مارادونا: لا أحب المفسدين.. وديناصورات «الفيفا» لن تترك السلطة حتى تبلغ 105 أعوام

الوصل قدمه أمس في المؤتمر الصحافي بدبي.. وأسطورة الأرجنتين يؤكد: سأفوز بكل الألقاب

TT

وعد مدرب الوصل الإماراتي الجديد الأرجنتيني دييغو مارادونا بأن يكون فريقه منافسا على لقب الدوري في الموسم المقبل، وهاجم في الوقت ذاته بشدة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

وعقد مارادونا مؤتمرا صحافيا، أمس، السبت، في دبي مع رئيس مجلس إدارة شركة «الوصل» لكرة القدم، مروان بن بيات، الذي أتم معه الصفقة قبل نحو أسبوعين.

ورفض النجم الأرجنتيني الحديث عن قيمة الصفقة، وردا على سؤال عن الأرقام التي تتردد في الصحف وتصل إلى 10 ملايين دولار قال: «إننا بعيدون جدا عن هذه الأرقام، الأشخاص الذين يسجلون الأرقام الكبيرة حاليا هم اللاعبون وليس المدربين».

وتدخل بن بيات للحديث عن هذه النقطة فأوضح بدوره قائلا: «مارادونا يستحق أكثر من كل ذلك، فنحن نفتخر بوجوده لأنه لا يقيم بالمال فقط، وسيعمل معنا لمدة موسمين»، من دون أن يشير إلى قيمة العقد.

وقال مارادونا: «أشعر بفرحة كبيرة لوجودي هنا، فأنا أواجه هذا التحدي الذي لم أكن أتوقعه لأنني توقعت أن أعمل في بلدي، ولكن أواجه الآن نفس التحديات التي واجهتها عندما كنت مدربا لمنتخب الأرجنتين».

وتابع: «أضمن لكم أني أشعر بنفس الرغبة، فأنا أتيت إلى هنا للعمل ووضع ما أملك من فكر كروي تحت تصرف اللاعبين. لقد شاهدت الكثير من الأشرطة الخاصة بفريق الوصل وسأشاهد المزيد منها أيضا لكي أعرف اللاعبين تماما حتى أجعل الفريق قادرا على المنافسة، وسأجعل المسؤولين الذين تعاقدوا معي سعداء من عملنا».

وأوضح: «لدي بعض المعلومات عن كرة القدم في المنطقة، وفي الإمارات تحديدا، من بعض اللاعبين والأصدقاء الذين عملوا هنا، ولقد أتيت إلى دبي للعمل والتآلف مع الفريق، وسأعمل بنفس الاندفاع كما كنت أفعل مع منتخب بلادي، فالوصل الآن بات فريقي».

وعن تجربته التدريبية، قال: «أعتقد أننا كنا نعمل جيدا مع المنتخب الأرجنتيني في مونديال جنوب أفريقيا، لكن المنتخب كان يعاني من بعض المشكلات التنظيمية والإدارية، كما كان هناك أشخاص لا يريدون أن أستمر معه. لدي المؤهلات للعمل مع فريقي الجديد، ولن أخدع أحدا، فلقد أتيت إلى هنا لقيادة الفريق إلى الانتصارات والفوز بالألقاب».

وبدا مصمما على ما سينجزه مع الوصل قائلا: «سآخذ فريقي إلى أبعد حد ممكن وإلى أعلى المستويات، فكرة القدم رياضة جميلة ولا أؤمن فيها بالحظ، بل سأعمل بجد مع الفريق لنحقق الإنجازات»، مؤكدا: «هدفي أن أحقق البطولة بالتأكيد وسنلعب بجد وإخلاص وسنحاول الفوز بجميع مبارياتنا، مع أن الأمر ليس سهلا، لكن الوصل أصبح أولويتي الآن وأريده أن يكون البطل».

وتحدث عن اللاعبين الذين سيتعاقد معهم قائلا: «هناك الكثير من المعايير، فاللاعب يجب أن يلتزم بالفريق لا أن يفكر في المال، فالمال لا يصنع المجد، ولا بد أن يكون اللاعب الذي سأضمه مؤهلا للعب وبقوة وأن ينفذ ما أقوله، وأن يسهم بخبرته وطاقته، لأنني لا أريد لاعبين كبارا في السن وصلوا إلى مرحلة الاعتزال، بل من يقدرون على اللعب ويتمتعون بحالة جيدة».

