26 لاعبا أهلاويا رحلوا عن الفريق خلال الأعوام الـ5 الماضية.. والأسباب مجهولة

«الشرق الأوسط» تسلط الضوء على أبرزهم.. وتتساءل لماذا يحدث ذلك في قلعة الكؤوس؟

TT

بات الفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي لغزا محيرا لعشاقه ومحبيه لأسباب متعددة ومختلفة، فبين ابتعاده عن البطولات لفترة ليست بالقصيرة وغيابه الطويل عن تحقيق البطولة الأهم في المسابقات السعودية (بطولة الدوري) لأعوام طويلة تمتد إلى ما قبل عام 1984، وظهور مشكلات إدارية وفنية على السطح بين فترة وأخرى في صفوفه، إضافة للتسرع في تغيير الجهاز الفني، جميعها أمور كثيرة من شأنها أن تطرح تساؤلات كثيرة على الصعيد الإعلامي والجماهيري للأهلي.

لكن الغرابة في النادي تستمر حين تشاهد عددا من نجوم القلعة الخضراء السابقين يرتدون شعارات فرق أخرى في دوري زين السعودي للمحترفين، ويقدمون مستويات مميزة حتى أصبحوا أرقاما صعبة في فرقهم، بل إن البعض منهم حمل شارة القيادة في أكثر من فريق، مثل حسين عبد الغني في النصر، ونايف القاضي في الشباب الذي يحمل شارة القيادة في حال غياب بعض العناصر المكلفة بذلك، أيضا سعود الخيبري الذي يحمل شارة القيادة في فريق التعاون، وغيرهم من اللاعبين المستمرين بالركض في الملاعب بعد أن خسرهم الأهلي، وظل يسعى جاهدا لإحضار لاعبين يسدون مكانهم والفراغ الذي خلفوه برغبة من مسيري الأهلي دون معرفة واضحة للأسباب التي أدت لرحيلهم.

ووفقا لإحصائية قامت بها «الشرق الأوسط» لعدد من اللاعبين المغادرين من قلعة الكؤوس لأندية أخرى تشارك في دوري زين السعودي للمحترفين أو حتى أندية في دوري الدرجة الأولى منذ موسم 2005، حيث ضمت القائمة عددا كبيرا من اللاعبين جاوز عددهم «26 لاعبا»، منهم من كان يمثل فريق الأهلي بشكل أساسي طيلة الفترة التي ارتدى خلالها شعار الأهلي، بل إن هناك عددا منهم حمل شارة القيادة للفريق ليجد نفسه بين عشية وضحاها خارج أسوار النادي.

وبالنظر لهذه القائمة التي سنعرض من خلالها أبرز اللاعبين المغادرين عن صفوف القلعة الخضراء وما زالوا يواصلون الركض والتألق مع فرق أخرى، يأتي في مقدمة اللاعبين المهاجرين، إن جازت هذه التسمية، الظهير الأيسر حسين عبد الغني الذي حمل شارة القيادة في فريق الأهلي لأعوام طويلة، إلا أنه ودع الفريق للاحتراف خارجيا على الرغم من تقدمه في العمر حيث وقع مع فريق نيوشاتل السويسري في شهر يوليو (تموز) 2008 ليعود بعد عام من تجربته في سويسرا مجددا للكرة السعودية لكن عبر بوابة فريق النصر السعودي، حيث يحمل عبد الغني شارة القيادة في فريقه الجديد النصر ويمثل رقما صعبا في خارطة الفريق، يأتي إلى جواره المدافع محمد عيد صاحب الـ24 عاما الذي انتقل في شهر يناير (كانون الثاني) 2010 لفريق النصر بعد أن كان يلعب أساسيا في فريقه الأهلي.

أيضا ثنائي الدفاع في فريق الشباب نايف القاضي الذي انتقل عن فريقه الأهلي في شهر يوليو 2007 للشباب، حيث ظل القاضي منذ ذلك الوقت يمثل فريقه الجديد (الشباب) بشكل أساسي ودائم، بل إنه حمل شارة القيادة في أكثر من مناسبة، إضافة للمنضم حديثا لفريق الشباب المدافع وليد عبد ربه الذي كان يمثل عنصرا أساسيا في قائمة فريقه الأهلي في المواسم الماضية قبل أن تطفو على السطح مشكلات إدارية بين اللاعب وإدارة النادي أدت لمغادرة عبد ربه صفوف القلعة الخضراء.

