إخفاق مانشستر يونايتد كشف عن ضرورة إحالة خط وسطه إلى التقاعد

على فيرغسون التحرك سريعا لإنقاذ الفريق الذي شاخ معظم لاعبيه

TT

ربما تكون بحاجة إلى بضعة أمور قليلة إذا أردت الحفاظ على لقبك، كملك متوج للكرة الأوروبية، خاصة عندما يعترض فريق بحجم برشلونة طريقك، فأنت بحاجة إلى أفضل اللاعبين ليوازنوا الأداء القوي للفريق الكاتالوني، كما أنك بحاجة أيضا إلى وضع خطط لمواجهة أفضل لاعبي الفريق المنافس.

لكن أيا من هذه الأشياء لم يكن في جانب مانشستر يونايتد خلال مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا التي أقيمت على استاد ويمبلي، بل كانت جميعها في صالح فريق برشلونة، وربما كان ذلك السبب في أن اللقاء لم يكن منافسة حقيقية على الإطلاق، وربما كانت عبارة «عدم التجانس» الكلمة القاسية التي ينبغي استخدامها لدى وصف هذا المستوى المتدني لفريق ظهر كمتدرب أمام فريق بطل.

لذا لا غضاضة في أن نعترف بأن المباراة النهائية كانت من طرف واحد. بل كانت أسوأ من نهائي روما قبل عامين، عندما اعتقد مانشستر يونايتد أنهم لديهم الفرصة للتغلب على فريق برشلونة لأن الأخير تمكن من التغلب على تشيلسي بأعجوبة.

هذه المرة كان الجميع يعرف أن برشلونة الأفضل في العالم والفريق الذي لا يقهر في مثل هذه المناسبة أو في أغلب المناسبات الكبيرة مثل هذه. كان لاعبو مانشستر يونايتد يعلم أنه الفريق المستضعف، وقالوا إنهم لا يبالون بهذه الانتقادات، وسيظهرون أحقيتهم في المنافسة، لكن فريق السير أليكس فيرغسون يبدو أنه لم يتدرب بالشكل الكافي لمواجهة كبار برشلونة ولم تكن لديهم خطة مقامرة.

ليس هناك خزي أمام فريق برشلونة لكن على فيرغسون أن يصاب بالإحباط كما أصيب مشجعو مانشستر يونايتد وهم يرون فريقهم الذي يحبونه غير قادر على مجاراة منافسيهم. ربما يكون من السهل القول إن قمة الدوري الإسباني تجعل من قمة الدوري الإنجليزي تبدو وضيعة للغاية. ربما كان ذلك صحيحا في كثير من الحالات، ورغم من كون النهائي هذا هو الثاني بينهما الذي يقام خلال ثلاث سنوات، فإن برشلونة تمكن من جعل مانشستر يونايتد يبدو أسوأ بكثير مما كان عليه في نهائي روما. وهناك الكثير من اللاعبين الذين أبدوا استياء كبيرا من الأداء السيئ الذي قدموه في روما قبل عامين، ولم يتمكن لاعب واحد من الزعم أنه أدى مباراة جيدة أو أدى ما كان متوقعا منه لكن غياب اللاعبين عن الأداء هذه المرة كان أكثر وضوحا.

ربما يكون واين روني الوحيد بين اللاعبين الذي يستحق الإشادة، فقد قدم كل ما يملك بعد قليل من التسديدات، لكن اللاعبين الذين اختارهم فيرغسون أهدوا المباراة لبرشلونة بصورة مثيرة للإحباط. فقد كان أنطونيو فالنسيا هزيل المستوى ولم يقدم ما كان متوقعا منه على الجانب الأيمن كما كان متوقعا منه. أما بارك جي سونغ، فكان مثل فالنسيا ولم يكن موجودا على الجهة اليمنى، ولم يتمكن من تبرير إيمان المدير الفني بذكائه وتحركاته، وفي مرحلة كان يشتت بالكرة إلى منطقة دفاع برشلونة كما لو كان لا يريد لمسها، ليتمكن المنافس من بناء هجمة أخرى في الوقت الذي كان فيه فريق مانشستر بحاجة إلى أي لاعب يملك القدرة على الاستحواذ على الكرة والتسلم كان فشل اللاعبين اللذين يلعبان على الجانبين ريان غيغز ومايكل كاريك في ذلك على الإطلاق. وفشل غيغز وكاريك في الاستحواذ على الكرة ولم يتمكنا من منع ليونيل ميسي أو بيترو أو تشافي من عمل مثلثاتهم الدائمة وفتح مساحات في دفاعات مانشستر يونايتد، وهو ما جعل لاعبي الوسط غير فاعلين بصورة أثارت الصدمة. كان من الصعب التوصل إلى ما يدور في فكر المدير الفني ليونايتد لما قد يحدث عندما يدفع بلاعب يبلغ من العمر 37 عاما ولاعب لقي الكثير من الانتقادات في أولد ترافورد ضد التمريرات السريعة. ما حدث بالفعل لم يكن أي شيء على الإطلاق. لقد بدا برشلونة في بعض الأوقات وكأنه يمرر لنفسه أو يجري في نصف ملعبه في حصة تدريب بلا أي مواجهة. لقد كان مانشستر يونايتد معرضا لهزيمة قاسية وكان بإمكان برشلونة تسجيل ضعفي هذه الأهداف بعدما سنحت للاعبيه الفرصة للقيام بذلك.

