المدرب التونسي جميل القاسم: الكرة السعودية تعج بالمواهب وتفتقر إلى الاحترافية

صانع إنجاز التأهل للأنصار قال إنه سيظهر قريبا في دوري المحترفين

TT

أكد المدرب التونسي جميل قاسم الذي تعده جماهير الأنصار صانع فرحة الصعود إلى دوري المحترفين، أنه عاش مشاعر الفرح والحزن في وقت واحد بعد تحقيق الإنجاز، مبينا أن مشاعر الفرح كانت بسبب تمكن الأنصار من الصعود لدوري زين بعد غياب دام 5 أعوام، أما حزنه فكان بسبب عدم قدرته على إكمال مشواره مع الفريق، بسبب الظروف العائلية التي يعيشها في الوقت الراهن، مشيرا إلى أنه اتفق مع إدارة الأنصار على عدم تجديد العقد لموسم آخر.

وأوضح المدرب قاسم أن التأهل كان هدف الأنصار منذ بداية الموسم، مبينا أنهم جعلوا هذا الأمر نصب أعينهم حتى تمكنوا من تحقيقه، مضيفا: يحتاج الأنصار للتدعيم في عدد من المراكز حتى يستطيع البقاء في دوري زين، مطالبا بالتعاقد مع لاعبين محليين سبق لهم وأن شاركوا مع أندية سابقة في دوري زين، حيث يملك هؤلاء اللاعبين الخبرة في مواجهات دوري المحترفين التي تختلف كليا عن مواجهات دوري الدرجة الأولى، منوها في نفس الوقت بضرورة التعاقد مع لاعبين أجانب على مستوى عال.

* كيف تصف مشاعرك وأنت تحقق إنجاز التأهل عقب عامين من استلامك مهام تدريب الأنصار؟

- شعوري مختلط بين الفرح والحزن، فالفرح بسبب الإنجاز، والحزن بسبب السفر لتونس وترك الفريق بعد أن عشت معه أجمل فترة حياتي التدريبية، وبلا شك فإن طموح أي مدرب في العالم هو تحقيق إنجاز بارز مع الفريق الذي يقوده، وشعرت بقيمة هذا الأمر بعد صعود الأنصار، ويصعب علي أن أصف لك مدى الفرحة الكبرى التي عشتها شخصيا برفقة الجهاز الفني المساعد، فلا يوجد شيء أجمل من أن تصل لهدفك الذي سعيت له طوال الموسم.

* فشل الفريق في الصعود في الموسم الماضي، ونجح هذا الموسم، ما الذي اختلف بين الموسمين؟

- وضع الفريق في الموسم الماضي كان أصعب مما هو عليه في هذا الموسم، ففي الموسم قبل الماضي كان الفريق يصارع من أجل البقاء وعدم الهبوط لدوري الدرجة الثانية، فنحن عملنا على إصلاح مراكز الضعف، وإعادة ترتيب الأوراق، فتغير مظهر الأنصار وعاد للمنافسة على الصعود للممتاز مع التعاون، وفي اللحظات الأخيرة خطفها التعاون وبقينا في دوري الأولى، وفي الموسم الحالي أكملنا ما بنيناه في الموسم الماضي رغم افتقاد الفريق لعناصر مهمة كعبد الرحمن أنس الذي انتقل للفيصلي، وعبد الحليم العمودي الذي عاد لفريقه أحد، كما واجهنا عقبات متعددة أبرزها موجة التعادلات التي مررنا بها في الدور الأول، ولكن بعزيمة اللاعبين وروحهم العالية تجاوزنا العقبات، وثبت الفريق على المركز الثاني من الجولة الثامنة وحتى نهاية الدوري، كما أن هناك نقطة مهمة أحب أن أوضحها وهي أن الصعود كان هدفنا وخططنا له منذ البداية، عكس الموسم الماضي الذي نافسنا فيه على التأهل دون أن يكون ذلك في الحسبان، وبطبيعة الحال عندما تضع هدفا نصب عينيك فإنك ستسعى لتحقيقه بدلا من اللعب دون هدف.

* المباراة الأخيرة أمام أبها كانت حاسمة، كيف كان شعورك خلالها؟

- وضعنا كامل تركيزنا قبل هذه المباراة على تجاوز رد الفعل العكسي الذي أصاب اللاعبين بعد خسارة مباراة الطائي التي سبقت مباراة أبها، وعملنا طوال الأسبوع الذي سبق مباراة أبها على إخراج اللاعبين من الحالة النفسية السيئة التي خلفتها النتيجة، بالإضافة لاهتمامنا بتأهيل المصابين، وكذلك بتجهيز لاعبينا نفسيا خاصة أن فريق أبها له ذكريات أليمة مع الأنصار، فهو الذي سبق وحرم فريقي من الصعود لدوري الممتاز قبل ثلاثة مواسم عندما هزم الأنصار في المباراة الأخيرة بالدوري، ووقتها كان الفريق بحاجة للفوز ليصعد رسميا، وتقدم الأنصار حتى الوقت بدل الضائع، وأدرك أبها التعادل وصعد للممتاز بدلا عن الأنصار، وكان هذا المشهد يسيطر على لاعبي الفريق قبل مباراة الموسم الحالي، لكن اللاعبين كانوا عند حسن الظن بهم، وتجاوزوا أبها ووصلوا للممتاز، وحقيقة الأمر أن ثقتي كانت كبيرة بهم وبقدرتهم على تجاوز أبها، خاصة بعد انطلاق صافرة البداية حينها لمست روحا عالية من اللاعبين لم أشاهدها من قبل، وتصميما كبيرا على تحقيق الفوز وهو ما حصل في نهاية الأمر.

