خالد برقاوي: الوحدة تعرض لظلم كبير في قضيتي «الرشوة والهبوط للأولى»

نائب رئيس النادي قال إن الديون أرهقت الإدارات المتعاقبة.. والحل في المشاريع الاستثمارية

TT

بعد أن توارى طويلا عن الأنظار بحثا عن التحصيل العلمي، عاد نائب رئيس نادي الوحدة، الدكتور خالد يوسف برقاوي، إلى مجلس إدارة أحد أعرق الأندية السعودية، وتعتبر سيرته في النادي حافلة بالمناصب القيادية المهمة، التي تولاها إبان رئاسة جمال تونسي الأولى ليخلفه كرئيس بالتكليف، موضحا في حواره لـ«الشرق الأوسط» أبرز المعوقات التي عانت منها إدارات الوحدة المتعاقبة، التي يأتي في مقدمتها ضعف الموارد المالية، مما أسهم في زيادة الديون وتراكمها مع مرور الزمن، لتصبح حملا ثقيلا على أي إدارة جديدة تسعى للتطوير والبناء، مشيرا إلى أن الإدارة الحالية تحاول جاهدة الاقتصاد في النفقات، والعمل وفق الإمكانات المتاحة بين يديها، نافيا أن تكون قضية الرشوة وهبوط الفريق لمصاف أندية الدرجة الأولى مشوهة لسمعة النادي، لأنهم بريئون منها تماما، كاشفا عن أنهم واثقون من بقائهم الموسم المقبل، مؤكدا أن استعداداتهم له ستكون على أفضل مستوى، لضمان عدم تواجد الفريق في المنطقة الخطرة التي تواجدوا فيها الموسم الحالي، في الوقت الذي قلل فيه من أثر الخسارة القاسية التي تلقاها فريقه من الهلال في نهائي كأس ولي العهد.

* أبدأ معك مباشرة بما يشغل كل الوحداويين حاليا، أين وصلتم في التعامل مع تبعات أكبر قضيتين شغلت الشارع الرياضي هذا الموسم؟

- من المؤكد أنك تقصد قضيتي الرشوة وهبوط الفريق الأول إلى مصاف أندية الدرجة الأولى الموسم المقبل، أما الرشوة فنحن برآء منها كبراءة الذئب من دم يوسف، لأننا لا نقر هذا المبدأ بأي حال من الأحوال، ونحن مؤتمنون على هذا الكيان وجلنا، في الإدارة، أكاديميون ولا يمكن أن ننهى عن خلق ونأتي بمثله، وثقتي بأن كل من يمت لهذا الكيان بصلة، بعيد عن هذا الأمر بديدنه، أما قرار الهبوط فهو بمثابة الصدمة التي أسهمت في توحد صفوف كل الوحداويين واتخذنا كل السبل الكفيلة بإعادة حق النادي المسلوب، والقضية منظورة، ولدينا يقين بأننا سنكسب وسيبقى فريقنا ضمن أندية زين الموسم المقبل بإذن الله، وهناك فريق قانوني يتولى هذا الأمر، لذلك نترك الحديث عن هذا الشأن لأهل الاختصاص، وسيكون لكل حادث حديث.

* في الفترة الماضية شكلت مجموعة وتقدمت لانتخابات مجلس الإدارة، لكنك قررت الانسحاب فجأة وتضامنت مع مجموعة التونسي كيف حصل ذلك ؟

- عملت في مجلس الإدارة على فترات، الأولى كانت في رئاسة جمال تونسي بالتكليف، والثانية عندما كلفت رئيسا للنادي بعد استقالة جمال تونسي، والآن ضمن مجلس الإدارة الحالي الذي تم انتخابه عن طريق الجمعية العمومية، ولا أخفيك أنني تلقيت دعما من شخصيات مكاوية وحداوية للترشيح لرئاسة النادي، وبدأنا بالفعل بتكوين مجموعة، إلا أنني وجدت معوقات كثيرة في ذلك الوقت، فقررت الانسحاب من سباق الرئاسة، بسبب عدم وجود الدعم المادي الكافي، وعندما ترشح جمال تونسي لرئاسة النادي التحقت بمجموعته التي فازت بإدارة النادي بالجمعية العمومية، عموما كرسي الرئاسة في الوحدة يحتاج إلى تركيبة خاصة من البشر لا يمكن لسواهم أن ينجحوا في المهمة.

* من خلال خبرتك في إدارة النادي، تُرى ما هي أهم المعوقات التي تواجه الإدارة ؟

- أقول بالحرف الواحد: «الدعم المادي» هو العائق، فالنادي لا يملك، حتى الآن، مداخيل ثابتة، على الرغم من أنه في أهم وأكبر مدن العالم استثمارا في مجالات عدة، باستثناء النقل التلفزيوني، ودعم الرئاسة العامة لرعاية الشباب لا يغطي حتى مصاريف فريق الناشئين في النادي، فالشح المادي أحد أهم وأكبر المعوقات التي تواجه الإدارات المتعاقبة، مما يوقعها في ديون طائلة تسهم في تعطيل مسيرة النادي من جوانب عدة، خصوصا كرة القدم التي تعتبر الواجهة الأهم.