يأتي بعد ذلك الحارس الدولي السابق منصور النجعي، الذي انتقل لفريق الحزم في شهر يوليو 2007 على سبيل الإعارة، وقدم خلال ذلك الموسم مستويات مميزة ساهمت في وصوله لصفوف المنتخب السعودي، مما جعل إدارة الأهلي تعيد اللاعب مجددا لصفوف الفريق، إلا أنه (أي النجعي) لم ينجح مع فريقه «الأهلي» ليودع صفوف الفريق مغادرا للقادسية في شهر أغسطس (آب) 2010 حيث ظل منذ ذلك التاريخ يشارك بصورة أساسية مع الفريق القدساوي.

ونفس الحال ينطبق على مهاجم فريق الأهلي السابق وليد الجيزاني، الذي برز على الساحة الرياضية السعودية كواحد من أبرز مهاجمي كرة القدم في العقد الأول الماضي من الألفية الجديدة في السعودية، إلا أنه سرعان ما ذبل نجمه وغاب عن التشكيل الأساسي ليودع الأهلي في شهر يونيو (حزيران) 2008 متجها لفريق الحزم، حيث قدم معه مستويات مميزة ساهمت في انتقاله لفريق الشباب قبل أن يوقع مؤخرا مع فريق الهلال السعودي حيث ظلت مشاركاته لفترات متقطعة مع الفريق الأزرق، وينطبق ذلك على مهاجم فريق الأهلي السابق طلال المشعل، الذي برز وتوهج مع فريقه الأهلي مما ساهم في انضمامه للمنتخب السعودي في بداياته، إلا أن اللاعب بعد ذلك انتقل للنصر عن طريق الإعارة قبل أن يتوجه للمريخية القطري ويوقع بعدها فورا لفريق الاتحاد السعودي، إلا أنه عاد للرحيل من الاتحاد وتمثيل فريق الرائد منذ شهر يونيو 2010.

ولا ننسى لاعب خط الوسط صالح المحمدي، الذي عرف بهدوئه في وسط الميدان وقدرته على صناعة اللعب، حيث انتقل من فريق الأهلي للفيصلي في شهر يناير 2007 قبل أن ينتقل لفريق أبها بعد ذلك، ويودع الملاعب عقب تجربة لم يكتب لها النجاح بصورة كبيرة.

وتستمر القائمة بسعود الخيبري الذي مثل فريق الأهلي لمدة جاوزت الأربعة أعوام قادما من الطائي، إلا أنه انتقل للحزم في شهر مايو (أيار) 2008 على سبيل الإعارة ليعود بعد ذلك للأهلي وينتقل مجددا للاتفاق قبل أن يوقع عقدا جديدا مع فريق التعاون في أغسطس 2009 حيث كان الأخير يشارك في دوري الدرجة الأولى، ومنذ هذا التاريخ والخيبري يمثل فريقه (التعاون) بصورة أساسية بل إنه يحمل شارة القيادة لفريقه التعاون بعد رحيل محمد الراشد عن صفوف الفريق.

كما رحل عن صفوف الفريق الحارس عبده بسيسي، الذي سبق أن مثل الأهلي لفترة طويلة كلاعب أساسي قبل أن يرحل لفريق الأنصار المشارك في دوري الدرجة الأولى في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، وذات الحال ينطبق على حارس الفيصلي الحالي عويضة العامري الذي يمثل فريقه بصورة أساسية بعد أن رحل عن صفوف القلعة الخضراء في شهر يوليو 2008، وأيضا حارس فريق الاتحاد الاحتياطي تيسير آل نتيف الذي سبق له أن مثل فريق الأهلي في فترة سابقة، قبل أن يرحل منه إلى فريق الخليج في شهر يناير 2005 ومنه لفريق الاتحاد بذات العام، كما سبق لحسين التركي مهاجم وهداف فريق الخليج أن مثل فريق الأهلي في فترة سابقة (موسم واحد) قادما من الخليج قبل أن يعود مجددا لصفوف فريقه في شهر فبراير (شباط) 2005 ويقدم مستويات مميزة معه في دوري الدرجة الأولى والممتاز، حيث سبق للتركي الحصول على لقب هداف دوري الدرجة الأولى في موسم 2009/2010.

