جدل وانقسام بين الجماهير والخبراء في إيطاليا حول رحيل بيرلو عن الميلان

هل اتخذ النادي قرارا صائبا بالتخلي عن صانع ألعابه الفذ بعد 10 سنوات؟

TT

لقد بدأ الجدل عقب الإعلان عن رحيل بيرلو صانع ألعاب الميلان عن الفريق. وتساءل الكثيرون هل أحسن النادي صنعا بتركه لصانع ألعابه الفذ بيرلو؟ وظهر نوع من الانقسام في الرأي بين الجماهير حول هذا الأمر. فبعضهم يثق في قرارات مسؤولي النادي، والبعض الآخر أعرب عن ندمه لرحيل بيرلو أحد أعمدة خط الوسط بالميلان لا سيما أن الميلان بهذه الطريقة قد دعم أحد منافسيه المحتملين على لقب الدوري الموسم المقبل حيث أصبح من شبه المؤكد أن ينضم بيرلو لنادي اليوفي. ومثلما يحدث في هذه الحالات، لن يحسم هذا الجدل سوى الملعب الذي سيظهر إن كان الميلان قد أخطأ أم لا بتخليه عن بيرلو بعد 10 سنوات قضاها مع الفريق.

تصرف غريب: وقد صرح باولو روسي نجم كرة القدم الإيطالية معلقا على رحيل بيرلو: «لقد كان بيرلو هو التجديد الخططي الجميل خلال السنوات العشر الأخيرة. وهو بلا منازع أكثر لاعبي خط الوسط في إيطاليا تكاملا ومثالية. وقد اعتمد عليه الميلان من أجل بناء أداء يقوم على امتلاك الكرة والتحكم التام في الهجمات. وأرى شخصيا أنه أمر غريب أن يتركه الميلان يرحل. وإذا كان بيرلو بحالة بدنية جيدة فإنني أرى أن اليوفي قد قام بصفقة رائعة، بل سأذهب إلى ما هو أكثر من ذلك وأقول إن بيرلو سيؤدي موسما رائعا. وأعتقد أنه سيجد أيضا المزيد من الدوافع مع تغييره للنادي الذي يلعب له». وترى بعض جماهير الميلان أن النادي لم يأتِ بتصرف غريب عندما ترك بيرلو، بل أخطأ خطأ فادحا. ويبدو هذا الرأي مبالغا فيه، لأن الميلان تمكن هذا الموسم من الفوز بالدوري في ظل غياب طويل لبيرلو، الذي لم يشارك سوى في 17 مباراة وأحرز هدفا واحدا فقط في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم وذلك بسبب الإصابات المتعددة. ويجب على جماهير الميلان أن تنظر لرحيل بيرلو في إطار مشروع التغيير الخططي الذي بدا بالفعل هذا الموسم (حتى ولو بصورة جزئية). فقد بدأ فريق الميلان الذي كان يعتمد دائما على المهارة والجوانب الفنية في الاعتماد على الكم والقوة (على الأقل وفقا لما ظهر في أولى صفقاته في سوق الانتقالات). فهل سينجح الميلان في الموسم القادم في تكوين الفريق المثالي للوصول لقمة أوروبا، وهو الهدف الرئيسي الذي أعلن عنه النادي؟ إن التجربة تؤكد أن المهارة الفنية هي أساس كل نجاح (ويعتبر فريقا برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي خير دليل على ذلك)، لكن الاستثناءات في عالم كرة القدم أمر طبيعي ويحدث كل يوم.

مسألة فنية: ومن جمهورية الجبل الأسود تحدث أيضا ديان سافيتشيفتش لاعب فريق الميلان السابق الفذ السابق الذي صرح قائلا «لم أتابع جيدا مسألة عقد بيرلو، لكنه كان بالتأكيد أحد نجوم الميلان. وأرى أن الميلان يجب أن يحتفظ به، لأن اللاعبين الجيدين من الأفضل أن يكونوا مع الفريق وليس منافسين له. إن بيرلو صانع ألعاب لكنه أيضا يجيد اللعب في مركز الجناح ويلعب في جميع مراكز خط الوسط. إنني لم أكن لأتركه يرحل أبدا، لكن الأمر ليس بيدي». ويبدو أن مسألة رحيل بيرلو عن الميلان لم تتدخل فيها فقط الجوانب المادية للعقد ومدته بل أيضا بعض الجوانب الفنية. فالمدير الفني أليغري يرغب في وجود لاعب خط وسط أمام الدفاع يتمتع بصفات دفاعية محضة مثل فان بوميل. وقد صرح فولفيو كولوفاتي معلقا على ذلك: «إذا كان هذا هو السبب في عدم تجديد العقد فإنني أقف إلى جانب بيرلو. فلا خلاف على مهارة ودور بيرلو. إن كرة القدم تحتاج إلى المهارة وإلا فكيف يمكن أن تستمتع الجماهير؟ وإذا كانت المشكلة تتعلق بالجانب المادي، فإنني أقف إلى جانب النادي. ففي وقت الأزمة يجب الحد من النفقات». وهكذا يستمر الجدل حول رحيل بيرلو.