الميلان يتابع السلوفاكي هامسيك.. والأخير لم يحدد موقفه من ناديه الحالي

ماتزاري ودي لاورنتيس.. من الانفصال إلى الاستمرار معا من أجل نابولي

TT

عليكم أن تربطوا بين اسم الدولي السلوفاكي مارك هامسيك، لاعب وسط نابولي، هذه الأيام، ووكيل الأعمال مينو رايولا. ثم، قربوا نادي الميلان من لاعب نابولي، وستكون النتيجة مثيرة وممتعة لجماهير الأول ومدمرة لمشجعي الفريق الثاني. إن رغبة هامسيك في خوض تجربة كروية جديدة بعد قضاء أربعة مواسم مع نابولي أمر معلوم للجميع. وقد وصلت رائحة هذه الرغبة إلى داخل أسوار نادي الميلان، وربما أن المدرب أليغري سيرحب بضم هذه الموهبة التي ترعرعت في نادي بريشيا. ولننطلق في توضيح هذه القصة التي تجتاح سوق الانتقالات الصيفية ابتداء من هذا الدليل: يوم الأحد الماضي عندما تم سؤال مينو رايولا، وكيل أعمال السويدي إبراهيموفيتش وبالوتيللي وروبينهو (والكثير من نجوم كرة القدم)، عن خططه لسوق الانتقالات الصيفية رد باقتضاب: «أعمل حاليا من أجل إبرام صفقة كبيرة لصالح الميلان». ولكن أول من أمس خلال وجود رايولا في مقر رابطة الأندية الإيطالية، وردا على الشائعات حول وجود اتصال بينه وبين هامسيك، صرح وكيل الأعمال بشكل أكثر وضوحا: «عندما وصل هامسيك إلى إيطاليا كنت أنا وكيل أعماله، لقد قام نادي بريشيا بعقد استثمار كبير بضم هذا اللاعب، وكان نابولي رائعا في سبق الأندية الكبرى الأخرى والظفر بخدماته». والآن.. توقف مينو رايولا عند هذا الحد. نظرا لأن مارك أيضا، في الوقت الراهن، غادر نابولي لقضاء إجارته؛ حيث سيقضي بعض الأيام في منزله قبل أن يلتحق بمنتخب بلاده. وعليه فاللاعب سيوجد، حاليا، بعيدا عن المدينة التي يبدو أنها تجد صعوبة في تقبل فكرة رحيل هامسيك عن فريقها.

بيغون يرطب الموقف: وليس من قبيل الصدفة أن يقوم ريكاردو بيغون، المدير الرياضي في نادي نابولي، بإجراء مداخلة هاتفية مع قناة «سكاي سبورت 24» ويستبعد فكرة بيع بطاقة لاعب الوسط السلوفاكي الذي كان، منذ أشهر قليلة ماضية، على وشك الانتقال، بالفعل، إلى ليفربول الإنجليزي. واليكم ما جاء على لسان بيغون خلال هذه المداخلة: «أنا أعرف هامسيك جيدا وتجمعنا علاقة رائعة. إنه لاعب محترف نموذجي. إن مارك يدرك تفكير النادي بصدده، ونحن كذلك نعي أفكار اللاعب. لا أعتقد أنه ستكون هناك مشكلات في الفترة المقبلة. لقد أظهر هامسيك ارتباطه بهذا الفريق، كما أنه يوجد بشكل جيد في نابولي».

عناق حميم: لكن من المحتمل أن الصورة الفوتوغرافية، التي يتخيلها المدير الرياضي لنابولي لموقف هامسيك مع ناديه الحالي، قد تجاوزت الحدود المتوقعة. فقد قام هامسيك خلال الأيام القليلة الماضية بتوضيح أفكاره إلى أوريليو دي لاورنتيس، رئيس نادي نابولي، والمدرب ماتزاري، كما تم إبلاغ وكيل أعمال اللاعب بتطور الأحداث. وفي غضون ذلك، يتابع مسؤولو الميلان من الشرفة ما يدور على هذه الساحة. ولكن علينا أن نعد أنفسنا لأسبوع قد يشهد هزات مدوية. إنه الأسبوع الحاسم في مستقبل هامسيك. ويدرك نادي نابولي أن عليه الآن إدارة هذا الموقف بشكل جيد بعد أن نجح في فك عقدة مدرب الفريق وقام بتجديد عقد كافاني.

من جهة أخرى، وبأسلوب أهل نابولي تماما، وتحديدا مثل الحلقات المسلسلة التي تنتهي بمفاجأة وتنتزع الدموع من العيون. إنه تصافح باليد بين أوريليو دي لاورنتيس ووالتر ماتزاري، رئيس ومدرب نادي نابولي، وربما أيضا تعانق، لتأكيد التوصل إلى اتفاق سلام بينهما. هكذا، وبعد شهرين من الشكوك و4 ساعات من المقابلة وجها لوجه، قرر رئيس النادي أن المدير الفني الحالي للفريق مستمر مدربا لنابولي الموسم المقبل. إنها نهاية مدهشة ربما لا يمكن تصديقها وتفتح سلسلة من الاعتبارات، وقبل كل شيء اللقاءان اللذان عقدهما دي لاورنتيس مع جانبييرو غاسبيريني. إنها محادثات استراتيجية، وربما أرادها رئيس النادي كي تكون لديه خطة «ب» البديلة جاهزة في حال عدم قبول مدربه الحالي شروطه. على أي حال، تبقى خيبة الأمل لدى من داعبه حلم تدريب نابولي ليجد نفسه بعد ذلك خارج الحسابات.

