مانشستر يونايتد يستعد للاحتفال بدخوله تاريخ الدوري الإنجليزي والفوز باللقب الـ19

صراع البقاء والهبوط يسيطر على البطولات الأوروبية.. والمعارك على المقاعد الأوروبية مستمرة

TT

يتوجه فريق مانشستر يونايتد اليوم إلى ملعب بلاكبيرن، متطلعا للاحتفال بلقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم خارج دياره. وبعد الفوز على الملاحق المباشر تشيلسي الأسبوع الماضي، فإن أي نتيجة باستثناء الهزيمة أمام بلاكبيرن ستكون كافية للتتويج رسميا بلقب الدوري، ولكن مانشستر يدرك جيدا أنه لا مجال للاستخفاف بمنافسه. أما في إيطاليا، فبعد تتويج ميلان رسميا بلقب الدوري الإيطالي قبل جولتين على نهاية الموسم، تتبقى المعركة القائمة على المركز الرابع المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا، حيث يلتقي نابولي وإنتر ميلان غدا في صراع على المركزين الثاني والثالث. وفي برشلونة يستعد الفريق الكتالوني للاحتفال باللقب مع جماهيره بعد أن حسمه الأربعاء الماضي خارج ملعبه.

الدوري الإنجليزي يتحضر مانشستر يونايتد للاحتفال بدخوله تاريخ الدوري الإنجليزي كأكثر الفرق تتويجا باللقب عندما يحل ضيفا على بلاكبيرن روفرز اليوم وهو بحاجة إلى نقطة لكي ينفرد بالرقم القياسي الذي يتشاركه مع غريمه التقليدي ليفربول والظفر بلقبه التاسع عشر قبل مرحلة على ختام الموسم. وكان مانشستر يونايتد حسم الأسبوع الماضي موقعته المصيرية مع ضيفه تشيلسي بطل الموسم الماضي وملاحقه الأساسي وأصبح على بعد نقطة فقط من اللقب بعدما تغلب عليه 2 - 1، مستفيدا أيضا من الخدمة التي قدمها له ستوك سيتي بفوزه على آرسنال 3 - 1، ما قضى على آمال الأخير لأنه أصبح يتخلف بفارق 9 نقاط عن الصدارة التي يتربع عليها رجال المدرب الاسكوتلندي أليكس فيرغسون بفارق 6 نقاط عن تشيلسي.

وسيحتفل فيرغسون اليوم على ملعب «أيوود بارك» بلقبه الحادي عشر مع «الشياطين الحمر» منذ قدومه إلى الفريق قبل 25 عاما، والأمر ذاته بالنسبة للجناح الويلزي المخضرم راين غيغز الذي رفض الانتقادات الموجهة إلى الفريق الحالي، مقارنة مع الفرق الأخرى التي توجت باللقب سابقا مع السير الاسكوتلندي. وتحدث غيغز عن الانتقادات قائلا: «بصراحة إنها لا تزعجني فعلا»، مضيفا «نحن جميعا نعترف بأننا لم نكن نلعب بطريقة رائعة في النصف الأول من الموسم لكننا كنا نحقق النتائج المرجوة. قدمنا أداء مذهلا في النصف الثاني من الموسم، بعد عيد الميلاد. الأداء كان مذهلا والنتائج أيضا».

وأضاف غيغز، اللاعب الوحيد في التاريخ الذي حصل مع فريقه على 11 لقبا في الدوري المحلي كان أولها عام 1993 إضافة إلى لقبين في دوري أبطال أوروبا (1999 و2008) و4 ألقاب في مسابقة كأس إنجلترا و4 في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة وكأس السوبر الأوروبية (1991) والكأس القارية (1999) وكأس العالم للأندية (2008)، «لعبنا مباريات رائعة على صعيد أوروبا والدوري المحلي وبالتالي لا نكترث فعلا بما يقوله الآخرون. نحن ندرك نوعية اللاعبين الموجودين في الفريق والأمر ذاته ينطبق على المدرب».

