تشيلسي يرفع عرضه إلى 30 مليون إسترليني مقابل نيمار

لاعبو البرازيل الشباب لم يعد بالإمكان شراؤهم بأسعار بخسة

TT

في مرحلة ما كانت الأندية البرازيلية تبيع أفضل لاعبيها الواعدين بما يوازي سعر حبة موز، بحسب التعبير الدارج في البرازيل.

في عام 2003 دفع نادي إشبيلية ما يوازي 1.7 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع خوليو باتيستا فيما انضم كاكا إلى إيه سي ميلان مقابل 5 ملايين جنيه إسترليني.

بيد أن تلك الأزمنة قد ولت، فقد رفض نادي إنترناسيونال عرض نادي توتنهام هوتسبيرز لشراء المهاجم ليوناردو دامياو مقابل 10.5 مليون جنيه إسترليني. فيما طلب نادي ساو باولو سعرا خياليا، حيث طلب 70 مليون جنيه إسترليني مقابل اللاعب لوكاس مورا، البالغ من العمر 18 عاما.

فيما ارتفعت قيمة اللاعب نيمار، لما يزيد على 30 مليون إسترليني بعد رفض نادي سانتوس بيعه بهذا المبلغ إلى تشيلسي رغم أن رئيس النادي الإنجليزي رامون أبراموفيتش يرى في نيمار أحد 3 أهداف رئيسية لموسم الانتقالات الحالي.

وقد زعمت مصادر إعلامية أن تشيلسي قدم عرضا جديدا لسانتوس مع ضمان أجر أسبوعي للاعب بقيمة 70 ألف جنيه إسترليني.

ومع تضخم أسعار انتقال اللاعبين البرازيليين الشباب الموهوبين قررت بعض الأندية الذكية الدخول إلى الميدان مبكرا. وهو الأمر الذي قام به نادي تشيلسي في مارس (آذار) الماضي، عندما دفع نحو 6.5 مليون جنيه إسترليني مقابل مهاجم ساو باولو لوكاس بيازون، البالغ من العمر 17 عاما، والذي لم يلعب ضمن صفوف المحترفين بعد.

ربما يبدو هذا الرقم مبالغا فيه بالنسبة إلى مراهق، على الرغم من فشل محاولات نجوم كبار مثل ميراندنها وروبينهو وأفونسو وآلفيس وجو، في النجاح في الدوري الإنجليزي. لكن بيازون مصمم على أن يكون الأول في الدوري الإنجليزي.

يعد بيازون إضافة أخرى لأبراموفيتش إلى صفوف الفريق الذي يضم لاعبين برازيليين مثل آليكس وارميرز وديفيد لويز. لكن إذا كانت فنون كرة القدم هي ما يسعى وراءها مالك تشيلسي من الصغير فربما ينبغي عليه التفكير مرة أخرى.

ويقول بيازون: «أود أن أقول إنني ألعب بأسلوب مختلف عن المهاجمين البرازيليين التقليديين، الذين يتميزون بالقدرة على المراوغة والتحركات الخاطفة، لكن أسلوبي يتسم بالبساطة والمباشرة، فهو أشبه بلاعب وسط ملعب يلعب في الهجوم. أنا أحب التمرير بسرعة ولا أرغب في الاحتفاظ بالكرة ولا أميل إلى الجري بالكرة». ومن المتوقع أن ينضم بيازون إلى صفوف الفريق الأول لتشيلسي رسميا في عيد ميلاده القادم في يناير (كانون الثاني) 2012 على الرغم من الاهتمام الكبير الذي أبداه يوفنتوس باللاعب الشاب.

ربما ما أثار اهتمام الإيطاليين به على هذا النحو سجله المتميز في الوصول إلى النهائيات في كل منافسة يلعب فيها.

وقد قدم يوفنتوس عرضا قبله ساو باولو، ونظرا لأن عائلة الطفل من أصول إيطالية، كان شراء اللاعب أمرا متوقعا، بيد أن الرياح أتت بما لا يشتهي الإيطاليون، فقد كان الفتى يميل إلى اللعب في الدوري الإنجليزي. ويعترف بيازون بأنه أحد عشاق تشيلسي منذ صغره، لكنه يعترف بأن خياره كان مبنيا بشكل رئيسي على أسباب تتعلق بكرة القدم.

