الفرنسي مكسيس مدافع روما السابق: رفضت ريال مدريد طمعا في فخامة الميلان

برلسكوني رئيس النادي يفكر في إهداء أليغري صفقة مدوية خلال سوق الانتقالات المقبلة

TT

لم تكن ليلة الاثنين الماضي التي جمعت بين سلفيو برلسكوني رئيس نادي الميلان، وأليغري مدرب الفريق، وغالياني نائب رئيس الميلان، على العشاء، من بين أكثر الليالي ملائمة للاحتفال بحصد الفريق درع بطولة الدوري المحلي، ولكن لم يقر أحد بذلك، فقد صرح أليغري بشأن هذه المقابلة قائلا: «لقد وجدت السيد برلسكوني مطمئنا للغاية». أما أدريانو غالياني الذي يعرف سلفيو منذ زمن طويل، فقد قال: «من المؤكد أنه لم يكن سعيدا، غير أن الرياضة تظل رياضة، والسياسة كذلك هي السياسة. والرئيس برلسكوني يعرف جيدا كيف يفصل بين الأمرين». صرح نائب رئيس الميلان بهذه الكلمات بنبرة حادة لأنه يعي إلى أي مدى من الممكن أن تفهم تصريحاته على محمل معاكس للحقيقة. ويواصل أدريانو: «بالنسبة لسلفيو، كرة القدم تشكل جزءا منفصلا من اهتماماته. ولقد كان لقاؤنا معه، هذه المرة أيضا، مثمرا ومليئا بالحماس».

ليست هناك قوائم: ورغم أنه كانت هناك لحظات ازدحام مروري في مدينة اركوري التي شهدت مقابلة أليغري برئيس نادي الميلان، فإن برلسكوني استطاع أن يجد الطريقة التي يتحدث بها عن ناديه. وقد أوضح غالياني في هذا الصدد قائلا: «لم نقم بعمل أية قائمة لنفقات النادي. أولا، يتعين علينا الانشغال بمسألة تجديد العقود الموشكة على الانتهاء. وعندما سنعلم من سيبقى من اللاعبين في الفريق سنفكر في باقي الأمر». بناء منطقي، لأنه في حال رحيل كبار لاعبي الفريق الموشكة عقودهم على الانتهاء عن أسوار الميلان لن يتركوا وراءهم مبالغ مالية كبيرة ناتجة عن عملية بيع بطاقاتهم (لأن عقودهم منتهية)، ولكن الكثير من الأموال ستتوفر من رواتبهم السنوية الكبيرة. وإذا لم يغادر أي من هؤلاء اللاعبين فريق الميلان، سيكون من الصعب أن يقوم النادي بضم لاعب جديد: فقد أوضح أليغري أنه يرغب في تشكيل فريق أقل عددا من الموسم الماضي.

المفضل: «لا أعلم كيف بزغ اسم الأرجنتيني خافير باستوري، لاعب باليرمو، في سوق انتقالات الميلان». هكذا احتج غالياني على بعض التلميحات التي ظهرت على صفحات بعض الجرائد الرياضية حول اهتمام الميلان بخدمات المهاجم الأرجنتيني. ويتابع نائب رئيس الميلان: «نحن لم نفكر في هذا الأمر مطلقا». في الواقع، يعد باستوري، الذي يبدو الوريث الشرعي للبرازيلي كاكا، هو اللاعب المفضل لدى برلسكوني الذي يود إبرام صفقة مدوية في سوق الانتقالات المقبلة. ومن الناحية الإعلامية، ربما يكون انتزاع سلفيو هذا اللاعب وضمه إلى صفوف فريقه أشبه بطلقات الألعاب النارية التي شهدها استاد سان سيرو يوم السبت الماضي، نظرا لأن باستوري يروق كثيرا لنصف أندية أوروبا، وانتقاله إلى نادي برلسكوني يعني انتصارا جديدا للميلان. هذا بالإضافة إلى أن مهاجم باليرمو يلعب في إيطاليا ويعرف قيمة هذا الدوري حتى وإن لم يكن قد حظي باستمرارية في اللعب خلال الموسم الحالي. ولكن ثمة عيب واحد في هذه الموهبة الأرجنتينية؛ وهو عدم وجود خبرات مسبقة له في البطولات الأوروبية، بيد أن هذا النقص يعاني منه أيضا غانسو، لاعب سانتوس البرازيلي، الذي يتابعه الميلان عن كثب، والسلوفاكي هامسيك، لاعب نابولي، الذي يروق كثيرا لماسيمليانو أليغري. ولعل هؤلاء اللاعبين يصطفون في قائمة أهداف الميلان إلى جانب إريك لاميلا، لاعب ريفر بليت الأرجنتيني، الذي يروق كثيرا لغالياني وبرايدا المدير الرياضي في الميلان.

