أسفرت قرعة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، والتي جرت ظهر أمس، تحت رعاية الأمير نواف بن فيصل، الرئيس العام لرعاية الشباب، عن مواجهة لم تكن في الحسبان بين الاتحاد (بطل النسخة الأخيرة) والنصر (خامس دوري زين السعودي)، واللذين التقيا في الجولة الأخيرة من دوري زين بجدة. وكسب الاتحاد حينها النتيجة بخماسية ثقيلة، وسيكون لقاؤهما بمثابة الفرصة للفريق العاصمي من أجل رد الاعتبار، أو بمثابة تأكيد الاتحاد لجدارته بالفوز. وستقام مواجهة الذهاب في الرياض، بينما سيكون لقاء الإياب في جدة، علما بأن الفريقين وقعا في المجموعة (ب).
يأتي ذلك في الوقت الذي ابتسمت فيه القرعة إلى حد كبير مع بطل الدوري (الهلال) والذي سيواجه سابع الدوري (التعاون)، ولم يسبق للهلال أن حقق هذه الكأس، وستكون الفرصة مواتية له في هذه النسخة بكل تأكيد، وستقام مباراة الذهاب في الرياض بينما الإياب في القصيم، وجاء الفريقان في المجموعة (أ)، وسيلتقي المتأهل من هذه المجموعة الفائز من لقاء الاتحاد والنصر.
كما سيواجه الشباب (بطل النسخة الأولى والثانية) نظيره الأهلي سادس الدوري هذا الموسم، وجاء الفريقان في المجموعة (ج)، وسيلعب الذهاب على أرض الشباب، بينما الإياب في جدة، والفائز منهما في مجموع المباراتين سيقابل المتأهل من المجموعة (د) التي ستجمع الوحدة بالاتفاق وسيكون الذهاب في مكة المكرمة والإياب بالدمام، ويسعى الاتفاق للنيل من الوحدة الذي أخرجه من دور الأربعة من كأس ولي العهد.
وسيقام ذهاب دور الأربعة بين المتأهل من المجموعة (أ) والمجموعة (ب) على أرض المتأهل من المجموعة (أ)، والإياب في ملعب المتأهل من المجموعة (ب)، بينما سيكون لقاء الذهاب بين المتأهل من المجموعتين (ج) و(د) على أرض المتأهل من المجموعة (د)، والإياب في ملعب المتأهل من المجموعة (ج(.
ويذكر أن هذه هي النسخة الرابعة من البطولة، وتأهل لها ثمانية فرق وهي الهلال بطل دوري زين، والاتحاد ثاني الدوري، والشباب بطل كأس الأمير فيصل بن فهد، والاتفاق ثالث الدوري، والنصر خامس الدوري، والأهلي سادس الدوري، والتعاون سابع الدوري، والوحدة وصيف بطل كأس ولي العهد، والفريق الاتحادي هو بطل النسخة الأخيرة وطرف ثابت في نهائي النسخ الثلاث الماضية التي حققها الشباب في الأولى والثانية.
ومن المفارقات الغريبة أن البطولة في نسخها الثلاث حققها مدرب واحد هو المدرب الحالي لنادي الشباب الأرجنتيني إنزو هيكتور، وستقام مباريات الذهاب أيام الجمعة والسبت والأحد المقبلة، بينما ستقام لقاءات الإياب يومي 2 و3 يونيو (حزيران) المقبل. كما أن دور الثمانية سيلعب بطريقة الذهاب والإياب، وكذلك دور الأربعة، بينما يلعب تحديد المركز الثالث والرابع من مباراة واحدة وكذلك نهائي البطولة المرجح بحسب مصادر «الشرق الأوسط» أن يقام في جدة.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادرها المطلعة أن نظام البطولة سيشهد تغييرا في الموسم المقبل، حيث سيتأهل لها ثمانية فرق يستثنى منها وصيف كأس ولي العهد ووصيف كأس الأمير فيصل بن فهد، حيث ستقتصر على بطل كأس ولي العهد وبطل كأس الأمير فيصل بن فهد وأصحاب المراكز الستة الأولى في الدوري السعودي، وإذا كان الفريق الفائز بإحدى الكأسين السابقتين ضمن المراكز الـ6 فإنه يتم إدخال المركز السابع والثامن في الدوري.
بقيت الإشارة إلى أن بطل كأس خادم الحرمين الشريفين سيحصل على أربعة ملايين ريال بينما يحصل الوصيف على مليونين ونصف المليون ومليون ونصف المليون للمركز الثالث ومليون ريال للمركز الرابع.
