مشكلات، وحلول، وخدع وأقوال تسبب القلق: تتذبذب مواقف الكثير من أبطال الإنتر حتى الآن بصدد سوق الانتقالات: لوسيو، وإيتو، وشنايدر، ومونتاري، وناغاتومو وفيفيانو. ولكن من أين نستهل حديثنا؟ فلنبدأ من المشكلات.
هل لوسيو مستعد؟: حمل آخر خبر تسبب في قلق الإنتر اسم المدافع البرازيلي لوسيو، المرتبط مع النادي بعقد يمتد حتى نهاية 2012. حاول وكيل أعمال اللاعب عدم تضخيم الأمر وصرح قائلا «لقد تلقينا عرضا من نادي مالقة الإسباني والجميع يعلم ذلك. ولكن لوسيو يود اللعب في أحد الفرق التي تنافس بمستوى عال في أوروبا. وهناك الكثير من الأندية الكبيرة التي تهتم بشأن اللاعب. بعد نهاية بطولة كأس أميركا الجنوبية سأوضح إلى لوسيو الإطار الخاص بهذا الموقف». والآن لندخل إلى صلب الموضوع، الإنتر لا يرغب في التخلي عن خدمات مدافعه البرازيلي وربما أنه قدم إلى اللاعب، مؤخرا، عرضا بتمديد عقده حتى نهاية عام 2013. هل هذا عرض حظي بالقبول؟ ليس حتى الآن، فيبدو أن اللاعب البرازيلي لديه رغبة في تمديد عقده لمدة موسمين من أجل إنهاء مسيرته الكروية في الإنتر.
إيتو أجل، مونتاري لا: أمضى الكاميروني صامويل إيتو نهار (الجمعة) الفائت في ميلانو. وقد أوضحت التصريحات التي أدلى بها اللاعب والتي ستذاع على شاشة التلفزيون الكاميروني أنه لا نية لديه في الرحيل عن الإنتر. ولعل ماسيمو موراتي يعلم ذلك جيدا، فقد أوضح رئيس نادي الإنتر بشأن إيتو قائلا «جماهير الإنتر مطمئنة بشأن الكاميروني إيتو. ولم يعد هناك أي سبب يدعو إلى القلق». يبدو أن صامويل إيتو على قناعة تامة بمشروع الإنتر، لدرجة أنه دعم فكرة ضم التشيلي سانشيز إلى الفريق، ولدرجة أنه أشار أيضا في إحدى المحطات التلفزيونية عقب مباراة خيرية إلى مدى افتقاد فريق الإنتر إلى الغاني سولي مونتاري: حيث صرح إيتو قائلا «نفتقده كثيرا. والجميع يشعر بغيابه ولا سيما لوسيو ومايكون وأنا. نتمنى أن يعود إلى الفريق». إنها كلمات قاسية على مسامع مسؤولي غلطة سراي التركي، الذي يعرض 7 ملايين يورو على نادي الإنتر مقابل شراء بطاقة اللاعب الغاني. وينتظر نادي الإنتر التعاقد أولا مع المدرب الجديد للفريق وبعدها يقرر مصير سوالي مونتاري.
يوتو، لاعب الإنتر بالكامل: حتى الآن ثمة خبر سعيد يدور في فلك الإنتر: يوتو ناغاتومو بات لاعبا للإنتر بشكل نهائي. إذ أتم ناديا الإنتر وتشيزينا هذه العملية يوم أول من أمس، وكان الإنتر قد دفع مبلغ 500 ألف يورو في شهر يناير (كانون الثاني) الفائت مقابل استعارة اللاعب الياباني من تشيزينا ثم أضاف الإنتر 4 ملايين يورو (من إجمالي 6.5 مليون يورو قيمة الصفقة) فضلا عن ثلاثة لاعبين من ناشئي الإنتر. وقد كشفت بعض المصادر الفرنسية عن احتمال قيام ليوناردو «بانتزاع» ناغاتومو من النادي الإيطالي لصالح باريس سان جيرمان.
شكوك حول ويسلي وفيفيانو: ثمة همسات تشير إلى القلق الذي يعم نادي الإنتر بشأن عدم تكذيب الهولندي ويسلي شنايدر للشائعات إلى انتشرت عقب تصريحه الأخير الذي جاء فيه: «الرب فحسب يعلم إذا كنت سأظل مع الإنتر أم لا». ومن الطبيعي أن ينتظر الإنتر معرفة اسم مدرب الفريق الجديد وأن يستوضح أيضا المزيد من الأمور في حال تولي هيدينك قيادة تشيلسي الإنجليزي. وماذا عن فيفيانو؟ ويوم الجمعة كانت هناك قمة أخرى بين الإنتر وبولونيا بشأن حارس المرمى الذي يخضع لصفقة ملكية مشتركة بين الناديين: ثمة اختلاف كبير بين ما يطالب به نادي بولونيا مقابل التخلي عن نصف بطاقة اللاعب (10 ملايين يورو) وبين تقييم الإنتر.
