر بفارق 15 نقطة عن يونايتد، ووصل به الحال قبل المباراة إلى أنه كان بوسعه القفز لصدارة المسابقة بفارق الأهداف عن غريمه.

ومنذ فوز تشيلسي بصعوبة 2/1 في ستامفورد بريدج على يونايتد في مارس (آذار) الماضي لم يخسر الفريق اللندني سوى نقطتين، لكن يبدو أن عثرات الفريق الكثيرة هذا الموسم وقبل هذه المباراة كان من الصعب تعويضها.

وثارت تكهنات كثيرة حول مستقبل أنشيلوتي، خصوصا في فترات تعثر تشيلسي عندما جمع عشر نقاط من 11 مباراة، وأيضا عندما خرج من دوري أبطال أوروبا أمام يونايتد. وقال أنشيلوتي بنفس الروح التي عادة ما يكرر بها هذه الجملة: «يتبقى عام في تعاقدي، وأنا أود البقاء، سيتخذ النادي قراره في نهاية الموسم. سننتظر ونرى ما سيحدث. يجب الأخذ في الاعتبار كل ما حدث خلال الموسم».

وأظهر الروسي رومان أبراموفيتش مالك تشيلسي عدم شفقة في تعامله مع مدربين سابقين لم يحققوا نجاحا منتظرا، وربما يكون فوز أنشيلوتي في العام الماضي بلقبي الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي لا يكفي لاستمراره.

وتردد أن مستقبل المدير الفني الإيطالي يكمن على ما يبدو في تدريب فريق روما الإيطالي، لذا سوف يتعين على رجل الأعمال الروسي أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي، أن يجد مديره الفني السابع منذ شراء النادي قبل 6 سنوات. ورغم نفيه العودة إلى إيطاليا يمكن أن يحقق كارلو أنشيلوتي طموحه بتدريب نادي روما، النادي الذي قاده لثماني سنوات سعيدة، والذي كان يقول دائما إنه سوف يعود إليه في يوم من الأيام. ومن يدرك طبيعة أبراموفيتش يعلم أن وقت أنشيلوتي في تدريب فريق تشيلسي قد وصل إلى نهايته، خصوصا بعد الهزيمة الحاسمة أمام مانشستر يونايتد. ومن الوارد أن تثمر الرحلة التي يقوم بها أنشيلوتي المدير الفني الإيطالي لمدينة روما الخالدة نتائج مفيدة في شكل توقيع عقد عمل مع الملاك الأميركيين الجدد لنادي روما.

وكان أنشيلوتي قد رد على أسئلة الصحافيين بشكل منطقي بما فيه الكفاية عندما سئل عن مستقبله التدريبي فقال: «إيطاليا بلدي، ولا يمكن أن أقول إنني لن أعود مطلقا إلى هناك، أنا أحب بلدي، ولكنني وجدت في العامين الأخيرين مناخا رائعا في إنجلترا مع عدم وجود عنف في الملاعب، وأنا أود أن أبقى هنا لهذا السبب.

وتابع حديثه بقوله: «ما زال يتبقى لدي عام في عقدي، وأنا أود البقاء، ولكن القرار ليس بيدي، وسوف نبحث ذلك بعد نهاية الموسم. أنا رجل أمين، ويتعين علي أن أقول إننا لم نبذل قصارى جهدنا، لقد كان العام الماضي موسما رائعا، وهذا الموسم كان مختلفا بشكل محدود. ولكنني أعتقد بأنه يتعين عليهم أن يدرسوا كل الأمور طوال الموسم. أريد أن أشكر اللاعبين لأنهم كانوا الفريق الأفضل في الدوري الإنجليزي خلال الشهرين الماضيين».

ولكن رومان أبراموفيتش لم يكن موجودا، ولكن يكن يقف على بعد مسافة قريبة، ولم يحضر لرؤية فريقه وهو يضطر إلى الحصول على اعتراف بأن موسمهم سوف ينتهي دون الحصول على أي نوع من الجوائز، رغم ما صرفه وتخطى حاجز 700 مليون جنيه إسترليني على النادي. من المؤكد أن أبراموفيتش لن يستمتع برؤية الحقيقة البادية للعيان بسيطرة مانشستر يونايتد على البطولات الإنجليزية. لقد أظهرت التبديلات التي قام بها أنشيلوتي في الشوط الثاني من مباراة مانشستر يونايتد أنه تعرف على العيوب المبكرة التي كانت موجودة في فريقه، ولكن الحلول لم تكن قوية بشكل كافٍ للتغلب على الضرر. وقد ارتكب ديفيد لويز، الذي لقي ثناءً مكثفا بعد وصوله إلى الفريق في شهر يناير (كانون الثاني)، وخصوصا بعد الهدف الذي وضع به تشيلسي على الطريق لتحقيق الانتصار على منافسه اللدود مانشستر يونايتد على ملعب ستامفورد بريدج خلال شهر مارس الماضي، خطأ جسيما في الدقيقة الأولى من المباراة قد يجعل التزامه المستمر عرضة للمساءلة دائما. وفي ظل محاولته للوصول إلى التمريرة البينية التي أرسلها اللاعب بارك جي سونغ، نجح لويز فقط في لمس الكرة، وهو ما أدى إلى تحسين زاوية التسديد والتسجيل للاعب خافيير هيرنانديز.