البيان: جاء البيان بعد نصف ساعة من نهاية اللقاء الثلاثي، وهو التنويه الذي لا يوضح أي شيء إطلاقا، لكنه، خاصة، لا يكشف عن الكثير المنتظر من لقاء يجمع الطرفين. وجاء في البيان: «بنهاية بطولة الدوري، وباعتبار المنافسة أولوية دائما للفريق، توصل الرئيس دي لاورنتيس والمدرب ماتزاري إلى اتفاق، دعم علاقتهما الشخصية. وبعد عامين من التعاون الفعال بينهما، الذي أدى إلى تأهل نابولي إلى دوري أبطال أوروبا مبكرا مقارنة بما تضمنته البرامج، فقد أرسى الرئيس والمدير الفني قواعد تعاون جديد للمواصلة في برنامج البناء والتطوير لفترة الـ5 سنوات الثانية التي يجب أن تتضمن تحولات في عالم كرة القدم حاضرا ومستقبلا، ودائما في إطار احترام سياسة اللعب النظيف ماليا التي يريدها بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بحيث تتساوى نفقات النادي مع إيراداته».

إنه الخبر الذي جاء بعد يوم لا يصدق، كان بلا مفاجآت حتى الساعات الأولى من المساء، حينما جاء الخبر من شركة «فيلماورو» للإنتاج السينمائي التي يرأسها دي لاورنتيس، بانعقاد لقاء بين رئيس النادي والمدير الفني في حضور ريكاردو بيغون، المدير الرياضي لنابولي. هل هذا ممكن؟ إنه أكثر من ممكن، فالساعات التي سبقت اللقاء حملت شائعات كثيرة تتحدث عن إقالة وشيكة لماتزاري؛ حيث يريد دي لاورنتيس محاولة التوصل لحل للعقد بطريقة سليمة. ولم يكن أحد ليتخيل هذه النهاية السعيدة، الأمر احتاج فقط 4 ساعات من المواجهة بين الطرفين ليكتشفا مجددا الحب المتبادل بينهما وأنهما مستعدان للقيام بكل شيء من أجل نادي نابولي. وتم النزول على طلبات المدير الفني نقطة نقطة، بدءا من تعديل المقابل المادي في التعاقد، وقيل إن ماتزاري أراد أجره السنوي من 1.8 إلى 3 ملايين يورو، لكن كان لزاما أن تتم مكافأته لنجاحه في الصعود بالفريق إلى دوري أبطال أوروبا، كما تردد أنه أراد ضمانات محددة من الناحية الفنية، بفضل صفقات قوية واستثمارات كبيرة، لكنه قبل مواصلة العمل في مشروع شباب، وأفضل إن كان قائما على المواهب. الخلاصة هي أن تصريحات الأسبوع الأخير ورد فعل المدير الفني المدوي أقنعت دي لاورنتيس بالمحاولة مرة أخرى ومنح ماتزاري الفرصة للمنافسة في البطولة الأوروبية الأهم على الإطلاق. وعلى العكس، خسر المدرب غاسبيريني فرصة طيبة لتدريب نابولي والمشاركة في دوري أبطال أوروبا، وكان قد تلقى دعوة الرئيس دي لاورنتيس بحماس، لكن في أقل من 24 ساعة وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه يتعين فيه تحمل خيبة الأمل، ولنقل إنها لم تكن متوقعة.

ضغط الفريق: يذكر أن آراء لاعبي الفريق ورغبتهم في بقاء المدير الفني الحالي كانت أحد الأسباب التي دفعت دي لاورنتيس نحو هذا القرار، ومن المقرر أن يسرد ماتزاري كل حقائقه في المؤتمر الصحافي المرتقب لنهاية الموسم، فسيكون ذلك هو اليوم الذي يكشف فيه عن أسباب تصرفات بعينها أساءت لصورته. إنها سذاجة، لنسمِّها هكذا، كان ليدفع ثمنها غاليا إن لم يوقف دي لاورنتيس تصوير الأحداث ويعدل نص مسلسل، على طريقة السينمائيين، يقترب من الكوميديا المحيرة. على أي حال، يتبقى المشهد الأخير، المؤتمر الصحافي لماتزاري، وصرح المدير الرياضي بيغون قائلا: «لم تكن مهمة مستحيلة، فقد عزم الطرفان على المواصلة معا، وفي أول لقاء حقيقي يجمعهما تم التوصل إلى اتفاق. لم نكن نعرف أن المهم كان الجلوس والتحدث معا». إن انتظار تصريحات ماتزاري صار مؤرقا.