باليرمو يفتح آفاقا جديدة مع عبد المحسن الحكير والمدرب بيولي والملعب الجديد

زامباريني رئيس النادي شن هجوما لاذعا على الإنتر ووصفه بفريق اللصوص

TT

رجل الأعمال السعودي عبد المحسن الحكير.. المدير الفني ستيفانو بيولي.. والاستاد الجديد.. آفاق مستقبلية جديدة تفتح أبوابها أمام نادي باليرمو، الذي يسعى إلى تكوين فريق الأحلام استعدادا للموسم المقبل الذي سيشهد مشاركة الفريق في دوري أبطال أوروبا بعد حصوله على مركز الوصيف في منافسة كأس إيطاليا. وتعتبر صفقة شراء رجل الأعمال السعودي عبد المحسن الحكير، الذي حرص ابنه ماجد على حضور مباراة الفريق في نهائي كأس إيطاليا أمام الإنتر، لنسبة من أسهم النادي، بمثابة بداية جديدة لباليرمو بعد خروج الفريق خالي الوفاض من الموسم السابق، وهو ما عقب عليه الحكير قائلا: «مشروعنا يقوم على أن نجعل من باليرمو فريقا متطلعا إلى الفوز بدرع الدوري». من جهة أخرى، تمثل مسألة بناء الاستاد الجديد في نفس مكان ملعب «فيلدرومو جيلو زين» القديم أهمية كبيرة.

الاختيار: وبصفته واحدا من أكبر المؤيدين للخطط المستقبلية الجديدة، بدأ الرئيس ماورتسيو زامباريني في العمل على أكثر من جبهة، مانحا الأولوية لاختيار المدير الفني الجديد حتى يكون لديه وقت كافٍ لإعداد الفريق قبل بدء المنافسات الأوروبية. ومن المنتظر أن ينتهي زامباريني من دراسة هذه المسألة خلال يومين، بيد أن جميع التوقعات تتجه نحو ستيفانو بيولي (مدرب كييفو السابق)، الذي اعترف بوجود مفاوضات مع نادي روما، في حين تراجعت احتمالات التعاقد مع جوزيبي سانينو. يُذكر أن بيولي كان قد قام بقيادة فريق كييفو من دوري الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى بنجاح كبير، لافتا إليه الأنظار بعد التطور الفني والتكتيكي المميز الذي بدا عليه فريقه السابق. وفي حال التوصل إلى اتفاق مع بيولي، سيوقع المدير الفني تعاقده مع باليرمو لمدة عامين على الأقل.

الوداع: كانت دموع المدير الفني السابق دليو روسي في مباراة الأحد الماضي كافية للتعبير عن مدى حزنه لرحيله عن نادي باليرمو الذي ارتبط به لسنوات طويلة. وعلى الرغم من تأكيد الرئيس زامباريني رغبته في تمديد التعاقد مع روسي لمدة عام آخر، فإن هذه النوايا لم تترجم إلى واقع، وهو ما عقب عليه رئيس النادي قائلا: «كنت أرغب في الاحتفاظ به، لكن كان لا بد من وضع بعض الأشياء في الاعتبار كنوعية الفريق الذي يريده والجوانب الاقتصادية التي يهتم بها أكثر من اهتمامه بالنادي. لا يمكننا أن نردد دائما أن باليرمو فريق شاب ويفتقد الخبرة، فلم نسمع يوما أن أحد اللاعبين تصرف بشكل غير لائق». وعن اهتمام ريال مدريد باللاعب أبيل هرنانديز، قال زامباريني: «لن ينتقل إلى روما. أما باستوري فهو اللاعب الوحيد الذي يمكنه الرحيل عن باليرمو، لكنني أتمنى أن يبقى معنا. لقد بات الفريق مكتملا إلى حد كبير وأصبحنا جاهزين للمنافسة على المراكز الأولى. خافيير؟ أهم الفرق المهتمة به هو ريال مدريد، فهو يروق لمورينهو كثيرا والفريق الإسباني في حاجة إلى إمكاناته».

جدير بالذكر أنه لم يتبقَّ لأبناء دليو روسي، المدير الفني لفريق باليرمو، ليلة الأحد الماضي، سوى تصفيق الجماهير لهم. أما ماورتسيو زامباريني، رئيس نادي باليرمو، فقد عاش هذا اللقاء من المقصورة الرئيسية بين الكثير من المشاعر المختلفة. ومع بداية الشوط الثاني بدأ زامباريني في التعبير عن غضبه إثر فرصة مهدرة من جانب لاعبي فريقه، وبعد انتهاء اللقاء وفوز فريق الإنتر بلقب كأس إيطاليا غادر رئيس نادي باليرمو الملعب الأولمبي في العاصمة الإيطالية روما وهو يصرخ قائلا: «أشعر بالأسف من أجل أبناء فريقي، الإنتر فريق لصوص، لا يعرفون سوى السرقة.. لصوص، لصوص». حدث ذلك على بعد خطوات من مسامع ماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر، وزوجته، الذي تشاجر معه زامباريني قائلا: «موراتي يعرف نفسه بمفرده.. ألا يشعر بالخجل؟». كان ذلك أمام بعض الشخصيات المهمة التي حضرت اللقاء. إنها عبارات قاسية أطلقها رئيس نادي باليرمو الذي كان يحلم بمتابعة نهائي مختلف يحمله هو وفريقه إلى عنان السماء.

كان عزاء جماهير فريق باليرمو إزاء هذه الخسارة هو تلك الكلمات التي جاءت على لسان رجل الأعمال السعودي عبد المحسن الحكير الذي كان يحضر النهائي، بعد أن تناول وجبة الغداء مع الفريق وكان بين جموع المشجعين قبل انطلاق المباراة. وقد صرح الضيف الشرفي إلى جماهير باليرمو بالكلمات التي طال انتظارها بشأن احتمال انضمامه إلى ملاك النادي وقال: «نود الوجود في عالم كرة القدم الإيطالية. وقد فكرنا في باليرمو بعد اللقاء الذي جمعنا بالسيد زامباريني. لقد نظمنا استثمارات قوية من أجل هذا المشروع. هناك الكثير من المجموعات العربية التي استثمرت في الأندية الإنجليزية والإسبانية، والآن نحن لدينا خطة للاستثمار من خلال تعاون متعدد مع باليرمو. فنحن نرغب في اكتساب الخبرة والمعرفة، وربما نقوم بفتح مدرسة كروية في بلدنا أيضا. هذا الفريق لديه الكثير من المشجعين، واليوم وصل إلى روما ما يزيد على 35 ألف مشجع لمؤازرة باليرمو في مباراة نهائي كأس إيطاليا. إن باليرمو يحظى بشعبية كبيرة، ليس في مدينته فحسب، لكن خارجها أيضا لديه الكثير من متابعيه. وهذا بالنسبة إلينا مصدر كبير فضلا عن كونه فرصة عظيمة».

وودع دليو روسي، مدرب فريق باليرمو، لقاء الأحد بالدموع وأقر قائلا: «كنت أود تقديم هدية إلى جماهير هذا الفريق، الذين هم أقوى منا نحن. لقد لعبنا هذه المباراة من أجلهم، لكن هذا لم يكن كافيا. لقد فاز بالبطولة الفريق الأكثر خبرة. إنني حزين لأنه كان بإمكاننا حصد هذا اللقب. لقد قدمنا عرضا رائعا. هذه الجماهير كانت تستحق السعادة».