شالكه يسعى لنسيان أحزانه بالفوز بكأس ألمانيا على حساب فريق من الدرجة الثانية

معارك الهبوط الشرسة تهيمن على بطولات الدوري الأوروبية

TT

تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى الملعب الأولمبي في برلين حيث يسعى نادي شالكه لتضميد جراحه بعد موسم مخيب للآمال بالفوز على دويسبورغ المنافس بدوري الدرجة الثانية، خلال مباراتهما اليوم في نهائي كأس ألمانيا لكرة القدم. وتشهد بطولات الدوري المحلية قرب تحقيق ليل الفرنسي إنجازه الذي بلغه منذ 65 عاما بالجمع بين بطولتي الدوري والكأس. وتتركز الأنظار أيضا في فرنسا وإسبانيا وإنجلترا على معركة الهبوط حيث ترفع فرق القاع شعار «الحياة أو الموت» في المراحل الأخيرة.

* كأس ألمانيا

* يتطلع نادي شالكه إلى إنقاذ موسمه بإحراز لقب مسابقة كأس ألمانيا لكرة القدم للمرة الأولى منذ عام 2002 عندما يواجه دويسبورغ من الدرجة الثانية في المباراة النهائية على الملعب الأولمبي في برلين اليوم. وهذه المرة الـ12 التي يبلغ فيها شالكه حامل اللقب 4 مرات آخرها عام 2002 المباراة النهائية، والأولى منذ 2005 عندما خسر أمام بايرن، وهو يحاول إنقاذ موسمه المتعثر في الدوري الألماني.

من جهة أخرى، هذه المرة الأولى التي يشهد فيها الدور النهائي طرفا من الدرجة الثانية منذ 2004 بعدما كان ألمانيا اخن آخر فريق من الدرجة الثانية يبلغ النهائي عندما خسر أمام فيردر بريمن 2 - 3. وقال مدرب شالكه رالف رانغنيك الذي يتوقع أن يعتمد مرة جديدة على مهاجمه الإسباني المخضرم راوول غونزاليس: «أنا مقتنع أننا سنذهب للفوز، لأن نوعيتنا أفضل من خصمنا إذا كان لاعبو فريقي في مستواهم».

ويقود «الأزرق الملكي» حارس المرمى الدولي مانويل نوير الذي سينتقل إلى بايرن ميونيخ مقابل نحو 20 مليون يورو قبل عام واحد على انتهاء عقده. وأصر نوير البالغ من العمر 25 عاما أنه سيبقى وفيا لجماهير شالكه: «أحب شالكه. هذا النادي بمثابة قطعة من منزلي وسيبقى كذلك. أعدكم أن شالكه سيبقى دائما في قلبي». ويقدم نوير مستوى رائعا إذ نجح في قيادة فريقه إلى نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا حيث خسر أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي، لكن فريقه عانى في الدوري المحلي «بوندسليغا» كثيرا واحتل المركز الرابع عشر.

ونجح شالكه في التغلب في نصف النهائي على بايرن ميونيخ حامل الرقم القياسي في المسابقة (15 لقبا)، ليثأر من الفريق البافاري الذي هزمه في الموسم الماضي في الدور ذاته من المسابقة.. من جهته! تأهل دويسبورغ الذي يبعد 35 كلم عن غلزنكيرخن مقر شالكه، إلى النهائي بفوزه على اينيرجي كوتبوس من الدرجة الثانية أيضا 2 - 1 وهو احتل المركز الثامن في ترتيب دوري الدرجة الثانية. وهي المرة الرابعة التي يبلغ فيها دويسبورغ النهائي حيث خسر أمام بايرن 1 - 2 عام 1998 وأمام اينتراخت فرانكفورت صفر - 1 عام 1975 وبايرن ميونيخ 2 - 4 عام 1966. ولم يسبق لدويسبورغ الفوز بلقب البطولة. وكان هانوفر هو الفريق الوحيد الذي فاز بلقب الكأس خلال مشاركته في دوري الدرجة الثانية وكان ذلك في عام 1992. لكن دويسبورغ يعاني كثيرا في ظل إصابات لاعبيه، فقال مدربه الكرواتي ميلان ساسيتش: «نحن في وضع صعب للغاية. لا أعلم شخصيا من سيكون جاهزا للعب اليوم، لكننا سنحشد 11 لاعبا».

