فيلاس بواس: لست خارقا.. ولكني سأترك بصمتي في عالم التدريب

رفض مقارنته بمورينهو رغم حصده ثلاثية تاريخية مع بورتو

TT

يرفض أندريه فيلاس بواس، المدير الفني لفريق بورتو البرتغالي، مقارنته بالمدرب البرتغالي الأشهر جوزيه مورينهو، ويرفض أن يوصف بـ«مورينيو الصغير» بعد فوز فريقه بكأس الدوري الأوروبي، إضافة إلى كأس البرتغال ومن قبله لقب الدوري الإسباني.

وبواس الذي يبلغ عمره ثلاثاً وثلاثين سنة فحسب، ترك بالفعل بصماته الواضحة، وهذه هي السنة الثانية فقط من حياته التدريبية. وبعدما أنقذ بواس فريق أكاديميكا، وهو نادٍ برتغالي مغمور نسبيا، من الهبوط لدوري الدرجة الأولى في موسمه التدريبي الأول، قاد بواس نادي بورتو، وهو النادي الذي يمثل مدينة بورتو، مسقط رأسه، للفوز بلقب الدوري البرتغالي وكأس الدوري الأوروبي كأس البرتغال.

وخاض فريق بورتو 53 مباراة تحت قيادة فيلاس بواس، فاز خلالها الفريق بـ46 مباراة وخسر ثلاث مباريات فقط، ولم يتعرض للخسارة في الدوري البرتغالي. وقد فاز فريق بورتو بآخر 14 مباراة خاضها الفريق في كل المنافسات، وسجل 130 هدفا خلال الموسم الحالي.

ولكن هل يمكن أن يحاكي بواس في النهاية الرجل الذي يرتبط معه بشكل وثيق جدا، الرجل الذي اتبعه باجتهاد كبير جدا حتى الآونة الأخيرة، الرجل الذي استحوذ على اهتمام عدد كبير من الصحف وتصدر صفحات الأخبار خلال العقد الأخير؟ وهذا الرجل بالتأكيد هو جوزيه مورينهو. وهذه المسألة تخضع للنقاش حاليا بالفعل.

وقد عمل فيلاس بواس للمرة الأولى مع مورينهو في بورتو خلال عام 2002، وحصل على دور رئيسي وإن لم يكن رفيع المستوى عندما أسند إليه منصب رئيس مجموعة مراقبة أداء الخصوم، حيث كان يعد تقارير كشفية مفصلة. وكان هذا الدور حاسما ومهمّا للطريقة التي يعمل بها مورينهو.

ورافق فيلاس بواس المدرب مورينهو إلى فريق تشيلسي ثم إلى إنتر ميلان، حيث انتهت هذه الرابطة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2009. وكان الانفصال حتميا، ولم يعد الاثنان يتحدثان معا. وقال فيلاس بواس في تصريح أدلى به على ملعب التدريب الخاص بنادي بورتو: «لا أتحدث مع جوزيه. وبعدما رحلت تحدثنا معا كثيرا عندما كنت مدربا لفريق أكاديميكا، ولكن الأمر أصبح مختلفا قليلا الآن».

وعندما سئل عما إذا كان هذا قد حدث لأن مورينهو ينظر إليه على أنه منافس، رد بواس بإصرار قائلا: «أنا لست منافسا لشخص يعتبر أفضل مدير فني على مر العصور». وعلى الرغم من ذلك، ومع ارتفاع سمعته، بدأت أندية كبيرة من بينها أندية في إنجلترا تسعى للتعاقد معه.

يقول بواس: «أي فرد ناجح حول العالم يولد اهتماما. وأنا أعتبر هذا الأمر شيئا جيدا جدا. ولا أنظر إليه على أنه شيء جيد عندما يتم توريطي في ادعاءات كاذبة، وهذا حدث في إيطاليا، على سبيل المثال، حيث ادعت الصحف كذبا أنني أخبرت مدير نادي روما بأنني لن أذهب لتدريب فريق إيه سي روما لأنني سوف أذهب لتدريب ليفربول، وأن جوزيه أخبرني بأن أذهب إلى الدوري الإنجليزي بدلا من الدوري الإيطالي. وهذه مجرد كذبة اختلقها بعض الأشخاص وروجوا لها على أنها قصة حقيقية. التخمين أمر جيد، ولكن الكذب ليس كذلك».

ومن الوارد أن يبقى بواس مع بورتو لمدة عام آخر إضافي، ولكن هذا العزم قد يتعرض لاختبارات كثيرة. ومن الحتمي أن فريق تشيلسي هو أحد الأندية المحتملة التي تخطب ود بواس. ويصر فيلاس بواس على أنه لم يكن هناك أي نقاش، ولكنه يقول إنه يمتلك ذكريات جيدة مع فريق تشيلسي. يقول بواس: «لندن مدينة يمكنني أن أعيش فيها بشكل مثالي. لقد قضينا أوقاتا رائعة هناك، والأشخاص الموجودون في النادي رائعون، بداية من اللاعبين والطاقم الفني ومالك النادي. ومع جوزيه وصلنا إلى أقصى قدر من النجاح، حيث فاز تشيلسي بالدوري الإنجليزي بعد 50 عاما من غيابه عن التتويج بهذه البطولة. وقد كانت مناسبة قوية جدا جدا، وتركت تأثيرا كبيرا على كرة القدم العالمية، وربما ثبتت اسم تشيلسي كنادٍ ناجح بالفعل في العالم». ولم يكن هذا الأمر كافيا، بالطبع، وتعرض مورينهو للإقالة في النهاية خلال عام 2007.

