فان دير سار يحلم بنهاية تاريخية لمسيرته في نهائي دوري الأبطال

حارس يونايتد البارع يقرر خلع قفازيه عقب مواجهة برشلونة السبت المقبل

TT

لأنه يمتلك مهارة اختيار التوقيت المثالي، فربما يكون نهائي دوري أبطال أوروبا المناسبة الأفضل لختام رائع لمسيرة فان دير سار الكروية الذي حدد تقاعده بنفس الدقة كما هو الحال مع تقدمه من خط المرمى. وبعد عقدين من التميز يلعب الحارس الهولندي مباراته الأخيرة أمام برشلونة في ويمبلي السبت المقبل وهو لا يزال في قمة تألقه على الرغم من اقترابه من عامه الحادي والأربعين. ومع ظهوره يوم الأحد أمام بلاكبول سيكون نهائي دوري الأبطال اللقاء رقم 950 في مسيرته الكروية مع النادي ومنتخب بلاده. وإذا فاز مانشستر يونايتد فستكون تلك هي البطولة الـ16 الكبرى التي يفوز بها.

ويقول فان دير سار عن ذلك: «ستكون تلك هي مباراتي الأخيرة، لا لتراجع لياقتي البدنية التي تجبر اللاعب على الاعتزال، ولا لأنني لا أستطيع المنافسة مع حراس المرمى الآخرين، لكن على اللاعب اتخاذ القرار في مرحلة ما. هذه المرحلة تكون على يقين من أنك لن تتقدم أكثر من ذلك ولن تتمكن من الحفاظ على المستوى الذي كنت عليه في السابق، ومن ثم تأمل في أن يكون ذلك هو القرار الصائب».

وأضاف: «الذين يعتزلون في مراحل مبكرة للغاية يعتريهم الندم، والذين يعتزلون في وقت متأخر ينتهي بهم الحال إلى تشويه إرثهم، وهناك الكثيرون ممن لا يملكون الخيار لتحديد الوقت الأنسب للاعتزال، إما عن طريق إصابات الركبة وإما عن طريق العنف ضدهم. وقليلون هم من يعتزلون بهذا الشكل في نهائي كبير. وإذا خرج اللقاء كما أريد فستكون تلك الطريقة المثالية التي أنهي بها مسيرتي الكروية، لكن الضغوط للخروج بنهاية مشرفة يمكن أن تكون كبيرة للغاية. فقط تذكر كيف أنهى زين الدين زيدان مسيرته الرائعة في نهائي كأس العالم 2006 بتلك (النطحة) للاعب الإيطالي برأسه، لكني سأحاول أن أترك الملاعب بصورة مختلفة».

ومع الفوز بلقب الدوري الإنجليزي، سيكون على فان دير سار أن يركز بشكل كامل على مباراة السبت المقبل. حتى لا يتكرر سيناريو نهائي 2009 بين الفريقين. تلك الليلة التي تجمد فيها فريق مانشستر يونايتد ما إن تقدم برشلونة بهدف، وسيكون عليهم هذه المرة التركيز بشكل جاد.

ويقول فان دير سار: «كلنا نعرف مدى براعة برشلونة؛ لذا فلا أعتقد أن علينا أن نقلل من قدراتهم، كما أن اللاعبين لا يعتقدون حقا أننا الفريق الأضعف، ربما تكون الصحافة قد كتبت شيئا شبيها بذلك والجمهور يعتقد هذا أيضا، لكن اللاعبين لا يرون ذلك. نحن نعلم ما ينبغي علينا القيام به هنا. لقد اختبرنا النجاح في 2008 وشعرنا بذلك الألم في عام 2009؛ لذا فنحن نعلم تحديدا الطريقة التي تود أن تشعر بها في أعقاب مباراة ويمبلي. نحن نعلم نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم والجبهة التي يمكننا أن نضغط منها على خصم معين؛ لذا ينبغي علينا أن نكون متأكدين 100% من خطتنا، وأن نكون متأكدين أيضا منها ومن تنفيذها».

