برانديللي مدرب منتخب إيطاليا: لا مكان في الآزوري لمن لا يشارك مع ناديه

وجه رسالة لكاسانو ومونتوليفو وأكويلاني قبل مواجهة أستونيا في تصفيات أوروبا

TT

ما زال الأداء الراقي الذي قدمه فريق برشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا باستاد ويمبلي يخيم على فرق ومنتخبات العالم الكبرى. وفي تعليقه على هذه المباراة، تنهد تشيزاري برانديللي، مدرب منتخب إيطاليا، قائلا: «إنها ثقافة أداء مجهولة بالنسبة لنا في إيطاليا. وأتمنى أن تكون الرسالة الناجحة لفريق برشلونة قد وصلت إلى قطاعات الناشئين. فليس المهم هو الفوز على الدوام بل يجب أن يكون هناك الصبر من أجل تربية اللاعبين على كرة قدم راقية. لقد نشأ فريق برشلونة الحالي من الاختيارات المهمة التي قام بها غوارديولا قبل 3 سنوات عندما قرأ بشكل جيد قدرات لاعبيه الشباب». ويتابع برانديللي: منذ فترة طويلة وفريق برشلونة يقوم بتجديد شباب لاعبيه ويدعم خط وسطه بالفكر الإبداعي وعقلية الهجوم ولا يبعد اللاعبين الصغار ويستعين بمهاجمين كثيري الحركة. وبينما يمتلك فريق برشلونة إنييستا وميسي وفيا، يمتلك منتخب إيطاليا بيرلو ومونتوليفو وجوفينكو وروسي. ويعتبر الشاب جوزيبي روسي، مهاجم منتخب إيطاليا، الذي يسعى نادي برشلونة لشرائه، هو نقطة الاتصال والتشابه الوحيدة بين منتخب إيطاليا وفريق برشلونة. ويدعم برانديللي بقوة فكرة انضمام جوزيبي روسي لفريق برشلونة: «ومن لا يرغب في اللعب لفريق برشلونة؟ أتمنى له أن يفعل ذلك، وسيمثل هذا شرفا أيضا بالنسبة لنا. إن جوزيبي روسي في هذه الحالة سيكتسب المزيد من الخبرة والمعرفة».

الزرع: ويسير برانديللي على نفس نهج غوارديولا، مدرب برشلونة. فهو يحاول في البداية زرع فلسفة أداء معينة في لاعبيه وبعد ذلك يقوم بتحسينها وتطويرها من أجل تحقيق الفوز. وبدأت فترة غرس بذور الأداء الجديد للمنتخب مع بداية قيادة برانديللي للفريق هذا الموسم. فقد بدأها بالمباراة الودية للمنتخب في لندن يوم 11 أغسطس (آب) الماضي وحتى المباراة الأخيرة للمنتخب في التصفيات الأوروبية المقبلة يوم 7 يوليو (تموز) المقبل. وقد اختار برانديللي طريقة تثبيت الفريق من أجل تسهيل هضم هذه الفكرة الجديدة، على الرغم من أن تثبيت اللاعبين المنضمين لمعسكر المنتخب جعله يتخلى عن بعض اللاعبين الجيدين المرشحين للانضمام مثل أباتي. وقد أوضح برانديللي ذلك قائلا: «لقد ظهر أباتي بمستوى رائع في الدور الثاني من الدوري، لكنني فضلت عدم إدخال أي تغيير على دفاع المنتخب الذي وصل إلى التوازن». فقد أكدت المباريات الجيدة التي أداها منتخب إيطاليا أمام ألمانيا وسلوفينيا وأوكرانيا أن المنتخب الإيطالي قد تعلم الدرس جيدا. وإذا تمكن الآزوري من الفوز على أستونيا فسيضمن التأهل لبطولة الأمم الأوروبية. وبالتالي ستبدأ المرحلة الثانية في تكوين الفريق تحت قيادة برانديللي.

تغيير السياسة: لكن عرفان برانديللي بالجميل للاعبي المنتخب الذين حققوا التأهل لبطولة الأمم الأوروبية لن يستمر للأبد. وسوف يتخلى برانديللي عن سياسة تثبيت لاعبي المنتخب بدءا من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل؛ حيث ستفتح مدرسة المنتخب أبوابها لأباتي وكل من يثبت جدارته مع الاحتفاظ بالفكرة الأساسية وهي تحقيق الفوز عن طريق الأداء. لقد كان من المفترض أن يكون هذا المنتخب هو فريق كاسانو وبالوتيللي، لكن كليهما لا يشاركان مع نادييهما أو لا يظهران بشكل جيد، وهو ما يعني خروجهما من قائمة المنتخب الإيطالي. وقد أكد برانديللي أن المنتخب الإيطالي ليس به مكان إلا للمجيدين فقط: «لقد قلت ذلك للفريق بالفعل، فالأداء في الملعب خلال الموسم المقبل سيكون أكثر حسما في الانضمام للمنتخب. ومن سيشارك قليلا مع ناديه سيضعني في موقف حرج. كاسانو؟ يجب عليه أن يبذل جهدا كبيرا مع الميلان، لا سيما أنه سيفقد الحماس والثقة بالنفس إذا لم يشارك مع الفريق».

رسالة موجهة للجميع: وتعتبر تصريحات برانديللي رسالة موجهة أيضا إلى مونتوليفو وأكويلاني وإلى جميع اللاعبين المهددين بفقد مراكزهم الأساسية مع فرقهم. ومفاد هذه الرسالة هو ضرورة البحث عن فرق تمنحهم أكبر فرصة ممكنة للمشاركة في المباريات؛ لأن المدرب لن يضمن لهم اللعب مع المنتخب. وقد دفع بونوتشي ثمن ابتعاده عن المباريات بعد استبعاده من قائمة المنتخب بسبب تفوق بارزالي. فبرانديللي لا ينتهج فلسفة الفريق الموحد الذي لا يتغير مثل سابقه ليبي، بل ينتهج سياسة غوارديولا الذي ترك إيتو ومن بعده إبراهيموفيتش يرحلان عن فريقه ثم أخذ يعمل على صقل هذا الفريق حتى أصبح أفضل فرق العالم. وإذا استعاد توتي مستواه المرتفع قبل بطولة الأمم الأوروبية فسيقوم برانديللي بضمه للمنتخب، الذي لم يغلق أبوابه أمام دي روسي على الرغم من أخطائه الأخيرة. وأوضح برانديللي قائلا بشأن دي روسي: «يجب عليه أن يستعيد هدوءه حتى يعود للمنتخب. وأنا لم أتحدث معه». ويتشابه برانديللي مع غوارديولا في أسلوب التعامل مع اللاعبين، وهو ما ظهر من تصريحاته: «لقد كان منح شارة قائد الفريق لبويول أولا وبعد ذلك لأبيدال أمرا رائعا تقشعر له الأبدان. إن اللاعبين الذين يبصقون أو يضربون منافسيهم بالكوع لا يروقون لي».