فياس ـ بواس يقود بورتو للقب الدوري الأوروبي.. ويتطلع للثلاثية التاريخية

«المتميز البرتغالي الجديد» أصبح أصغر مدرب يحصل على بطولة أوروبية

TT

بات البرتغالي اندري فياس - بواس اصغر مدرب يتوج بلقب أوروبي عن عمر 33 عاما و213 يوما، عندما قاد بورتو البرتغالي إلى لقبه الثاني في مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) لكرة القدم، إثر تغلبه على مواطنه وجاره براغا 1 - صفر في المباراة النهائية التي كان ملعب افيفا ستاديوم في دبلن مسرحا لها.

والرقم القياسي السابق مسجل باسم الإيطالي جيانلوكا فيالي الذي قاد تشيلسي إلى إحراز كأس الكؤوس الأوروبية موسم (1997 - 1998) عندما كان يبلغ 33 عاما و308 أيام. ويبدو بورتو بقيادة مدربه الشاب اندري فياس - بواس في طريقه لتكرار إنجاز عام 2003 عندما أحرز ثلاثية الدوري والكأس المحليين وكأس الاتحاد الأوروبي مع المدرب الفذ جوزيه مورينهو، لأنه يخوض في نهاية الأسبوع الحالي نهائي مسابقة الكأس المحلية أمام فيتوريا غيمارايش.

وكان فياس - بواس من أشد المعجبين بمدرب براغا الحالي دومينغوس باسيينسيا عندما كان الأخير لاعبا شابا في صفوف بورتو بالذات، وهو كتب في أحد الأيام رسالة إلى المدرب الإنجليزي الراحل بوبي روبسون الذي أشرف على الفريق البرتغالي من 1994 حتى 1996 يطلب منه الاعتماد بشكل أكبر على باسيينسيا عوضا عن إبقائه على مقاعد الاحتياط. ورد روبسون على فياس - بواس طالبا منه أن يدعم طلبه بالإثباتات لأن باسيينسيا كان يافعا ومجهولا حينها، فقام فياس - بواس بتحضير ملف شامل عن الأخير وأرسله للمدرب الإنجليزي الذي أعجب بما شاهده من فياس - بواس فأرسل الأخير إلى إنجلترا لكي يخضع لدورات تدريبية عديدة وهو بعمر المراهقة.

وبعد أن حصل على شهادته التدريبية، انضم فياس - بواس للطاقم الفني الخاص بمورينهو وأصبح ذراعه اليمنى، أولا مع بورتو ثم تشيلسي وإنترميلان الإيطالي، قبل أن يشرف على اكاديميكا كويمبرا في موسم 2009 - 2010 ويبقيه في دوري النخبة، ثم عين في منصبه الحالي مع بورتو في الثاني من يونيو (حزيران) الماضي خلفا لمانيول جيزالدو فيريرا الذي انتقل بدوره للإشراف على ملقة الإسباني ثم باناثينايكوس اليوناني. وحصد فياس - بواس مع مورينهو ألقابا عدة لدرجة عرف فيها بلقب «المميز الثاني» مقارنة مع لقب «المميز» لمدرب ريال مدريد الحالي.

وحول أحداث المباراة، يدين بورتو بالفضل في هذا الانتصار التاريخي لمهاجمه الكولومبي، رادميل فالكاو، الذي أحرز هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول مستغلا عرضية فريدي جوارين ليرتقي برأسه ويضع الكرة داخل الشباك. ونجح فالكاو في تحطيم الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة خلال موسم واحد من مسابقة الدوري الأوروبي (كأس الاتحاد الأوروبي السابق). سجل المهاجم الكولومبي، الذي أحرز خمسة أهداف لبورتو في الدور قبل النهائي ليقوده للتفوق 7/4 على فياريال في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، 17 هدفا في المسابقة الأوروبية هذا الموسم، بزيادة هدفين عن رصيد النجم الألماني السابق يورجن كلينسمان مع فريق بايرن ميونيخ موسم 1995/1996. وقال فالكاو الفائز بجائزة أفضل لاعب في المباراة: «حلمنا بالفوز بهذا اللقب، والآن الحلم أصبح حقيقة». وأضاف: «أشعر بالسعادة لسجلي التهديفي، ولكن هذا لم يكن مهما اليوم، الشيء الأهم هو اللقب، وصفتنا للنجاح هي العمل الجماعي».

