أدلة جديدة على تورط سينيوري في عمليات التلاعب بنتائج المباريات في إيطاليا

رئيس اتحاد الكرة يتهم المحققين بالتدمير.. والمدعي العام قال إن المشكلة متأصلة منذ وقت طويل

TT

هناك «ورقة اتفاق» مثلما يحدث بين عصابات المافيا، وهناك عصابات منظمة تراهن بكثير من الأموال وتخسر، وهناك زعماء لهذه العصابات يحاولون استرداد أموالهم من خلال التهديد والترهيب. هذه هي بعض تفاصيل فضيحة التلاعب بنتائج مباريات دوري الدرجة الثانية والثالثة التي تفجرت في إيطاليا منذ بضعة أيام والتي تنذر حاليا بعواقب وخيمة إذا صدقت التوقعات بأن التلاعب قد امتد إلى بعض مباريات دوري الدرجة الأولى. وأظهرت تفاصيل المكالمات الهاتفية التي بدأت النيابة العامة في تفريغها تورط بيبي سينيوري لاعب نادي لاتسيو والمنتخب السابق في العديد من الجرائم؛ فقد كان «رجل الـ188 هدفا»، ملثما كان يوصف سينيوري في تلك المكالمات، هو الذي كتب «ورقة الاتفاق» والمسؤول عن عمليات المراهنات غير القانونية في سنغافورة وبعض الأسواق الآسيوية، كما أنه راهن بمبالغ كبيرة على بعض المباريات التي تم التلاعب بنتائجها أو التي تم إيهامه بالتلاعب في نتائجها. وقد حاول سينيوري في النهاية بعد خسارته مبالغ كبيرة الانتقام ممن أمدوه بمعلومات خاطئة وتسببوا له في بعض الخسائر المادية. وفي الوقت الحالي تعتبر مباراة الإنتر وليتشي في دوري الدرجة الأولى هي أهم المباريات التي تدور الأنباء حول احتمال التلاعب بنتيجتها.

الاجتماع: وقد خضع سينيوري يوم الأربعاء الماضي للتحقيق أمام المدعى العام لمدينة كريمونا. وكان يعرف مسبقا أن تصريحات وأقوال محاسبيه قد وضعته في موقف حرج، حيث أكد اثنان من المحاسبين الذين يتعامل معهم أنه عقد اجتماعا مع بعض الأشخاص المتورطين في القضية يوم 15 مارس (آذار) 2011. ولم ينفِ سينيوري حضوره هذا الاجتماع، لكنه نفى معرفته بالأشخاص الذين كانوا موجودين معه. ويبدو هذا الرد غير منطقي، لا سيما أن هذا الاجتماع تم في غير أوقات العمل واستمر حتى فترة متأخرة من الليل.

وبعيدا عن التفاصيل الخاصة بالتحقيق مع سينيوري، خرج روبرتو دي مارتينو وكيل نيابة كريمونا عصر يوم الأربعاء الماضي ليدلي بتصريح مقتضب زاد من الشكوك المتعلقة بامتداد الفضيحة إلى دوري الدرجة الأولى: «مشكلة دوري الدرجة الأولى خطيرة ومتأصلة عبر الزمن». ووعد المدعي العام لمدينة كريمونا بالإدلاء بمزيد من التصريحات في مؤتمر صحافي يعقده بعد انتهاء التحقيقات. وبالفعل انتظر حشد الصحافيين لفترة طويلة حتى أطل عليهم دي مارتينو مجددا بوجه منهك وصرح قائلا: «ستستمر التحقيقات مع المتهمين خلال الأيام المقبلة، فهناك كثير من النقاط التي يجب توضيحها. دوري الدرجة الأولى؟ لقد ظهرت بعض المباريات الأخرى في القضية، وأكرر أن هناك مشكلة في ما يتعلق بدوري الدرجة الأولى. ولا يقتصر الأمر على التحقيق الحالي الذي نقوم به، فمن الواضح أن الأمور المتعلقة بالمراهنات والتلاعب المحتمل بالمباريات تدور منذ وقت طويل. الأدلة؟ أستطيع أن أقول إننا جمعنا بخصوص إحدى مباريات دوري الدرجة الأولى أدلة كافية لإثبات أن المتهمين حاولوا التأثير على نتيجتها. وفي ما يتعلق بالمباريات الأخرى، فنحن نقوم بالبحث من خلال فحص أجهزة الكومبيوتر التي تمت مصادرتها. لكن من المحتمل أن تتولى نيابات أخرى التحقيق في القضية لأن نيابة كريمونا لا تمتلك الصلاحية القضائية على جميع المدن الإيطالية».