* بصفتك أحد الشخصيات المتواجدة باستمرار في النادي، ألم تفكروا في إيجاد موارد مالية تغطي كل التكاليف؟

- عملنا كثيرا ووضعنا الخطط الكفيلة بتحقيق ذلك، لكن ما زلنا ننتظر المزيد، وهناك لجنة التطوير التي شكلت من قبل أمير منطقة مكة المكرمة، فهي تعنى بهذا الجانب، ونحن متفائلون بوجود رجل بقامة الأمير خالد الفيصل داعما لنا، كما لا ننسى المتابعة الكبيرة من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب، الأمير نواف بن فيصل.

* النادي يعاني من ديون متراكمة منذ الإدارات السابقة، كيف تعاملتم معها عند تسلمكم مهام الإدارة الحالية؟

- الديون المتراكمة من الأمور التي تعكر صفو العمل في إدارة النادي، لكنها الآن على طاولة لجنة التطوير، ونحن في المجلس الحالي، ومنذ اليوم الأول من تولينا المهمة، قررنا عدم تحميل النادي المزيد من الديون، لذلك عانينا كثيرا في أداء عملنا، وأملنا إيجاد حلول عاجلة تكفل حل هذه المعضلة المزمنة، التي تؤرق الجسد الوحداوي على مر الزمن، والحل، من وجهة نظري، هو الاهتمام بالمشاريع الاستثمارية التي ستعود بالأموال الكبيرة على النادي، وتحل الكثير من الأزمات.

* تراجع النادي بشكل مخيف، على صعيد كرة القدم، في الفترة الماضية، وكذلك الألعاب المختلفة، ما الأسباب التي تقف وراء ذلك؟

- الوضع المادي الشحيح هو السبب الأول فيما نعيشه من تراجع ملحوظ، خصوصا في كرة القدم، وبالتحديد الفريق الأول، لكن على الرغم من ذلك، فهناك تفوق بسيط يسجل محليا وخارجيا، كالإنجاز الذي تحقق عبر ألعاب الدفاع عن النفس، وتحديدا الجودو والكاراتيه، وتحقيق البطولة العربية والغرب آسيوية، كما شهدنا في الفترة القصيرة التي تولت إدارة النادي الأمور فيها، نيل فريق اليد وصافة البطولة العربية، فنادي الوحدة أكثر الأندية المتضررة من الشح المادي وانعدام الدخل الثابت.

* بحكم تخصصك في مجال علم النفس، ما السبب في تراجع الجانب المعنوي لدى لاعبي نادي الوحدة في معظم الأحيان؟

- هناك عوامل كثيرة قد تكون ذاتية لدى اللاعب شخصيا، أو المشكلات الإدارية التي تمر على النادي باستمرار، أو حتى عدم استيفاء اللاعب حقوقه كاملة دون تأخير، من وجهة نظري هي عوامل مجتمعة تؤثر على اللاعبين بصفة عامة، ولاعب الوحدة خصوصا، لذلك لا يمكن أن نشخص حال لاعبي الوحدة بعامل واحد أو اثنين من العوامل المذكورة، ولدينا توجه في إدارة النادي لإنشاء فريق استشاري نفسي للدعم المعنوي، يعنى بالجانب النفسي والمعنوي لدى لاعبي النادي، ليس في كرة القدم فحسب، بل في جميع الألعاب، بل وحتى العاملين في النادي بصفة عامة.

* كشف الموسم الحالي العقليات الإدارية التي تشرف على الأندية، فما هي الإدارة التي تراها الأفضل بنظرك التي يمكنكم الاستفادة منها؟

- فكرة تبادل الخبرات خيار مطروح وقائم أمام مجلس الإدارة، وعندما تكون هناك تجارب ناجحة يجب الاستفادة منها، وهذه ضمن الأفكار المطروحة وسنعمل على تحقيقها، وفي رأيي أن أفضل الإدارات عملا هذا الموسم الهلال، ثم الاتفاق، ثم تأتي إدارات الأهلي والاتحاد والشباب والنصر في مرتبة واحدة.

* أنتم تنتظرون قرار لجنة الانضباط بالمحكمة الدولية لبقائكم في دوري زين السعودي، ألا يؤثر ذلك على استعداداتكم للموسم المقبل؟

- استعدادنا للموسم الجديد، إن شاء الله، سيكون على أساس بقائنا ضمن أندية دوري زين السعودي للمحترفين، لأننا لو توقفنا عن البدء في الاستعداد سيكون أثر ذلك سلبيا على الفريق، سواء بقي أو هبط، وإن لم نستعد بشكل جيد سنكون عرضة لنفس الظروف التي حدثت الموسم الماضي، ولم نكن نتوقع، في أسوأ الظروف، أن نكون بأقل من منطقة الوسط في سلم المنافسة، ولا أعتقد أن ما وصلنا إليه في الدوري جاء نتيجة لخسارتنا في نهائي كأس ولي العهد، على الرغم من أن لتلك الخسارة الأثر السلبي على الفريق.