برلسكوني: إذا أراد كاكا العودة فسأستقبله بذراعين مفتوحتين

أليغري ينتظر تدعيم وسط الفريق في ظل عدم وضوح موقف بيرلو وسيدورف وأمبروزيني

TT

رفع أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان بصره عن الهاتف الجوال بتأثر شديد وقال لنفسه: «لقد وصلت أيضا تهنئة كاكا، والآن يمكنني الذهاب للنوم بسعادة كبيرة». لقد حدث هذا في ساعة متأخرة للغاية من الليلة التي حسم فيها الميلان رسميا فوزه بلقب الدوري الإيطالي للمرة 18 في تاريخه في الفندق الذي كان يستضيف فريق الميلان في روما نهاية الأسبوع الماضي. وبعد بضعة أيام تحدث برلسكوني مالك النادي عن اللاعب البرازيلي الفذ قائلا: «إن كاكا لاعب وإنسان مميز، وإذا أراد العودة للميلان فسنفتح ذراعينا له».

العودة للذاكرة: إن تصريحات مسؤولي الميلان الطيبة بشأن كاكا لم تنقطع قط، لكنها زادت في الشهور الأخيرة التي أبدى فيها الميلان اهتماما بلاعبه السابق كاكا. وقال غالياني عدة مرات بشأن اللاعب البرازيلي: «إنني مستعد لعمل أي شيء من أجل استعادة كاكا». وكان نادي الميلان قد باع نجمه الأول كاكا في صيف عام 2009 لنادي ريال مدريد الإسباني مقابل 70 مليون يورو ساهمت بدرجة كبيرة في إنقاذ النادي من الأزمة المالية الخانقة التي كان يعاني منها في تلك الفترة. وجاء بيع كاكا في ظل سياسة التقشف وتخفيض الرواتب الضخمة للاعبين التي انتهجها برلسكوني مالك النادي.

الإشادة بدي لاورينتيس: وتحدث برلسكوني عن إنجاز الميلان هذا الموسم قائلا لإحدى القنوات الإذاعية في نابولي: «لقد كان موسما سعيدا للميلان، أكدنا فيه كوننا أكثر فرق العالم حصدا للألقاب بعد حصولنا على اللقب رقم 27 في ظل إدارتي للنادي. ولم يكن الأمر سهلا نظرا لأننا لعبنا فترة طويلة دون أن يكون لدينا مهاجم واحد جاهز للمشاركة وكان عدد المصابين كبيرا طوال الوقت. لقد حققنا لقبا مستحقا. فريق نابولي: كان دي لاورينتيس بارعا للغاية وأجاد التصرف وامتلك الدوافع لتكوين فريق جيد. وقد أعاد فريق نابولي لقوته الماضية ويمكن أن يصبح دوري أبطال أوروبا نقطة انطلاق لمدينة نابولي. وهو هدف مستحق حققه فريق نابولي. هامسيك: لا أعتقد أن نادي نابولي يرغب في بيعه وبالتالي أستبعد هذا الأمر. لقد عرضت في السابق منصب عمدة نابولي على دي لاورينتيس، لكنه لم يكن يستطيع تكريس وقته بالكامل لهذا المنصب».

أنا وبرنابيو: ومع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في مدينة ميلانو يوم غد (الأحد) عاد برلسكوني ليتحدث عن إنجازاته الرياضية هذا الموسم وأمله في أن يمنحه الفوز بالدوري دفعة ودعما على الصعيد السياسي: «أعتقد أن هذا سيحدث، ونحن في احتياج لأصوات مشجعي نادي الميلان». وفيما يتعلق بليوناردو مدرب الإنتر وإهانة غاتوزو له كرر برلسكوني تصريحاته الودية المعتادة بشأن المدرب البرازيلي: «لم أظن فيه السوء قط». واختتم برلسكوني حديثه مع القناة الإذاعية بعقد المقارنة التقليدية المعتادة بينه وبين سانتياغو برنابيو نجم نادي ريال مدريد: «إن الرجل الثاني في تاريخ كرة القدم لم يفز إلا بنصف عدد البطولات التي فزت أنا بها وأهدته الجماهير الاستاد الذي يحمل اسمه. وسأشعر أنا بالرضا إذا تم تخصيص مدرج واحد لاسمي ووضعت لافتة صغيرة في استاد سان سيرو يكتب عليها (لقد فاز الميلان بكل هذه البطولات تحت قيادة برلسكوني). إن هذا الأمر كفيل بإسعادي وإرضائي». لقد اكتفى برلسكوني هذا المرة بجزء صغير ولم يرغب في كل شيء كالمعتاد، إنها معجزات الفوز بالدوري.