نتائج المباريات ربما كانت هي الوحيدة القادرة على الأقل لجلب الاعتراف العالمي مهما كان قدر المكانة التي يحملها فيرغسون لغيغز وسكولز، لكنه لا يستطيع مواصلة إشراكهم في المباريات إلى الأبد ضد فريق بهذا الحجم من القوة. عندما ظهر هذا الثنائي في روما بعد عشر سنوات من الثلاثية (عام 1999) اعتبر ذلك أمر مميزا، لكن الجميع اعتقد أن النتيجة ستجعل فيرغسون يعيد التفكير. لكن الواضح أن ذلك لم يحدث فقد استعان بذات الأشخاص في هذه مباراة أول من أمس وترك البديل الشاب ناني وأندرسون على دكة البدلاء ومرة أخرى نزع عن مانشستر يونايتد اللقب وهذه المرة من لندن.

لن تتمكن من الفوز بنهائي دوري الأبطال ما لم يضم فريقك أبطالا، ومانشستر يونايتد لا يملك هذه النوعية من اللاعبين للتقدم. في عام 1968 تمكن جون أستون من تحقيق تحول تاريخي عندما أخرج نادي بنفيكا جورج بست خارج المباراة حتى الوقت الإضافي. وفي عام 1999 وصل أولى سولسكاير في وقته المناسب لإنقاذ مباراة اعتقد فيرغسون أنه خسرها بالفعل. وعلى الرغم من أن النتيجة كانت 2/1 كانت هناك فرصة ضئيلة للغاية لأن يتمكن روني أو خافيير هيرنانديز من القيام بشيء مشابه لبث روح جديدة من الأمل في نفوس الفريق ثم أصبحت النتيجة 3/1، وكان من الممكن حقا أن تصبح 4/1 أو 5/1.

لا يوجد الكثير مما يمكن للمهاجمين القيام به في مثل هذه الظروف، ولعل ذلك هو السبب في وجود مايكل أوين على دكة البدلاء ولم يكن هناك دفاع قوي بما يكفيه القدرة على أداء واجبه على النحو الأمثل أمام فريق يمتلك من هذه المقومات والخيال والمهارة غير المحدودة. وقبيل المباراة أعلن فيرغسون أنه مستمر في عمله كمدير فني لمانشستر مهما كانت نتيجة المباراة، لكن فريقه بحاجة إلى لاعب وسط محنك بأسرع ما يمكن.

ربما يكون فيرغسون قادرا على الاستمتاع بحياته في الدوري الإنجليزي لعدة مواسم قادمة، بغض النظر عن المشكلة المؤرقة أن إنجلترا باتت بعيدة عن أوروبا. ولكي نكون منصفين، وكما هو الحال بالنسبة لغالبية الفرق التي تواجه برشلونة، ربما يتساءل البعض كم هو عدد الهزائم التي يمكن أن يمنى بها فيرغسون. وعلى الرغم من أنه لا يتوقع أن يغير فيرغسون من رأيه بشأن اعتزال كرة القدم بعد هذه التجربة المثبطة للهمة، فسوف يشعر هو وغيغز وسكولز بأنهم قد تقدموا في السن بعد مباراة أخرى مرت وهم في مطاردة أطياف برشلونة.