واختفى اللاعب البرازيلي الذي تم التعاقد معه بمبلغ 21 مليون جنيه إسترليني في الشوط الثاني، مع جون أوبي ميكيل الذي يصل سعره إلى 16 مليون جنيه إسترليني، والذي كان على وشك الانضمام إلى فريق مانشستر يونايتد من صفوف فريق لين أوسلو النرويجي عندما كان عمره 17 عاما في عام 2005 ووقتها خطفه تشيلسي. وبموجب بنود لعملية تفاوض معقدة ومشحونة، تعين على نادي تشيلسي دفع مبلغ 12 مليون جنيه إسترليني من رسومه إلى نادي مانشستر يونايتد الذي تعرض لعملية مغالاة في سعر ميكيل، والذي كان قد شعر بأن الصفقة الكبيرة لم تضِع عليه هدرا بسبب الأداء غير المتميز لميكيل في المباراة الأخيرة، وهي واحدة من بين عدة أسباب قوضت من الدعاوى التي تم تقديمها نيابة عنه خلال سنواته في مرحلة المراهقة.

وقدم أليكس وراميريز، اللذان حلا محل لويز وميكيل، أداء أكثر فعالية إلى حد كبير. وبفضل تبديلات أنشيلوتي لهذين اللاعبين قاتل لاعبو تشيلسي مجددا حتى النهاية، وكانت الصورة النهائية هي كفاح ديديه دروغبا من أجل الفوز بآخر فرصة للاستحواذ على الكرة على حافة منطقة جزاء فريق مانشستر يونايتد قبل ثوانٍ قليلة من إطلاق هيوارد ويب، حكم اللقاء لصافرة النهاية. وبعد ذلك جاء مشهد دروغبا وجون تيري ولامبارد وأشلي كول ومايكل إيسيان وهم يعانقون بحب لاعبي فريق مانشستر يونايتد مع ابتهاج الجماهير المحتشدة في ملعب أولد ترافورد عندما علموا بأن فريقهم يحتاج إلى نقطة واحدة فقط من المباراتين الأخيرتين لكي يتوج بطلا للدوري الإنجليزي الممتاز للمرة التاسعة عشرة في تاريخ النادي.

ولكن إلى أين يتجه نادي تشيلسي الآن؟ ربما من المؤكد أنه بالعودة إلى عالم التخمينات عن هوية المدرب الجديد الذي سيكون المدير الفني السابع في فترة تملك أبراموفيتش للنادي، تتضمن قائمة المدربين المرشحين أسماء عدة من بينهم أحد المدربين المؤقتين. وما زال الهولندي غوس هيدينك مقربا من الملياردير الروسي، ولكن بعدما أشار إلى عدم نيته بالعودة لأداء دور المدير الفني، فإنه يوصي بوضوح بأن توكل هذه المهمة إلى المدرب ماركو فان باستن، الذي قاد المنتخب الهولندي خلال بطولة كأس العالم 2006 وبطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2008 عندما خرج من البطولة أمام المنتخب الروسي الذي كان يدربه هيدينك، واستقال من تدريب نادي أياكس منذ عامين قبل أن يفشل في التأهل للمشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا. ويعتبر أندريه فيلاز بواس خيارا محتملا أفضل، بعدما حصل على لقب بطولة الدوري البرتغالي خلال موسمه الأول مع فريق بورتو، وحقق بواس نجاحا آخر مع الفريق البرتغالي خلال الأسبوع الماضي بعدما تأهل الفريق للمباراة النهائية لأوروبا ليغ. ولكن رحيل أنشيلوتي، الرجل المتحضر الذي يفتقر فقط إلى جذوة الإلهام، سوف يسعد عددا قليلا من الناس لأنه ما زال يحظى باحترام لاعبيه وكثير من جمهور تشيلسي.