الأرجنتيني كالديرون يفشل في كتابة سطره «الأزرق» الأخير

بداياته عانقت النجاح دائما.. و«العناد» أنهاه للمرة الثالثة

TT

لم ينجح المدرب الأرجنتيني، غابرييل كالديرون، في كتابة السطر الأخير من عقده للمرة الثالثة في تجربته في كرة القدم السعودية، على الرغم من تقديمه لعمل كبير ينال رضا محبي ومسؤولي تلك الأندية التي يتولى الإشراف عليها في بداياته معهم، قبل أن تتحول مشاعر المحبة والرضا التي صنعها الأرجنتيني عند قدومه إلى مشاعر مغايرة ربما تصل إلى حد الكراهية والرفض، وهو ما حدث بالتمام لكالديرون مؤخرا مع فريق الهلال الذي تولى الإشراف عليه في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2010م، خلفا للمدرب البلجيكي، إيريك غيريتس، الذي غادر لقيادة منتخب المغرب لعدم ارتياحه في المنطقة السعودية ورغبته بالرحيل.

نجح كالديرون في بدايته مع الفريق الأزرق بقيادته نحو تحقيق لقب دوري «زين» السعودي للمحترفين، برقم قياسي نقطيا ورقميا، كونه لم يتعرض للخسارة أبدا، وهو الأمر الذي لم يحدث على صعيد دوري «زين» السعودي للمحترفين إلا مرة واحدة لفريق الاتفاق، وذلك إبان إشراف الوطني، خليل الزياني، على إدارته الفنية، كما نجح الأرجنتيني كالديرون في ضم بطولة كأس ولي العهد للخزينة الزرقاء، إضافة لبطولة الدوري، الأمر الذي جعل الجماهير تصفق له كثيرا على تحقيق هاتين البطولتين والنجاح في العبور للهلال نحو دور الـ16 من دوري المحترفين الآسيوي بنسخته الحالية، وشاء الله أن يقابل الهلال فريق الاتحاد السعودي، الفريق السابق لكالديرون، وفشل معها الأرجنتيني في العبور بالفريق الأزرق نحو الأدوار المتقدمة من البطولة، وهو الأمر الذي يشكل رغبة كبيرة لجماهير الهلال بتحقيق بطولة دوري المحترفين الآسيوي، ولأن الجماهير اعتادت أن تقذف بلحظات الفرح والإنجازات التي تتحقق عند حدوث أي إخفاق للفريق، فكان مصير كالديرون يسير على هذا النهج تماما، فهاجمته الجماهير الزرقاء ووجهت له اللوم على الإخفاق في العبور بفريقها نحو بر الأمان، وللمرة الثانية يواجه كالديرون فريقه السابق الاتحاد مجددا هذا الموسم بطابع خروج المغلوب، ولكن هذه المرة كانت على الصعيد المحلي، وذلك في نصف نهائي بطولة كأس الملك للأندية الأبطال، فخسر الفريق الأزرق المباراة ذهابا بثلاثية نظيفة على أرضه وبين جماهيره، فكانت الضربة الثانية بين الهلاليين وكالديرون الذي واجه انتقادات لاذعة على تكتيكه ونهجه في تلك المباراة.

واصل الأرجنتيني كالديرون إخفاقه على الأقل في أعين الجماهير الزرقاء بعد منحه لـ6 لاعبين من العناصر الأساسية في الفريق إجازة يوم واحد، قبل مواجهة الإياب المرتقبة والمصيرية، على الرغم من تضاؤل حظوظ الهلال فيها والغيابات الكبيرة التي تطوق عنق الفريق الهلالي، ولأن الثالثة كما يقال «ثابتة»، فكان إبعاد كالديرون لمدافع الهلال ماجد المرشدي بقرار انضباطي على حد وصفه (وهو الأمر الذي ترفضه الإدارة الزرقاء، مؤكدة أن المرشدي كان يقوم بتدريبات لياقية وفقا لبرنامج معد من قبل مدرب اللياقة) بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وعليها انتهت العلاقة بين الفريق الأزرق وكالديرون ليتصدى للمهمة المقبلة المشرف العام على إدارة الكرة ولاعبه السابق سامي الجابر.

الأرجنتيني غابرييل كالديرون البالغ من العمر 51 عاما من مواليد السابع من شهر فبراير (شباط) 1960م في مدينة ترلو راوسون الأرجنتينية، استهل مسيرته في عالم كرة القدم كلاعب قدم نفسه بشكل جيد حتى انضم لصفوف منتخب الأرجنتين، طرق عالم التدريب بعد اعتزاله اللعب فنجح في قيادة كثير من الفرق والمنتخبات، يعمل كخبير ومحاضر داخل أروقة الاتحاد الدولي (فيفا)، كانت بدايته التدريبية في منطقة الخليج أو الشرق الأوسط بشكل عام عبر الملاعب السعودية، حيث تولى الإشراف على المنتخب السعودي إبان تحضيره للتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006م، إلا أنه لم يستمر في منصبه كمدير فني للأخضر السعودي حتى نهاية عقده، حيث تمت إقالته بعد تقديم الأخضر السعودي نتائج مخيبة للآمال في دورة ألعاب غرب آسيا التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة، اتجه بعدها كالديرون لقيادة المنتخب العماني، ثم عاد إلى الكرة السعودية في عام 2008م، عبر بوابة اتحاد جدة السعودي، فنجح في قيادته لتحقيق لقب الدوري السعودي، كما أسهم في وصول الفريق الاتحادي إلى نهائي دوري المحترفين الآسيوي 2009م، قبل أن يخسره من أمام فريق بوهانغ الكوري الجنوبي بهدفين مقابل هدف، لتبدأ العلاقة متوترة بعد ذلك بين كالديرون ولاعبي فريقه الاتحاد، وهو الأمر الذي تسبب في إعلان إقالته من الإدارة الاتحادية في شهر يناير (كانون الثاني) 2010م قبل نهاية عقده بـ6 أشهر تقريبا.

عاد كالديرون للمرة الثالثة إلى الملاعب السعودية ولكن عبر بوابة الهلال كبديل للبلجيكي غيريتس، وبتوصية من المدير الإداري للفريق، سامي الجابر، الذي تربطه علاقة جيدة بكالديرون، وذلك عندما كان لاعبا تحت إشرافه في المنتخب السعودي، وظهر تناغم الثنائي جليا على مسيرة الفريق في دوري «زين» السعودي للمحترفين وبطولة كأس ولي العهد، البطولتين اللتين حققهما الهلال.

المتابع الجيد لمسيرة الأرجنتيني كالديرون يمنحه شهادة التفوق بلا منازع في مجال اكتشافه للمواهب ومنحها فرصة المشاركة وتقديمها للوسط الرياضي بصورة احترافية، مسيرة كالديرون في الاتحاد والهلال تبدو متقاربة، حيث نال الرضا والثناء من جماهير ومسؤولي الفريقين قبل أن يتحول هذا الأمر إلى صورة مغايرة، فتتوتر العلاقة بينهما في الأيام الأخيرة، والنهاية تكون في إقالة كالديرون كما حدث في الفريقين ومن قبلها المنتخب السعودي، وإن كانت التجربة الأخيرة مختلفة ويرى الجميع أنه لم يُمنح الفرصة الكافية فيها.