وجه محمود أوزجينر، رئيس الاتحاد التركي لكرة القدم، إنذارا شديد اللهجة إلى نادي تشيلسي الإنجليزي، في مساعيه للتعاقد مع الهولندي جوس هيدينك، المدير الفني للمنتخب التركي، على الرغم من مساعي النادي الإنجليزي لضم المدرب الهولندي. وأبدى أوزجينر انزعاجه من وجود تحركات غير قانونية من قبل تشيلسي للتعاقد مع هيدينك، وهدد بتصعيد الأمر إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وقال رئيس الاتحاد التركي: «لدى تشيلسي سجل مسبق للتعاقد مع لاعبين مرتبطين بعقود. إذا حدث الأمر نفسه، فسنجمع ملفا بالمدفوعات التي تقاضاها هيدينك وسنتوجه إلى الفيفا».
يرى أوزجينر أن محاولة تشيلسي مفاتحة هيدينك البالغ من العمر 64 عاما في مسألة انتقاله إلى ستامفورد بريدج، هي السبب الرئيس في التعادل مع بلجيكا 1/1.
وكان من المتوقع أن ينفي هيدينك أي نية لتولي منصب المدير الفني لفريق تشيلسي، بيد أنه لم يقم بالكثير كي يناقض مثل هذه الفكرة؛ فقد لعب دور الخجول تجاه الأسئلة المتكررة عما إذا كان سيواصل تدريب المنتخب التركي وسيقوده في المباراة المقبلة التي ستقام في الثاني من سبتمبر (أيلول). وقال هيدينك، في أعقاب التعادل الإيجابي 1 - 1 مع بلجيكا الذي منح تركيا المركز الثالث في المجموعة الأولى بمجموع ثماني نقاط بعد ألمانيا وبلجيكا في سباق بطولة أمم أوروبا، في الوقت الذي يدفعه فيه ذلك إلى الاقتراب من التعاقد مرة أخرى مع تشيلسي: «أنا ملتزم بعقد. ربما يجدر بنا الحديث عن المباراة».
وعندما سمع عن تعليقات جون تيري بأن لاعبي تشيلسي لا يرغبون كثيرا في وجوده مرة أخرى في تشيلسي، ابتسم هدنيك ابتسامة عريضة وتساءل: «من هو جون تيري؛ هل هو رئيس النادي؟».
وأضاف: «بالقطع لا. أنا لا أود الخوض في هذه التفاصيل وآمل أن أكون قد أجبت بصورة مؤدبة عن أسئلتكم»، لكن هيدينك لم يجب عن الأسئلة بوضوح تام، وقد بدت نظرات الاستغراب على وجه الصحافيين الأتراك إشارة إلى أن هيدينك قد يتلقى اتصالا هاتفيا من رومان أبراموفيتش هذا الأسبوع لتولي تدريب تشيلسي، على الرغم من زعم وكيل أعماله، سيز فان نيووينهاوزن، بأنه لم يتلق بعد أي طلب رسمي من تشيلسي.
ومن المؤكد أن الهولندي البالغ من العمر 64 عاما لن يتحدث عن أي محادثات أجراها مع الرئيس الروسي. هل يستطيع القول إنه سيكون المدير الفني للمنتخب التركي في مباراة التأهل المقبلة أمام كازاخستان؟وقال هيدينك: «أنت تحاول إلقاء السؤال بطريقة أخرى. هناك طائرة لنلحق بها».
وعما إذا كان قد تحدث مع أبراموفيتش بشأن خلافة كارلو أنشيلوتي، قال هيدينك: «أنا في إجازة الآن».
هذا الغموض الذي يكتنف مصير هيدينك مع المنتخب التركي أثار غضب مسؤولي الاتحاد التركي لكرة القدم، حيث قال المتحدث باسم الاتحاد يوم السبت في رده على تصريحات هيدينك الأخيرة: «هذا يشكل بطبيعة الحال تساؤلات كبيرة. فهو دائما ما يقول ذات الأشياء؛ من عدم تقديم حقائق واضحة، ولا يمكنك أن تسمع منه عبارة: (كلا لن أذهب إلى أي مكان، سأظل مسؤولا عن المنتخب التركي. هناك شكوك في كل مكان)».
من ناحية أخرى، اعترف هيدينك بأنه كانت له تجربة ممتعة في تشيلسي خلال تجربته الأولى مع الفريق خلال موسم 2009، وكان يجد دون شك أن التدقيق المتزايد لموقفه أمر مثيرا للقلق، ويقول: «أتمنى أن تدركوا أن هذا أمر صعب، وأنا بحاجة لأن يحترم الأفراد ذلك».
الصعوبة الأخرى تتعلق بعلاقة هيدينك مع محمود أوزجينر، رئيس الاتحاد التركي لكرة القدم. وقد تناول الاثنان الغداء مؤخرا لكن أوزجينر، الذي ساند هيدينك، لم يعلن عن ترشحه مرة أخرى لرئاسة الاتحاد التركي الصيف الحالي، ربما تكون الإقالة المحتملة للمدافع الرئيسي عن هيدينك عاملا إضافيا يدفع عودة هيدينك إلى تشيلسي، لكن هيدينك يرتبط بعقد مع الاتحاد التركي بقيمة ثلاثة ملايين جنيه إسترليني حتى نهاية نهائيات أوروبا العام المقبل، غير أن البعض يعتقد أن العقد يحتوي على فقرة تتيح له الانسحاب للانضمام إلى تشيلسي متى شاء.وأكد هيدينك على صراحته بالقول: «أنا دائما ما أحب أن أكون غاية في الوضوح، ويمكنني القول رسميا إنني موقّع على عقد ينتهي في عام 2012. لكن هيدينك ليس الهولندي الوحيد المرغوب به في غرب لندن».
والدليل على تمسك تشيلسي بالتعاقد هيدينك ورغبة هيدينك نفسه في قيادة الفريق اللندني هو تصريحات المدرب الهولندي الأخيرة، وانضمام تشيلسي إلى السباق على ضم لاعب خط الوسط الهولندي، ويسلي شنايدر، من ناديه الإيطالي، إنتر ميلان، مقابل نحو 30 مليون جنيه إسترليني (49 مليون دولار).
وذكرت مصادر إعلامية بريطانية مؤخرا أن هيدينك المرشح الأبرز لتولي تدريب تشيلسي هو من نصح النادي اللندني بضم مواطنه شنايدر. ويبدو انتقال شنايدر، البالغ من العمر 27 عاما، من صفوف إنتر حتميا هذا الصيف، وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن صانع الألعاب الدولي يتمنى الانتقال إلى الدوري الإنجليزي.
من جانبه، يسعى سير أليكس فيرغسون، المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، لضم شنايدر لفريقه منذ بداية العام، إلا أن راتب اللاعب الهولندي الأسبوعي الذي يصل إلى 200 ألف إسترليني يصعّب من مسألة انضمامه إلى مانشستر، مما يحصر المنافسة حاليا بين الثريين مانشستر سيتي وتشيلسي الذي يعتبر نفسه خيارا أكثر جاذبية بالنسبة لشنايدر.