وفي سياق متصل، ثمة تساؤلات حول من سيخلف الهولندي ويسلي شنايدر في صفوف الإنتر إذا قرر اللاعب الرحيل عن ميلانو؟ يظل هذا القرار في يد المدرب القادم للفريق غير أن الأسماء تظل هي دائما من سانشيز إلى راميريس ومن هازارد إلى نصري إلى باستوري. وقد أدلى الفرنسي سمير نصري، لاعب آرسنال الإنجليزي، ببعض التصريحات الخاصة بمستقبله التي تم نشرها على صفحات جريدة «ديللي ميرور»: «أود المشاركة المستمرة في اللعب بأعلى مستوى. ولا أرغب في قضاء مواسم متوسطة؛ وأعتقد أن هذا هو الفارق بين اللاعب الجيد والبطل، إنها الاستمرارية في الأداء. أعلم أن الجميع ينتظر مني الكثير وأما أفعل ذلك. بشأن مستقبلي، ليس هناك شيء مؤكد رغم أني أود توجيه النصيحة إليكم بعدم الاستماع إلى كل الأخبار التي تقال أو تكتب عني. فلقد تحدثت بالفعل إلى رئيس النادي أثناء الموسم واتفقنا على الحديث عن تجديد العقد خلال هذا الصيف وهذا ما نفعله الآن».
تجديد العقد أم لا؟: إذن، هل سيجدد نصري عقده مع آرسنال أم لا؟ لقد عرض وينغير، مدرب آرسنال، على اللاعب، أكثر من مرة، عدم الرحيل عن النادي - إلا في حال وجود عرض لا يمكن رفضه - أو الانتقال فحسب في حال إذا كانت الوجهة القادمة ستكون خارج الدوري الإنجليزي. ولكن بشكل عملي، لا يبدو أن المدرب الفرنسي وينغير على استعداد للدخول في خصومة مع موهبة من هذا النوع.
وعلى صعيد البحث عن المدير الفني الجديد للفريق، لخلافة البرازيلي ليوناردو. قضى ماركو برانكا، المسؤول الفني للإنتر، الذي لحق به بعد ذلك المدير الرياضي بييرو أوزيليو، بعض ساعات المرح مع ماربيللا - كابيللو يمتلك منزلا هناك أيضا - لمواصلة المهمة وتكثيف الاتصالات مع المدرب الذي يأتي في المقام الأول بين اختيارات نادي الإنتر لتولي منصب المدير الفني للفريق، بعدما قلب ليوناردو الطاولة على الجميع، ألا وهو أندري فياس بواس.
يتمتع مدرب فريق بورتو، 33 عاما، والفائز بأربعة ألقاب (دوري، كأس، كأس السوبر والدوري الأول) في موسمه الأول مع الفريق، بتقدير كبير منذ فترة من جانب مسؤولي الإنتر، حتى أنه كان محط أنظار إداريين كثر أيضا قبل أن يختار ليوناردو باريس سان جيرمان. في واقع الأمر، العقبة الوحيدة تتمثل في الشرط الجزائي وقيمته 15 مليون يورو والذي حاصر به نادي بورتو المخطط التكتيكي السابق لمورينهو، وسيكون مطلوبا من ماسيمو موراتي رئيس النادي دفع هذا القيمة للوصول إلى ما يبدو أنه مكتوبا للإنتر، لكن بعد فوزه بالثلاثية فقد اقتفى أثره تشيلسي أيضا، وفي الساعات الأخيرة، تحدث البعض عن الآرسنال أيضا.