ويغيب القائد الصربي سرديان بالياك والمدافع جوليان كوش لإصابتين في الرباط الصليبي، على غرار لاعب الوسط النمساوي يورغن ساوميل لإصابة في فخذه، في حين يعاني المدافع البرازيلي القوي برونو سواريس من الإيقاف. فضلا عن ذلك، يعاني لاعب الوسط البوسني المخضرم إيفيكا غرليتش من إصابة عضلية والمدافع بنيامين كيرن من تمدد في أربطة ركبته، وما زاد الطين بلة انسحاب لاعب الوسط الكرواتي إيفيكا بانوفيتش من تمارين الأربعاء لإصابته. بيد أن النبأ الوحيد لدويسبورغ، تمثل في استعادة المهاجم النمساوي شتيفان مايرهوفر عافيته، إذ أظهر روحا قتالية قوية في مواجهتي كولن وكايزرسلاوترن في طريق الفريق إلى النهائي.

* الدوري الفرنسي

* يقف ليل على أعتاب تكرار إنجازه عام 1946 عندما جمع بطولتي الدوري والكأس إذ يحتاج إلى نقطة واحدة من مباراتيه الأخيرتين ليحقق هذا الهدف. ويتقدم ليل الذي فاز في مباراته المؤجلة على سوشو 1 - صفر الأربعاء الماضي بفارق 6 نقاط عن مرسيليا حامل اللقب الموسم الماضي قبل انتهاء الدوري بمرحلتين. وكان ليل توج بطلا لكأس فرنسا بفوزه على باريس سان جرمان بهدف متأخر السبت الماضي على استاد سان دوني في ضواحي باريس، وسيلتقي الفريقان مجددا اليوم على ملعب بارك دي برانس هذه المرة.

ولم يكن أحد يرشح ليل لإحراز اللقب في مطلع الموسم الحالي، لكن الفريق الشمالي بقيادة المدرب الناجح رودي غارسيا قلب التوقعات رأسا على عقب وبات على أعتاب إحراز أول لقب في الدوري المحلي له منذ عام 1955. واعتمد ليل خلال الموسم الحالي على بعض العناصر المؤثرة في صفوفه لعل أبرزهم الحارس المخضرم ميكايل لاندرو والمدافع الدولي عادل رامي وثنائي خط الهجوم الفعال موسى سو هداف الدوري برصيد 21 هدفا والعاجي جيرفينيو صاحب 14 هدفا، أي أنهما سجلا 35 هدفا من أصل 63 لفريقهما. يذكر أن ليل سينتقل خلال عام إلى ملعبه الجديد في فيلنوف داسك الذي يتسع لـ51 ألف متفرج، وهو أحد الملاعب الذي سيشهد منافسات كأس أوروبا عام 2016 في فرنسا.

في المقابل تتركز الأنظار على معركة الهبوط وتحديدا نحو موناكو بطل الدوري عام 2000 ووصيف دوري أبطال أوروبا عام 2004. ويخوض فريق الإمارة مباراة مصيرية ضد مونبلييه إذا خسرها سيهبط تلقائيا إلى الدرجة الثانية. وسقط حتى الآن فريقا لنس وارل افينيون إلى الدرجة الثانية وتشمل معركة الهبوط تسعة فرق.

واعتبر حارس مرمى فرنسا وموناكو سابقا جان لوك ايتوري بأن وضع فريقه صعب للغاية واعتبر بأن الهبوط إلى الدرجة الثانية سيكون كارثيا على الفريق بقوله «عدد أنصار الفريق ضئيل جدا، وإذا هبط الفريق لن يأتي أحد إلى الملعب لمؤازرة اللاعبين». وأضاف «سيكون من الصعب على موناكو تخطي هذا الوضع تماما كما فعل نانت الذي كان يعتبر من أفضل الأندية في الدرجة الأولى وهبط إلى الدرجة الثانية عام 2009 ولم يتمكن من العودة حتى الآن».