تغيرات: ويعتبر الأرجنتيني إريك لاميلا الأصغر سنا (19 عاما) بين أهداف الميلان المذكورة مسبقا، وسوف يتسلم لاعب وسط ريفر بليت جواز سفر إسبانيا في 15 يوليو( تموز) المقبل. أما البرازيلي غانسو، فهو يتمتع، بالفعل، بجواز سفر أوروبي. ويحظى إريك بوصف جيد: «صانع ألعاب بالفطرة»، ومن الممكن له أن يلعب في الأمام أو الخلف أيضا، ويعد أساسيا في فريقه، وأوروبيا في طريقة لعبه، تماما كما كان كاكا.

أما هامسيك، فهو لاعب الوسط الذي يرغب أليغري في ضمه إلى فريق الميلان وشراء بطاقته، وسيكون صفقة كبيرة أيضا من الناحية الإعلامية. أما بالنسبة لخافير باستوري، فوجوده بين صفوف الفريق سيضمن للمدرب التقدم بأفكاره الخططية إلى الإمام جاعلا الغاني بواتينغ، لاعب الميلان، يقوم بدور الجناح الأيسر داخل الملعب. يذكر أن غالياني يتابع صانع ألعاب باليرمو منذ فترة، وربما كان يود الحصول على خدمات باستوري عندما رحل كاكا إلى مدريد. ولكن الأمر الآن يتوقف كله على مطالب زامباريني، رئيس نادي باليرمو، الذي لن يقدم أية تنازلات إلى الميلان أو أي ناد آخر؛ وهذا أمر مؤكد.

وفي سياق متصل، يبدو أن نادي الميلان كان مكتوبا في قدر الفرنسي فيليب مكسيس، مدافع روما والمنتقل حديثا إلى الميلان. إنها مسألة طموحات واختيارات. وفي أولى الحوارات الصحافية التي أجريت مع المدافع الفرنسي بعد تحوله إلى لاعب في صفوف الميلان، ظهر مكسيس متصدرا غلاف مجلة «فرانس فوتبول» وهو يرتدي قميص فريقه الجديد، غير أن جزءا من قلبه لا يزال ينبض بحب فريقه الأسبق روما.

العائلة: لقد كان اللعب لصالح فريق روما بمثابة تجربة خاصة لفليب الذي صرح في حواره مع المجلة الفرنسية قائلا: «لقد مكثت هناك سبعة مواسم، أمر نادرا ما يحدث في عالم كرة القدم العادية. لقد نضجت كرويا إلى جانب فرانشيسكو توتي ودي روسي واكويلاني الذين كانوا أكثر من مجرد زملاء في الفريق. لقد كانت مدينة روما هي بيتي الثاني. لقد كان توتي من أوائل من حضر لزيارتي بعد العملية التي خضعت لها، فقد كنا أيضا نسكن متقاربين. لقد عشت لحظات رائعة في روما». وفي قلب مكسيس هناك كذلك جزء لروزيلا سينسي، الرئيسة السابقة لنادي روما: «كان من الممكن أن أرحل عن أسوار روما منذ عام مضى. كنت ارغب أن يحصل النادي على مبلغ مالي من خلال بيع بطاقتي. ولكن روزيلا سينسي، التي كنت في النهاية بمثابة صديق لها، قالت لي إن أفراد العائلة لا يتم بيعهم. لقد صدمتني كثيرا بهذه الكلمات».

طموحات: ولكن مكسيس الآن انتقل إلى الميلان. إنه الاختيار الذي يتماشي مع طموحات اللاعب ورغبته في الفوز بالبطولات. وعن ذلك تحدث المدافع الفرنسي قائلا: «الفوز بدرع الدوري الإيطالي مع فريق روما كان سيصبح أمرا رائعا. كان بإمكاني فحسب أن أظل في إيطاليا مع روما أو الميلان. لقد اخترت الميلان لأنه يعد نقطة مرجعية.. ناد استطاع أن يحصد العديد من البطولات، يعد من أفضل خمسة أندية أوروبية. إنه النادي الإيطالي الأكثر فخامة، وهو الرمز والعلامة والهوية. وإنه لشرف لي أن أحمل هذا القميص. أنا أيضا أود الفوز بدوري أبطال أوروبا. لقد اتصل بي أيضا نادي ريال مدريد الإسباني، ولكني كنت أرغب في ضمان الاستمرارية في اللعب وعدم خوض نوع مختلف تماما من كرة القدم، هكذا سيحدث التأقلم مع فريق الميلان بشكل أسهل». يذكر أن مكسيس قد وقع على عقد لمدة أربعة مواسم مع نادي الميلان مقابل 4.5 مليون يورو سنويا بغض النظر عن المكافآت الإضافية. لقد أصبح فيليب وهو في سن الـ29 من اللاعبين أصحاب أعلى الرواتب في أوروبا.