غوارديولا: مجموعة لاعبي برشلونة يصعب تكرارهم.. وميسي نجم فريد

فيرغسون يقر بهزيمة يونايتد.. ويعترف بأن الفريق الكتالوني أفضل من رآه طوال مسيرته

TT

أشاد مدرب برشلونة الإسباني جوسيب غوارديولا بلاعبي فريقه، وتحديدا بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، معتبرا أنه لاعب فريد، وذلك بعد إحراز الفريق الكتالوني لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بفوزه على مانشستر يونايتد 3/1 في نهائي ويمبلي.

وقال غوارديولا: «قد نكون قادرين على المنافسة، ولكن من دون ميسي لن نكون بهذه الجودة، إنه لاعب فريد، وآمل أن يتمكن النادي من توفير اللاعبين القادرين على مساعدته، وأن يحافظ على هدوئه في الحياة؛ فالنادي يملك الحكمة الكافية لضم اللاعبين الذين يحتاج إليهم». وتابع: «يشرفني أن أدرب هؤلاء اللاعبين والانتماء إلى هذه المجموعة، إنه لقبنا الرابع في دوري أبطال أوروبا مثل بايرن ميونيخ وأياكس أمستردام، فمنذ فترة قليلة لم يكن لدينا أي لقب، نحن سعداء جدا، 4 ألقاب، إنه أمر رائع».

وعما إذا كان فريقه قد قدم أداء أفضل مما كان عليه في نهائي روما عام 2009 ضد مانشستر يونايتد أيضا، قال: «بعد تلك المباراة في روما اعتقدنا أننا لعبنا جيدا، لكن حين شاهدنا شريط المباراة لم يكن الانطباع مماثلا». وتابع: «أجل.. لعبنا هذه المباراة بشكل أفضل وبطريقة جيدة، فنحن نريد دائما الفوز، وهذه هي الطريقة التي تجعلنا فخورين بأنفسنا».

وأوضح: «عرفنا أن لاعبي مانشستر سيضغطون علينا في بداية المباراة، فكنا نخوض المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ضد فريق يفوز تقريبا كل عام بدوري بلاده، مع المدرب الأكثر شهرة في العالم، فمانشستر فريق لديه الموهبة، لكننا نحن أيضا ضغطنا على فرديناند وفيديتش وغيغز وكاريك، سنحت لنا فرص أكثر مما حصلنا عليه في روما، ولعبنا بمستوى أرفع».

ورفض غوارديولا تأكيد ما إذا كان يعتبر برشلونة أفضل فريق في التاريخ بقوله: «لا أعرف، من المستحيل أن أقول ذلك، فأنا لم أر الفرق الأخرى، فريق ريال مدريد مع دي ستيفانو الذي فاز بـ5 ألقاب متتالية في البطولة، وأياكس مع كرويف.. نحاول أن نقدم أفضل ما لدينا ونرغب في أنه بعد 10 سنوات أو 15 سنة أن يتم تذكرنا كأفضل الفرق».

وأيد ما قاله مدرب مانشستر أليكس فيرغسون عنه من أنه إذا ترك برشلونة لن يجد فريقا أفضل، وقال: «مستقبلي سيكون صعبا؛ لأنني سأواجه على الأرجح صعوبة في العثور على لاعبين جيدين كلاعبي برشلونة، لكنه سيكون تحديا آخر، فمن المستحيل أن تبقى في منصب واحد 25 عاما، قد يكون مستوانا سيئا في العام المقبل ويقيلوني من منصبي».

في المقابل اعتبر الاسكوتلندي أليكس فيرغسون، مدرب مانشستر يونايتد، أن برشلونة هو أفضل فريق رآه حتى الآن.

وقال فيرغسون: «برشلونة هو أفضل فريق في أوروبا حاليا من دون شك، لا بل إنه أفضل فريق رأيته، والجميع يدركون ذلك. ليس من السهل أن نلقى هذه الهزيمة، فلم يوجه لنا أحد هذه الضربة حتى الآن، إنهم يتمتعون بأدائهم». وتابع: «الفرق الكبيرة لها عهود، ولست أدري كم سيدوم هذا مع برشلونة، وإذا ما كان سيواصل فلسفته، فقد يعثرون على لاعبين من طراز تشافي وميسي، وقد لا يوفقون أيضا».

وتحدث عن فريقه بقوله: «كان فريقنا جيدا ومستعدا تماما، لكن تمريرات برشلونة جعلتنا بطيئين وهذا ليس جديدا». وأضاف: «عندما يكون لديك لاعب مثل روني فإنك تتوقع منه أداء أفضل في الشوط الثاني، لكن هذا ما حصل. لقد لعبنا بأسلوبنا المعتاد، لكننا لم نتمكن من السيطرة على وسط الملعب بما يكفي، فاللعب ضد برشلونة ليس سهلا، بل هو تحدٍّ وتجب مواجهة التحديات وليس الهرب منها».