وتباينت ردود فعل مسؤولي الأندية حول مجريات القرعة، حيث ذكر عضو الشرف الهلالي الأمير عبد الله بن مساعد أن لقاء فريقه الهلال أمام التعاون لن يكون سهلا، موضحا أن الفريقين هما أفضل الفرق في آخر خمس مباريات بالدوري، لذلك فإن التعاون فريق محترم وجيد.
وأردف قائلا: «بطل الدوري في النسخ الثلاث الماضية لم يحقق هذه البطولة، لكن نأمل أن الهلال يجمعها هذا الموسم إلى جانب الدوري وكأس ولي العهد، ولو تخطى الأزرق التعاون فسيقابل إما النصر وإما الاتحاد وكلاهما فريق قوي، ولكن من الأفضل أن نقابلهما في دور الأربعة، خاصة الاتحاد، لأن هذا الدور فيه ذهاب وإياب، على عكس مواجهته في المباراة النهائية فهي واحدة وستكون في جدة ولا تقبل التعويض».
وامتدح الأمير عبد الله بن مساعد فريقه الذي تمكن من تحقيق الدوري بأرقام قياسية، إلى جانب كأس ولي العهد، ويسعى للحصول على كأس خادم الحرمين الشريفين، والتي تحمل اسما غاليا على الجميع.
من جانبه، قال رئيس نادي الاتفاق عبد العزيز الدوسري: «إن القرعة تبدو سهلة للفريق الاتفاقي من النظرة الأولى لكن هذا غير صحيح، لأننا سنقابل فريق الوحدة الذي أخرجنا من كأس ولي العهد، فمباريات خروج المغلوب ليست سهلة على أي فريق».
وذكر الدوسري أن القرعة أوقعتهم أمام فريق يعتبر الأسهل مقارنة بالفرق الأولى في الدوري مثل الهلال والاتحاد. وقال: «سنسعى للتأهل على حساب الوحدة لأننا الأفضل بكل تأكيد، ونحن ثالث الدوري وإمكانياتنا الفنية أعلى، وبإذن الله سنحاول الوصول للنهائي وتحقيق البطولة».
من جهته، أوضح نائب رئيس نادي الاتحاد محمد اليامي أن لقاء فريقه بالنصر في كأس الملك لقاء صعب على الفريقين وهو أقوى المواجهات في دور الثمانية، لكن الاتحاد سيحاول جاهدا الحفاظ على بطولته والخروج هذا الموسم ببطولة غالية على الجميع.
واستبعد اليامي أن تلقي نتيجة المباراة الأخيرة بين الفريقين التي انتهت بخماسية للاتحاد بظلالها على لقائهم في كأس الملك قائلا: «هي مباراة انتهت، والنصر فريق قوي ويسعى لتحقيق البطولة مثل أي ناد آخر، وهو صعب ولا يمكن أن نربط نتيجة المباراة الماضية باللقاءين المقبلين في دور الثمانية، ونحن لن نفرط أبدا بهذه البطولة وجاهزون لها بشكل تام».
من جانبه، أكد أمين عام نادي الشباب عبد الله القريني، أن فريقه متفائل بهذه البطولة لأن المدرب الشبابي إنزو هيكتور هو المدرب الوحيد الذي حققها، وبإذن الله سيحققها للمرة الثالثة مع الشباب، مبينا أن هذه البطولة هي أغلى البطولات لأنها تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين.
وأوضح القريني أن لقاءهم أمام الأهلي في دور الثمانية سيكون قويا من الطرفين، والبحث عن التأهل للدور الذي يليه ومن ثم الوصول للنهائي، وتحقيق البطولة حق مشروع لكل الفرق بما فيها الشباب والأهلي ونتمنى أن يوفق الجميع لتقديم مستويات تليق بالكرة السعودية.
بينما قال مدير المركز الإعلامي بنادي الوحدة ريان زمزمي إن فريقه سيثبت للجميع أن وضعه في الدوري لا يتناسب مع إمكانياته، وأن القرعة ابتسمت لهم عندما أوقعتهم أمام الاتفاق لأن ذلك أسهل من الفرق القوية التي تصدرت الدوري، وهذا يعطيهم تفاؤلا كبيرا من أجل التأهل إلى دور الأربعة. وأضاف: «إن الاتفاق سيحاول أن يرد الدين للوحدة لأنه خرج من كأس ولي العهد على يده، ولكن الوحداويين لن يسمحون بذلك وسيكررون الفوز على الاتفاق».
وبين زمزمي أن الوحدة برجاله وبرئيس أعضاء شرفه صالح كامل قادرون على المنافسة وبذل المزيد من العطاء للحصول على الكأس الغالية.