منح سيلفيو برلسكوني رئيس نادي الميلان الضوء الأخضر لمسؤولي النادي للتفاوض مع السلوفاكي مارك هامسيك نجم نادي نابولي من أجل ضمه للفريق في الموسم المقبل. ويقضي اللاعب حاليا ساعات الراحة الأخيرة في سلوفاكيا قبل أن ينضم لمنتخب بلاده، لكن هاتفه الجوال لم يتوقف عن الرنين وتلقي المكالمات من إيطاليا.
الاختيار: لقد دخل الميلان رسميا في السباق على ضم لاعب نادي نابولي، الذي أعلن مؤخرا أنه على وشك اتخاذ قرارات مهمة في ما يتعلق بتعيين وكيل أعمال جديد له. وتؤكد بعض التقارير أن اللاعب سيستعين بمينو رايولا الذي لعب دورا مهمّا في صفقات انتقال هامسيك عندما كان يلعب لنادي بريشيا. ولا شك أن اختيار هامسيك لوكيل أعمال المهاجم السويدي إبراهيموفيتش (وغيره من النجوم) يتوافق مع اختيار اللاعب لإنهاء تجربته الناجحة مع نادي نابولي. وقد أخبر قائد منتخب سلوفاكيا بالفعل أوريليو دي لاورينتيس رئيس نادي نابولي وماتزاري مدرب الفريق برغبته في الرحيل لكن دي لاورينتيس يأمل في إقناع اللاعب بالبقاء لا سيما بعد تأهل الفريق المحتمل لدوري أبطال أوروبا. ورغم ذلك، فإن هامسيك يبدو مقتنعا بالرحيل ومستعدا للدخول في خلاف مع نادي نابولي الذي يرتبط معه بعقد حتى عام 2014. وقد شهدت الساعات الأخيرة تطورات مهمة أيضا في هذا الصدد.
الاتصال: والتقى المدير الرياضي لنادي نابولي ريكاردو بيغون يوم الأربعاء الماضي في ميلانو بالعديد من المسؤولين، لكن أهم لقاء كان مع أحد مبعوثي هامسيك نفسه الذي أكد رغبة اللاعب النهائية في الرحيل. ورغم نفي نادي نابولي هذا الأمر، وهو أمر معتاد في مثل هذه الحالات، أصبح النادي يعرف بصورة رسمية أن لاعبه يرغب في الانتقال لنادي الميلان. وستكون الكرة في الفترة المقبلة في ملعب نادي الميلان الذي ينبغي أن يتخذ الخطوات العملية لانتزاع اللاعب بالطريقة المناسبة. وستكشف الأيام المقبلة موقف دي لاورينتيس من الأمر، لكن من المحتمل أن يتخذ رئيس نادي نابولي موقفا متصلبا إزاء رغبة هامسيك في الرحيل قبل نهاية عقده.
الثمن: وتعتبر النقطة المهمة الثانية في هذه الصفقة هو الثمن الذي قد يطلبه نادي نابولي لبيع لاعب خط وسطه. ويبدأ الميلان التفاوض بعرض مبلغ 20 مليون يورو لكنه لا ينوي دفع أكثر من 25 مليون يورو مقابل هامسيك. ولم تصدر عن نادي نابولي أية إشارات عن المقابل المادي في حالة قبوله بيع اللاعب. التصريحات: إن ما ينعش آمال جماهير الميلان في ضم هامسيك هي التصريحات التي أدلى بها سيلفيو برلسكوني في حوار مغلق مع بعض أعضاء حزبه السياسي ومؤيديه عندما أكد بوضوح أنه: «اتخذ القرار بالفعل، وسنسعى لضم هامسيك لاعب نابولي». ومن المعروف أن برلسكوني معتاد على مثل هذه التصريحات في إطار جولاته وحملاته السياسية، وقد أدلى بتصريحات مشابهة تتعلق بالميلان أمام أعضاء حزبه السياسي أيضا في شهر ديسمبر (كانون الثاني) الماضي. وكان برلسكوني قد أعلن في السابق عن رغبته في ضم كاسانو كبديل لرونالدينهو مع الميلان، وتحرك بعدها أدريانو غالياني نائب رئيس النادي بسرعة لإتمام صفقة كاسانو. ومن المتوقع أن يبدأ غالياني تحركاته قريبا للتفاوض مع نادي نابولي والظفر