من الناحية الإحصائية، سيتفوق فريق فيرغسون الحالي على الفريق الرائع الذي توج بثلاثية موسم 1998 - 1999 من ناحية عدد النقاط التي جمعها خلال الموسم في حال حصوله على 4 نقاط من المباراتين الأخيرتين أمام بلاكبيرن وبلاكبول، وهو أمر مرجح كثيرا وقد أكده فيرغسون بالذات عندما استبعد تعثر رجاله في الحاجز الأخير! مضيفا «كوني أعرف اللاعبين فلن يخفقوا. سيحصلون على هذه النقطة. سأفاجأ تماما في حال لم نفز بها (البطولة) الآن. نحن نحتاج إلى نقطة واحدة من مباراتينا الأخيرتين ومباراتنا الأخيرة على أرضنا. بلاكبيرن وبلاكبول فريقان رائعان ويجب الحرص على عدم الاستخفاف بهما لأننا قطعنا شوطا كبيرا ولا يجب أن نهدر كل شيء من خلال قيامنا بذلك (الاستهتار).

ولن تكون المباراة سهلة على رجال فيرغسون الذين يريدون حسم اللقب اليوم للتفرغ تماما لنهائي دوري أبطال أوروبا في 28 الشهر الحالي ضد برشلونة الإسباني، لأن بلاكبيرن يسعى إلى تأكيد استمراره في دوري الأضواء كونه يتخلف بفارق 3 نقاط عن منطقة الخطر، وإن كانت الإحصائيات تصب بشكل كبير في مصلحة «الشياطين الحمر» الذين حسموا لقاء الذهاب بفوز كاسح 7 - 1 بفضل خماسية من البلغاري ديميتار برباتوف، كما أنهم لم يخسروا أمام مضيفيهم منذ الأول من فبراير (شباط) 2006 (3 - 4).

وبعيدا عن ملعب «أيوود بارك»، تتجه الأنظار إلى معركة البقاء حيث سيكون وست هام أول فريق يهبط إلى الدرجة الأولى في حال فشله في الفوز على ويغان أتلتك الذي يتقدم على الفريق اللندني بفارق 3 نقاط فقط. كما لا يزال ولفرهامبتون في دائرة الخطر لأنه لا يتقدم سوى بفارق نقطة عن المركزين الثامن عشر والتاسع عشر اللذين يحتلهما بلاكبول وويغان و4 نقاط عن وست هام متذيلا الترتيب. لكن مصير ولفرهامبتون في يديه وهو الأمر الذي أكد عليه مدربه ميك ماكارثي الذي حث لاعبيه على الفوز بالمباراتين الأخيرتين أمام سندرلاند اليوم ثم بلاكبيرن في المرحلة الختامية.

وعلى «استاد الإمارات»، يسعى آرسنال للاستفادة من انشغال مانشستر سيتي بنهائي مسابقة الكأس أمام ستوك سيتي، للابتعاد في المركز الثالث المؤهل مباشرة إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل من خلال الفوز على أستون فيلا. ويبتعد فريق المدرب الفرنسي أرسين فينغر حاليا بفارق نقطتين فقط عن مانشستر سيتي الذي ضمن مشاركته في المسابقة الأوروبية الأم الموسم المقبل.

أما تشيلسي فيسعى إلى تناسي خيبة تنازله عن اللقب لمصلحة مانشستر عبر بوابة ضيفه نيوكاسيل، فيما ستكون المواجهة الأقوى في هذه المرحلة غدا بين ليفربول الخامس وتوتنهام السادس في مباراة يسعى من خلالها الأخير إلى تأكيد مشاركته الأوروبية الموسم المقبل، بعد أن كان من المنافسين على اللقب في النصف الأول من الموسم، لأنه يتقدم بفارق 5 نقاط عن إيفرتون السابع الذي يحل بدوره ضيفا على وست بروميتش البيون. وفي مباراتين أخريين، يلعب اليوم بلاكبول الجريح مع بولتون غدا برمنغهام مع فولهام.

الدوري الإيطالي تتجه الأنظار في المرحلة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة من الدوري الإيطالي إلى المعركة القائمة على المركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وذلك بعدما حسم ميلان اللقب الأسبوع الماضي، وجاره إنتر ميلان ونابولي المركزين الثاني والثالث. ولا تزال هناك 3 فرق تملك حظوظا حسابية في الحصول على المركز الرابع المؤهل إلى الدور التمهيدي من المسابقة الأوروبية الأم، وهي أودينيزي وقطبا العاصمة لاتسيو وروما، فيما خرج يوفنتوس الذي يلتقي غدا بارما، من هذا السباق بعدما اكتفى بالتعادل مع كييفو 2 - 2 بعد أن كان متقدما عليه 2 - صفر.

