ليوناردو نحو تولي منصب مدير سان جيرمان.. والإنتر يعقد آماله على بيلسا

موراتي رئيس النادي الإيطالي ينفي ما تردد حول رحيل مدربه والبحث عن بديل

TT

يشهد نادي الإنتر حالة انقلاب مفاجئ في الإدارة الفنية للفريق الأول، حيث تلقى مدربه البرازيلي ليوناردو عرضا لتولي منصب مدير الكرة بنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، في الوقت الذي يقتفي فيه رئيس النادي الإيطالي ماسيمو موراتي أثر صديقه القديم الأرجنتيني مارتشيلو بيلسا، المدير الفني السابق لمنتخب تشيلي.

وكان ليوناردو قد كشف النقاب عن تلقيه عرضا من باريس سان جيرمان لتولي منصب مدير الكرة بالنادي والعمل كمسؤول عن الاستثمارات التي يخطط لها الملاك الجدد مقابل 5 ملايين يورو سنويا، مؤكدا التزامه بالرد على هذا العرض خلال الساعات القليلة المقبلة. وأمام ذلك، ظهرت الأسباب الحقيقية وراء سفر ليوناردو إلى قطر في الأيام الماضية، فقد كان الهدف من هذه الزيارة هو الاجتماع بالملاك القطريين الجدد للنادي الفرنسي. من جهته، أسرع موراتي بالاتصال بمارتشيلو بيلسا، عارضا عليه تولي الإدارة الفنية في الإنتر في حال رحيل ليوناردو إلى باريس. وقد يبدو قرار موراتي بتعجيل الاتفاق مع مدير فني جديد للفريق سريعا للغاية، ولكنه لم يستغرق وقتا طويلا في التفكير نظرا لوجود مفاوضات مسبقة مع بيلسا في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي أي بعد رحيل رافائيل بينيتيز مباشرة. جدير بالذكر أن جريدة «لا غازيتا ديلو سبورت» كانت قد تنبأت باتصال موراتي بالمدير الفني الأرجنتيني في أعداد سابقة، ولكن الرئيس موراتي نفى ذلك قائلا «لم يكن هناك أي اتصال مع بيلسا، وعلينا أن نوضح الأمور جيدا، فلدينا مدير فني بالفعل يدعى ليوناردو وهو ماهر للغاية». من جهة أخرى، قد يكون ماركو برانكا، مسؤول المنطقة الفنية في الإنتر، هو من تولى مهمة التفاوض مع مارتشيلو بيلسا في محاولة لإثارة حماس ليوناردو ودفعه إلى التمسك بالنادي بشكل أكبر أو لأنه يوافق ليوناردو التفكير في الرحيل عن النادي من أجل التعاقد مع بيلسا، وهو ما لمح إليه موراتي في 2 يونيو (حزيران) الحالي حين قال: «ليوناردو لديه كفاءة كبيرة للعمل كمدير عام لأي نادٍ».

من جانبه، عقب ليوناردو على اختفائه عن الأنظار لعدة أيام بعد ظهوره بشكل منتظم في سردينيا قائلا «لا يمكنني لإفصاح عن شيء في الوقت الحالي». وهاهي الحقيقة تكشف عن نفسها موضحة أن البرازيلي كان في قطر للتفاوض مع مسؤولي باريس سان جيرمان في حضور المدير الفني الحالي للفريق بشأن عودته إلى النادي الذي أمضى فيه عاما كاملا من قبل في موسم 1996 - 1997. وتجدر الإشارة إلى أن النادي الفرنسي أصبح الآن ينتمي بنسبة 70 في المائة إلى المجموعة القطرية للاستثمارات الرياضية التي أسسها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وفي المقابل، خطا الإنتر أولى خطواته نحو مارتشيلو بيلسا الذي يتمتع بعلاقة طيبة مع عدد من لاعبي الفريق الإيطالي نظرا لتوليه الإدارة الفنية في منتخب الأرجنتين لفترة طويلة (من 1998 إلى 2004) قبل التعاقد مع المنتخب التشيلي (من 2007 إلى 2011)، كما أنه المكتشف الأول لأليكسيس سانشيز الذي يقع في دائرة اهتمام الإنتر منذ وقت طويل. ويبدو أن الإنتر ليس هو النادي الوحيد الذي بدأ في التفاوض مع المدرب الأرجنتيني حيث أبدى أتليتكو بيلباو اهتمامه ببيلسا خلال الأسابيع الماضية.

