صلاح السقا: تذكر «الثلاثيات» سيرهق الهلاليين.. وجماهير الأزرق ظلمت فريقها

اختصاصي علم النفس الرياضي أكد أن التركيز على الأداء هو الأسلوب الوحيد لتفوق الزعيم

TT

أكد اختصاصي علم النفس الرياضي المشارك في كلية التربية بجامعة الملك سعود، الدكتور صلاح السقا، أن التحضير النفسي للاعبين، خاصة قبل المباريات المهمة والصعبة، مهم جدا، خاصة أن اللاعب هو الأداة التي تسير الفريق، بصرف النظر عمَّا يحدث في الإدارة والجهاز الفني والجماهير، فكل ما كان لدى اللاعبين القدرة على تحمل هذه الضغوط والتعامل معها بشكل إيجابي كلما استطاعوا التركيز على الأداء وتحقيق النتائج الإيجابية التي ربما تسهم في عودة الفريق إلى وضعه الطبيعي.

ولو تحدثنا عن مباراة الاتحاد والهلال اليوم في إياب نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين فهي من المباريات التي لا يمكن التنبؤ بما سيحدث فيها، والجانب النفسي بالتأكيد سيلعب دورا كبيرا في لقاء اليوم، خاصة أنها مباراة كلاسيكو وفيها رغبة كبيرة لإثبات الذات أمام الفريق المنافس.

وبالنسبة للتحضير النفسي للفريقين، نجد أن فريق الهلال ليس أمامه إلا شيء واحد، هو تركيز لاعبيه على الأداء اليوم، فالعملية ليست حفظ ماء الوجه، وإنما كيف يستطيعون دخول المباراة للاستمتاع، بصرف النظر عن تحقيق التأهل أو لا؛ لأنهم إذا ركزوا على تحقيق فارق الـ3 أهداف بينهم وبين الاتحاد سيحدث حينها نوع من التوتر والضغط النفسي للاعبي الفريق الأزرق، خاصة مع مرور الوقت، ومن المعروف أن الضغط النفسي يؤدي إلى عدم تركيز اللاعبين على أدائهم داخل الملعب، وهذا ما سيجعلهم يدخلون في عملية ليست لها علاقة بالمنافسة.

وأضاف السقا: من خلال متابعتي للأحداث التي جاءت بعد خسارة الهلال في لقاء الذهاب يوم الأربعاء الماضي بالثلاثة، شاهدت الانتقادات اللاذعة وغضب الجمهور الهلالي على اللاعبين، وحتى ننصف الفريق كان يفترض ألا يتم التركيز على ما قدمه اللاعبون في مباراة الاتحاد الأخيرة، متناسين ما قدمه الفريق خلال باقي منافسات الموسم الذي حقق فيه الهلال بطولتين، فهو يعتبر موسما ناجحا بكل المقاييس، وأعتقد أن أي فريق لن يستطيع، مهما بلغت قوته، أن يكسب جميع البطولات في الأوقات كلها، ومن الطبيعي أن يحدث نوع من الهبوط في المستوى نتاج التشبع والملل، أو نتاج الإرهاق أو يكون اللاعبون في ذلك الوقت في غير يومهم.

أيضا مباراة الأهلي والوحدة، غدا، لا تقل أهمية عن هذه المواجهة، فكلا الفريقين بحاجة إلى التحضير النفسي الجيد الذي يعتبر جانبا مهما لجميع اللاعبين، وحسب متابعتي وقراءتي عبر الصحف أن الأهلي استعان باختصاصي نفسي رياضي لإعداد لاعبيه قبل لقاء الوحدة، على الرغم من أن الأهلي، حسب علمي، يوجد لديه اختصاصي نفسي رياضي، وهو من المتميزين في هذا المجال ويعمل مع جميع الفئات السنية، ولكن لا أعلم لماذا لا يعمل مع الفريق الكروي الأول بشكل كبير، فالتحضير النفسي جزء لا يتجزأ من اللعبة، وربما البعض يجد أن الاختصاصي النفسي، خاصة في المباريات المهمة، يعتبر هو الجزء الرئيسي، وهذا شيء طبيعي، والحقيقة لمست هذه الخاصية بالتحديد في فريق الأهلي وشاهدنا أداءهم يتغير في الآونة الأخيرة بنحو إيجابي، خاصة إذا عرفنا أن الأهلاويين لديهم الإمكانات التي تؤهلهم للنجاح، فالجميع شاهد مباراتهم الأخيرة أمام الوحدة وكيف نجحوا في إحراز هدفين خلال دقيقتين، بغض النظر عن الظروف المحيطة بفريق الوحدة والمستوى الذي قدمه بمشاركة لاعبي فريقه الأولمبي؛ حيث رأينا الأهلي كان مقاتلا حتى آخر ثانية من المباراة، وحقق التعادل، وكان من الممكن أن يحقق الفوز، مع كامل احترامي لفريق الوحدة، وهذا دليل على أن الفريق لا يستسلم حتى صافرة النهاية، فهنا تكمن الإثارة والمتعة وتظهر أهمية الجانب النفسي.