الميلان يضع عينيه على إكسيل ويتسيل لاعب ستاندرد ليغ البلجيكي

مواقف متناقضة بشأن هامسيك.. وتافانا يتابع حالة إبراهيموفيتش عن كثب

TT

عندما يتحرك المدير الرياضي آريدو برايدا، فهذا يعني أن الميلان يستعد لصفقة من العيار الثقيل.

إذ سيتوجه برايدا إلى مدينة بروكسل من أجل التفاوض مع إكسيل ويتسيل، لاعب ستاندرد ليغ، الذي أصبح، ودون سابق إنذار، في مقدمة قائمة اهتمامات الميلان في سوق الانتقالات الصيفية. ويبدو أن البلجيكي جاء مطابقا تماما للصورة التي رسمها ماسيميليانو أليغري وأدريانو غالياني للاعب خط الوسط الذي يحتاج إليه الميلان في الفترة المقبلة، فهو أيسر ويبلغ طوله 183 سنتيمترا، كما أنه على درجة كبيرة من اللياقة الفنية رغم الإصابة التي مني بها مؤخرا في الكوع ونوبات الألم التي تنتابه من آن لآخر. يذكر أن المدير الفني في المنتخب البلجيكي كان قد حرص على استدعاء اللاعب للمشاركة في المباراة المقبلة بعد أن أبلى مجموعة اللاعبين الشباب في الفريق بلاء حسنا للغاية في المباريات السابقة، ونجحوا في التفوق على منتخب هيدينك في التصنيفات الخاصة بمرحلة المجموعات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية، وهو ما يجعل من المباراة المقبلة بمثابة بوابة العبور إلى مباراة أوكرانيا.

وكان ويتسيل قد لفت إليه أنظار الميلان منذ وقت طويل، حيث حاز البلجيكي على إعجاب مسؤولي النادي الإيطالي بعد النتائج الطيبة التي حققها مع فريقه طوال الأشهر الماضية. ورغم الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها منافسو ويتسيل في قائمة اهتمامات الميلان، حيث يقبع مارك هامسيك وأسامواه، فإن كفة البلجيكي هي الأرجح في الوقت الحالي، خاصة بعد أن تم استدعاؤه للمشاركة مع منتخب بلاده. جدير بالذكر أن إكسيل، 22 عاما، كان قد حصل على لقب أفضل لاعب بلجيكي لعام 2008 رغم صغر سنه. وفي عام 2009، مني اللاعب بإصابة خطيرة اضطر على أثرها إلى الغياب عن الفريق لمدة 10 مراحل في الدوري المحلي. أما بالنسبة إلى مسيرته مع منتخب بلاده، فقد بدأها ويتسيل بهدف رائع في مباراة بلجيكا أمام المغرب وديا في 26 مارس (آذار) 2008. وقبل 3 أشهر، سجل اللاعب الثنائية الأولى له في تاريخه في المباراة التي حل بها منتخب بلجيكا ضيفا على نظيره المجري.

ولا يخفى على أحد أن الميلان ينعم بعلاقة طيبة للغاية مع نادي ساندرلاند ليغ البلجيكي، وخاصة مع المدير العام لوتشانو دونوفريو. ومن المتوقع أن تصل قيمة بطاقة اللاعب إلى 15 مليون يورو، لكنها ليست العقبة الأساسية أمام النادي الإيطالي الذي ما زال يفاضل بين ويتسيل وهامسيك الذي أثار جدلا واسعا في الآونة الأخيرة بسبب تصريحات برلسكوني التي تعهد خلالها بعدم المساس به، في حين أكد المدير الفني أنه يتصدر قائمة اهتمامات الميلان. الترويج: إذا استمر الحال هكذا، فقريبا سيروجون لإصدار لعبة «خمن من!»، في سوق الانتقالات، والتي بدأها أليغري منذ أيام قليلة، شهدت يوم أول من أمس دخول لاعب آخر، وهو أدريانو غالياني، نائب رئيس نادي ميلان الإيطالي. والذي أضاف هو الآخر ملمحا جديدا للاعب الذي سيقدم إلى الفريق، قائلا: «عيناه سماويتا اللون»، ما زاد التكهنات بشأن سعي الميلان الحثيث نحو ضم السلوفاكي هامسيك. وكان المدير الفني للفريق قد تحدث عن ملامح لاعب الوسط الذي ينوي ضمه لحل محل بيرلو، قائلا: «شعره كثيف وطوله 184 سم»، وهو ما ينطبق تحديدا على لاعب نابولي. والآن، كم وما الشخصيات التي سيتم محوها؟ فمثلا، يظل بال وشفاينشتايغر في قائمة المرشحين للانضمام إلى الفريق، وخاصة الأول، فعيناه زرقاوان للغاية. أما هامسيك فلا، حيث لديه درجة أخف من اللون الأزرق، وقد بدا غالياني واضحا بشأنه قائلا: «قلنا إننا لا نسعى لضمه ولن نسعى». حيرة: لم يكن الأمر ليختلف بعد أيام قليلة من «قسم» برلسكوني أمام مدينة نابولي بعدم المساس باللاعب السلوفيني، لكن في هذه الحالات من أفضل استخدام الأسلوب الشرطي، لأن سوق الانتقالات طويل وبعض المؤشرات تأتي من أطراف أخرى. فأمس مثلا، صرح مينو رايولا وكيل اللاعب، بعدما تناول الغداء مع برايدا مسؤول الميلان وروبرتو دي أسيس شقيق رونالدينهو، لشبكة «سكاي» قائلا: «هامسيك صنع الفارق في نابولي، وسنرى مستقبله بعد ذلك». نبرة التصريحات مختلفة تماما عن تلك التي يتحدث بها مسؤولي الميلان الكبار وليس لغزا أن رايولا يقترب أكثر في الآونة الأخيرة من لاعب وسط نابولي.