هذا ما يفسر الهجوم الخاطف الذي قام به برانكا، والذي احتفظ مع فياس بواس بعلاقات ممتازة بعد الفترة ما بين يوليو (تموز) 2008 وأكتوبر (تشرين الأول) 2009، والتي قضاها المدرب البرتغالي بصحبة مورينهو مع الإنتر، إلا أن المدير الفني لبورتو لم يجعل شيئا يمر في ظل الموقف غير السهل في النادي. بواس منذ صغره، وهو يشجع فريق بورتو، وفي عام واحد صار معشوقا لمدينته، وقد يكون سعيدا بالاستمرار فيه، وإن كان ليس سهلا رفض عروض ثلاثة من أكبر أندية أوروبا، ولذا فإن فياس بواس لن يظهر ويتحدث قبل أن يقدم أحدهم الشيك المرهق لرئيس ناديه. وفي هذا السياق، لا بد من قراءة تصريحات مدير أعماله كارلوس غونكالفيس، والذي قال «أندري يفكر فقط في بورتو، وما خلا ذلك فلا معنى له».
يأتي هذا في ظل القلق الدائم، والمرتبط بمسألة دفع قيمة مالية كبيرة كهذه لمدير فني يمكن أن يضم بها موراتي لاعب كبير إلى الفريق، وربما مناقشة قصيرة مع مسؤول الشؤون المالية في الإنتر، رينالدو غيلفي، قد أوقفت رئيس النادي، والذي، مع ذلك، يعلم جيدا أن في عصرنا يمكن أن يدفع مبلغا كهذا لمدرب، خاصة إن كان الحديث عن شخص يعرف الإنتر وعائلة موراتي - هل كان صدفة الغداء معا في ميلانو الشهر الماضي؟ - وعن مدرب من نوعية مورينهو قادر على صنع الفارق والعمل مع وعلى الشباب، وقادر على تعويض قيمة الشرط الجزائي باندماجه مع مشروع الإنتر في تخفيض سقف الرواتب، عبر ضخ دماء جديدة في الفريق. وبالتالي، ليس مستبعدا أن يستغل برانكا فرصة وجوده هناك ويلتقي رئيس نادي بورتو بينتو دا كوستا وربما أيضا للحديث عن أحد اللاعبين الذين يحظون باهتمام الإنتر، ومن بين هؤلاء أيضا فريدي غوارين، 24 عاما، لاعب الوسط الكولومبي والذي سجل 5 أهداف في الدوري الأوروبي التي فازوا بها للتو.
لكن كل شيء يمر تحديدا بالقرار النهائي لموراتي، الذي يتخذ الوقت اللازم مدعوما بمسألة سماع أن يقول الجميع له، ثم يلتفت إلى من يرحبون تدريب الإنتر مثل ديليو روسي وغاسبيريني (ميهايلوفيتش ليس خارج الحسابات)، ويضاف إلى ذلك كابيللو. يعلم الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، الذي أكد تمسكه بمديره الفني حتى نهاية بطولة أمم أوروبا 2012، إنه لا يملك شروطا تمكنه الاحتفاظ بمدربه الإيطالي. الكرة في ملعب موراتي، الذي سينهي مسألة البحث عن مدير فني الأسبوع المقبل.
البدائل: خلف المدرب البرتغالي البالغ من العمر 33 عاما، هناك كابيللو وهيدينك، وهما الاسمان اللذان يأتيان دائما على رأس قائمة ماسيمو وأنجيلوماريو موراتي. وبالنسبة لمدرب المنتخب الإنجليزي، وحتى يستغني عن راتبه من الاتحاد الإنجليزي ولا بد أن يكون هناك عقد لعامين على الأقل.
بينما يرتبط المدرب الهولندي بعقد مع منتخب تركيا وهو دائما في مرمى نادي تشيلسي. ويتحدث البعض في لندن، عن ضيق نتيجة الوقت المهدر من جانب مديري أعماله، وبحلول الأسبوع المقبل سيعلن رومان أبراموفيتش غووس هيدينك مديرا فنيا للبلوز. كما أن الإنتر يعمل أيضا على هذا الشأن، وليس معارضا لمسألة العمل بالتوازي مع بقائه في تدريب تركيا - مباريات قليلة متبقية حتى نهاية التصفيات المؤهلة لأمم أوروبا - لكن بالدخول في مغامرة الإنتر.
خلف هؤلاء الثلاثة، هناك بعض مدربي الفرق الإيطالية مثل جانبييرو غاسبيريني وديليو روسي، وخلال الاتصالات في الأيام الماضية لقي موراتي انطباعا ممتازا من كليها، واللذين يتمتعان أيضا بعدم ارتباطهما بأي فريق. فقد تم تحرير غاسبيريني فعليا من جانب رئيس نادي جنوا، إنريكو بريتسيوزي، وقد يكون متفوقا على زميله وقد يلتقي مسؤولي الإنتر غدا، إن لم يجد جديد في موضوع الثلاثة على رأس القائمة.