وفي محاولة منه لفرض سياج من السرية حول الأحداث الحالية، نفى موراتي كل ما يتردد حول الإدارة الفنية في فريقه، حيث صرح قائلا «لقد سمعت بعض الأخبار الكاذبة هذا الصباح، ولكن ليوناردو في البرازيل الآن، والشائعات التي تتعلق بالإنتر عارية تماما عن الصحة». ومما لا شك فيه أن حالة الانقلاب التي يشهدها الإنتر تمثل مصدرا للقلق والإزعاج بالنسبة إلى الرئيس موراتي الذي يقف موقفا صعبا للغاية لثلاثة أسباب؛ 1 - التوقيت الحالي الذي لا يتناسب مع ما يتردد حول الإنتر حيث من المفترض أن يعود الفريق إلى العمل في 10 يوليو (تموز) المقبل، فيما يتعين على إدارة النادي خلال هذه الفترة الانتهاء من سوق الانتقالات الصيفية تماما. 2 - بعد الهزيمة الموجعة التي مني بها الإنتر أمام الميلان وشالكه في أوائل أبريل (نيسان) الماضي، كان موراتي يحاول جس نبض الإسباني جوزيب غوارديولا مدرب برشلونة، كما أنه كان يفكر في تحويل ليوناردو إلى أحد المناصب الإدارية وليس الاستغناء عنه بشكل نهائي، ولكن هذه الأحلام تبخرت بعد تأكيدات غوارديولا استمراره مع برشلونة. 3 - بعد النهاية السعيدة التي حققها الإنتر في الموسم الماضي بالفوز بالكأس الإيطالية، أعلن موراتي تمسكه بليوناردو لتدريب الفريق في الموسم المقبل، ما يعني أن التعاقد مع بيلسا في الوقت الحالي سيؤدي إلى حدوث تغيير كبير في خطط النادي الخاصة بسوق الانتقالات وفي أهدافه واستراتيجيته المستقبلية. وهكذا بات الإنتر في حيرة من أمره بين ليوناردو الذي كان وما زال يرحب بوجوده وبيلسا الذي سيفتح إليه الجميع أياديهم في حال توليه الإدارة الفنية في الإنتر.

إن طرق كرة القدم الإيطالية متعددة لا تنتهي، مثل صبر جماهير الإنتر الذين استسلموا في البداية لرحيل البرتغالي مورينهو وبعد ذلك قنعوا بالفترة القصيرة التي تولى فيها بينيتيز تدريب الفريق والآن لا يفهمون لماذا لا ينبغي على ليوناردو الرحيل أو لماذا هو قرر الرحيل عن الإنتر. وما بين النفي الذي يحمل الكثير من الحرج من جانب موراتي والصمت الأكثر إثارة للحرج من جانب ليوناردو توجد حقيقة واحدة فقط في هذا الأمر وهي أن هناك شيئا ما قد تشوّه في العلاقة بين رئيس نادي الإنتر والمدرب البرازيلي. ويفسر هذا المكالمة الهاتفية التي أجراها موراتي مع بيلسا في عطلة نهاية الأسبوع في الأرجنتين ليسأله عن إمكانية توليه تدريب الإنتر على الفور. وقد ثبت أن خبر هذه المكالمة هو الغطاء التقليدي الذي يخفي تحته إناء يغلي في صمت وسرية منذ بضعة أيام. فموراتي لم يكن ينوي في السابق الاستغناء عن خدمات ليوناردو لكنه عندما استشعر إرهاصات المدرب نحو الرحيل بدأ على الفور يتحرك ويتصل بمدرب كبير مثل بيلسا لقيادة الإنتر في المرحلة المقبلة.

ويبدو أن اعتزاز ليوناردو بنفسه، هو الذي جعله يترك من قبل نادي الميلان لأنه لم يحتمل اتهامات رئيسه برلسكوني، ولا نستبعد أن يكون ليوناردو قد وجد صعوبة في الفترة الماضية في تحمل انتقادات بعض لاعبي الإنتر له، فقرر أن يرحل برأس مرفوع. وإذا كانت العلاقة بين ليوناردو والإنتر قد انتهت فإن من الصواب أن ينظر النادي إلى المستقبل وبالتالي فإنه لا شك سيرحب بمدرب مثل بيلسا يحب كرة القدم الممتعة ويجعل اللاعبين يحبونه، رغم أن القليلين الذين يعرفون بيلسا يطلقون عليه «المجنون» بدرجة قد تجعله يفضل عرض نادي أتليتكو بيلباو على عرض نادي الإنتر.