وكما هو الحال بالنسبة لفلسفة فريق برشلونة في كرة القدم، بدأت مسيرة فان دير سار في أمستردام، وقد نقل جون كرويف أسلوب أياكس إلى برشلونة في أواخر الثمانينات وفي العقد التالي قدم النادي الهولندي لبرشلونة لاعبين ومدربين عززوا من قوة النادي. برز فان دير سار مع نادي أياكس كحارس مرمى من طراز عالمي، عندما فاز بدوري أبطال أوروبا عام 1995، في حراسة مرمى فريق أياكس على نادي ميلان بقيادة مديره الفني فابيو كابيللو. في تلك الفترة كان مدربه فان غال يغادر أياكس إلى برشلونة مع 8 من لاعبي أياكس إلى النادي الكتالوني. وقد لحق بهم التاسع ريكارد بعد فترة ليتولى تدريب برشلونة في بطولة دوري الأبطال عام 2006.

يقول فان دير سار: «كانوا أقوياء، لكننا استطعنا تسجيل هدف في الدقيقة 87 من المباراة، وفجأة راودني هذا الشعور الرائع عندما تعتقد أن الحلم ممكن الحدوث. فحلمك منذ الطفولة أن تتمكن من تحقيق بطولة وحمل الكأس في يديك جعل الدقائق الخمس الأخيرة من المباراة متوترة للغاية، فلا تستطيع أن تصدق ما يحدث. كانت هزيمة فريق ميلان أمرا لا يصدق، وكانت اللحظة التي أطلق فيها حكم المباراة صافرته مذهلة بالنسبة لي كلاعب يبلغ من العمر 23 عاما».

كان فان دير سار آخر لاعبي هذا الجيل الذين غادروا النادي بعد انتهاء عقده في عام 1999. ومع رحيل بيتر شمايكل من مانشستر يونايتد بعد الفوز بالثلاثية كانت تلك هي الخطوة المثالية بالنسبة لفان دير سار. لكن على الرغم من ذلك جاء عرض مانشستر يونايتد لضم حارس أياكس متأخرا، ومن ثم وقع الاتفاق مع نادي يوفنتوس. وخلال موسمين في يوفنتوس واللعب تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، بدأ فان دير سار يفقد ثقته في نفسه وقدراته وعندما تعاقد يوفنتوس مع جيانلويجي بوفون علم أن الوقت هو الأنسب للرحيل.

استقطبته رؤية محمد الفايد، صاحب نادي فولهام، برؤيته الأفلاطونية حول تأسيس نادي قوي. وعلى الرغم من عدم تحقق الفكرة فإن فولهام وفر له المأوى الأنسب لإعادة بناء ثقته بنفسه. ويقول عن ذلك: «سألني الكثير من الناس عن السبب اللعب في نادي فولهام.. كانوا مندهشين من قبولي عرض فولهام، لكن الإنسان عادة ما يكون بحاجة إلى من يعطيه الفرصة، والراحة».

من السهل أن ترى الآن شعور فيرغسون فيما بعد بأنه كان لا بد من التعاقد مع فان دير سار في مرحلة مبكرة.

وبعد أن فاز مع مانشستر بدوري إنجلترا عامي 2007 و2008 اختير فان دير سار أفضل لاعب في نهائي دوري الأبطال عام 2008 أمام تشيلسي، عندما أنقذ ركلة جزاء محققة من نيكولاس أنيلكا في الأمطار في موسكو. ويقول فان دير سار: «كان ذلك شعورا مختلفا عن الفوز للمرة الأولى؛ لأنه كانت هناك الكثير من التجارب والبطولات بينهما - كان هناك الكثير من الانتصارات والهزائم. لكن أن تكون من يحقق النصر في المباراة في نهائي موسكو فقد جعل ذلك شعوري أفضل من مشاعري في المرة الأولى».

وهكذا بدا أن فان دير سار يزداد قوة. وفي الموسم التالي حافظ على شباكه نظيفة لأكثر من 22 ساعة في الدوري (بين نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 ومارس/ آذار 2009) في الوقت الذي احتفظ به يونايتد باللقب. ومن ثم ربما تكون هذه هي الفرصة الأخيرة لفان دير سار في حراسة مرمى مانشستر، لكن بالطبع اسمه لن يغيب عن القميص رقم 1.