وتواصل مسلسل الرحيل، بعد أن غادر عن صفوف فريق الأهلي المهاجم الشاب والواعد عبد الإله هوساوي لصفوف فريق الرائد في شهر أغسطس 2008، قبل أن ينتقل من الرائد للحزم ويستمر معه حتى هذا الموسم، كما رحل عن صفوف الأهلي لاعب خط المحور فهد الزهراني لفريق النصر في شهر يونيو 2007 لعب طيلة الفترة التي قضاها مع النصر كلاعب أساسي قبل أن ينتقل لفريق الفتح ومنه لفريق الأنصار الذي يشارك في دوري الدرجة الأولى حاليا وصعد مؤخرا لدوري زين السعودي للمحترفين الموسم المقبل.

ولم تقف قائمة اللاعبين المغادرين عن صفوف القلعة الخضراء عند هذا الحد، بل ضمت عددا كبيرا من اللاعبين الذين تميزوا مع أنديتهم الحالية، أمثال المهاجم صفوان المولد الذي انتقل من الأهلي للحزم ليطير بعدها للقادسية بعد أن لفت الأنظار مع فريق الحزم، إضافة لمهاجم فريق الأهلي علي آل ضاوي الذي انتقل لنجران في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2006 ومثل الفريق لأربعة أعوام قبل أن يطير بعدها لفريق الأنصار في دوري الدرجة الأولى، إلى جانب عدد كبير من اللاعبين المتميزين في الكرة السعودية حاليا أو على الأقل على صعيد القائمة الأساسية لأنديتهم، مثل فهد عداوي الذي تنقل بين عدد من الأندية، وعلي التركي الذي يشارك كلاعب أساسي مع فريق التعاون حاليا، وناصر السلمي الذي يشارك مع فريق الطائي، وفواز المقاطي وماجد أبو يابس ثنائي فريق نجران، ومازن سرور وهاشم صبياني ثنائي فريق الحزم، وحسن الشهري مهاجم فريق التعاون الذي انتقل من الأهلي في شهر سبتمبر (أيلول) 2006 لنادي أبها قبل أن يوقع للتعاون في نوفمبر 2010 ويستمر معه حتى الفترة الحالية، إضافة لتركي الثقفي الذي يلعب حاليا لفريق نجران بعد أن انتقل من فريقه الأهلي في شهر يناير 2010.

غالبية اللاعبين الذين تم استعراض أسمائهم في هذا التقرير رحلوا عن الأهلي ويقدم عدد كبير منهم مستويات لافتة وكبيرة مع الفرق التي انتقلوا إليها، بيد أن الوضع في الأهلي لا يزال محل استغراب الكثيرين من النقاد إذ لا يزال التفريط بالنجوم مستمرا، بل إن البعض من الموجودين حاليا يتواجدون في دكة البدلاء أو أن مستوياتهم الفنية تبدو ضعيفة ومتواضعة، لكنهم ما إن ينتقلوا حتى تعود مستوياتهم إلى الارتقاء، علما أن مالك معاذ المهاجم في صفوف الفريق والأبرز حاليا كثيرا ما يأتي اسمه كأحد الذين سيغادرون الفريق خلال الأشهر الماضية بسبب الحالة المعنوية السيئة التي يعيشها في الفريق، فضلا عن ضياع مستواه الفني دون معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ذلك.

تعدد الراحلين ليس مقتصرا فقط على مستوى اللاعبين، بل يمتد إلى الأجهزة الإدارية والفنية التي تتعاقب على الفريق الأول في العام الواحد لأكثر من مرة، والسبب لا يزال مجهولا!!