الإنجليز يتهمون 4 أعضاء من الفيفا بطلب رشوة لدعم ملفهم لمونديال 2018

خلال استجواب رئيس الاتحاد أمام مجلس العموم البريطاني

TT

زعم رئيس الاتحاد الإنجليزي السابق لكرة القدم لورد تريسمان، أن أربعة أعضاء في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حاولوا الحصول على رشوة في مقابل التصويت لملف إنجلترا لمونديال 2018. وجاءت مزاعم تريسمان أمام مجلس العموم البريطاني أمس، وقد أشار إلى أنه سيرسل بالإثباتات إلى الاتحاد الدولي.

وتطال المزاعم كلا من الترينيدادي جاك وارنر رئيس اتحاد كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي)، والبارغوياني نيكولاس ليوز رئيس اتحاد كونيمبول (أميركا الجنوبية)، وريكاردو تيكسييرا رئيس الاتحاد البرازيلي، ووراوي ماكودي رئيس الاتحاد التايلاندي.

وكشف تريسمان أن الاتحاد الإنجليزي لم يكشف تورط هؤلاء في حينها، لأنه لم يكن يريد إلحاق الأذى بالملف الإنجليزي الذي حصل في النهاية على صوتين فقط مقابل 13 لروسيا التي حظيت بشرف تنظيم مونديال 2018. وزعم تريسمان التالي:

- طلب وارنر، وهو نائب رئيس فيفا، مبلغا مقداره 2.5 مليون جنيه إسترليني لبناء مركز تعليمي في ترينيداد، على أن يحول المبلغ إليه شخصيا، ثم طلب مبلغا مقداره 500 ألف جنيه لشراء حقوق نقل مباريات كأس العالم إلى هايتي التي كانت تعاني زلزالا عنيفا ضربها، على أن يحول هذا المبلغ أيضا إلى حسابه الشخصي.

- طلب ليوز، وهو عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي، الحصول على وسام فارس وهو أعلى وسام في بريطانيا.

- كشف تريسمان أن تيكسييرا قال له بالحرف الواحد «تعال وقل لي ماذا تقدمون لي»، أي إنه كان يريد شيئا مقابل الحصول على صوته في عملية التصويت.

- أراد ماكودي، وهو أيضا عضو في اللجنة التنفيذية، الحصول على حقوق بث المباراة الودية بين إنجلترا وتايلاند.

من جهة أخرى، كشفت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أن مسؤولي كرة القدم في إنجلترا تعاقدوا مع شركة «تحقيقات تجارية» لاستطلاع تحركات منافسيهم خلال حملة إنجلترا الفاشلة لاستضافة منافسات بطولة كأس العالم 2018. واستعان المسؤولون بخدمات شركة «RISC» كوكالة مراقبة واستطلاع تعمل في فندق «بور أو لاك» فئة الخمس نجوم، حيث كان يقيم عدد كبير من الوفود المشاركة في حملات الترشح لاستضافة البطولة. وأقامت أعداد كبيرة من اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أيضا في ذلك الفندق، وأصبح مركزا للتكتلات قبل عمليات التصويت التي جرت خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي لتحديد هوية الفائز بشرف تنظيم بطولتي كأس العالم 2018 و2022.

وقد امتنع اتحاد كرة القدم الإنجليزي عن التعليق على دور شركة «RISC»، ولكن مصادر مطلعة على عمليات تقديم عروض الترشح أصرت على أنه تم الاحتفاظ بالشركة لكي تراقب المتقدمين المنافسين في الأماكن العامة بفندق «بور أو لاك» الواقع على ضفاف بحيرة زيوريخ، وأنه لم تكن هناك أي عملية سرية. واتهمت هذه المصادر الهولنديين أيضا باستخدام موظفين دبلوماسيين في مراقبة ما كانت تفعله إنجلترا، وأشاروا إلى أن العرض الروسي كان يضم موظفين سريين يراقبون العروض الأخرى. وقال المصدر: «أيا كانت (المراقبة) التي ربما كانت موجودة، فإنها كانت مقصورة على أشخاص يجلسون في الأماكن العامة من الفنادق ويشاهدون من كان يقابل من. وبنفس الطريقة، كان لدى الهولنديين مسؤولون يراقبون من كان يراقب من. ولم يكن هناك أي استخدام للأجهزة الإلكترونية».

ومن جانبه، صرح سيب بلاتر، رئيس الفيفا، ليلة أول من أمس قائلا: «عندما تتحدث عن جواسيس هنا، ونحن موجودون في هذه اللعبة، يجب أن ندرك أن هناك الكثير من البشر الذين يريدون أن يدمروا شيئا، ولكنها مسألة تتعلق باللعب النظيف العادل. واللعب النظيف العادل هو أحد الأمور التي اخترعتها كرة القدم البريطانية».

ويعتقد أن شركة «RISC» التي تدار بواسطة ضباط سابقين في شرطة العاصمة، كانوا قد تنصتوا على المحادثات التي دارت بين أعضاء من الفرق المشاركة في عروض الدول الأخرى. وادعى الموقع الإلكتروني للشركة أنه يمكن أن يقدم لعملائه «عملاء مراقبة على درجة عالية من التدريب، حصلوا على سنوات من الخبرة المتخصصة غالبا في أجواء محيطة عدائية ومتقلبة».

وجاءت عملية الكشف عن التعاقد مع الشركة المثير للجدل مع استعداد أعضاء البرلمان البريطاني لمساءلة الأشخاص البارزين الذين شاركوا في عرض إنجلترا الفاشل للترشح لاستضافة بطولة كأس العالم، والذين قادوا إنجلترا للحصول على صوتين فقط، على الرغم من الحملة الدعائية التي تم خلالها صرف ملايين الجنيهات الإسترلينية، ومن بينهم رئيس الوزراء البريطاني والأمير ويليام.

وقد أدهش ظهور عقد شركة «RISC» محيط كرة القدم الدولية، لأن إنجلترا كانت تتفاخر خلال عملية ترشحها بأن طريقتها «أبيض من البياض نفسه». ومن المفهوم أيضا أن فرق العروض الأخرى كانت قد وظفت وكالات استخبارات تجارية منافسة. وذكر مصدر مطلع على العرض أن منافسي إنجلترا كانوا يستخدمون وكالات استخبارات خاصة في الأيام الأخيرة من الحملة. وقال: «يجب أن تفترض أن كل فرد كان يفعل ذلك. وهل تعتقد أن الروس لم يكونوا يفعلون ذلك بالفعل؟ وكان كل فرد يستمع لكل فرد آخر».

وانضم هانتر، وهو رجل شرطة سابق في شرطة «سكوتلاند يارد»، إلى الشركة في عام 2001 وشغل منصب الرئيس التنفيذي المشترك، وأصبح الرئيس التنفيذي للشركة بعد أن تم تعديل علامتها التجارية إلى «RISC». ولكن المعلومات التي جمعتها شركة «RISC»، والتي من المحتمل أن تكون قد كلفت اللجنة المسؤولة عن ملف ترشح إنجلترا لاستضافة نهائيات كأس العالم عشرات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية - لم تساعد ملف ترشح إنجلترا لاستضافة البطولة. وقرر (الفيفا) منح شرف تنظيم بطولة كأس العالم 2018 إلى روسيا وبطولة مونديال 2022 إلى قطر.