فيتيل ينتزع جائزة إسبانيا بجدارة وينفرد بصدارة بطولة العالم للـ«فورمولا 1»

محققا انتصاره الرابع في خمسة سباقات هذا الموسم

TT

حقق سائق «ريد بول رينو» الألماني مارك فيتيل بطل العالم فوزا رائعا هو الرابع له هذا الموسم، بعد أن انتزع المركز الأول في سباق جائزة إسبانيا الكبرى، المرحلة الخامسة من بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1»، على حلبة كاتالونيا أمس.

وتقدم فيتيل على البريطانيين لويس هاميلتون وجنسون باتون سائقي «ماكلارين مرسيدس»، فرفع رصيده في صدارة ترتيب بطولة العالم إلى 118 نقطة متفوقا بفارق 41 نقطة عن هاميلتون أقرب ملاحقيه.

والفوز هو الرابع عشر لفيتيل في بطولة العالم للـ«فورمولا 1» حتى الآن.

وكانت انطلاقة السباق رائعة شهدت تغييرا نوعيا في ترتيب السائقين، ففي حين حاول فيتيل الثاني على خط الانطلاق الانقضاض على زميله في الفريق الأسترالي، مارك ويبر، في الأمتار الأولى، وانشغال الأخير بالحفاظ على مركزه، كانت النتيجة أن خطف الإسباني فرناندو ألونسو (فيراري) الصدارة، حين انسل من الجهة اليمنى واجتاز الاثنين معا عند المنعطف الأول.

وحاول ألونسو الضغط بأقسى سرعة ممكنة للابتعاد عن فيتل الذي انتزع المركز الثاني من ويبر، لأنه كان يدرك تماما صعوبة التجاوز على هذه الحلبة، كما حاول البقاء في مأمن لعدم إتاحة الفرصة أمام ملاحقه للاستفادة من التعديلات الجديدة، خصوصا عبر الجانح المتحرك الذي يسهل عملية التجاوز، لكن الفارق بين الأولين كان بحدود نصف ثانية.

واختبرت السيارات التعديلات الجديدة ومنها الجانح المتحرك، أو ما يعرف بـ«دي آر إس» (دراغ ريداكشين سيستم)، الذي يعطي السيارة المقبلة من الخلف فرصة أكبر للتجاوز، من خلال تخفيف قوة احتكاك الهواء بهيكلها على الخطوط المستقيمة، ما يجعلها أسرع من السيارة الموجودة أمامها، وبالتالي يمنحها فرصة تجاوزها.

وكان فيتيل أول سائقي الصدارة الذي يدخل إلى غرفة الصيانة، وتحديدا في اللفة العاشرة، فخرج في المركز التاسع خلف البريطاني جنسون باتون، لكنه سرعان ما تجاوزه وتقدم إلى المركز الرابع. لحق به ألونسو في اللفة التالية، مما أشار إلى استراتيجية الفرق باعتماد عدة فترات من التوقف نظرا لطول الحلبة ولاعتماد السيارات منذ بداية السباق على الإطارات اللينة.

وكان السائقون أجمعوا على أن الإطارات القاسية تشكل كارثة بالنسبة لهم، لأنها تبطئ سرعة سياراتهم بنحو ثانيتين في اللفة الواحدة. وعادت الصدارة إلى ما كانت عليه، ألونسو أولا أمام فيتيل، لكن هاميلتون انتزع المركز الثالث من ويبر، وذلك بعد توالي دخول السيارات إلى المرأب.

ولم يتعد الفارق بين الثلاثة الأوائل نصف ثانية، في حين كان باتون يتقدم ثلاثة مراكز ويصبح رابعا. وقضت استراتيجية «ريد بول» بدخول ثان لفيتيل في اللفة التاسعة عشرة، حيث خرج معتمدا أيضا على الإطارات اللينة، ولحق به ألونسو في اللفة التالية بإطارات مماثلة لكنه خرج خلف الألماني الذي انتظر في المركز الثاني أربع لفات خلف هاميلتون المتأخر في الدخول.

تصدر فيتيل وخرج هاميلتون خلفه بفارق نحو خمس ثوان، وخلفهما ألونسو بنحو سبع ثوان، بعد أن تأخر أثناء فترة توقفه، لكن الفارق كان يتضاءل تدريجيا بين المتصدرين بعد ضغط هاميلتون على فيتل ليصبح نحو ثانيتين أيضا.

واعتمد ألونسو الإطارات القاسية قبيل منتصف السباق، ومثله فعل ويبر فخرجا ثالثا ورابعا على التوالي لكن بفارق أقل من نصف ثانية بينهما؛ إذ حاول الأسترالي أكثر من مرة تجاوز الإسباني مستفيدا من تقنية «دي آر إس» و«كيرز»، إلى أن نجح في اللفة الخامسة والثلاثين، لكن لأمتار معدودة، لأن التقنية الحديثة كانت عاملا مساعدا للإسباني لاستعادة المركز الثالث بسرعة.

عانى ويبر وألونسو من الإطارات القاسية، فتأخر الأول إلى المركز الخامس بعد انقضاض باتون عليه، الذي واصل ضغطه أيضا ليصبح ثالثا على حساب ألونسو، لتعود المنافسة الشرسة بين الأخير وويبر، لكن على المركز الرابع.

وبقي فيتيل في الصدارة بفارق مريح بأكثر من ثانيتين أمام هاميلتون، على الرغم من محاولات الأخير للاقتراب منه أكثر، لكن الألماني تعرض إلى ضربة قوية في اللفات العشرين الأخيرة بتعطل نظام الكيرز في سيارته، مما سمح لهاميلتون بقضم المسافات تدريجيا.

دخل السباق في مراحله الحاسمة عند دخول فيتيل إلى المرأب قبل 15 لفة من النهاية، معتمدا إطارات قاسية، لحق به هاميلتون أيضا في اللفة التالية بإطارات مشابهة لكنه خرج خلف فيتيل لتعود المنافسة بينهما على المركز الأول. واشتعل الصراع على الصدارة بعد نجاح هاميلتون في تشديد الضغط على فيتيل وتقليصه الفارق إلى أقل من نصف ثانية، وما زاد الأمور صعوبة على الألماني هو مواجهته للفرق المتأخرة التي حدت من سرعته وجعلت البريطاني يقترب أكثر وأكثر.

وارتفعت درجة الإثارة عند كل منعطف لأن هاميلتون كان يحاول جاهدا انتزاع المركز الأول في اللفات العشر الأخيرة، لكن فيتل صمد ببراعة محققا فوزا ثمينا هو الرابع له هذا الموسم.