نونو أسيس.. الظهور المناسب في الوقت المناسب

البرتغالي «الوديع» تخلص من القيود وأظهر شراسته «التهديفية» في المعركة الأقوى

TT

على غرار ما يحدث في أفلام الحروب والمعارك التاريخية عندما يفاجئ الرجل الوديع والمسالم، قومه في اللحظات الحرجة، ويكشف عن شراسته أمام الخصم العنيد، قائدا إياهم إلى النصر المبجل، سجل المحترف البرتغالي في صفوف الاتحاد نونو أسيس نفسه فارسا «كرويا» لا يشق له غبار، بتسجيله هدفين من أصل ثلاثة، في الكلاسيكو الآسيوي الذي جمع فريقه مع الهلال أول من أمس، ضمن الدور ثمن النهائي، ولم يكن الأمر مقتصرا على نصيبه التهديفي، بل الكيفية التي سجل من خلالها، إذ تسلل بدهاء في المرة الأولى من بين الدفاعات الزرقاء وكأنه قرأ أفكار زميله القائد محمد نور الذي مرر له كرة على طريقة الكبار ليسددها بقوة في سقف المرمى وسط مشاعر ممزوجة بالفرح والذهول في المدرجات الصفراء، في ظل الاعتقاد السائد بأن هذا اللاعب لم يعد مجديا وبات «كمالة عدد» في الفرقة الصفراء، وعزز «نونو» موقفه بإضافة هدفه الثاني «الثالث لفريقه في المواجهة» خلال الحصة الثانية عندما تلقى تمريرة ماكرة أخرى من «نور» تسلل أثناءها من بين المدافعين بذات السيناريو واضعا الكرة من فوق الحارس حسن العتيبي ليشعل المدرجات مرة أخرى، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه لاعب تكتيكي من الدرجة الأولى.

كان أسيس البالغ من العمر 32 عاما، قدم إلى الاتحاد مع انطلاقة الموسم الحالي كلاعب وسط مهاجم إلى جانب مواطنه باولو جورج، واستند الاتحاديون على خبرة جيدة لهذا النجم الذي بدأ لاعبا في درجة الشباب بنادي سبورتنغ ثم انتقل إلى لشبونة ثم ألفيركا وجيل فيسنتي وفيكتوريا غيمارايش وبنفيكا، ولعب للمنتخب البرتغالي في 5 مباريات لكنه لم يستطع تسجيل أي هدف خلال مسيرته.

وبعد مجموعة من المواجهات التي خاضها في دوري زين للمحترفين، بدأت الجماهير الاتحادية تغتاظ من أسلوب أدائه في الملعب، وانهالت الاتهامات من كل حدب وصوب على المدرب البرتغالي مانويل جوزيه بأنه يجامل مواطنه ويفرضه على القائمة الصفراء رغما عن «سلبيته»، وازداد الهجوم شيئا فشيئا خصوصا عندما «تجرأ» - على حد وصف الجماهير حينها - جوزيه بالاعتماد كليا على أسيس والاستغناء عن نجمها الأوحد نور في عدد من المباريات، وفي ذلك الوقت بدأت وسائل الإعلام تتحدث عن مقلب كبير شربه الاتحاديون، فهذا يتهكم على سنه الكبير «32 عاما» وآخر ينتقد تحركاته البطيئة واستمرت الحملة العنيفة حتى بلغ السيل الزبى بالنسبة للإدارة الاتحادية التي ربما أرادت حينها التخلص من هذه الضغوط كليا، معلنة استغناءها عن خدمات أسيس ومواطنه باولو جورج بداعي تجديد الدماء «لكون اللاعبين لم يفيدا الفريق بالقدر المقبول»، وذلك خلال فترة الانتقالات الشتوية، وبدأت الاتصالات مع وكلاء عدد من اللاعبين الأجانب الذين كانوا تحت المجهر الاتحادي منذ فترة ومن أبرزهم لاعب سيونغنام الكوري الجنوبي المهاجم الكولومبي مولينا بالإضافة لعدد من اللاعبين المنتشرين في عدد من الدوريات الأوروبية، وحينها فطن أحد أعضاء الإدارة الصفراء إلى معضلة كبيرة قد تواجههم في هذا الأمر، إذ إن هناك شرطا جزائيا كبيرا للغاية تضمنه العقد المبرم مع أسيس والذي كانت مدته «عامين»، وبعد اتصالات ساخنة مع أصحاب القرار، اتفق الاتحاديون على إيقاف تنفيذ الفكرة نهائيا والانتظار حتى نهاية الموسم، وبعد الاستغناء عن المدرب «جوزيه» جاء المدرب الجديد توني أوليفيرا «برتغالي أيضا» بأفكار فنية جديدة، لكنه حتما لم يكن عراب النجم «أسيس» والذي سجل ثلاثة أهداف فقط خلال دوري زين أمام «الأهلي والوحدة والقادسية»، وبرحيل «توني» وقدوم البلجيكي ديمتري صاحب الإنجازات التاريخية مع العميد، انفرجت أسارير اللاعب وانفكت القيود عن كاهليه، عندما منح الحرية الكاملة مع بقية زملائه في الميدان، وشكل مع زميله المايسترو نور قوة ضاربه في وسط الميدان ويقودان الكتيبة الصفراء إلى فوز كبير أمام بطل دوري زين «الهلال» والذي يعد أحد الفرق المرشحة للقب الآسيوي، الأمر الذي بكل تأكيد سيرغم الإدارة الاتحادية على التفكير مليا قبل اتخاذ أي إجراء حيال هذا اللاعب الذي فيما يبدو سجل «الظهور المناسب في الوقت المناسب».