الإنتر يتعادل مع روما ويطير إلى نهائي كأس إيطاليا للمرة السادسة في آخر 7 مواسم

إيتو لعب في 3 مراكز ووصل إلى الهدف رقم 34 هذا الموسم معادلا رقم رونالدو

TT

أعلن فريق الإنتر تأهله إلى نهائي كأس إيطاليا لكرة القدم بعد تعادله مع فريق روما بنتيجة 1/1 في مباراة العودة للدور قبل النهائي، التي أقيمت مساء أول من أمس الأربعاء على ملعب سان سيرو في ميلانو. وأحرز الكاميروني إيتو هدف الإنتر في الدقيقة الـ13 من الشوط الثاني، ثم شهدت الدقائق الأخيرة من المباراة ضغطا مكثفا من الضيوف في محاولة لإحراز هدف التعادل، وردت العارضة كرتين لبوريللو قبل أن يحرز هدف التعادل في الدقيقة الـ39. وكثف روما من هجماته مع نهاية المباراة، لكن الإنتر تمكن من الحفاظ على النتيجة والخروج بالمباراة إلى بر الأمان. وكان الإنتر قد تغلب خارج ملعبه على روما في مباراة الذهاب 1/0 ليتأهل إلى النهائي بمجموع المباراتين، حيث سيلتقي فريق باليرمو الذي أطاح بالميلان بطل الدوري من الدور قبل النهائي، حيث سيقام النهائي يوم 29 مايو (أيار) الحالي بالملعب الأولمبي بالعاصمة الإيطالية روما.

لقد كان الكاميروني إيتو هو أبرز لاعبي المباراة بلا منازع، ولعل أكثر ما يؤكد الجهد الوفير الذي بذله في هذه المباراة هو وجوده داخل منطقة جزاء فريقه في الدقيقة الـ93 من المباراة في مركز المدافع، وأيضا ذلك الخطأ الذي ارتكبه ضد بوريللو، والذي جاء منه هدف التعادل لفريق روما. وكان إيتو قد أحرز هدف التقدم لفريقه ثم عاد للمعاونة الدفاعية في تكرار للسيناريو الذي كان يفعله مع الفريق منذ شهر أغسطس (آب) الماضي.

مثل الظاهرة: لقد وصل إيتو بالهدف الذي أحرزه أول من أمس في مرمى روما إلى الهدف رقم 34 له هذا الموسم، ليعادل بذلك رقم الظاهرة رونالدو مع الإنتر في موسم 1997 - 1998، وما زالت أمامه ثلاث مباريات يستطيع فيها تحطيم رقمه القياسي مع فريق برشلونة وهو 36 هدفا في موسم 2008 - 2009. ويعتبر هذا الهدف الأخير هو الخامس لإيتو في مرمى روما هذا الموسم، فقد أحرز هدفين في فريق روما في كأس السوبر الإيطالية وهدفين في مباراة الدوري التي انتهت بنتيجة 5/3 (وغاب إيتو عن مباراة الذهاب في روما للإصابة). لكن ذلك لا ينفي حقيقة أن إيتو كان غائبا عن التهديف لفترة طويلة ولم يسجل في آخر 10 مباريات للفريق سوى هدف واحد فقط. ولا شك أن رؤية إيتو داخل منطقة جزاء فريقه وهو يلعب في دور ظهير الدفاع أثار قلق جماهير الإنتر التي خشيت ضياع التعادل وفرصة التأهل من فريقها مع وجود قلب هجوم الفريق في مركز دفاعي.

لماذا في الجانب الأيسر؟.. ورغم أن إيتو لعب هذا الموسم بعضا من أفضل مبارياته انطلاقا من مركز الجناح الأيسر، فإن الدفع به في هذا المركز يعتبر إهدارا لقوة هجومية هائلة في الإنتر. وقد ظهر ذلك في مباراة روما الأخيرة التي لعب فيها إيتو متأخرا بدرجة كبيرة وبذل فيها مجهودا ضخما في الشق الدفاعي مما جعله يواجه صعوبة واضحة في التقدم وتهديد مرمى المنافس. ولا شك أن قوة إيتو الحقيقية وقدراته تظهر عندما يلعب بالقرب من مرمى المنافسين ويركز جهده كله في الشق الهجومي.