من جهة أخرى ينتظر الجميع فتح علبة الهدايا التي سيجهزها سيلفيو برلسكوني لفريق الميلان. فقد سرع إحراز لقب الدوري قبل جولتين من نهاية البطولة من سوق انتقالات فريق الميلان، التي ستنقسم هذا العام إلى جزأين مرتبطين ببعضهما البعض بقوة، حيث التجديد المحتمل لبعض العقود التي تنتهي هذا العام وتدعيمات حقيقية للأجناب، وهما طريقان متوازيان لأن ضم لاعبين جدد يعتمد (أيضا) على كيفية سير موقف التجديدات.

إلى ذلك، سواء غالياني أو أليغري، فقد قاما بمحو قطاع كامل من قائمة النفقات، فبوصول ميكسيس وتايو يكون قد تم تنظيم الجانب الدفاعي. وبما أن الهجوم لا يحتاج ضرورة للتقويم الكبير (التفكير في خليفة إبراهيموفيتش أكثر من أي شيء، يأتي مهاجم يحل محل اللاعب السويدي في حالة الضرورة)، الاهتمام كله يتجه نحو خط الوسط. من يوم الاثنين، سيكون مكتب غالياني في مقر النادي تقاطعا للعديد من اللاعبين ووكلائهم في انتظار فهم أي الطرق سيتخذها الموسم المقبل. الأسماء الأساسية التي تضمنها أجندة نائب رئيس الميلان هم بيرلو، وسيدورف، وأمبروزيني.

أمور مجهولة: من الصعوبة إصدار توقعات محددة. في الوقت الحالي، الموقف الأسهل إدارة قد يبدو ذلك المتعلق بأمبروزيني، والذي يعد مستمرا مع الفريق نظريا. بينما يمثل بيرلو وسيدورف أمرين مجهولين، فالأول، الذي لم يسمع لعروض فريقي ملقا والسد، في انتظار سماع عرض غالياني، يظل منقسما بين الميلان واليوفي (كما قال بعد لقاء باليرمو إنه يأمل في البقاء مع الفريق)؛ بينما ظل اللاعب الهولندي دائما في موقف غير واضح وسيسلك طريقا آخر في حالة عدم التوصل لاتفاق. وأخيرا هناك مشكلة غاتوزو، والذي لا ينتهي عقده هذا الموسم ويرغب في تمديد التعاقد وهو الأمر الذي لا يود الميلان سماع تفكير فيه الآن.

من الواضح إذن كيف أن كل التدعيمات في وسط الملعب مرتبطة بكل هذه المواقف، بالنسبة إلى الميزانية المتاحة، وعدد الصفقات والمميزات الفنية والخططية. وبهذا المعنى، فإن ملامح الطلبات التي منحها للنادي تعد واضحة، فالمدير الفني المنحدر من ليفورنو يعشق لاعبي الوسط المرنين والذين يملكون قدرة كبيرة على التحرك وأقداما رائعة. لاعبون قادرون على الاختراق، ويضمنون في الوقت ذاته الشق الدفاعي. ويمكننا إضافة أن اللاعبين الشباب من الاتحاد الأوروبي. ونظرا لأن تايو، في انتظار قرارات مجلس الاتحاد الإيطالي، يتجه لملء مركز اللاعب من خارج الاتحاد الأوروبي للفريق. لا أسماء تلوح في الأفق الآن، لكن تصريح أليغري «قد يروق لي تدريب هامسيك» منذ أسابيع يسمح بفهم نوعية اللاعبين الذين يعجبون المدرب. علاقات طيبة: إلى ذلك، تأتي أصوات من إنجلترا - خاصة صحيفة «صان» - بشأن إبراهيموفيتش في صفوف مانشستر سيتي، وهي فرضية لا يمكن توقعها في الوقت الحالي نظرا لحالة الرضا العالية المتبادلة بين اللاعب والميلان. زلاتان كان قد ترك برشلونة بعد موسم واحد فقط بسبب عدم التفاهم مع غوارديولا، بينما مع أليغري والإدارة العلاقة ممتازة، والموسم المقبل سيكون فيه السعي حثيثا نحو بطولة دوري الأبطال.