* الدوري الإسباني

* يشهد اليوم مباريات «حياة أو موت» بالنسبة لـ6 فرق تصارع من أجل البقاء في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم. ويحتاج ريال سرقسطة وديبورتيفو لاكورونا وخيتافي وريال سوسيداد واو ساسونا وريال مايوركا إلى الفوز من أجل الهروب من شبح الهبوط، في أشد الصراع في قاع الدوري الإسباني منذ أعوام.

وهبط الميريا وايركوليس بالفعل إلى دوري الدرجة الثانية، ولكن جميع الفرق الـ6 الأخرى تعتمد على نتائجها في المرحلة الـ38 الأخيرة من المسابقة من أجل حسم صراع البقاء.

ولم يحدث من قبل أن هبط الفريق صاحب المركز الثالث من القاع بمثل هذا العدد من النقاط، في الغالب 40 نقطة تكون كافية للبقاء، وعلى سبيل المثال فإن فريق ملقة نجح في البقاء بدوري الدرجة الأولى الموسم الماضي برصيد 37 نقطة فقط، ولكن في الموسم الحالي قد يجمع فريق 45 نقطة ويهبط. ويحتل سرقسطة المركز الثالث من القاع برصيد 42 نقطة يليه خيتافي وديبورتيفو برصيد 43 نقطة ثم سوسيداد ومايوركا واوساسونا برصيد 44 نقطة. وأوضحت محطة راديو ماركا «يوم السبت سيكون يوم الأزمات القلبية، ولكن الشيء الأكثر إثارة هو أن الفرق المتورطة في صراع الهبوط لا تعتمد على نتائج الفرق الأخرى، يحتاجون فقط إلى الفوز».

وهبط سرقسطة إلى دوري الدرجة الثانية في 2002 و2008 ويقاتل الفريق من أجل البقاء، حيث يحتاج الفريق إلى الفوز على ليفانتي، الذي لن يضيف له الفوز شيئا، خاصة بعدما ضمن البقاء، بجانب أنه لا ينافس على التأهل للعب الأوروبي الموسم المقبل. وسيقوم نحو 5 آلاف مشجع لسرقسطة برحلة قصيرة إلى ليفانتي لمؤازرة فريقهم، أغلبهم من دون تذاكر.

ويحتاج ديبورتيفو لاكورونا للفوز على بلنسية صاحب المركز الثالث من أجل ضمان البقاء. وستكون الرحلة إلى بلنسية بمثابة ذكرى سيئة لجماهير ديبورتيفو، لأن الفريق صاحب الأرض كان هو من حرم ديبورتيفو من أول لقب له بالدوري الإسباني في عام 1994 عبر التعادل السلبي معه. وسيخرج خيتافي لملاقاة ريال سوسيداد المتعثر، في أكثر المباريات توترا اليوم. وقام سوسيداد بتخفيض سعر التذكرة للجماهير لتصل إلى 10 يوروات، من أجل ملء ملعب أنويتا عن بكرة أبيه.

ويستضيف مايوركا فريق أتلتيكو مدريد، الذي يستعد لوداع مدربه كيكي سانشيز فلوريس. ويحتاج أتلتيكو صاحب المركز الخامس إلى الفوز على مايوركا، من أجل تجنب المشاركة في الدور التمهيدي للدوري الأوروبي الموسم المقبل. ويلتقي اوساسونا مع ضيفه فياريال صاحب المركز الرابع. ويلتقي برشلونة بطل الموسم الحالي مع مضيفه ملقة، فيما يلتقي ايركوليس مع سبورتينج خيخون فيما يلتقي ريال مدريد مع الميريا.

ونجح البرتغالي كريستيانو رونالدو ملهم ريال مدريد، في الموسم الحالي في معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في موسم واحد، برصيد 38 هدفا، وأمامه فرصة لتحطيم الرقم القياسي عندما يلتقي فريقه اليوم ضيفه الميريا. ويتساوى رونالدو في الرقم القياسي لعدد الأهداف مع تيلمو زارا نجم أتلتيك بيلباو (1950/1951) وهوجو سانشيز (1989/1990).