مواصفات موراتي لمدرب الإنتر الجديد تقود جميعها إلى كابيللو

أبرزها الخبرة والكاريزما والثقة.. وسباليتي يدخل في الصورة

TT

أقر ماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر، بأن هناك ثلاث مواصفات مهمة لا بد من توافرها في مدرب الميلان المقبل، فالمدير الفني الجديد لا بد أن يتحلى بالكاريزما والخبرة، وأن يبعث في رئيس النادي الشعور بالثقة التامة. يبدو موراتي كما لو كان رسم ملامح شخصية بعينها، بعد استبعاد أربعة مرشحين وهم: فياس بواس (بورتو)، غووس هيدينك المدير الفني لمنتخب تركيا، وميهايلوفيتش (فيورنتينا)، وبصورة غير واضحة لوتشانو سباليتي. تعددت الأسباب والنهاية واحدة: إنهم لم يعودوا في السباق. وبمواصلة لعبة الاستبعاد، من الصعوبة بمكان العثور في كل من غاسبيريني وديليو روسي على أول سمة ينبغي توافرها في المدير الفني المقبل للإنتر، وهي الكاريزما. أي من المدربين الإيطاليين يعد «شخصية بارزة»، بينما يسعى موراتي نحو مدرب ذي ثقل دولي، من نوعية مورينهو، أو صاحب شخصية قوية، مثل مانشيني، الذي أراده موراتي لتدريب الإنتر من قبل مهما كلف الأمر، حيث كان يرى فيه فكرة المدرب المنتصر. يمكن القول إن غاسبيريني وديليو روسي يعدان مدربين ممتازين، وقادرين على لعب كرة هجومية، وممتعة، لكنهما يفتقدان تلك «الميزة». فابيو باق: بعدما ضاق عدد المرشحين لخلافة ليوناردو في تدريب الفريق، لا بد من التحول نحو دونغا وزيكو، وهما اسمان معروفان في العالم بأسره، لكن لا يمكن ألا يأتي في الصدارة فابيو كابيللو، فهو يمتلك الكاريزما تحديدا، والخبرة الفائضة، يكفي أن يبعث في موراتي طمأنينة الالتزام الشديد في ما يتعلق بحالته الحالية كمدير فني للمنتخب الإنجليزي التي تتطابق مع رغبته وإعلانه علانية في الماضي أنه يود الاستمتاع بعائلته بعد سنوات طويلة من المعارك. تبدو هذه هي العقدة التي لا بد من حلها، فلا بد من التحقق عبر لقاء مباشر وودي من الرغبة في العودة إلى المضمار والمواجهة مع اللاعبين والإعلام بشكل يومي. كان كابيللو قد دخل حسابات الإنتر في العام الماضي أيضا، قبل أن يتوصل لاتفاق مع بينيتيز، وقد كان حينها في منافسة أيضا في ظروف سابقة، فدائما ما اعتبره موراتي ليس منتصرا فقط وإنما شخص دقيق، عزيز النفس وعبقري خططيا. تلقى نادي الإنتر بعض الإشارات غير المباشرة عن استعداد كابيللو لتدريب الفريق، فلا شروط جزائية في العقد الذي يربطه بالاتحاد الإنجليزي لو أراد الرحيل، كما أن انتقال بالديني للعمل إداريا مع روما يسهل العملية. فابيو هو الأوفر حظا دائما. جولة أخرى وسباق آخر: يزداد عدد المرشحين لتولي قيادة الإنتر يوما بعد يوم، ينزل أناس ويصعد آخرون، وبحلول الغد يعتزم موراتي إنهاء مرحلة جس النبض لإعلان خليفة ليوناردو، بعضها عند منتصف الأسبوع. قرر رئيس الإنتر يوم أول من أمس التخلي عن سعيه نحو فياس بواس لأنه، بخلاف الشرط الجزائي والمنافسة مع تشيلسي، يشعر أن بين يديه رمزين هما فابيو كابيللو وغووس هيدينك. يبدو كابيللو في المقدمة على الرغم من أنه والإنتر دائما ما كانا متعارضين تاريخيا، كما أن تقدير مدرب إنجلترا لم يغب قط عن نادي الإنتر، وفي وجود ممول استثنائي هو ماركو ترونكيتي بروفيرا، رئيس شركة «بيريللي للإطارات» الراعية للنادي. بإمكان كابيللو فسخ عقده مع الاتحاد الإنجليزي في أي لحظة، والعوامل في صالح الإنتر موجودة، كما أن العلاقة ليست قوية هكذا مع مسؤولي الاتحاد الإنجليزي. وبعدما صار التأهل إلى يورو 2012 على الأبواب تقريبا (الإنتر قد «يعوضه» عن لقائي التصفيات أمام ويلز في 6 سبتمبر «أيلول» والجبل الأسود في 7 أكتوبر «تشرين الأول»)، قد يختار كابيللو الإنتر بقناعة متبادلة. ليس صدفة أن الإنجليز أنفسهم قد حرروا فرانكو بالديني مساعد كابيللو فعليا لانتقاله إلى روما، وهذه المسألة هي الدليل الأخير، فما أعاق اتصالات كابيللو والإنتر في الماضي كانت أيضا أن دور بالديني، كمسؤول للمنطقة الفنية، يشغله في الإنتر ماركو برانكا، والآن، وراء كابيللو طاقمه التاريخي فقط. لكن عينا أيضا على غووس هيدينك، وهو مرتبط كمدير فني مع المنتخب التركي لكن ليس هذا هو المعوق. فقد ركز نادي تشيلسي جهوده الآن على فياس بواس، وقد يفاوض المدرب الهولندي الإنتر على فكرة التدريب بالتزامن مع كونه مدربا للمنتخب التركي لا يخسر الأموال التي يتقاضاها هناك. لكن مسألة أن مسؤولي البلوز قد تخلوا عما كانوا يعتبرونه خيارهم الأول تعني أن مهمة ماركو برانكا والمدير الرياضي بييرو أوزيليو لن تكون سهلة. إلى ذلك، ظهر في الساعات الأخيرة اسم لوتشانو سباليتي، مدرب فريق سان بطرسبرغ الروسي، وهو صاحب تاريخ متميز، وكان الإنتر قد فكر فيه بالفعل في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قبل أن يحول قبلته نحو ليوناردو. وحينها لم يتم إنجاز أي شيء، لأن موراتي لم يود خلق مشكلات مع أصدقائه في شركة «غازبروم» العملاقة المالكة للنادي الفائز بالدوري الروسي هذا الموسم. لكن السيناريو الآن قد يكون مختلفا، وليس فقط لأن سباليتي قد قلص فترة تعاقده من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى يونيو (حزيران) 2012. يقودنا هذا لإغلاق دائرة المرشحين بالمدربين الذين قادوا فرقا في دوري الدرجة الأولى الإيطالي في الموسم الأخير. أول هذه المجموعة هو جان بييرو غاسبيريني، الذي سيلتقي مسؤولي الإنتر خلال ساعات مجددا، وقد يشغل هو منصب المدير الفني لمدة عام، مما يسمح لموراتي في عام 2012 بالتوجه نحو غوارديولا، أو مورينهو أو سباليتي نفسه. لكن قد يكون من الخطأ استبعاد سينيسا ميهايلوفيتش من السباق لخلافة ليوناردو، وعلى الرغم من بيان المدرب الصربي السبت الماضي، فإنه قد يأتي حبوا إلى الإنتر. يواصل موراتي تقديره له وقد يعود إلى الأفق في حالة استبعاد من يأتون في قمة المرشحين.