وعندما تقدم إيتو للأمام وبدأ يلعب في منتصف ملعب المنافسين تمكن أخيرا من إحراز هدف الإنتر، لكن شراسة هجوم فريق روما بعد الهدف أجبرته مع بقية لاعبي فريقه على التراجع للدفاع عن النتيجة. وقد أثبتت هذه المباراة أن حياة لاعب قلب الهجوم تصبح صعبة ومرهقة للغاية عندما يضطر إلى اللعب في مركز الجناح وقلب الدفاع أيضا.

وقد وصل المدرب ليوناردو بهذه النتيجة إلى أول مباراة نهائية له مع الإنتر، ورغم أن أداء الفريق لم يكن جيدا في هذا اللقاء، فإن ماسيمو موراتي أعرب عن رضاه عن المدرب وتحدث بشأنه، مشيرا إلى ما حدث من غاتوزو لاعب الميلان من الإساءة لليوناردو: «أشعر بالأسف حقا لأن ليوناردو يتعرض للسخرية والانتقاد بهذه الطريقة. إنه شيء بالغ السوء، لكنهم ناد كبير، ويتصرفون بالطريقة التي يعتبرونها مناسبة. مستقبل ليوناردو؟ إنه يقوم ببناء الفريق، والآن سننظر بهدوء في بعض الأمور المتعلقة بالمستقبل وبقائه من ضمن هذه الأمور».

ليوناردو يرد على غاتوزو: وأعلنت جماهير الإنتر عن تضامنها مع المدرب من خلال لافتة كبير كتب عليها: «إلى الأمام مع ليوناردو الرجل الحقيقي». وبعد اللقاء رد ليوناردو على إساءة غاتوزو بطريقة مهذبة قائلا: «إنني أشعر بالاستياء للزج بي في أمور أرى أنها غير لائقة. وقد أصدرت البيان لأنني أرغب في معرفة الحقائق الكثيرة الموجودة لدى غاتوزو، لكنه لم يقُم بالرد. الميلان لم يعلق على الأمر؟ إذا كان هذا هو الموقف الرسمي للميلان فإنني أفضل أن لا أعلق أنا أيضا على أي شيء. إن لكل شخص أسلوبه، وأنا أرغب في إنهاء هذا الجدل، وبعد ذلك سنرى كيف سينتهي الأمر».

لا يهمني الميلان: وعلق ليوناردو على تأهل الفريق لأول مباراة نهائية تحت قيادته قائلا: «إنني أشعر بالسعادة لأن الإنتر احتل المركز الثاني في الدوري رغم الصعوبات الكثيرة، وفاز بكأس العالم للأندية وكأس السوبر ووصل أيضا إلى نهائي كأس إيطاليا. ولم أكن أهتم بملاقاة الميلان في النهائي. هل الإنتر هو الأقرب للقب؟ لا يوجد مرشح أقرب للقب في المباريات النهائية، وسيكون الفوز بهذه المباراة تتويجا جيدا لهذا الموسم».

التفاهم: وأضاف ليوناردو معلقا على تأكيد موراتي على بقائه في تدريب الفريق الموسم القادم: «لقد اتخذت أنا وموراتي قرارا صعبا في شهر يناير (كانون الثاني). وهناك تفاهم تام واحترام وعلاقة قوية في ما بيننا، وأتمنى أن تستمر على هذا النحو إلى الأبد. وفي ما يتعلق بأسماء المدربين التي ترددت في الفترة السابقة، فإنني لم أشعر بأي شك حول بقائي مع الإنتر، وكما هو معروف يرتبط الأمر أيضا بالنتائج. إنني الآن أرغب في وضع برنامج لموسم كامل منذ بدايته».

وعلى الجانب الآخر أعرب مسؤولو ولاعبو نادي روما عن حزنهم الشديد للنتيجة وضياع فرصة التأهل لنهائي الكأس، لا سيما بعد أن كان الفريق أكثر خطورة وأقرب لتسجيل هدف ثانٍ في الدقائق الأخيرة من المباراة.