وعن عدم إشراك الروسي برباتوف في المباراة، أوضح فيرغسون: «قرار اختيار التشكيلة كان صعبا، الأمر يتعلق بالتركيز على الوسط؛ حيث يتفوق برشلونة، تعين عليَّ الاختيار بين أوين وبرباتوف، واعتبرت أنه في حال كنا بحاجة إلى لاعب يمكنه التسجيل في الدقائق الأخيرة فإن أوين يملك الخبرة؛ لذلك اخترته».

وخرجت وسائل الإعلام الإسبانية أمس للإشادة بنادي برشلونة، ورفعته إلى عنان السماء عقب التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة في تاريخه، ولم يكن من الغريب أن تسرف صحف ووسائل إعلام كتالونيا في الإشادة بفريقها الرائع تحت قيادة غوارديولا، ولكن ما لم يخطر على بال أحد هو أن تكثف وسائل إعلام مدريد من مدح النادي الكتالوني.

وهناك معركة غير معلنة بين وسائل إعلام كتالونية ونظيرتها في مدريد، بسبب توجه الأولى نحو مساندة فريق برشلونة ممثل الإقليم، في الوقت الذي تكتفي فيه وسائل إعلام مدريد بتناقل أنباء فريق ريال مدريد.

لكن المستوى المذهل الذي ظهر به برشلونة في ويمبلي لم يترك فرصة لوسائل إعلام مدريد لتجاهل هذا الحدث المهم، وبالتالي فرض عليها الإشادة بالنادي الكتالوني في طريقه نحو لقب دوري أبطال أوروبا.

وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة «آس» الرياضية: «سوبر برشلونة.. الكرة الإسبانية تواصل صدارتها للعالم».

ووصف رئيس تحرير صحيفة «آس» ألفريدو ريلانو أداء فريق برشلونة بأنه «التيار الذي يرتفع ويرتفع، ولكن غير محسوس، لا يرحم، حتى يدق قلعة الرمل التي تم بناؤها مع مرور الوقت، دون ترك أي أثر من وراء ذلك».

من جانبها، تحدثت صحيفة «ماركا» عن «برشلونة الأحلام، الإعصار». وأشادت «ماركا» بشكل خاص بتشافي وليونيل ميسي، مشيرة إلى أن تشافي كان «القائد السحري» وميسي كان «عنصر المفاجأة والملهم في خط الهجوم». واحتل نبأ تتويج برشلونة بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة في تاريخه الصفحة الأولى في جميع الصحف الإسبانية أمس.

وأوضحت صحيفة «إل موندو ديبورتيفو»: «برشا الرائع يستولي على اللقب الرابع بدوري الأبطال»، بينما كتبت صحيفة «أل بايس»: «برشا يلمس السماء في ويمبلي». وأضافت: «برشلونة غير طريقة لعب كرة القدم، سيكون من الصعب للغاية لريال مدريد أن يلحق بهم».

من جانبها، أشارت صحيفة «بيريوديكو» في صفحتها الرئيسية إلى أن برشلونة «هو الأفضل على الإطلاق» بينما أوضحت «لا فانجوارديا»: «إنه الأسطورة» وكتبت صحيفة «سبورت»: «إنه الأفضل في التاريخ».

وأشادت صحف «كتالونيا» بكارلوس بويول، قائد برشلونة، لمنحه شارة القيادة للمدافع الفرنسي إيريك أبيدال لتمكينه من تسلم كأس البطولة. كان أبيدال قد أجرى عملية جراحية لاستئصال ورم من الكبد في مارس (آذار) الماضي، وكان من الواضح حينذاك أنه من الممكن ألا يمارس كرة القدم مجددا.

وجاءت النقطة السلبية الوحيدة التي تحدثت عنها صحف كتالونيا، هي إصابة 89 مشجعا خلال الاحتفالات في برشلونة، وتم نقل 15 منهم للعلاج في المستشفى، بعد أن دخلوا في بعض المناوشات مع رجال الشرطة.

في المقابل، أقرت الصحف الإنجليزية بهزيمة يونايتد وأحقية برشلونة في اللقب، ووصف ريتشارد ويليامز، المحرر بصحيفة «غارديان» فوز برشلونة بأنه «النصر للفن والصبر والخيال». وقال عن ميسي: «في الإجمالي إنه أكثر أداء فعالية لمهاجم منذ تسجيل نادور هيديكوتي 3 أهداف خلال فوز المجر على إنجلترا 6/3 على الملعب نفسه عام 1953».

وكتب هنري وينتر محرر صحيفة الـ«تليغراف» أن «مانشستر يونايتد تراجع أداؤه وكان أشبه بالصبية المتدربين العصبيين في حضور الهداف المذهل ليونيل ميسي».

من جهته، أوضح باتريك كوليز، محرر صحيفة «ذا ميل أو صنداي»: «في مجمل تاريخ هذه المباراة الجميلة، عدد ضئيل من الفرق وصل إلى حد الكمال الذي تمتع به برشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا».