منتخب إيطاليا يختبر نجومه «قصار القامة» اليوم في وديته أمام آيرلندا

الآزوري يمتلك أقوى خط دفاع في تصفيات أمم أوروبا بهدف واحد في مرماه

TT

أنهى المنتخب الإيطالي استعدادته لمباراة آيرلندا الودية اليوم الثلاثاء. وبات هناك خطر أن يصبح مركز المهاجم الصريح موضة في عهد المدرب برانديللي. في واقع الأمر، بين من سيتم استدعائهم لبطولة أمم أوروبا المقبلة، قد لا نرى ثانية مكانين لرأس الحربة الثقيل، وخاصة إن استمرت «طريقة قصار القامة»، في إعطاء المتعة والنتائج. إنه منتخب لامع لإيطاليا، ذلك الذي يبنيه الآن المدير الفني، ويعج بالمهارات والأقدام الحريرية، وهو المثالي من أجل الاستفادة على أفضل نحو من لاعبين مثل بيرلو، أكويلاني، مونتوليفو وتياغو موتا وماركيزيو. وبهذا الأخير، يبدو أكثر شبها بمنتخب بيرزوت، فهو لاعب ذو مجهود وفير أجل، لكنه يمتلك إمكانات فنية وقدرة على الاختراق قوية. في الهجوم، إضافة إلى جوفينكو صانع الألعاب، من المؤكد تقريبا استدعاء روسي الذي لا مساس به، وأنطونيو كاسانو، وفعليا يتبقى مكانان آخران، ينافس عليهما باتزيني، ماتري، جيلاردينو وبورييللو، هذا الترتيب ليس صدفة، ولا يخفى على أحد، توتي الذي يظل دائما في دائرة تفكير برانديللي. باتزيني في المقدمة اليوم بفضل الأحد عشر هدفا له في خمسة أشهر مع فريق الإنتر والهدف الخاطف أمام أستونيا يوم الجمعة الماضي. بعده، نجد ماتري وربما هو الأكثر اكتمالا بين المهاجمين الإيطاليين، وتحته بدرجة يأتي جيلاردنيو وبورييللو، والأخير يدفع ثمن نهاية موسم كان فيه «مهمشا» في فريق روما، بينما جيلاردينو لديه حاجة ماسة لثورة عالمية لاستعادة مكانه. إنه الأكثر خبرة بين المهاجمين الموجودين حاليا في المنتخب، لكنه في نفس الوقت يبدو منطفئا من ناحية الحماس والتألق. وموسمه المقبل، في فلورنسا، سيكون من دون بطولات أوروبية، وبالتالي لا استبعاد لحدوث انفصال ودي بين ألبرتو ونادي فيورنتينا. إذن، اليوم سيكون امتحان تراباتوني، المدير الفني الإيطالي لمنتخب آيرلندا، لقوات برانديللي، وهي المرحلة الأولى لصراع لا أحد يمكن توقعه. ومن المتوقع، اليوم مشاركة جيلاردنيو أساسيا، ومنافسة بين باتزيني وكاسانو على اللعب، لكن ماتري لن يشارك من البداية. وعصر يوم أول من أمس، تم تجريب فيفيانو في حراسة المرمى، وكذا كاساني وجيامبيرني وكييلليني وكريشيتو في الدفاع، وماركيزيو، بالومبو ونوتشيرمو في وسط الملعب، وأخيرا جوفينكو خلف كاسانو وجيلاردينو في الهجوم. إلى ذلك، فقد مضينا عشرة أشهر قلقين من أجل بالوتيللي، وفي انتظار كاسانو، ونتحمس من أجل روسي، وفجأة اكتشفنا أن منتخب إيطاليا بقيادة تشيرازي برانديللي هو صاحب أقوى دفاع بين كافة مجموعات التصفيات المؤهلة لأمم أوروبا 2012، بعدما دخل مرماه هدف واحد فقط، بتعادل مستحق أمام منتخب الجبل الأسود. لكن كيف، ألم نذرف الدمع مع نهاية «جيل الظواهر» المكون من نيستا وكانافارو؟ ألم نشكُ عدم وجود بدائل وتوقعنا ليالي سوداء لمنتخب إيطاليا المتواضع بعد مونديال 2010؟ وعلى العكس، فاجأ المدير الفني الجميع، ليس لأنه اكتشف إلى جوار كييلليني الذي لا يغيب أبدا مارادونا خط الدفاع، لكن لأنه غير التحركات التكتيكية. ويقول برانديللي «طلبت من اللاعبين الانقضاض فورا على من معه الكرة بين لاعبي الخصم، مهما كلف الأمر. في البداية، نظروا إلي مترددين، لكنهم نفذوا ما قلته بعد ذلك». هذا تحديدا صحيح، نظرا لأن من سجل في مرمى الآزوري هو منتخب أستونيا فقط في أول مباراة رسمية، بعدها لم تهتز الشباك قط في بقية مباريات المجموعة، على الرغم من تتابع حراس المرمى (سيريغو، فيفيانو، بوفون)، وكذا مركز الظهير (دي سيلفستري، مولينارو، كاساني، ماجيو، كريشيتو، بالزاريتي، أنطونيللي وزامبروتا)، وكذا مركز قلب الدفاع (كييلليني، بونوتشي ورانوكيا). إذن، لا فائدة للوطن بمفرده، لكنه عمل جماعي. وفي هذا السياق، يدخل أيضا قدوم أنجيلو أوغبونا (الوافد رقم 50)، لاعب فريق تورينو الإيطالي، (23 عاما)، الذي يعيد إلى الظهور مسألة الاستعانة بلاعب من دوري الدرجة الثانية في المنتخب الأول والتي غابت منذ عام 2002 (ماكاروني، لاعب إمبولي). ولد أوغبونا في كاسينو، لكنه ذو أصول نيجيرية لوالديه، وأمام المدافع وقت يمكنه فيه الاختيار إن كان يود البدء مع الآزوري. ويقول «أحترم أصولي، لكنني أشعر بأني إيطالي، ومصدر إلهامي هما تورام ونيستا. صحيح أن المهاجمين هم من يحلون المباريات، لكن هذا واجب أيضا على الدفاع، ودفاع المنتخب الإيطالي متوازن». كما أن العنصرية ومراهنات كرة القدم لا تزعجه، حيث يضيف «إضافة إلى العنصرية، فقد واجهت تجاهلا، لكنها ظاهرة بدأت في التلاشي لأننا في طريقنا لنصبح دولة متعددة الأعراق. فضيحة الرشى؟ هذا يحدث في دول أخرى أيضا، ولا أعتقد أن دوري الدرجة الثانية تم التلاعب فيه بأكمله، وللأسف أخفقنا مع فريق تورينو، لكن إن كان يتوقف الأمر علي فسأجدد عقدي الذي ينتهي في عام 2013، لكن النادي هو الذي يقرر». انطباعات؟ بعد الوجود والانطلاق مع المنتخب الإيطالي من الصعب أن يحدث هذا، فأندية فيورنتينا، نابولي ويبدو أيضا يوفنتوس نفسه، يسعون للتعاقد معه، والضمان برانديللي.