النهائي الأوروبي يفتح باب الاحتمالات نحو تعديل مواعيد مباريات دوري المحترفين السعودي

توزيعها على أوقات متفرقة سيزيد من حجم الحضور الجماهيري والتغطية الإعلامية

TT

فتحت تجربة تقديم موعد مباراتي الهلال والفيصلي والوحدة والاتفاق في كأس الملك للأبطال، قبل أيام، إلى بعد صلاة المغرب مباشرة، على أن تستكمل بعد صلاة العشاء مراعاة لظروف توقيت انطلاقة مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا، باب التساؤلات حول إعادة النظر في جدولة منافسات دوري «زين» السعودي للمحترفين، والرضوخ للمطالبات الإعلامية والجماهيرية التي تنادي بتوزيع مباريات الجولة على يومين وبأوقات مختلفة. إذ إنه، وبالنظر جدول لمباريات دوري «زين» السعودي للمحترفين، نشاهد ثلاث إلى أربع مباريات تقام جميعها في توقيت موحد، على الرغم من وجود متسع كبير من الوقت، حيث نجبر أنفسنا على إقامة هذه المباريات في وقت واحد بعد صلاة العشاء، حسب توقيت أم القرى، وهو الأمر الذي يفقد بقية المباريات المتابعة والاهتمام الإعلامي في حال وجود مباريات «ديربي» أو «كلاسيكو» على سبيل المثال، بمعنى أن تصبح بقية المباريات هامشية بالنسبة للجماهير الرياضية وحتى الإعلام الرياضي الذي سيمنح المساحة الكبيرة للمباراة القمة بحسب المنطق، ولك أن تتخيل أن يتم إلغاء مؤتمر صحافي في إحدى مباريات دوري «زين» السعودي لعدم وجود إعلاميين يقومون بطرح الأسئلة على مدربي الفريقين، الذين بالتأكيد سيغضبهم هذا الموقف المحرج، أيضا لك أن تتخيل أن إحدى مباريات دوري «زين» السعودي للمحترفين لم يحضرها إلا 23 متفرجا فقط، وهي التي أقيمت بين فريقي الحزم والقادسية في الجولة الـ3، وذلك بسبب إقامة هذه المباراة بالتزامن مع عدة مباريات بنفس التوقيت، وهو ما أفقدها متعة الحضور الجماهيري.

وعلى سبيل المثال، في فصل الشتاء من الجيد أن تقام بعض المباريات عصرا في المناطق الأكثر برودة، وبقية المباريات منها ما يقام بعد صلاة المغرب مباشرة، ومنها ما يقام في التوقيت الاعتيادي (بعد صلاة العشاء)، أيضا عند لعب المباريات في أيام عمل نجد أن إقامتها بوقت مبكر يضمن لها حضورا جماهيريا أكبر بسبب وجود متسع من الوقت لديهم بعد المباراة، بالإضافة إلى أن توزيع المباريات على أوقات متعددة يسهل من مهمة وسائل الإعلام ويطور عميلة الدعاية والإعلان للمباريات غير الجماهيرية التي بالتأكيد لن تكون بذات القيمة السابقة عند إقامة جميع المباريات بتوقيت موحد، كون الأنظار والمتابعة ستتجه صوب المباريات الكبيرة والفرق الجماهيرية، أيضا يتسبب هذا الأمر في إرباك القنوات الناقلة حيث يتطلب لأي قناة تفكر في شراء حقوق الدوري السعودي وجود أكثر من خمس قنوات بسبب إقامة المباريات بتوقيت موحد، ذات الحال ينطبق على الصحف الورقية التي تواجه أزمة كبيرة عند إقامة المباريات بتوقيت موحد ومتأخر، وذلك في عدم التغطية الموسعة والمفصلة بسبب ضيق الوقت مما يجعلها تكتفي بتحليل المباريات مع ردة فعل صغيرة إن وجدت، وهذا من شأنه إفقاد الدوري متعته الإعلامية، وربما يتطلب أيضا من مسؤولي لجنة المسابقات إشراك الفرق في عملية اختيار التوقيت، كما يحدث في دوري المحترفين الآسيوي، حيث تكون الفرق المشاركة مسؤولة بشكل كبير في عملية اختيار التوقيت المناسب لها لإقامة مبارياتها.

من جهة ثانية، ولأمر ليس ببعيد، نشاهد دائما أن الكثير من الندوات والاحتفالات الرياضية تقام في أوقات متأخرة من المساء، وهذا من شأنه تغييب التغطية الإعلامية الواسعة، والسؤال الذي يطرح نفسه؛ لماذا لا تُقام في وقت مبكر قليلا بعد صلاة المغرب مثلا، حتى تضمن التغطية الكبيرة والموسعة من قبل وسائل الإعلام، خصوصا الصحف الورقية، ذات الأمر ينطبق على بعض القرارات الصادرة من اللجان في الاتحاد السعودي لكرة القدم في أوقات متأخرة من المساء، وهو أمر مثير للاستغراب أن يصدر قرار قبل الساعة الحادية عشر ليلا، مما يعني أن غالبية الصحف الورقية ستكتفي بنشر القرار دون إحضار ردة الفعل إذا كان الموضوع يخص فريقا أو لاعبا أو إداريا، والسؤال هنا هل اجتماعات اللجان تعقد مساء؟ بالتأكيد هذا الأمر الذي لا ندركه جيدا على الرغم من علمنا التام ويقينا بأن الاجتماعات دائما ما تقام في وقت مبكر من اليوم صباحا أو ظهرا أو حتى عصرا.