* لماذا تركت الفريق بعد هذا الإنجاز؟

- بعد نهاية الدوري شرحت لرئيس النادي ظروفي الأسرية التي تتطلب عودتي إلى تونس وتم الاتفاق وديا على عدم التجديد لموسم آخر، متمنيا للفريق النجاح في الفترة المقبلة، علما أنني قضيت فترة جميلة خلال الموسمين الماضيين مع الأنصار لن أنساها أبدا.

* ما الذي يحتاجه الأنصار في دوري زين الموسم المقبل؟

- بطبيعة الحال يحتاج لعمل مضن إذا ما أراد الظهور بمظهر جيد، فلاعبو الفريق صغار في السن وتنقصهم الخبرة، ويحتاجون لتدعيمهم بلاعبين كبار ذوي خبرة بالدوري الممتاز بما لا يقل عن خمسة لاعبين، إضافة إلى إحضار لاعبين محترفين يمثلون العامود الفقري للفريق ويمتازون بحسم المباريات الهامة أمام الفرق الأقل والمتقاربة في المستوى مع الأنصار، وهذا ليس تقليلا من شأْن العناصر الحالية لكن هذه هي كرة القدم كلما ارتقى فيها الفريق لمرحلة أكبر يحتاج لدعم أكبر، ولنا في فريق الهلال أكبر مثال، وعلى الرغم من عراقة الفريق وقوته كأفضل الفرق السعودية نجده في كل عام يسجل نجما أو نجمين من الأندية الأخرى، ويتعاقد مع محترفين أجانب قيمتهم الفنية عالية، ولهم بصمة واضحة في نتائج الفريق حتى أضحى يمثل منتخبا بمفرده، وهذا هو حال فرق كرة القدم التي تبحث عن التطوير وتجديد الدماء باستمرار، ولذلك أنصح الأنصاريين بالسير على خطى الهلال إذا أرادوا النجاح.

* أنت المدرب الوحيد الذي عمل مع قطبي المدينة المنورة أحد والأنصار، ماذا يعني لك ذلك؟

- أتشرف بأن أكون المدرب العربي الوحيد الذي عمل في المدينة المنورة عبر قطبيها فريقي أحد والأنصار، فهذا أمر اعتز به كثيرا، فقد دربت أحد قبل ثلاثة مواسم في أول تجربة لي في السعودية، ثم قضيت موسمين مع الأنصار، وأتمنى أن يلحق أحد بالأنصار لدوري زين للمحترفين، والفريق الأحدي من الفرق التي لفتت الأنظار هذا الموسم ولديه لاعبون ينتظرهم مستقبل كبير.

* ما الفرق بين الناديين؟

- الفرق يكمن في الهدف، فهدف الأنصار واضح ومحدد من بداية الدوري عكس أحد، وهذا أمر يريح أي مدرب، بالإضافة للإمكانات، فالأنصار لديه مقر نموذجي به عدة ملاعب للتدريبات، عكس أحد الذي يفتقد للمنشأة الرياضية المناسبة، وعلمت مؤخرا أن هناك مقرا نموذجيا تم اعتماده لأحد سيرى النور قريبا، ولو تحقق هذا الأمر فسيتحسن وضع النادي بكل تأكيد.

* ما هي وجهتك المقبلة؟

- كما أسلفت لك سابقا سأعود إلى تونس، لدي عروض من بعض الأندية السعودية بدوري زين، وكذلك فرق في دوري الدرجة الأولى، وأيضا من فرق تونسية، لكن لن أفكر في أي عرض أخرى خارج البلاد في الفترة الحالية، فظروفي الأسرية تمنعني من السفر خارج تونس.

* كيف ترى مستوى دوري زين والكرة السعودية بشكل عام؟

- رغم قلة المتابعة لانشغالي بتدريب الفريق حينها، فإنني شاهدت بعض المباريات، وفي الحقيقة شدني فريق الهلال السعودي، فحينما تشاهده تشعر أنك أمام فريق منظم داخل الملعب يلعب كرة ممتعة يجبرك على احترامه والتصفيق له بكل روح رياضية، فهو يملك لاعبين مميزين أبرزهم محمد الشلهوب ونواف العابد والدوسري والمحترف السويدي فيلهامسون، يأتي بعده فريق الاتحاد صاحب القوة البدنية العالية، ويكفي أن قائده محمد نور، بعد ذلك يأتي الشباب والأهلي والنصر، وبصراحة فريق الفتح والفيصلي رغم قلة مواردهما المالية فإنهما يستحقان باقتي ورد على العطاء المثالي بين فرق لها باع كبير بالمنافسة وتملك جماهير كبيرة، ومع ذلك نجحوا في الوصول للهدف المحدد، وأؤكد لك أن الكرة السعودية تملك الموهبة الفنية لكن ينقصها العقل الاحترافي للاعبين والإداريين لأجل الوصول لتسويق اللاعب السعودي للدوريات الخارجية لكسب الخبرة في المنازلات الدولية أمام منتخبات قوية.