قلق: الميلان غير متعجل، ويمكن أن نفهم ذلك من التصريحات الهادئة لنائب رئيس النادي، والذي تسلم في جامعة بارما، جائزة «الماستر في التنظيم الرياضي»، تقديرا لمسيرته الإدارية المليئة بالنجاحات. أجاب غالياني خلال الاحتفال على أسئلة الطلاب (في القاعة الكبرى كان هناك أيضا برونيللي، مدير عام رابطة كرة القدم الإيطالية)، راسما لوحة مقلقة، حيث قال: «منذ 20 عاما مضت، كان الميلان يحقق أرباحا أكثر من الريال وبرشلونة، واليوم يحقق النصف، وربما الترتيب الرياضي يعكس ترتيب الأرباح. الأسباب؟ في الخارج، الاستادات ملك للأندية، كما أنه في دول مثل إسبانيا لا يوجد التعاون المتبادل بشأن حقوق البث التلفزيونية، علاوة على الضرائب الأقل. لحسن الحظ، أن الميلان لديه برلسكوني الذي يضخ سيولة، من دون اقتطاع شيء من اللاعبين الذين كانوا موجودين في الماضي، فلو لم نقم بالصفقات في العام الماضي لما حققنا لقب الدوري هذا الموسم».

رونالدينهو جديد: ويتابع غالياني: «لم أفكر في أكويلاني قط، ورونالدو تكلفته عالية جدا، فيتسل يعد لاعبا مجهولا وباستوري رأس حربة ثان، ونحن نبحث عن لاعب وسط. غانسو؟ مكان لاعب من خارج الاتحاد الأوروبي لتايوو، لكن انتهاء الاتحاد الإيطالي من إمكانية ضم لاعب ثان من خارج الاتحاد الأوروبي من المفترض أن يتم قبل انتهاء المفاوضات». كما أنه يوجه دعوة للمتعاون الجديد روبرتو دي أسيس، حيث يقول: «سيقوم بمتابعة البرازيل، ولن يكون سيئا إن وجد رونالدينهو جديدا»، والذي حل محله كاسانو في سوق الانتقالات الشتوية. وأوضح غالياني، والذي كان قد تحدث هاتفيا مع كاسانو منذ يومين وجدد فيه الثقة، أمام الجميع «الميلان فريق كبير ومعه 4 مهاجمين كبار. وهو - أي كاسانو - عليه العمل والالتزام وإقناع أليغري بجعله يشارك. إنه يمتلك الإمكانات كي يبلي بلاء حسنا ولم يطلب أبدا الاستغناء عنه». بوتزو وكيل أعمال اللاعب المتحدر من باري يرى هو الآخر مستقبلا في الميلان، حيث قال: «لن يتحرك من الميلان. نابولي ناد كبير، لكن غالياني لم يخبرني قط أنه يود الاستغناء عن كاسانو، مثلما أن أنطونيو لا يود الرحيل. كما أن كل شيء ممكن في الحياة».

إلى ذلك، قام رودولفو تافانا، مسؤول القطاع الطبي لنادي الميلان برحلة سريعة إلى العاصمة السويدية استوكهولم، لأن الإصابة التي تعرض لها إبراهيموفيتش مهاجم الميلان لا تقلق فقط إدارة المنتخب السويدي وإنما الميلان أيضا. الآن، لا بد من معالجة ذلك الكاحل المتورم والمؤلم منذ 3 أسابيع، ولا بد أيضا من فهم لماذا لم يتجاوز بعد إصابة خفيفة كهذه. ولهذا السبب، توجه تافانا إلى السويد حيث وجد مهاجم الميلان وليف سوارد، المسؤول الطبي لمنتخب السويد والذي عمل من قبل مع سيفن غوران إريكسون في إنجلترا. ويقول الطبيب السويدي «أتى تافانا إلى معسكرنا هنا، وقمنا معا بإجراء الفحص الطبي على زلاتان، بعدها تحدث طبيب الميلان معي أنا واختصاصي العلاج الطبيعي للاعب، ريتشارد داهان».