ماسيمو موراتي: لسنا أقزاما.. وسيبدأ الإنتر حقبة جديدة مع المدرب البرازيلي ليوناردو

ماتيرازي يصل إلى مفترق الطرق.. ورانوكيا قال إنهم سيثأرون من الميلان في كأس السوبر

TT

قد تكون الدقائق القليلة التي شارك بها ماركو ماتيرازي في مباراة الإنتر أمام كتانيا 22 مايو (أيار) هي الأخيرة له في مسيرته مع الإنتر، حيث تحوم الشكوك حول إمكانية استمرار المدافع الإيطالي مع فريقه في الموسم المقبل، وهو ما دفع ماسيمو موراتي إلى تحديد موعد شخصي مع اللاعب للوقوف على حقيقة هذه الأنباء واستيضاح الأمور. وفي حال تأكدت فكرة الانفصال بين ماتيرازي والإنتر، تشير التوقعات إلى انتقاله إلى أحد الأندية الإنجليزية أو الأميركية حيث ظهرت بعض الأصوات الخافتة التي تتحدث عن انتقال اللاعب إلى نادي كوينز بارك رانجيرز (المتأهل حديثا لدوري الدرجة الأولى الإنجليزي)، خاصة أن هذه الصفقة قد تعود بالفائدة على الإنتر المهتم بعادل ترابات منذ فترة طويلة.

وفي سياق متصل، ترددت بعض الأنباء حول رغبة اللاعب في البقاء في الإنتر حتى نهاية تعاقده (2012) ثم الانتقال إلى العمل ضمن الطاقم الإداري في النادي. غير أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما الذي قد يدفع الإنتر وماتيرازي على إنهاء التعاقد المبرم بينهما قبل عام من موعده؟ الإجابة هي أن المدافع الإيطالي لم يحصل على المساحة الكافية للمشاركة هذا الموسم حيث يصل عدد الدقائق التي شارك بها إلى 732 دقيقة حيث اقتصر ليوناردو على الدفع به ضمن التشكيل الأساسي في 8 مباريات فقط، بينما يصل إجمالي عدد المباريات التي شارك فيها إلى 11 مباراة. ومع تألق ناغاتومو ووالتر صامويل في جبهة الدفاع، باتت فرص مشاركة ماتيرازي مع الإنتر ضعيفة للغاية ويبدو أنه أصبح خارج حسابات المدير الفني تماما. ومما لا شك فيه أن إنهاء مسيرته مع الإنتر بهذه الصورة لن يرضي ماتيرازي وجماهيره العريقة بعد أن أمضى اللاعب 10 مواسم وفاز بـ15 لقبا مع الإنتر، وهو ما قد يدفع الإدارة إلى الاحتفاظ به ضمن الطاقم الإداري. وفي الأيام المقبلة، سيتطرق موراتي إلى الحديث حول كل هذه الموضوعات مع ماتيرازي، خاصة أن قراره سيؤثر بشدة على سوق الانتقالات في النادي.

من جهة أخرى، ما زالت أصداء فوز الإنتر بكأس إيطاليا تتردد وتهيمن على الأجواء داخل النادي. فقد نجح الإنتر في تحقيق ثلاثية صغيرة هذا الموسم بالفوز بكأس إيطاليا ليضاف إلى كأس السوبر الإيطالي وكأس العالم للأندية. وبعد يومين من الفوز باللقب تحدث موراتي عن مسيرة الفريق هذا الموسم وعن إخفاقاته وإنجازاته وما تعرض له من سوء حظ وإصابات. وبدأ ماسيمو موراتي رئيس النادي بالحديث عن ليوناردو مدرب الفريق الذي طالته الكثير من الانتقادات عقب الخروج من المنافسة على بطولة الدوري قائلا: «هل وصف البعض ليوناردو بأنه فاشل؟ ليس هذا صحيحا، فعدد مرات الفوز على ملعب الإنتر وتحقيق كأس إيطاليا يثبتان العكس. وسيمنحه الفوز بالكأس المزيد من الثقة». ولا شك أن موراتي يأمل في أن يكون الفوز بكأس إيطاليا بمثابة انطلاقة جديدة للفريق مثلما حدث في موسم 2005 - 2004 عندما كان كأس إيطاليا بداية لحقبة تألق وهيمنة للإنتر على الساحة الإيطالية والأوروبية: «إنني أتمنى أن يبدأ الفريق حقبة جديدة، وأتمنى ذلك من أجل ليوناردو وللاعبين الذين انضموا للفريق مؤخرا والذين أتمنى لهم الفوز بعدد كبير من البطولات مثل اللاعبين القدامى بالفريق الذين لم يفقدوا قط الرغبة في الفوز والحماس والجدية المعهودة فيهم».

