الإنتر يفاوض الأرجنتيني بيلسا لقيادة الفريق.. وتكهنات حول مصير ليوناردو

مدرب المنتخب التشيلي السابق قد يكون ورقة ضغط للفوز بصفقة سانشيز

TT

لقد كان من المفترض أن يبقى أمر هذه المكالمة الهاتفية سرا، لكن الأسرار في كرة القدم لا تدوم طويلا. فقد انتشر من الأرجنتين إلى إيطاليا خبر اتصال ماسيمو موراتي رئيس نادي الإنتر خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي بالمدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا المدير الفني السابق لمنتخب تشيلي في كأس العالم الأخيرة ليسأله عن إمكانية تدريبه الإنتر كبديل لليوناردو.

لا شك أن هذه المكالمة ستلقي بظلالها على نادي الإنتر لفترة طويلة لحين حسم الأمر وورود تفاصيل أكثر دقة عن فحوى الاتصال. لكن الأكيد أن موراتي اتصل بنفسه بالمدرب الأرجنتيني في منزله بمدينة روزاريو، لكن هذا لا يكفي للتأكيد على أن بيلسا سيتولى تدريب الإنتر وأن ليوناردو سيرحل عنه. وانتظارا للنفي المتوقع من نادي الإنتر نظرا لأن عالم كرة القدم دائما ما ينفي كل شيء قبل التوصل لاتفاقات نهائية، سنتوقف هنا عند الشيء الوحيد المؤكد في هذه الصفقة وهي المكالمة الهاتفية التي أجراها موراتي وأدهشت بيلسا نفسه، رغم أن اسمه قد تردد بشدة كمدرب محتمل لنادي الإنتر في منتصف الموسم عندما كان مسؤولو النادي ينفون إقالة الإسباني رافائيل بينيتيز من منصبه. وجاء عنوان جريدة لاغازيتا في يوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني) «بيلسا يوجد ضمن قائمة الانتظار لتدريب الإنتر في حالة رحيل بينيتيز».

وكان موراتي قد فكر بالفعل في السابق في بيلسا قبل أن يغير وجهته ويتعاقد مع ليوناردو لتدريب الإنتر خلفا لبينيتيز. ولعل تلك المفاجأة قد تتكرر الآن إذا تولى بيلسا تدريب الفريق خلفا لليوناردو الذي قد يقبل، نظرا لعلاقته المتميزة مع موراتي على خلاف بينيتيز، بتغيير دوره مع الفريق ليتولى دورا إداريا، إن لم يكن ليوناردو نفسه هو صاحب هذا الحل. لكن هذا التغيير لا يمكن التأكيد عليه لسببين، الأول هو أن موراتي شخص يصعب التنبؤ بتصرفاته وقد تكون المكالمة التي أجراها مع بيلسا مجرد مكالمة استكشافية، والسبب الثاني هو أن بيلسا بعد رفضه لتدريب أندية أشبيلية وريال سوسيداد وروما والمنتخب الأميركي كان على وشك قبول عرض خوسيه أوروتي المرشح لرئاسة نادي أتليتكو بلباو الإسباني لتولي تدريب الفريق في الموسم القادم. ولعل الشيء الوحيد المؤكد في هذه الصفقة المحتملة هو المواعيد. فرغم أن لاعبي نادي الإنتر يقضون فترة العطلة في الوقت الحالي، يتملك ليوناردو الحق في المشاركة في بناء فريق الإنتر الجديد وهو ما يجعل من الضروري حسم الأمر سواء بتكليف بيلسا بتدريب الإنتر أو استمرار ليوناردو في أسرع وقت ممكن.

