انتشرت في الأيام القليلة الماضية شائعات حول احتمالية تفكير الكاميروني صامويل إيتو، مهاجم الإنتر، في الرحيل عن صفوف الفريق بعد وابل الهتافات العنصرية التي تعرض لها من جماهير الميلان. ولكن العالم الرائع الذي يعيش فيه إيتو على كوكب الإنتر لا يزال سليما ولم يعكر صفوه ما حدث مؤخرا. وهذا ما أكد عليه اللاعب ذاته من خلال البيان الذي بثه إلى جماهير فريقه على صفحة الموقع الرسمي لنادي الإنتر والذي أبرزه أيضا ماسيمو موراتي، رئيس الإنتر، خلال الاحتفال بذكرى وفاة اللاعب والمدرب الإيطالي ارماندو بيكي والذي أقيم في ليفورنو. لقد انتهى الحال بهمسات وأحداث ما وراء كواليس تلك الليلة، التي تعرض فيها إيتو إلى إهانات من جانب جماهير الغريم التقليدي لفريقه، إلى الكتمان والخنق: فنادي الإنتر لا يرغب في حرمان نفسه من خدمات الكاميروني وإيتو لا يود أن يحرم من الإنتر.
لا يقدر بثمن.. وحيث إن الحاضر تم صياغته من خلال الرسالة المهذبة التي جاءت على لسان إيتو «ليس هناك أي موقف بعيد عن الاحترافية، حتى لو أن هذا الأمر أشعرني بالمرارة كإنسان، يمكنه أن يبعدني عن الإنتر» وتأكيدات موراتي الدائمة أنه لا مجال لتوديع اللاعب الكاميروني: السؤال إذن؛ هل إيتو لاعب لا يمكن المساس به في الإنتر؟ ولعل الإجابة ستتضح من خلال تصريحات موراتي الأخيرة والتي جاء فيها: «أجل، إيتو لاعب في الإنتر في الموسم المقبل بنسبة 100%. ثمة أحداث معينة تحدث ولكن لا أعتقد أنها من الممكن أن تكون سببا في رحيله. ثم إن الأمر يتوقف على من يقوم بمثل هذه الانتقادات: من المؤسف أن يكون هناك تصرفات مثل هذه ولكن الفطرة السليمة والصبر والذكاء تساعد اللاعبين على تحمل هذه الأمور وتدفعهم للسير قدما أيضا. هل صرحت أن مبلغ 50 مليون يورو غير كاف للتخلي عن خدمات إيتو؟ لقد كان ذلك مجرد طريقة للتعبير عن تمسكنا باللاعب. فنحن نود أن يظل إيتو معنا في الإنتر». صامويل إيتو لا يقدر بثمن. وهذا ما سنراه في سوق الانتقالات المقبلة.
احتفالات.. حسنا، كانت تلك الليلة التي شهدت تجديد العشق بين إيتو والإنتر هي الذكرى الـ40 لرحيل اللاعب والمدرب الإيطالي ارماندو بيكي، وكان من بين الحضور زوجة الفقيد وأخواه ماريو وميتي وإبناه ليو وجان ماركو. وقد نعى موراتي لاعب الإنتر السابق قائلا: « لقد كان لاعبا نموذجا ورجلا ذكيا ولطيفا ومليئا بالحماس. لقد أصبح قائدا لفريق الإنتر عندما لعب في مركز الظهير الحر، ذلك المركز الذي لم يعد مألوفا. وقد استطاع ارماندو أن يفوز بالعديد من البطولات وهو في هذا المركز.. من هو اللاعب الذي يشبه بيكي في فريق الإنتر اليوم؟ خافيير زانيتي، إنه لاعب نموذج».
وفي سياق متصل، يبدو أن إيتو والإنتر أصبحا أكثر التحاما من ذي قبل بعد تلك العاصفة التي مرت بسلام. كان ذلك هو ملخص الرسالة التي وجهها اللاعب صاحب الـ30 عاما إلى جماهير فريقه عبر الموقع الرسمي للنادي ردا على الشائعات التي تحدثت عن احتمالية مغادرة اللاعب الكاميروني مدينة ميلانو.
كأس إيطاليا في العقل.. وكان نص رسالة إيتو كالتالي: «جماهير الإنتر الأعزاء، لقد فوجئت كثيرا مثلكم عندما قرأت ما تم نشره على صفحات بعض الجرائد اليومية بشأن رحيلي عن الفريق. أود أن أوضح، كما كنت واضحا دائما على مدار مسيرتي الكروية ومعكم، أنكم أظهرتم لي حبا كبيرا واحتراما عظيما منذ أول يوم لي هنا في ميلانو. أطلب منكم فحسب التحلي بالهدوء، فهناك تفكير واحد فحسب يدور في رأسي: الفوز ببطولة كأس إيطاليا مع زملائي، تلك البطولة التي ستكون الـسادسة لي مع الإنتر خلال موسمين والثالثة في الموسم الحالي. ليس هناك أي موقف بعيد عن الاحترافية يستطيع أن يجعلني أرحل عن الإنتر». وقد حاول اللاعب الخروج من هذا الموقف فتوجه هو وزوجته وإحدى بناته للتسوق في وسط المدينة.