ديل نيري في وداعه ليوفنتوس: سأرحل وأنا مرتاح الضمير

أتلانتا يسعى للتعاقد معه في ظل حب جماهير النادي له

TT

ودع لويجي ديل نيري، المدير الفني لفريق يوفنتوس الإيطالي، جماهير وأنصار الفريق، ككبش فداء، وإن كان بالطبع ليس هو المذنب الوحيد لموسم مخيب للآمال، وملعون في فترات منه. وقال ديل نيري، في المؤتمر الصحافي، عشية مباراته الأخيرة أمام نابولي: «فريق اليوفي يغير المدرب، وأبلغوني بذلك يوم الخميس الماضي، ومن ثم بالتوفيق لمن يأتي مكاني. أتمنى أنا أيضا أن أجد حلا. من ناحية أخرى، وكما يقال دائما باب يُغلق وآخر أكبر منه يُفتح..».

ضمير مستريح: دام المؤتمر الصحافي لتسع دقائق فقط، مع الشعور أن إدارة النادي تشعر بالحيرة نتيجة القرار الذي قد يبدو في خارجه كما لو كان رضوخا للجماهير. ربما هذه تقديرات رآها ديل نيري في داخله، والذي يكشف عند نقطة معينة أن «غياب ثقة الجماهير كانت مؤثرة جدا في عدم تحقيق نتائج. كانوا يقولون لي إنني سأجد صعوبات كبيرة في إدارة نجوم بعينهم، وفي الواقع أشياء أخرى كانت أكثر إثارة للمشكلات». علاقة معقدة جدا مع الجماهير، ومستحيلة منذ شهيرين فقط مضيا في هذا الجانب. إدارة النادي دافعت عنه طويلا وربما أراد التمديد له لعام آخر لكن حينما لم يتحقق أي من أهداف الفريق بات الهواء لا يمكن استنشاقه، ولو جدد له كان سيسقط بالنادي بأسره على أرض ملغمة من أول أيام معسكر الإعداد الصيفي المقبل. وبهذا المعنى، لا بد من تفهم قرار النادي، ويتابع ديل نيري «لكن ضميري مستريح حيث أعلم أنني أعطيت أقصى ما لدي، والشيء ذاته فعله اللاعبون والتغييرات الكبيرة تأتي بموسم من هذه النوعية، التي، للأسف، ليس ذات فاعلية دائما. أعتقد أن أحدا لا يمكنه السماح بسهولة قلب فريق وضم ما يمكنه الحصول عليه بفريق يمضي قدما معا منذ ثلاث أو أربع سنوات. كان يمكن تقديم ما هو أكثر، هذا واضح، لكن الأندية الكبيرة ومشاريع بعينها تحتاج لبعض الوقت، وبالطبع يوفنتوس لا يمكنه الانتظار».

في بداية الموسم، «طُلب مني بناء فريق بمجموعة من اللاعبين جديدة تماما مقارنة بالعام الماضي، كان لا بد من تغيير كل شيء. وفي واقع الأمر، من 1 حتى 21 يوليو (تموز)، كان الموجود من الفريق الحالي أربعة أو خمسة لاعبين فقط». حتى ديسمبر (كانون الأول) كان العمل يتم على نحو رائع، ووجود يوفنتوس في صراع مباشر على درع الدوري الإيطالي و«توازن خططي ما كان يمنحنا سعادة شديدة، بفضل كوالياريللا، والمرونة الخططية للاعبين وأيضا بفضل تطور مهم لمستويات لاعبين، مثل دي تشيلي»، واصل المدير الفني. بعدها، حلّ شهر يناير (كانون الثاني) الأسود، وهو «شهر مليء بالإخفاقات وواجهناه وسط إصابات كثيرة في صفوف الفريق». بعض منها خطير جدا، ولترَ تحديدا الإصابة التي أعاقت فابيو كوالياريللا. إنه عذر حقيقي، وقوي، لكنه لم يفلح في إنقاذ منصبه. هل يشعر بالمرارة؟ يجيب قائلا «لا، سأتوجه بالشكر ليوفنتوس دائما للفرصة التي أتاحها لي. إنني أرحل بتجربة كبيرة أخرى من كافة النواحي، على المستوى المهني والمستوى الإنساني. إنني أحد من يعملون دائما لمن أعمل معه. بعدها، يتعين على النادي أن يقرر التغيير من عدمه، المهم دائما هو أن أكون متسقا مع نفسي».

يشار إلى أن موسم ديل نيري مع اليوفي لم يكن موفقا من ناحية النتائج ولكن ينطوي على الكثير من الأعذار لهذا الإخفاق. من المؤكد أن التوفيق لم يكن حليف المدرب صاحب الـ60 عاما الذي كان حتى شهر ديسمبر الماضي يحلم بدرع الدوري المحلي أيضا. جدير بالذكر أن نادي أتلانتا يسعى للتعاقد مع ديل نيري لتولي قيادة الفريق في الموسم المقبل ويحظى مدرب اليوفي الحالي بحب جماهير هذا الفريق وفي انتظاره كذلك مشروع مليء بالطموح.