فيقول: «كنت أشاهد الكرة الإيطالية والكرة الإنجليزية، وأقارن الاثنين واهتديت إلى أن الخيار الأصوب بالنسبة إلي يتمثل في إنجلترا. كنت دائما ما أرغب في اللعب في أوروبا وكانت إنجلترا الخيار الأول بالنسبة إلي، منذ أن شاهدت الدوري الإنجليزي. لكن منذ أن علمت باهتمام تشيلسي شاهدت كل مبارياتهم لأعلم أسلوب لعبهم جيدا».

يذكر أن بيازون كان موضع نظر كشاف تشيلسي ومستشار أبراموفيتش، بيت دي فيسر، على مدى أكثر من عامين، الأمر الذي أثر دون شك في قرار بيازون.

ويقول بيازون عن ذلك: «أبدى دي فيسر إعجابا بالطريقة التي كنت ألعب بها وكان يرى أنني سأتمكن من التكيف على طريقة اللعب في الدوري الإنجليزي سريعا. وربما كان ذلك أحد الأسباب التي جعلتني أوافق على الانتقال إلى تشيلسي. ومن بين كل الأبطال في أوروبا أعتقد أنني سأتطور بشكل أكبر في إنجلترا».

وقد أكد اللاعب الشاب على أنه يعلم ما سيواجهه إذا ما لعب في الدوري الإنجليزي من ضيق المساحات وسرعة المباراة، على العكس من البرازيل فعندما تستحوذ على الكرة يكون لديك الوقت للتفكير وقراءة الملعب. وأحيانا ما تشعر وكأنك تلعب المباراة بالتصوير البطيء، في الوقت الذي تكون فيه المباراة أكثر سرعة وقوة.

بالكاد يستطيع اللاعب الشاب تمالك نفسه من الفرح عند الحديث عن إمكانية لعبه إلى جانب لاعبيه المفضلين الذين انتقى منهم فرانك لامبارد وسولومون كالو وديديه ديروغبا.

لكن المثير للدهشة بالنسبة إليه كمهاجم، أن لاعبيه المفضلين، لويز وجون تيري، ظهيرا وسط. وقد اختار الأخير لأنه ملتزم تماما وواحد من أفضل المدافعين في العالم، أما ديفيد لويز فلأنه برازيلي ويعيش مرحلة عظيمة.

ومع رحيل كارلو أنشيلوتي ربما لا يوجد بعض هؤلاء اللاعبين عندما يصل بيازون لكنه لا يزال سعيدا بالانضمام إلى تشيلسي.

ويضيف بيازون: «أنشيلوتي يحب البرازيليين، وربما يتولى غوس هيدنيك المسؤولية وهو يحب البرازيليين أيضا. فله تاريخ جيد في التعامل مع الجنوب أميركيين وأعتقد أن الكرة الهولندية مشابهة للكرة البرازيلية».

يمتلك بيازون الكثير من الأسباب للثقة في النجاح لأن الكثير من المهاجمين البرازيليين قد انتعشوا تحت إدارة هولندية. فروماريو ورونالدو على سبيل المثال أبرزا أفضل مهاراتهما مع نادي إيندهوفن.

ويبدي دي فيسر، هولندي آخر، اقتناعا بأن اللاعب لديه كل الإمكانات التي تؤهله للعب في الدوري الإنجليزي.

ويقول: «رأيته للمرة الأولى عندما كان يبلغ من العمر 15 عاما. كان حينها ضئيلا ونحيفا لكنه كان يلعب بسرعة كبيرة وذكاء بالغ بالنسبة إلى عمره. أنا أحب اللاعبين الجيدين، لكني أحب اللاعبين ذوي المهارات الخاصة أكثر. هذه المهارات الخاصة تتمثل في التحركات بالكرة والقدرة على التسديد والذكاء».

وعلى الرغم من حديث الكثير من البرازيليين عن الصدمة الثقافية وخشيتهم من الطقس والطعام الإنجليزي، فإن بيازون الذي يجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة لا يهاب الانتقال إلى لندن وهو على يقين من أنه سيتمكن من التأقلم على أجواء الدوري الإنجليزي سريعا.

قصة بيازون ليست قصة طفل فقير خاض الصعاب ليبزغ في سماء كرة القدم، فوالدته تعمل في مجال المحاماة. أما والده أنطونيو كارلوس، فهو ممثل تجاري يقوم على رعاية مصالح ابنه. ويلعب كل من الأب والأم دورا مهما في مستقبل ابنهما، وكلاهما سينتقل معه إلى لندن. لكن في الوقت الذي سيلازم فيه الوالدان ابنهما في لندن، سيظل هو المراهق صاحب الأهداف القوية كما فعل خلال مسيرته الكروية القصيرة.