أحرز بورتو، الذي أصبح الفريق البرتغالي الأبرز في الدوري الأوروبي بعد خروج بنفيكا، مؤخرا لقبه السابع بالدوري البرتغالي خلال السنوات التسع الأخيرة، بعدما حقق 27 فوزا وثلاثة تعادلات طوال موسمه المذهل. وحصد بورتو ثالث لقب أوروبي له في غضون ثماني سنوات. كما تأهل بورتو إلى نهائي مسابقة كأس البرتغال التي أحرز لقبها في السنوات الأربع الماضية.

سبق لبورتو إحراز لقب دوري أبطال أوروبا مرتين، في 1987 و2004 وكأس إنتركونتينينتال مرتين، وكأس الاتحاد الأوروبي مرة واحدة في 2003. وصار أندريه فيلاس - بواس، مدرب بورتو البالغ من العمر 33 عاما، أصغر مدرب في التاريخ يحرز لقب بطولة أوروبية للأندية. يستطيع فيلاس - بواس قيادة بورتو إلى إنجاز ثلاثي هذا الموسم، بعدما أحرز لقب الدوري البرتغالي وبلغ نهائي الكأس المحلية، ليسير على خطى البرتغالي الشهير جوزيه مورينهو، المدير الفني لريال مدريد الإسباني. كان مورينهو قاد فريق إنترميلان الإيطالي لإحراز لقب الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا في موسم 2009/2010.

جمعت المباراة بين فريقين لم يسبق لهما المواجهة من قبل في أي بطولة أوروبية ليقدما هذه المرة أول نهائي برتغالي خالص على المستوى الأوروبي، يسجلان به رقما قياسيا جديدا في أقصر مسافة تفصل بين مقري طرفي المباراة، 50 كيلومترا فقط. لم يسبق لبراغا الفوز بأي ألقاب كبيرة، باستثناء لقب كأس البرتغال الذي أحرزه عام 1966، ولكنه فجر مفاجأة كبيرة الموسم قبل الماضي باحتلاله المركز الثاني في ترتيب الدوري البرتغالي الممتاز خلف البطل بنفيكا.

وكما هو متوقع، كان بورتو الأكثر سيطرة على مجريات اللعب، ولكن دون أن ينجح في هز الشباك خلال الدقائق الأولى. أهدر جيفانيلدو فييرا هالك فرصة ثمينة لبورتو في الدقيقة السابعة قبل أن يهدر مهاجمو الفريق العديد من الفرص المحققة، حتى أعلن فالكاو عن نفسه بقوة ووضع فريقه في المقدمة في الرمق الأخير من شوط المباراة الأول. فقد ألبرتو رودريجيز الكرة ليلتقطها جوارين ويمرر من الناحية اليمنى ليقفز فالكاو برأسه ويسكن الكرة في الشباك. وسعى براغا لتسجيل هدف بأي ثمن من أجل نقل المباراة إلى وقت إضافي، ولكنه افتقد إلى الدقة في اللمسة الأخيرة. كاد بورتو أن يسجل هدفا ثانيا قبل نهاية المباراة ولكن تسديدة فرناندو بيلوتشي ضلت طريقها للمرمى.

من جهة أخرى أكد اللاعب البرتغالي الدولي سيلفيو رحيله عن صفوف فريقه البرتغالي سبورتنغ براغا من أجل الانضمام لنادي أتلتيكو مدريد الإسباني. وأعلن سيلفيو عن انتقاله بعد ساعات قليلة من هزيمة براغا في نهائي الدوري الأوروبي أمام مواطنه بورتو. وصرح سيلفيو البالغ من العمر 23 عاما لوسائل الإعلام قائلا: «بوسعي الآن أن أؤكد انتقالي إلى أتلتيكو مدريد». وأضاف: «كانت هذه مباراتي الأخيرة مع براغا. ستكون إسبانيا تحديا كبيرا بالنسبة لي، آمل أن أكون سعيدا هناك».

وولد سيلفيو، واسمه الكامل سيلفيو مانويل أزيفيدو فيرييرا سا بيرييرا، في لشبونة قبل 23 عاما وتدرج في قطاعات الشباب لفريق بنفيكا. وانضم سيلفيو إلى براغا العام الماضي بعدما لعب لفرق أتلتيكو كاسيم وأوديفيلاس وريو آفي. ويتمتع سيلفيو بمميزات كبيرة حيث يمكن الاستفادة من خدماته في خطي الدفاع أو الوسط، وقد لعب ثلاث مباريات دولية مع البرتغال. ولم يعرف بعد قيمة المبلغ الذي دفعه أتلتيكو للحصول على خدمات سيلفيو. ويحتل أتلتيكو مدريد حاليا المركز الخامس مناصفة بترتيب الدوري الإسباني بما يضمن له المشاركة في بطولة الدوري الأوروبي الموسم المقبل.