فييري والرد على أبيتي: وتحدث المدعي العام دي مارتينو بعد ذلك عن توتي وفييري اللذين تردد أنهما متورطان في القضية: «لقد ترددت أسماء ليس لها أدنى علاقة بالتحقيق. ولا أعرف كيف ظهر اسم توتي، لكننا لم نشر إليه قط. ولا يدخل فييري ضمن قائمة الأفراد الخاضعين للتحقيق. لكن ليس من المستبعد بالطبع أن تتسع دائرة التحقيقات، فمن المنطقي أن يتسع نطاق مثل هذه القضايا». وفي نهاية المؤتمر الصحافي علق دي مارتينو على تصريحات أبيتي رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم التي قال فيها بغضب إن الانسياق وراء الإحساس والظنون من شأنه أن يدمر مستقبل الكرة الإيطالية. وصرح دي مارتينو قائلا في هذا الصدد: «سأرد بروح رياضية وأقول إن الأحاسيس ليست هي بالتأكيد التي تضر بكرة القدم نظرا للحالة التي وصلت إليها. وستكون المحكمة الرياضية هي صاحبة القرار على أية حال». وأنهى دي مارتينو المؤتمر الصحافي في التاسعة والنصف مساء معلقا على دور الصحافة في هذه القضية: «الصحف؟ ليس لدي وقت لقراءتها. لقد قرأت فقط مقالا غريبا بعض الشيء في جريدة (لا غازيتا)، وهو المقال الذي كان يشبهني بأحد الشخصيات الأدبية العدائية».

وكان جانكارلو أبيتي رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم قد انتقد المحققين الذين يتولون القضية لإثارتهم الشكوك حول دوري الدرجة الأولى وتوقعاتهم بأن تسفر التحقيقات عن التلاعب في بعض مبارياته. وصرح أبيتي قائلا في هذا الصدد: «الافتراضات لا تروق لي على الإطلاق ولا تسبب عبارة (لدي إحساس) إلا الضرر». وأضاف أبيتي بغضب شديد: «إننا نستمع إلى كثير من الأشياء والتكذيبات. يجب العمل بحذر شديد؟ لقد قامت نيابة كريمونا بالتحقيق لشهور طويلة وحددت 18 مباراة و28 مشتبها بهم وأدى ذلك إلى القبض على 16 شخصا ولا يوجد ما هو أكثر من ذلك. إن لعبة المذبحة لن تجدي شيئا لكرة القدم أو للمجتمع بأكمله. إنني أثق في القضاء، ويجب أن نتمسك في الوقت الحالي بالحقائق الواقعة». وأكد أبيتي ثقته في أن ظاهرة التلاعب في نتائج المباريات ليست بهذا الانتشار الذي قد يظنه البعض: «إنني واثق أنها ظاهرة محدودة، ونحن نتابع تطورات الموقف عن كثب على أية حال. وستبدأ بطولة الدوري المقبلة في موعدها، وسيتم نشر الوثائق المتعلقة بالتحقيق الذي تجريه نيابة كريمونا. ويعرف الجميع منذ شهور طويلة أن هناك تحقيقا مماثلا يجري في مدنية نابولي».

وفي سياق منفصل، تحدث جيجي بوفون قائد فريق اليوفي والمنتخب الإيطالي منتقدا بشدة تشويه صورة لاعبي كرة القدم وتوجيه الاتهامات إليهم جزافا في إطار تلك الفضيحة: «إننا في بلد تعشق الفضائح. ويكفي أن يظهر اسم في الصفحة الأولى لإحدى الصحف حتى يتم تلويث سمعة الجميع قبل أن تتضح الأمور». وأضاف بوفون قائلا: «يتم الإشارة لبعض لاعبي كرة القدم باعتبارهم أفاقين لأن من يبيع مباراة كرة قدم ويراهن عليها هو أفاق يجب نبذه مدى الحياة. لكن يبدو لي أنه ليس هناك ولو شخص واحد فعل ذلك، وبالتالي، يجب أن نتروى.