وقال فيلاس بواس: «يمكنني أن أتفهم أن تشيلسي مهتم جدا ببطولة دوري أبطال أوروبا، وهذا حق مشروع. ولكن أفضل الفرق لا تفوز بدوري أبطال أوروبا بالضرورة، والأندية المحظوظة هي التي تفوز بهذه البطولة، وخصوصا الأندية التي تنجح في التعادل خارج أو داخل الملعب في المراحل الإقصائية. وتخرج الأندية الكبرى من المنافسة عاما بعد عام، حيث خرج فريق إنتر ميلان من المنافسة خلال السنوات الثماني الأخيرة عاما بعد عام إلى أن منحهم جوزيه اللقب (خلال الموسم الماضي)».

وعندما سئل عما إذا كان رومان أبراموفيتش مخطئا بالتأكيد عندما قرر إقالة مورينهو وفيلاس بواس، رد بقوله: «لا، لا، لا. لا أعتقد أنهم ارتكبوا خطأ، حيث فاز جوزيه بكأس الاتحاد الإنجليزي في الموسم الذي سبق قرار إقالته مع كأس رابطة المحترفين «كأس كارلينغ»، وتأهل للمباراة نصف النهائية في بطولة دوري أبطال أوروبا، وخسر بركلات الترجيح أمام ليفربول. وقد حدث هذا في موسم كنا نعاني خلاله من الإصابات في جميع المراكز. وتابع بواس قوله: «ولكن الموسم كان لا يزال ناجحا، بيد أن المالك كانت لديه توقعات أخرى، وربما ثبت أنه كان محقا لأنهم وصلوا إلى المباراة النهائية في الموسم التالي لبطولة دوري أبطال أوروبا، وإذا لم يكن جون تيري قد أضاع ركلة الجزاء الشهيرة، ربما كان الفريق قد فاز بالكأس. وقد كان الأمر مسألة حظ مجددا».

ويعتبر بواس نفسه محظوظا بسبب وجوده في المنصب الذي يشغله الآن، ويحرص الرجل على التعبير عن شكره وثنائه على بورتو، حيث يمكن ملاحظة بعض مشاعر الغضب بفعل الاهتمام الذي يستحوذ عليه مدربهم واللاعبون. وفي نفس الوقت كان يتعين على فيلاس بواس نفسه التعامل مع المقارنات التي تعقد بينه وبين مورينهو. يقول بواس: «ينظر الناس إلي على أنني مورينهو آخر، ولكني يجب أن أبعد نفسي عن هذه المقارنات، لأنني أعتقد بأن لدي شخصيتي الخاصة، والطريقة التي أعمل بها مختلفة تماما، ولكن الناس يربطون بيني وبين واحد من أفضل المديرين الفنيين في العالم، لذا يجب أن أتعايش فقط مع هذا الأمر».

ويصر بواس على أن مورينهو هو أكثر المديرين الفنيين تميزا في العالم. وفي الحقيقة إن فيلاس بواس، الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة، يعتبر معلمه «السابق» رجلا سوف يتم تقييمه على أنه «الأفضل» بسبب عدد «الألقاب التي سيفوز بها». وقد تم منح فيلاس بواس، بشكل مفهوم، لقب «مورينهو المستنسخ» أو «مورينهو الصغير» وغيرها من الألقاب. ولكنه يرفض هذه الألقاب.

ويقول بواس: «يعتقد الناس بأنني مورينهو القادم، ولكنني لست كذلك. أنا مدير فني عادي يستفيد من امتلاك لاعبين رائعين، وفي أحد الأيام سوف أستفيد من امتلاك هذا النوع من الموهبة. وأنا لست مديرا فنيا مميزا، وربما أصبح في يوم من الأيام مديرا فنيا مميزا». وهذه هي طريقة مورينهو تقريبا، ولكن فيلاس بواس يوضح أنه مدرب أكثر «عاطفية»، وأنه مدرب لا يهتم كثيرا بنفس المستوى من التقارير الاستكشافية التي اعتاد على كتابتها لمعلمه، وأنه رجل يعتمد على نفسه.

وقال بواس: «كان مهمّا بالنسبة لي أن آخذ هذه الفترة من الراحة. وقد شعرت أن بمقدوري تقديم المزيد من العمل. وقد كان هذا شيئا أحسست به في قرارة نفسي. وأنا متفهم تماما الوضع الذي كنت فيه خلال هذا الوقت لأن هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور. وكل فرد لديه دوره ومنصبه، وقد كنت محظوظا عندما شاركت في العمل والنجاح مع مورينهو، وقد كنت دائما محترفا جدا جدا. ولكن كان لدي قدر كبير جدا من العمل الذي كان يتعين علي أن أقدمه، وشعرت بالحاجة إلى البدء في ممارسة مهنة التدريب. وكان يمكن أن أعمل مع جوزيه لفترة إضافية، وكان هذا الأمر سيصبح جيدا، ولكنني كنت أتفهم تماما بأنه لم يشعر بالحاجة إلى الحصول على المزيد من الخدمات مني. لذا فقد اتخذت قراري».

وعندما سئل عن سبب تدريبه لنادي مورينهو السابق، رد فيلاس بواس بقوله: «بورتو لم يخترني بسبب أن جوزيه كان موجودا هنا من قبل، ولم أقم أيضا باختيار بورتو لأن جوزيه كان موجودا هنا من قبل. إنها مجرد مصادفة. وقد حصلنا على بطولة كأس الدوري الأوروبي، ويعتقد الناس مجددا بأن هذا الشخص هو المدير الفني الجديد المتميز، وأنه يحقق نفس إنجازات مورينهو. ولكن هذا ليس هو الوضع الحقيقي».