وكان أودينيزي انتزع المركز الرابع من لاتسيو في المرحلة السابقة بفوزه عليه 2 - 1 ليتقدم على الفريق الأزرق والأبيض وجاره روما بفارق نقطتين لكن مهمته لن تكون سهلة في مواجهة مضيفه كييفو غدا قبل أن يستضيف ميلان البطل في المرحلة الختامية. أما بالنسبة للاتسيو فهو يتواجه اليوم مع ضيفه جنوا على الملعب الأولمبي قبل أن يحل ضيفا على ليتشي المهدد باللحاق ببريشيا وباري إلى الدرجة الثانية، فيما يلعب روما مع مضيفه كتانيا ثم ضيفه سمبدوريا الذي يقاتل أيضا من أجل تجنب الهبوط.

وبعيدا عن معركة المركز الرابع، لا تزال حظوظ نابولي قائمة بالحصول على لقب الوصيف لأنه يتخلف بفارق 4 نقاط عن إنتر ميلان الثاني قبل مواجهتهما غدا على ملعب «ساو باولو» في قمة مباريات المرحلة التي يفتتحها ميلان اليوم أمام ضيفه كالياري. وعلى ملعب «لويجي فيراريس» سيكون سمبدوريا مطالبا بالفوز ولا شيء سواه عندما يستقبل باليرمو وإلا يواجه احتمال اللحاق ببريشيا وباري إلى الدرجة الثانية، وقد ينجح فريق مدينة جنوا من تحقيق مبتغاه غدا لأنه من المرجح أن يشارك ضيفه بتشكيلة من الصف الثاني استعدادا لنهائي كأس إيطاليا الذي بلغه الثلاثاء الماضي بفوزه على ميلان 2 - 1 في إياب نصف النهائي بعد أن تعادل معه في «سان سيرو» 2 - 2. وسيضمن كل من تشيزينا وبولونيا مواصلة مشواره في دوري الأضواء في حال فوز الأول على ضيفه بريشيا والثاني على مضيفه فيورنتينا، فيما يلعب ليتشي، الذي يبتعد بفارق نقطتين عن منطقة الخطر مع جاره باري.

الدوري الإسباني يحتفل برشلونة بلقبه الثالث على التوالي على ملعبه «كامب نو» غدا عندما يستضيف ديبورتيفو لا كورونيا في المرحلة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة. وكان برشلونة ضمن تتويجه باللقب الأربعاء الماضي بتعادله مع مضيفه ليفانتي 1 - 1 وهو سيحتفل بلقبه اليوم مع جماهيره على اعتبار أن مباراته الأخيرة ستكون خارج ملعبه في ملقة. وسيستغل مدرب برشلونة جوزيب غوارديولا المباراة ليدفع باللاعبين الشباب في سعيه إلى إراحة النجوم ترقبا للمباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي في 28 مايو (أيار) الحالي على ملعب ويمبلي في عاصمة الضباب لندن.

في المقابل تكتسي المباراة أهمية كبيرة بالنسبة إلى ديبورتيفو لا كورونيا الساعي إلى البقاء في الدرجة الأولى حيث يحتل المركز السادس عشر برصيد 42 نقطة بفارق 3 نقاط أمام ريال سرقسطة الثامن عشر وآخر المهددين باللحاق بالميريا وهيركوليس إليكانتي إلى الدرجة الثانية. ويسعى ديبورتيفو لا كورونيا إلى استغلال نشوة الفريق الكتالوني وعدم حاجته إلى نقاط المباراة للظفر بها وتأمين بقائه في دوري الأضواء خصوصا أن مباراته الأخيرة ستكون قوية أيضا أمام فالينسيا الثالث الذي يتنافس مع فياريال على البطاقة الثالثة المؤهلة مسابقة إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا.

وتقام مباريات المرحلة غدا وفي توقيت واحد كونها حاسمة لتحديد المراكز الأوروبية والهبوط والبقاء في الدرجة الأولى. ويأمل سرقسطة في استغلال عاملي الأرض والجمهور للفوز على إسبانيول وإنعاش آماله في البقاء في الدرجة الأولى، والأمر ذاته بالنسبة إلى خيتافي السابع عشر عندما يستضيف أوساسونا الرابع عشر.

وفضلا عن صراع البقاء والهبوط، ستكون المرحلة حاسمة لحسم الصراع الثنائي بين فالينسيا الثالث وفياريال الرابع على البطاقة المؤهلة مباشرة إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. ويلعب فالينسيا مع ضيفه ليفانتي، فيما يلعب فياريال مع ضيفه ريال مدريد الوصيف في قمة المرحلة دون منازع. ويبتعد فالينسيا 5 نقاط عن فياريال والتعادل يكفيه لضمان المركز الأوروبي المباشر.