ليوناردو الاختيار الصحيح: وأشاد موراتي بليوناردو قائلا: «لقد جنى مدربنا ثمار عمله الجيد، ولم يكن هذا بالأمر السهل مع ناد جديد ومع الجدل الكثير الذي أحاط به. لم يكن من السهل أن يستعيد الفريق توازنه بعد ذلك الأسبوع الملعون، لكن ليوناردو كان بارعا ومنح الفريق روحا طيبة. غوارديولا؟ إنني أقرأ في الصحف أنني أميل إلى الكثير من المدربين، لكن الحقيقة هي أن ليوناردو هو مستقبل الإنتر. لقد كان قراري بالاعتماد على ليوناردو صائبا».

الثلاثية: وأكد موراتي أن ثلاثية هذا العام قيمة: «أتمنى أن يحصل الفريق على ثلاثية في كل موسم، فالبطولات الثلاث التي أحرزها الإنتر هذا الموسم هي بطولات حقيقية وهامة. ولم تكن هذه الشهور الـ13 التي شهدت فوز الفريق بثلاث بطولات سهلة. وأتمنى أن تفيدنا هذه التجربة في الاستمرار على هذا النحو، فالفوز يجلب الفوز». ووصف موراتي أداء الإنتر هذا الموسم بأنه «جيد، وأبقى مقتنعا أن هذا الفريق – إذا حصل على قسط من الراحة وابتعد عنه شبح الإصابات – فريق قوي للغاية. إننا لم نقم بشراء أي لاعب العام الماضي لأنني مقتنع بأننا لولا الإصابات المتعددة لفزنا بجميع البطولات مثلما حدث الموسم الماضي». وطمأن موراتي جماهير الإنتر بأنه سيدعم الفريق بعدد من اللاعبين: «ورغم قوة الفريق فإنني مدرك لاحتياجه لبعض الدماء الجديدة من أجل الاستمرارية. وسنقوم بضم بعض اللاعبين من أجل منح الفريق القوة والحيوية ومنح فرصة التقاط الأنفاس للاعبين الذين بذلوا جهدا كبيرا ومن أجل إعطاء الفريق الحالي الفرصة للاستمرار لفترة طويلة. وبالتأكيد سيتم شراء لاعبين جدد».

لسنا أقزاما: وقام موراتي بالرد على زامباريني رئيس نادي باليرمو الذي وصف فريق الإنتر بأنه عصابة الأقزام: «لسنا أقزاما بل نحن أطول من المنافس. وبغض النظر عن أي شيء، تسبب كرة القدم في بعض الأحيان حالات شديدة من الغضب تزول بعد ذلك، وأتمنى أن يزول الغضب عن زامباريني».