بخدمات هامسيك. وفي ما يتعلق بالصفقات الأخرى في سوق الانتقالات، تأكد بالفعل بقاء الهولندي سيدورف وأنطونيو كاسانو مع الفريق، لكن موقف اللاعبين ليس متشابها بأية حال من الأحوال، نظرا لأن عقد سيدورف قد أوشك على الانتهاء بينما يمتد عقد كاسانو حتى عام 2014. ورغم أن كاسانو لم يطلب الرحيل أبدا بصفة رسمية، فإن هناك شعورا بالقلق والغموض حول مصيره مع الميلان. الشكوك: وقد توجه بوتسو وكيل أعمال كاسانو إلى مقر النادي يوم الأربعاء الماضي، وتحدث مع بعض مسؤولي النادي. ولم يطلب بوتسو أية ضمانات فنية لبقاء كاسانو، لكن من الواضح أن هناك شيئا يسير على غير ما يرام. فما زال كاسانو يحتاج للتعود على طرق تدريب أليغري ويحتاج إلى مزيد من الحرية في التدريبات، وهو ما يرفضه المدرب تماما، حيث إن تدريبات لاعبي الميلان، وحتى الفردية منها، تسير وفقا لبرامج محددة. لقد تأكد إذن بقاء كاسانو وأعلن اللاعب عن سعادته بالبقاء، حيث لا توجد في الوقت الحالي أي بدائل، ويعتبر الميلان هو الرهان الأخير لكاسانو المعتاد على التنقل وتغيير الأندية باستمرار. لكن سوق الانتقالات لا تزال طويلة، وربما تبدي بعض الأندية اهتماما بلاعب جيد مثله. وبالتالي يبقى المجال مفتوحا أمام أية تطورات جديدة حتى نهاية سوق الانتقالات بنهاية شهر أغسطس (آب).
اليقين: وفي ما يتعلق بسيدورف، كان اللاعب الهولندي قد توصل في أول لقاء مع مسؤولي الميلان لاتفاق (التجديد لموسم واحد وتخفيض راتبه)، لكنه طلب بعد ذلك مهلة للتفكير بعد أن بدأ نادي كورينثيانس البرازيلي الذي يلعب له رونالدينهو في مغازلته وبعد بعض الشكوك التي بدأت تساوره حول هوية الميلان في المستقبل؛ إذ إن سيدورف يرغب في اللعب لفريق يتكون من لاعبين يتميزون بالموهبة والإبداع، لكن أليغري لديه أفكاره التي لن يغيرها. ورغم ذلك، فإن سيدورف قرر في النهاية البقاء مع الميلان لا سيما بعد التقدير الكبير الذي أظهره برلسكوني نحو اللاعب الذي صرح قائلا في هذا الصدد: «لقد كانت رغبة رئيس النادي واضحة، وكذلك رغبتي».
البطولة الأوروبية: وقد التقى سيدورف مع مسؤولي النادي لمدة 20 دقيقة فقط أعلن بعدها تجديد عقده قائلا: «لم تكن هناك أبدا مشكلات حول الجانب المادي، وكنت فقط أحتاج للتوصل لاتفاق مع النادي الذي تربطني به علاقة وطيدة. لقد كنت أرغب في أن أشعر أنني ما زلت مهمّا لهذا النادي، وقد منحني غالياني الإجابة، ولذلك قررت البقاء». وعلق سيدورف على رحيل بيرلو عن الميلان قائلا: «أشعر بأسف شديد من أجل بيرلو، وفقدت برحيله واحدا من أفضل أصدقائي، كما فقد الفريق واحدا من أفضل لاعبيه. لقد صنع بيرلو تاريخ هذا النادي، وأتمنى له التوفيق». وأخيرا تحدث سيدورف عن دوري أبطال أوروبا الذي يحمل رقما قياسيا فيه بالفوز 4 مرات مع 3 فرق مختلفة: «أتمنى أن أفوز بكأس دوري أبطال أوروبا مرة أخرى مع الميلان، لتكون الكرة الخامسة لي والثامنة للفريق. إن الفريق يبدأ الموسم الجديد بالرغبة في الفوز بجميع البطولات، لكننا بعد الفوز بالدوري يجب أن نسعى خلف البطولة الأوروبية». ولعل هذا هو ما جعل سيدورف يفضل البقاء على الرحيل لنادي كورينثيانس البرازيلي.