وانتظارا لمعرفة ما سينتهي إليه الأمر نحاول هنا توضيح لماذا يعتبر بيلسا الملقب بالـ «مجنون» هو المدرب المناسب لتدريب فريق الإنتر. وسنلقي الضوء هنا على المغريات التي قد تجعل من بيلسا مغريا للغاية بالنسبة لموراتي. إن متابعتنا لمنتخب الأرجنتين الذي دربه بيلسا في مونديال 2002 توضح أن المدرب تمكن، رغم الخروج المبكر للأرجنتين، من تكوين فريق يلعب كرة ممتعة وهو ما أكده مرة أخرى مع منتخب تشيلي في مونديال جنوب أفريقيا حيث ظهر المنتخب بمستوى رائع وتمكن بيلسا من استغلال طاقات ومهارة سانشيز بأفضل طريقة ممكنة. وكان بيلسا قد حقق نجاحا كبيرا قبل ذلك كمدرب للأندية في الأرجنتين حيث فاز بلقب الدوري مرتين مع فريق نيولز أولد بويز ومرة واحدة مع نادي فيليز سارسفيلد. ولعل النقطة الوحيدة التي لا تصب في صالحه هو أنه لم يخض أية تجربة في أوروبا حيث ترك نادي إسبانيول بعد فترة وجيزة من بداية تدريبه له ليتولى تدريب منتخب تشيلي. ويتمكن بيلسا من اكتساب حب لاعبيه بفضل جديته الكبيرة في العمل مثل مورينهو. ولا يمكن أيضا استبعاد أن يكون الأرجنتيني زانيتي قائد فريق الإنتر قد تحدث بشكل جيد عن بيلسا لأن زانيتي لعب تحت قيادة بيلسا في وسط الملعب إلى جانب سيميوني وسورين لاعب اليوفي السابق. ويحظى بيلسا كذلك بتقدير كبير من جانب صمويل الذي كان محور منتخب الأرجنتين الدفاعي تحت قيادة بيلسا، كما يحظى أيضا بتقدير باقي لاعبي الإنتر الأرجنتينيين. ويتضح من كل هذه الأمور أن هناك الكثير من المؤشرات التي قد ترجح تولي بيلسا تدريب الإنتر، لكن هذه المؤشرات لا تمثل على أية حال برهانا قاطعا على إتمام تلك الصفقة. فمكالمة هاتفية واحدة لا تكفي لإزاحة ليوناردو من مقعد تدريب الإنتر ومنحه لبيلسا، رغم أنها تكفي لتقديم عرض مغرٍ لهذا الأخير.

ويذكر أيضا أن بيلسا كان هو المكتشف الحقيقي للاعب ألكسيس سانشيز، مهاجم أودينيزي، الذي يقع في دائرة اهتمام كبرى الأندية الأوروبية، كما لعب المدرب الأرجنتيني دورا كبيرا وحاسما في مسيرة اللاعب الكروية.

وربما يكون لبيلسا، الذي أنهى تعاقده مع الاتحاد التشيلي من أجل التفرغ في فترة الصيف دون أن يوضح الأسباب، في حال التعاقد مع الإنتر، دور في جذب سانشيز.

ومع عودة اسم بيلسا ليقترن بالإنتر مرة أخرى أبدى النادي اهتمامه بعدد من اللاعبين المفضلين لدى المدرب الأرجنتيني وعلى رأسهم سانشيز وماورتسيو بينيلا (مهاجم باليرمو) الذي اعترف الرئيس زامباريني باهتمام الإنتر به أكثر من مرة. ومما لا شك فيه أنه في حال تولي بيلسا للإدارة الفنية في الإنتر، ستصبح المفاوضات الجارية مع سانشيز أكثر يسرا، حيث سيجد الأخير ما يشجعه لرفض عرض مانشستر سيتي المغري، بل أنه قد يسعى للانتقال للإنتر من أجل العمل مع مدربه السابق. من جهة أخرى، تشير الأحداث إلى وجود نسبة كبيرة من الصحة في الأخبار المتداولة بشأن الإنتر وبيلسا، حيث إن بداية اهتمام الإنتر بسانشيز كانت في نوفمبر، تزامنا مع التوقيت الذي رحل فيه بيلسا عن الاتحاد التشيلي، ويبدو أن ذلك كان من قبيل المصادفة. من ناحية ثانية، يمتلك الإنتر ورقة رابحة أخرى وهي العلاقة الطيبة التي تجمع إدارة النادي بوكيل أعمال سانشيز، فيرناندو فليسيفيتش، وهو صديق شخصي لمارتشيلو بيلسا، مما قد يسهل من مهمة الإنتر في إقناع اللاعب والمدرب في الانتقال للعمل معا في الإنتر.