مورينهو وميسي: وعلق موراتي على الاتصال الدائم بينه وبين مورينهو مدرب الإنتر السابق قائلا: «لقد أرسل لي موراتي رسالة نصية عبر الهاتف سواء قبل مباراة نهائي الكأس أو بعدها. وكانت فحوى رسائله هي أننا معتادون على رؤية هذه الانتصارات من أجل الوصول لانتصارات أخرى. ميسي؟ إنه لاعب رائع لدرجة أنه يجعل الآخرين أيضا يلعبون بشكل جيد وسيستمر مستواه في الارتفاع مع مرور السنوات. باستوري؟ إنه يستحق اللعب في أحد الفرق الكبرى».

أريد الاحتفاظ بالجميع: وفيما يتعلق بسوق الانتقالات صرح موراتي أنه يرغب في الإبقاء على جميع لاعبي الفريق ونجومه الحاليين: «عندما يكون ميليتو في حالة جيدة يظهر بمستواه المرتفع. جوليو سيزار ومايكون وشنايدر؟ إنهم جميعا لاعبون من أصحاب المهارة الذين يصعب العثور عليهم ومن الأفضل الاحتفاظ بهم. هل أخشى ورود عروض كبيرة لإيتو؟ كلا، فهذا النوع من التهديدات لا يخيفني أبدا، لكن إيتو سيبقى ونحن نرغب في الاحتفاظ به». وأخيرا علق موراتي على الديربي المنتظر في الصين بين الميلان بطل الدوري والإنتر بطل الكأس في لقاء السوبر الإيطالي قائلا: «إن هذا يعني أن الموسم القادم سيبدأ بمعاناة كبيرة».

وفي سياق متصل أعرب رانوكيا مدافع الإنتر عن سعادته البالغة بتحقيق أول بطولة له مع الإنتر، ووصف نفسه بأنه لاعب الإنتر إلى الأبد. وقد صرح اللاعب الشاب قائلا: «إنني ألعب مع الإنتر وسأبقى معه طويلا». وعقب رانوكيا على تصريحات زامباريني رئيس نادي باليرمو التي وصف فيها لاعبي الإنتر بعصابة الأقزام قائلا: «إنني أتفهم ما يشعر به. فالفريق الخاسر يتشبث بأي شيء يجده وأول ما يعلق عليه الهزيمة هو الحكم. لقد حدث هذا معي أيضا في الماضي». وأوضح رانوكيا أن الإنتر سيسعى للثأر من الميلان الذي فاز بدرع الدوري: «سيسمح لنا الفوز بالكأس في الثأر من الميلان في مباراة السوبر. إن الفوز بالدوري إنجاز كبير لكننا فزنا بثلاث بطولات». وكان برانديللي مدرب منتخب إيطاليا قد قام بضم رانوكيا وترك صديقه بونوتشي لاعب قلب الدفاع الأخر الذي برز معه في نادي باري. وصرح رانوكيا قائلا في هذا الصدد: «يبقى بونوتشي صديقا حميما لي وسيعود قريبا للمنتخب، فالجميع قد يتعرضون لبعض الفترات التي يبتعدون فهيا عن مستواهم. وأتمنى أن يستمر نادي اليوفي في الثقة ببونوتشي، فسيكونون غير عقلاء لو استغنوا عنه. إنني لا أشعر أنني أساسي مع منتخب إيطاليا، فقد شاركت في مباراتين وديتين وأحتاج إلى تطوير مستواي وقطع الطريق نحو التألق». وعند سؤاله عن أفضل لاعب قلب دفاع في العالم وهل هو بيكي لاعب برشلونة أجاب رانوكيا: «هناك تياغو سيلفا قلب دفاع الميلان، لكنني أختار بيكي لاعب برشلونة لأنه فاز بعدد أكبر من البطولات. إنني أرغب في توضيح شيء ما بالنسبة لفريق برشلونة، وهو أنه رغم قوة الفريق وحيوية لاعبيه فقد استطاع الإنتر العام الماضي إقصاءه من دوري أبطال أوروبا». وفي النهاية وصف رانوكيا إيتو بأنه «لاعب فذ لا يحتاج للمزيد من الوصف».