غموض عمل لجنة الدراسات الاستراتيجية باتحاد الكرة السعودي يثير التساؤلات حول جدوى تشكيلها

عضو اللجنة العفالق انتقد ضبابية لوائح الاتحاد ووصف منظومة العمل بالفاشلة

TT

سعى اتحاد الكرة السعودي إلى استحداث عدد من اللجان الجديدة من أجل تدارك وضع لعبته التي باتت متراجعة على الصعيدين الآسيوي والدولي، وهذه الخطوة ضاعفت المسؤولية لدى اللجان من أجل مسارعة الخطى في أدائها، وتقديم المرجو منها خلال فترة قصيرة لإثبات مدى جدواها، ومن هذه اللجان لجنة الدراسات الاستراتيجية التي لم يظهر لها أي صوتٍ منذ تشكيلها، على الرغم من أن لها دورا كبيرا في كثير من الاتحادات العالميّة، فهذه اللجنة مسؤولة عن البرامج التطويريّة التي تضمن للاعبين السعوديين تحسين مستوياتهم، وتدرس أوضاع المسابقات المحليّة وعددها، وتقدم رؤية لمستقبل البطولات التي ينظمها الاتحاد السعودي، وتناقش أوضاع التحكيم وآليّة اختيارهم والاختبارات التي تطبّق عليهم، إلى جانب وضعها لخطّة عمل يسير وفقها المجلس التنفيذي في جلساته، ومتابعة أعمال اللجان ومدى نجاعتها، وكذلك تقوم بتقييم الأداء العام لعمل الاتحاد وتقدم المقترحات لإصلاح الإخفاقات وترميم مكامن الخلل. لكن لجنة الدراسات الاستراتيجية بالاتحاد السعودي لا يزال عملها غامضًا، فهي لم تكشف عن جدول أعمالها، ولم تقدم للمجتمع الرياضي دائرة اختصاصها التي ستقوم بدراستها، وهذا الأمر يضاعف القلق حول ضعف أدائها كما هو الحال لدى كثير من اللجان كلجنة الأخلاق واللعب النظيف. والإعلام الرياضي جزء من منظومة عمل تلك اللجان حيث من المفترض أن يكون مطلعًا على خطة سيرها، من أجل تقييم مستوى حركتها، لأن المعني الأول من هذه اللجنة ليس الاتحاد السعودي فحسب، بل الشارع الرياضي برمته.

وهذه اللجنة عليها تحديد أولويات الدراسة والابتداء بالبنى التحتيّة التي تعاني منها الكثير من أنديتنا الرياضية، خصوصًا بعد أن رفع اتحاد الكرة عدد أندية دوري زين السعودي إلى 14 ناديًا، وسط معاناة ملاعب الأندية من سوء الأرضيّة، ومحدوديّة المرافق الداخليّة التي تؤهّل اللاعبين، وقلّة استيعابها للجماهير الرياضية المساندة لأنديتها إضافة إلى ضعف الخدمات التي تقدّم لهم، والعمل على توفير الأساس السليم الذي يساعد في عمليّة البناء في المستقبل، كما أن الخطّة الانتقاليّة التي يسعى من خلالها اتحاد الكرة إلى الانتقال للخصخصة خلال الأعوام المقبلة لا يلغي دوره الهام في ضرورة الاهتمام بمنشآت الأندية الرياضية، وتيسير مهمّة الشركات وتحفيزها من خلال إيجاد بيئة خصبة صالحة للاستثمار.

وكشف عضو لجنة الدراسات الاستراتيجية بالاتحاد السعودي المهندس عبد العزيز العفالق عبر صفحته الشخصيّة في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن استيائه حول ما جرى في قضيّة نجران والتعاون، التي اشتكى فيها الأول من إشراك الأخير للاعبه رغم تحويله كلاعب هاوٍ، وقال: «اللوائح الخاصة بهذا الموضوع وضعت لمنع الالتفاف حول الفترات المسموح بها بالانتقال من نادٍ إلى آخر، حيث إنه في السابق كان يتم تحويل اللاعب إلى هاو ليتم نقله خارج فترة الانتقالات، في هذه الحالة (أي حالة التعاون) لم يكن القصد بالطبع انتقال اللاعب، ولكن مع ذلك تم كسر نص اللائحة التي لم تكن مصاغة بشكل صحيح». وهذه الرؤية تبيّن ضرورة دراسة اللجنة لأوضاع اللوائح التي يعتمدها الاتحاد السعودي، حيث يظهر عليها عدم الوضوح، مما يوقع الأندية واللجان المعنية بمتابعة القضايا في حرج كبير أثناء إصدار الأحكام كما حدث في قضيّة التعاون ونجران.

ولم يكتفِ العفالق بتقديم رؤيته النقديّة للوائح الاتحاد السعودي، بل امتدت لتشمل المنظومة بكاملها حيث علق خبر اعتزال الحكم فهد المرداسي بقوله: «اعتزال الحكم المميز فهد المرداسي هو دليل على فشل كبير في منظومة اتحاد كرة القدم وذلك عندما يبتعد الأفضل ويبقى الأسوأ في المنظومة». وهذا التوجّه من العفالق يحمل كثيرا من نقاط الضعف التي شاهدها في عمل اتحاد الكرة السعودي، وهو الأمر الذي يجب أن يكون محلّ دراسة ونظر، وأن لا تكتفي لجنة الدراسات الاستراتيجية بتقديم توصياتها للجان، بل عليها عرض ما توصلت إليه عبر وسائل الإعلام، لتكشف مدى عمق عملها ودورها في تطوير الاتحاد السعودي، لأنها مسؤولة أمام المجتمع الرياضي في ظل التراجعات المستمرّة على صعيد الأندية السعوديّة والمنتخبات التي بدأت تفقد هيبتها بعد أن كانت متزعمة للقارة الآسيوية، ولها بصمة واضحة في المونديالات العالميّة.