نادال يسقط فيدرر ويتوج بطلا في «رولان غاروس» للمرة السادسة

عادل الرقم القياسي للسويدي بيورن بورغ وأثبت أنه «ملك الملاعب الرملية»

TT

أكد لاعب التنس الإسباني رافائيل نادال المصنف الأول على العالم زعامته مجددا وتوج بلقب بطولة فرنسا المفتوحة «رولان غاروس» للمرة السادسة في مسيرته الرياضية بتغلبه على السويسري روجيه فيدرر المصنف الثالث على العالم 7/5 و7/6 (7/3) و5/7 و6/1 في المباراة النهائية أمس.

وأكد نادال أنه الملك المتوج على الملاعب الرملية، حيث أحرز اللقب للمرة السادسة في آخر سبعة مواسم ليعادل بذلك الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب «رولان غاروس»، والمسجل باسم اللاعب السويدي الشهير بيورن بورغ الذي أحرز اللقب ست مرات بين عامي 1974 و1981.

واحتاج نادال إلى أقل قليلا من أربع ساعات ليسقط منافسه العنيد فيدرر المصنف الأول على العالم سابقا، علما بأنها المواجهة الثالثة بين الفريقين في نهائي «رولان غاروس»، حيث التقيا في نهائي البطولة عامي 2007 و2008 وكان الفوز من نصيب نادال أيضا، بينما توج فيدرر بلقبه الوحيد في البطولة عام 2009 عندما خرج نادال من دور الثمانية على يد السويدي روبمن سوديرلنغ.

وتقدم فيدرر الذي كان يسعى لأول فوز على نادال في باريس في خمس محاولات 5 - 2 في المجموعة الأولى، لكنه فرط في تفوقه قبل أن يرتكب الأخطاء، بينما استعاد اللاعب الإسباني الأول عالميا مستواه المرتفع.

وفاز نادال بسبعة أشواط متتالية ليتقدم 2 - صفر في المجموعة الثانية في ظل استياء من الجماهير التي كانت تساند بوضوح فيدرر الحاصل على 16 لقبا في البطولات الأربع الكبرى.

ونسي الجميع البداية الضعيفة لنادال في البطولة بمجرد انطلاق المباراة النهائية التي جمعت اثنين من أعظم لاعبي التنس بعدما وضع فيدرر المصنف الثالث حدا لانتصارات المصنف الثاني ديوكوفيتش في 41 مباراة متتالية هذا العام في الدور قبل النهائي. ومثل الكثير من المباريات الملحمية بينهما في السنوات الماضية كانت مباراة أمس مليئة بتبادل مذهل للكرة والضربات الناجحة الرائعة، لكن نادال «ملك الملاعب الرملية» استحق الفوز في النهاية.

ومنح نادال الذي خسر مرة واحدة في سبع سنوات ببطولة فرنسا المفتوحة، الفرصة لفيدرر في المجموعة الثانية لكنه فاز بشوط كسر التعادل بسهولة 7 - 3.

وعوض فيدرر تخلفه 4 - 2 في المجموعة الثالثة بعد عدد من التسديدات الرائعة لتستمر المباراة وتقدم صفر - 40 في الشوط الأول للمجموعة الرابعة والإرسال في حوزة نادال. لكن نادال شق طريقه بقوة لينتزع لقبه العاشر في البطولات الأربع الكبرى عندما سدد فيدرر ضربة أمامية خارج الملعب ليحتفل اللاعب الإسباني بالنصر.

وحافظ نادال، الذي احتفل بعيد ميلاده الخامس والعشرين الجمعة، بهذا الفوز على موقعه في صدارة التصنيف العالمي لمحترفي التنس وحرم الصربي نوفاك ديوكوفيتش من القفز لقمة التصنيف.

وكان ديوكوفيتش بحاجة فقط إلى بلوغ المباراة النهائية لانتزاع صدارة التصنيف العالمي بغض النظر عن نتيجتها أمام نادال. ولكن فيدرر تغلب عليه في الدور قبل النهائي ليطيح به من البطولة ويحرمه من معادلة الرقم القياسي لعدد الانتصارات المتتالية التي يحققها أي لاعب في موسم واحد عبر التاريخ والمسجل باسم جون ماكنرو برصيد 42 فوزا متتاليا في 1984. ولم يعوض فيدرر منافسه الصربي حيث سقط أمام نادال في المباراة النهائية ليظل النجم الإسباني على قمة التصنيف.

من جهة أخرى احتفلت الصين أمس بالانتصار التاريخي الذي حققته لاعبة التنس لي نا في نهائي بطولة فرنسا المفتوحة وتتويجها باللقب بعد أن تغلبت السبت على الإيطالية فرانشيسكا سكيافوني حاملة اللقب 6 - 4 و7 - 6 (7 - صفر) في النهائي. وأصبحت لي نا أول صينية وأول آسيوية تتوج بلقب إحدى البطولات الأربع الكبرى للتنس لتحتفل بها الصين كأبرز شخصية رياضية في البلاد. وذكرت صحيفة «شنغهاي ديلي» في عنوانها أمس: «لي نا صنعت التاريخ في باريس»، في إشارة إلى تفوقها على نجم كرة السلة ياو مينغ المحترف في الدوري الأميركي.

ولا تزال لعبة التنس في الصين من رياضات الميسورين، إلا أن انتصار لي في «رولان غاروس» سيعطي هذه اللعبة دفعا كبيرا بين مختلف فئات المجتمع الصيني الذي شعر بفخر كبير نتيجة هذا الإنجاز الذي وضع بلد المليار و339 مليونا و725 ألف نسمة تقريبا على خارطة الكرة الصفراء.

ونقلت شبكة «سي سي تي في» المباراة مباشرة إلى عشرات الملايين من المشاهدين في مختلف البلاد، وقد اعترف 44 في المائة من أكثر من 100 ألف مشارك في استطلاع أجراه موقع «سينا» بأنهم بكوا بعد تتويج مواطنتهم باللقب الكبير الذي منح، وبحسب الموقع، «الفخر للصين وآسيا».

ولم ينحصر فرح الصينيين في الذين يتابعون كرة التنس، بل شمل الذين لا يعرفون حتى قوانين اللعبة، وقد تجلى هذا الأمر في إحدى الحانات التي عرضت المباراة، وعلى لسان أحد المشاهدين لي غاو الذي قال: «أنا سعيد جدا. أنا صيني وهي صينية. أنا لا أفهم فعلا هذه اللعبة لكني سعيد جدا».

وقالت لي نا للجماهير من خلال مدونة على موقع «سينا» الشهير على الإنترنت: «حلمي تحول أخيرا إلى حقيقة. لنبذل جميعنا المزيد من الجهد معا».

ونشرت صحيفة «غلوبال تايمز» عنوانا كتبت فيه: «لي نا صانعة التاريخ أحرزت للصين وللقارة الآسيوية أول لقب على الإطلاق في منافسات فردي السيدات ببطولات غراند سلام». ونقلت عدة تقارير عن سون جينفانج رئيس الاتحاد الصيني للتنس قوله إن «هذا الفوز يعد تقدما هائلا في رياضة استحوذ عليها لاعبو أوروبا وأستراليا وأميركا بشكل كبير».

وأضاف جينفانج: «إنه مصدر فخر كبير لجميع الآسيويين ويمكن أن يكون علامة فارقة لتطوير التنس الصيني.. إنها (لي) تمثل صورة جديدة للرياضة الصينية».