لقد تحددت مواصفات النجم الفذ الذي يسعى نادي يوفنتوس بقوة لضمه إلى صفوفه: إنه لاعب يتمتع بالموهبة، ولديه قدرة على المنافسة، يجيد التحرك على الأطراف، لا سيما على الجانب الأيسر، بارع في الاختراق ويجيد لغة الحوار مع رفقائه داخل الملعب.
لقد كان التشيلي أليكس سانشيز، مهاجم أودينيزي، هو أول الأسماء في قائمة اهتمامات اليوفي، لكن يبدو أن قدر اللاعب مكتوب في نادٍ آخر. لكن هناك في إيطاليا لاعبا آخر يتسم بهذه الخصال، إنه لاعب الجبل الأسود، ميركو فوسينيتش، الذي يرتبط مع نادي روما بعقد يمتد حتى 2013، غير أنه قرر الرحيل عن العاصمة الإيطالية في أقرب وقت ممكن، حتى إن كان ذلك يعني تقاضيه راتبا أقل مما يحصل عليه الآن.
منذ قرابة العامين ومهاجم الجبل الأسود بات هو هدف صافرات الاستهجان وعبارات الاعتراض التي يطلقها جانب كبير من جماهير فريق روما، وغالبا ما يتم توجيه السباب إليه حتى في وسط الطرقات. حتى إنه في إحدى المرات تعرضت خطيبته إلى نوع من الاعتداء اللفظي. لم يعد فوسينيتش قادرا على احتمال مثل هذه الأمور، ولا يجد متعة في بقائه في روما ولا يشعر بالطمأنينة. وقد عبر اللاعب عن رغبته في الرحيل عن الفريق إلى والتر سباتيني، المدير الرياضي في نادي روما، خلال اللقاء الذي جمع بينهما يوم الأحد الفائت بحضور خطيبة فوسينيتش ووكيل أعماله أليساندرو لوتشي. لقد وجد سباتيني أمامه لاعبا حزينا جريحا، يريد تغيير مناخه الكروي. وقد حاول المدير الرياضي في نادي روما أن يغير من تفكير اللاعب؛ حيث طلب منه الانتظار، على الأقل، حتى معرفة محتوى المشروع الجديد الذي تسعى الإدارة الجديدة إلى تنفيذه، وأخبره أيضا أنه لا غنى عنه في الفريق، وأكد له التقدير الرائع الذي يحظى به كلاعب من جانب الجميع. وليس من قبيل الصدفة أن يطلب ديبينيديتو، رئيس النادي، معلومات حول مستقبل مهاجم الجبل الأسود مع الفريق وأنه «قلق» بشأن الأخبار التي تصل إليه. ويبدو أن فوسينيتش لن يتراجع عن قراره، بيد أن سباتيني لم يفقد الأمل بعد. وقد صرح والتر لوكيل أعمال اللاعب بأنه في حال التخلي عن خدمات فوسينيتش سيكون ذلك مقابل عرض مالي فحسب، ذي قيمة كبيرة في الوقت ذاته، ليس أقل من 20 - 30 مليون يورو. وقد أكد أليساندرو لوتشي أنه حتى الآن لم يتلق أي عروض ملموسة بشأن اللاعب، غير أنه ليس سرا أن هناك الكثير من الأندية الإيطالية التي يروق لها الظفر بخدمات مهاجم روما، منها: الإنتر وفيورنتينا ونابولي، لا سيما اليوفي. لكن مواقف هذه الأندية تجاه فوسينيتش ليست متقاربة؛ لأن بيبي ماروتا، مدير عام نادي اليوفي، في حاجة إلى التعامل مع اللاعبين الفائضين عن احتياجات الفريق، وعليه فمن المتحمل أن يقوم بإدراج لاعب أو اثنين لإتمام هذه الصفقة، لا سيما في خط الهجوم: مثل ياكوينتا، الذي كان، منذ عدة سنوات، قريبا من الانتقال إلى روما وأماوري، مهاجم اليوفي المعار إلى بارما الذي عاد نجمه للسطوع في الأشهر الأخيرة.
في غضون ذلك، قام ماروتا وباراتيتشي، إداري اليوفي، وكونتي، المدرب الجديد للفريق، بتقييم الموقف الخاص بلاعب الجناح الهجومي الذي يسعى اليوفي لضمه. والأسماء بهذا الصدد تظل كما هي: سبستيان جيوفينكو ورافائيل بالادينو، لاعبا بارما، إرون لينون، لاعب توتنهام الإنجليزي، وإلييرو إليا، لاعب هامبورغ الألماني، وباستوس، لاعب ليون الفرنسي. وفيما يتعلق باللاعب الأخير ربما يحدث تحول في موقفه خلال فترة وجيزة. فقد صرح وكيل أعمال باستوس قائلا: «نحن في حاجة إلى الانتظار لمدة 10 أيام للحصول على أخبار بشأن جواز السفر الفرنسي الذي يرغب اللاعب في الحصول عليه. كل ما أعلمه فحسب هو أن باستوس يروق له كثيرا اللعب في تورينو».
في سياق متصل، يبدو أن عدد اللاعبين السويسريين داخل أسوار السيدة العجوز في تزايد، فبعد ضم زيغلير حانت الساعة للحديث عن ليختستينر في اليوفي. ومن يدري؟ لعل العدد يصل إلى 3 لاعبين سويسريين في يوفنتوس، على الرغم من أن الطريق المؤدي إلى إنلر يبدو حتى الآن صعبا بسبب وجود نادي نابولي في الصورة. وأول من أمس الاثنين أجرى بيبي ماروتا اتصالا هاتفيا بالسيد كلاوديو لوتيتو، رئيس نادي لاتسيو، للحديث عن عقد ستيفان ليختستينر، مدافع لاتسيو. تجدر الإشارة إلى أن المدافع السويسري كان قد عبر منذ فترة عن رغبته في ارتداء قميص اليوفي بينما وضع لوتيتو عقبة وحيدة أمام إتمام هذه العملية وهو سعر بطاقة اللاعب: 12 مليون يورو، غير أن الأمر قابل للتفاوض. وقد توصل الطرفان إلى اتفاق عام، ومن المفترض أن تشهد الأيام المقبلة التوقيع والإعلان الرسمي عن انتقال اللاعب إلى تورينو.
وبينما تحاول إدارة السيدة العجوز تدعيم صفوف فريقها من خلال سوق الانتقالات الحالية، تمنى جورجيو كيلليني، مدافع اليوفي، من خلال موقعه الشخصي على الإنترنت، أن يبدأ الفريق في الاستاد الجديد حقبة جديدة تتسم بالفوز؛ حيث قال: «أتفهم جيدا عدم رضا جماهير الفريق؛ لأنني أشعر بالأمر ذاته، لقد خلف الموسمان الماضيان هذا الشعور. لكن أمنيتي، التي أعتقد أنها أمنية كل جماهير اليوفي أيضا، هي أن نفتتح في الاستاد الجديد حقبة جديدة تتسم بالفوز وإعادة انتصارات الماضي القريب. ويمكنني أن أؤكد لكم أنه تم تشكيل مجموعة رائعة من اللاعبين متماسكة ومترابطة وتتمتع بسمات فنية عالية من الممكن أن تشيد عليها الأساسات اللازمة للموسم المقبل».