نقطة التحول في نادي اليوفي: استطاع أنطونيو كونتي، مدرب فريق سيينا، أن يتجاوز أندريا فياس بواس، مدرب بورتو البرتغالي، ووالتر ماتزاري، مدرب نابولي، ويفوز بمقعد مدرب فريق يوفنتوس في الموسم المقبل؛ فقد كانت فكرة انتزاع ماتزاري من بين أيدي أوريليو دي لاورينتيس، رئيس نادي نابولي، معقدة للغاية. ويبدو أيضا أن الرغبة في انتظار رد المدرب البرتغالي بدأت تتلاشى؛ حيث كان بواس قد طالب بمنحه وقتا كافيا للتفكير حتى 22 مايو (أيار) الجاري، اليوم الذي سيشهد مباراة نهائي بطولة كأس البرتغال. من جانب آخر، يبدو أن اقتراح فياس كان مقيدا دائما بالشرط الجزائي الكبير الذي يتضمنه عقده مع نادي بورتو (15 مليون يورو). ومن المحتمل أن تشهد الساعات القلية المقبلة آخر محاولة لنادي الإنتر على جبهة بواس، غير أنها تبدو، حقا، محاولة يائسة. في غضون ذلك، ذكر نادي روما أيضا رغبته في محاولة التوصل إلى اتفاق مع المدرب البرتغالي بواس، وتم تحديد موعد لهذه الخطوة عقب المباراة النهائية لبطولة الدوري الأوروبي التي سيكون فريق بورتو طرفا فيها.
التفاوض: لقد جاءت عملية تسريع دفة اليوفي نحو أنطونيو كونتي في الساعات القليلة الماضية، فبمجرد أن طلبت إدارة يوفنتوس من نظيرتها في سيينا السماح لها بالتفاوض مع كونتي، قام نادي اليوفي بالاتصال بمدرب سيينا، مساء يوم الأحد الفائت، عقب خسارة اليوفي أمام بارما في الجولة الماضية. لقد كان حوارا مطولا تم خلاله، في الواقع، إذابة كل العوائق التي كانت ربما تحول بين تولي كونتي مقعد اليوفي في الموسم المقبل. وقد تم الاتفاق، تقريبا، على كل النواحي، حتى المادية منها: عقد لمدة موسمين مقابل 1.5 مليون يورو في الموسم الواحد. وقد أعرب كونتي عن استعداده لخوض هذه التجربة. وعن كونه متحفزا ومطمئنا لخوض هذه المغامرة التي من المؤكد أنها ستكون مثيرة ومليئة بالدوافع، لكنها في الوقت نفسه مليئة بالمزالق لمن سيخوض أول تجربة له كمدرب في دوري الدرجة الأولى الإيطالي. وكان كونتي دائما ما يقول: «لقد قمت بصناعة الدرع التي ستحميني، وأنا الآن مستعد للخطوة الكبيرة». جدير بالذكر، أن نادي سيينا كله يقف إلى جانب كونتي ويمنحه الضوء الأخضر في العبور إلى اليوفي. وقد طلب ميتساروما، رئيس نادي سيينا، الذي ربما سيحاول التفاوض بعد رحيل كونتي عن الفريق مع باسكوال مارينو أو أتزوري أو سانينو، من إدارة اليوفي منحه القليل من الوقت.
موافقة نيدفيد: في هذه الأثناء لم يمكن عدم التفكير برأي بافل نيدفيد، إداري اليوفي، بهذا الاتفاق الذي صرح قائلا: «كونتي؟ لقد كان دائما مكتوبا في قدره أن يصبح مدربا. إنني أتذكر الكثير عنه، كان رائعا عندما كان لاعبا في اليوفي، لقد كان دعامة أساسية في الفريق خلال فترة وجودي به، لقد كنا دائما نعتمد عليه. أكرر: لقد كان دائما مكتوبا في قدره أن يصبح قويا حتى كمدرب. وأنا أتمنى له مسيرة ناجحة على هذا المستوى».
ليونة خططية: ويفضل كونتي طريقة لعب 4/4/2 الأكثر هجومية. وهو ما قد يعني أن المدرب المقبل لليوفي قد منح، بالفعل، موافقته المسبقة على صفقة شراء المخضرم بيرلو، لاعب وسط الميلان، الذي يضمن ليونة خططية في الفريق وإعادة المهارة إلى نصف ملعب اليوفي. ولن يكون من المفاجئ بالنسبة إلينا أيضا رؤية يوفنتوس وهو يلعب بطريقة 4/4/2 (الرومبو)، تلك الطريقة التي بإمكانها فتح الأبواب أمام صانع ألعاب مثل باستوري. كصانعي ألعاب الفريق (بيرلو وباستوري) حينها سيكون الأمر أشبه، إلى حد ما، بمنتخب إيطاليا الذي فاز بكأس العالم تحت قيادة ليبي حيث كان يلعب مدرب الآزورى ببيرلو وتوتي.
بدائل: في عام 2004 كان من المؤكد وصول ديشامب إلى مقعد مدرب اليوفي، لكن على حين غرة ظهر فابيو كابيللو مدربا للفريق. هل لا يزال هناك احتمال لحدوث مفاجآت؟ لا يزال، في الواقع، يتردد اسم ألبرتو مانشيني، لكن من الناحية العملية تعتبر على حدود المستحيل. ثم هناك غاسبريني وديليو روسي، لكن من الناحية الواقعية الموقف يبدو أمامنا كالتالي: ماتزاري خارج هذا الصراع تماما (فمدرب نابولي لا يود الدخول في حرب مع دي لاورينتيس) وربما أن المحاولة الأخيرة نحو فياس ستؤول إلى لا شيء.
العقلية والشخصية: كان بافل نيدفيد، إداري نادي يوفنتوس، قد صرح خلال معرض الكتاب الذي أقيم في تورينو، بصدد أحوال الفريق قائلا: «أنا مثل كل جماهير السيدة العجوز أشعر بغضب شديد في هذه اللحظة، لقد أصابتني خيبة الأمل، بشكل خاص، من لاعبي الفريق، لم يكن ينبغي علينا أن نكون خلف هذه الفرق في ترتيب الدوري؛ فهذا أمر لا أقبله. لقد كان ينقصنا مفهوم الفريق على المستوى العقلي. لقد كنا نحاول إثبات ذلك على صفحات الجرائد، لكن من دون أن نثبت داخل الملعب أننا يوفنتوس. فالوافدون الجدد إلى الفريق لا يدركون معنى قميص اليوفي، والقدامى نسوا أيضا قيمة هذا القميص. لقد فقدنا الشخصية داخل الملعب، ليس مجرد جزء منها بل فقدناها تماما. الآن هناك شعور مرير بخيبة الأمل، لكن ثمة الكثير من الأمل في الغد، أود أن أؤكد لكم أن الرئيس أنيللي لديه رغبة كبيرة في حمل اليوفي إلى الانتصارات من جديد».