القبض على 16 شخصا بتهمة التلاعب في نتائج مباريات دوري الثانية والثالثة الإيطالي

جوزيبي ضمن المتهمين.. بيرلو يصف الأمر بالمقزز.. والفضيحة تمتد إلى مباراة الإنتر وليتشي

TT

تواجه كرة القدم الإيطالية مأزقا كبيرا وفضيحة جديدة بعد أن تم فجر يوم الأربعاء الماضي القبض على 16 شخصا بتهم التحايل والتلاعب في نتائج بعض مباريات دوري الدرجة الثانية والثالثة الإيطالي. ورغم أن هذه الاتهامات لم تشمل سوى مباراة واحدة فقط في دوري الدرجة الأولى (مباراة الإنتر وليتشي)، فإن تلك الفضيحة الجديدة ألقت بظلال قاتمة على الوسط الكروي الإيطالي ومن المتوقع أن تكون لها عواقب سلبية خلال الفترة المقبلة. وشملت قائمة المتهمين الـ16 الذين تم القبض عليهم جوزيبي سينيوري مهاجم نادي لاتسيو ومنتخب إيطاليا السابق و15 شخصا آخرين ما بين لاعبين وإداريين في أندية دوري الدرجة الثانية والثالثة من بينهم كريستيانو دوني قائد فريق أتلانتا وستيفانو بيريتيني. ويواجه المتهمون تهما بالاحتيال والتلاعب في نتائج المباريات. وقد بدأ التحقيق في هذه القضية بعد أن تقدم نادي كريميونيزي ببلاغ إلى النيابة حول التلاعب في بعض نتائج المباريات لجني أرباح من المراهنات. وتشمل الاتهامات حتى الآن 18 مباراة من بينها مباراة الإنتر وليتشي التي انتهت بنتيجة 1/0 لصالح الإنتر بخلاف ما توقعه وراهن عليه سينيوري وشركاؤه وهو ما أدى لخسارتهم ما يقترب من 150 ألف يورو. ورغم أن القضية ما زالت في بدايتها، فإن الملابسات تؤكد أن ظاهرة التلاعب في نتائج بعض المباريات والاحتيال في عالم المراهنات الخاصة بكرة القدم الإيطالية منتشرة ومتأصلة وقد تؤدي التحقيقات إلى الكشف عن مزيد من قضايا الفساد.

ولا شك أن هذه الفضيحة سوف تلقي بظلالها على منتخب إيطاليا الذي يستعد لخوض مباراة مهمة أمام منتخب إستونيا في تصفيات بطولة الأمم الأوروبية اليوم الجمعة. واكتفى تشيزاري برانديللي مدرب منتخب إيطاليا بتعليق مقتضب على الأمر يوم الأربعاء الماضي حيث صرح قائلا: «لم يكن ينقصنا سوى هذا». ورغم رغبة برانديللي الواضحة في تجنب الخوض في تفاصيل هذا الأمر، فإنه لا بد أنه تحدث عنه مع لاعبي المنتخب الإيطالي من أجل معرفة رأيهم وحالتهم النفسية بعد سماع هذه الأنباء قبل ساعات قليلة من مواجهة منتخب إستونيا التي قد تضمن للمنتخب الإيطالي التأهل لبطولة الأمم الأوروبية 2012 في حالة تحقيق الفوز. وعلق جيجي ريفا مدير المنتخب الإيطالي على تلك الأنباء قائلا إنه يشعر «بألم شديد من أجل بيبي سينيوري، ويبكي قلبي من أجله».

الفريق: وتحدث بعض لاعبي المنتخب الإيطالي عن الأمر، وعلى رأسهم آندريا بيرلو الذي يعتبر واحدا من أبرز لاعبي المنتخب وأكثرهم شعبية. وكانت وسائل الإعلام في انتظار بيرلو بعد انتهاء التدريب الصباحي يوم الأربعاء لسماع رأيه حول الفضيحة، وصرح بيرلو بامتعاض قائلا: «إنه أمر مقزز! وهي ضربة قوية لكرة القدم الإيطالية، وقد تحدثنا معا بشأن هذا الأمر في الصباح». وكان بوفون قد صرح قبل بيرلو بـ10 دقائق فقط قائلا: «ما دام ليس هناك أي شيء نهائي بعد، فليس من اللائق أن نصدر أحكاما. لكننا لم نكن نحتاج لمثل هذا الأمر في ذلك الوقت بالذات». وتحدث ماتري بنبرة مشابهة لما قاله بيرلو: «إذا كان كل ما قيل حقيقيا فهو حقا أمر يثير الاشمئزاز». وحاول بقية لاعبي المنتخب تجنب الصحافيين وعدم الحديث حول هذا الأمر، وتظاهر بعضهم بالحديث في الهاتف الجوال حتى لا يدلوا بأية تعليقات قبل معرفة تفاصيل الأمر بشكل جيد. وقد قال كثير من لاعبي المنتخب: «أنا لا أتحدث عن هذه الأمور»، وكان من بين هؤلاء فيفيانو حارس مرمى نادي بولونيا الذي ربما لم يكن يعرف بعد أن الاتهامات بالتلاعب طالت أيضا مباراة بريشيا وبولونيا.

كيلليني يتحدث: وكان جيورجيو كيلليني واحدا من الذين تحدثوا طويلا مع الصحافيين حول الفضيحة: «لا يمكننا أن نخفي أننا استيقظنا على خبر مفزع. ومن يدري لعلنا نحن لاعبي المنتخب ستكون مهمتنا هي التخفيف من وقع أخطاء الجميع مثلما حدث بعد فضيحة عام 2006. إننا نقوم بأجمل مهنة في العالم ومن الغباء أن نفسد ما نقوم به بسبب هذه الأشياء. وأتمنى أن ينتهي هذا الأمر سريعا، لكن يبدو لي أن هناك شيئا خطيرا خلف هذه القضية. لم نكن نحتاج لهذا الأمر الذي لا يفيد بالطبع صورة الكرة الإيطالية. وإذا تم تأكيد بعض الأشياء، فسأشعر بالغضب وخيبة الأمل. وعلى أية حال، من الأفضل دائما انتظار تطورات التحقيق. هل هي فضيحة جديدة؟ دعونا نأمل أن لا يكون الأمر خطيرا».