وأضاف في هذا الصدد: «أحترم اللاعب التشيلي (اديسون بوش لاعب يونيفرسيداد) الذي تعاقد معه الوصل، فأنا لم أتدخل في القرار لكنه لاعب جيد، أمامي فرصة ضم لاعبين آخرين، لا أريد أسماء مشهورة، بل أريد من يمكنه خدمة الفريق».

ودخل الوصل في مفاوضات لضم الأوروغواياني دييغو فورلان لأيام قبل أن يصرف النظر عنه.

يضم النادي الإماراتي أيضا 3 لاعبين أجانب آخرين لم يتأكد من سيبقى منهم للموسم المقبل وهم الإسباني فرانشيسكو ييستي والعماني محمد الشيبة والبرازيلي ألكسندر أوليفيرا.

ويلتقي الوصل مع الشارقة اليوم في ختام الدوري ويحتاج إلى الفوز لإنهاء الموسم في المركز الرابع لكي يتمكن من خوض الدور التمهيدي المؤهل إلى دوري أبطال آسيا الموسم المقبل، وسيتابع مارادونا المباراة مباشرة من الملعب.

وعن سبب انتقاله للعمل في دبي، قال: «في الحقيقة لقد تمت دعوتي إلى دبي مرات عدة وجئت إلى هنا للحديث مع المعنيين بكرة القدم من أجل العمل وتلقيت عرضا من نادي الوصل ووافقت عليه لأن النادي لديه مشروع أعجبني وأنا جزء منه الآن، فأنا أحب هذه المدينة».

ووصف دييغو مارادونا مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بأنهم «ديناصورات» وقال إن «من يدير (الفيفا) لا يفهم اللعبة»، وإنهم يرغبون في التمسك بالسلطة.

وهاجم مارادونا «الفيفا» بقوله: «حاولت منذ عام 1986 أن أكون فكرة لتوحيد اللاعبين لكن (الفيفا) عمل ضدنا، ومرة أخرى سأقول إن الأمور ليست واضحة ونظيفة في كرة القدم الآن، وكثير يدركون هذه الحقيقة، فكل يوم نرى المزيد من الفساد والتلاعب بالمباريات، فالأشخاص في (الفيفا) هم من أصحاب الثروات الطائلة».

وقال مارادونا، الذي قاد بلاده لدور الـ8 في كأس العالم الأخيرة: «كل شيء سيبقى كما هو.. (الفيفا) عبارة عن متحف كبير، ومن فيه أشبه بالديناصورات التي لا ترغب في التخلي عن السلطة».

وأضاف: «لم أشعر بالاندهاش من انتخاب بلاتر مرة أخرى لأنهم يهتمون بأنفسهم كثيرا.. إنهم سيستمرون حتى يصبح عمرهم 105 أعوام.. أتمنى استقالتهم لكن لا تتوهموا أن يقدموا على ذلك».

وعما إذا كان يقف مع رئيس الاتحاد الدولي الحالي السويسري، جوزيف بلاتر، بعد إعادة انتخابه رئيسا لـ«الفيفا» قال: «أنا لا أقف مع أحد، بل أحب كرة القدم، لا أحب المفسدين والفاسدين ولن أقف إلى جانبهم. لقد دعيت مرارا إلى أن أكون جزءا من أسرة (الفيفا) وكنت أقول لهم عن أي أسرة تتكلمون، فليس فيهم من لعب كرة قدم، ولذلك عندما يكونون في السلطة يتخذون الكثير من القرارات الخاطئة والغبية، فلم يطلبوا رأينا ونصائحنا لتطوير كرة القدم، لكننا سنواصل الكفاح لإخراج هؤلاء الأشخاص من (الفيفا)، وأنا أرجوهم أن يرحلوا».

لكنه استدرك قائلا: «لا.. لن يستقيل بلاتر بالتأكيد، ولن نوهم أنفسنا بذلك، وكل شيء سيبقى على حاله، لسوء الحظ لدينا في (الفيفا) متحف كبير، أقصد لدينا ديناصورات لا تريد التخلي عن السلطة».

وكان مارادونا أشرف على منتخب الأرجنتين في مونديال 2010 قبل أن يقال من منصبه على خلفية الخروج من الدور ربع النهائي بخسارته الكبيرة أمام ألمانيا 0/4.

وكشف النجم، الذي قاد منتخب بلاده إلى لقب مونديال مكسيكو 1986 واختير لاعب القرن الماضي مع الملك البرازيلي بيليه، مرارا عن رغبته في العودة إلى التدريب عقب كأس العالم، وستكون المرة الأولى التي يعمل فيها مدربا خارج بلاده.