اليوفي يكثف جهوده لتدعيم صفوفه بالثلاثي ديارا وإغويرو وفوتسينيتش

مجلس الإدارة يناقش اليوم خطط النادي في سوق الانتقالات وعملية إعادة الرسملة

TT

إنها الرغبة في عودة يوفنتوس إلى مصاف الأندية الكبرى محليا وأوروبيا، فالجماهير الغفيرة التي اصطفت أمام مقر اليوفي أول من أمس (الثلاثاء)، للحصول على بطاقات الاشتراكات الخاصة بالموسم المقبل، كانت أفضل رسالة من الممكن توجيها إلى إدارة السيدة العجوز. ولكن الأمر، في الواقع، لم يكن في أدنى حاجة إلى ذلك؛ فالسيد آندريا انيللي ليس فحسب رئيس نادي اليوفي، بل هو مشجع لهذا الفريق، وإنهاء يوفنتوس الموسم المنصرم وهو في الترتيب السابع لجدول الدوري الإيطالي أمر لا يروق، مطلقا، للسيد انيللي ولا، حتى، يتصوره. ويكثف بيبي ماروتا، المدير العام في اليوفي، وفابيو باراتيتشي، إداري النادي، جهودهما لإعادة تشكيل الفريق. أما أنطونيو كونتي، المدرب الجديد ليوفنتوس، فيحمل هاتفه الجوال في يده باستمرار، بينما يوجد في ليتشي لقضاء إجازته، ويبث الطمأنينة والتفاؤل إلى اليوفي، ومن المفترض أن يبدأ الموسم المقبل بعد قرابة شهرين، فالوقت لا يزال متوفرا من أجل العمل على جبهة سوق الانتقالات وداخل الملعب، وأفكار السيدة العجوز تبدو واضحة والحماس ملحوظ بشدة. وبالنسبة لإدارة النادي يعد اليوم (الخميس) يوما أساسيا في مشوار اليوفي نحو المستقبل.

إعادة التخطيط المالي: ومن المقرر أن يشهد عصر اليوم اجتماع مجلس إدارة السيدة العجوز الذي يمثل لحظة مهمة للغاية في مستقبل النادي. فسوف يقدم آندريا انيللي خلال هذا الاجتماع خطة متوسطة الأجل لإعادة اليوفي إلى مكانه الطبيعي فضلا عن الإعلان رسميا عن زيادة رأسمال النادي. وفي الصباح، قبل اجتماع مجلس الإدارة، سيكون هناك لقاء مع مسؤولي شركة «إكسور»، المالكة لجزء كبير من أسهم اليوفي، وسيتم خلاله مناقشة عملية إعادة رسملة السيدة العجوز. فالرقم المفترض استثماره، نحو 100 مليون يورو، يتقارب مع المبلغ الذي تم إنفاقه في عام 2007. ومن الواضح أن هذا المبلغ الضخم لن يتم توجيهه بالكامل إلى سوق الانتقالات، فالنادي صاحب الأسهم في البورصة دائما ما تكون لديه احتياجات أخرى يتعين عليه توفيرها ولا يمكن إغفال أن ميزانية النادي ستغلق في 30 يونيو (حزيران) المقبل بنسبة عجز نحو 70 مليون يورو. ولكن ستكون هناك، بالتأكيد، أموالا لشراء بعض اللاعبين الأفذاذ، فاليوفي لديه إمكانية إبرام صفقات كبيرة خلال سوق الانتقالات الحالية ويضع نصب عينيه 3 أهداف محددة.

اللاعب البطل: أول الأهداف التي تسعى إدارة يوفنتوس لإدراكها هو التعاقد مع لاعب ذي ثقل: وتبدو المنافسة محصورة في هذا الصدد بين إغويرو، مهاجم أتلتيكو مدريد، وكارلوس تيفيز، مهاجم مانشستر سيتي، وجوسيبي روسي، مهاجم فياريال، رغم أن اليوفي لا يزال لديه الأمل في أن يقع أية شيء مفاجئ يعرقل الطريق الممهد بين اللاعب التشيلي وبرشلونة الإسباني. ويعد إغويرو هو المرشح الأقوى في هذا السباق حيث إن إدارة السيدة العجوز كانت قد قدمت، بالفعل، عرضا رسميا يقدر بنحو 35 مليون يورو إلى النادي الإسباني الذي يطالب، على العكس، بقيمة الشرط الجزائي المنصوص عليها في عقد اللاعب (45 مليون يورو). ومن ثم، فمن المحتمل أن يحقق المهاجم الأرجنتيني رغبته في تغيير الفريق ولكن دون الانتقال من المدينة: ربما ينضم إلى صفوف ريال مدريد. ولكن بعيدا عن صعوبة تحقيق هذا الاحتمال الذي ستعتبره جماهير أتلتيكو خيانة من جانب مهاجم فريقها، يعاني جوزيه مورينهو، مدرب النادي الملكي، من مشكلات الوفرة في عدد لاعبي فريقه، وعليه، فمن الممكن لليوفي أن يفوز بهذه المباراة. وقد شهد يوم أول من أمس اتصالا هاتفيا جمع بين ماروتا وجيل، مدير عام النادي الإسباني، أكد فيه الأول رغبة اليوفي في شراء بطاقة إغويرو. وإذا ما نظرنا إلى البدائل المطروحة لهذه الصفقة، سنجد أن الأرجنتيني كارلوس تيفيز يتقاضى راتبا سنويا باهظا للغاية مقارنة بجوسيبي روسي. غير أن الأمر في حاجة إلى معرفة المبلغ الفعلي الذي يطالب به فياريال للتخلي عن خدمات روسي ومدى إمكانية فوز اليوفي بهذا الديربي على حساب الإنتر الذي يبدو مهتما، هو الآخر، بخدمات جوسيبي. وقد خصصت إدارة السيدة العجوز، على أية حال، مبلغ 35 مليون يورو، للتعاقد مع لاعب فذ. رأس حربة آخر: أما الهدف الثاني الذي يسعى اليوفي خلفه فهو لاعب الجبل الأسود ميركو فوتسينيتش، مهاجم روما؛ لاعب رائع، يحظى بالثقة، ومفيد. وتضع إدارة يوفنتوس حلا مثاليا للظفر بخدمات ميركو؛ يطالب نادي روما بمبلغ 20 مليون يورو للتخلي عن خدمات اللاعب بيد أن ماروتا يقترح، في المقام الأول، إجراء مبادلة فنية مع أماوري أو ياكوينتا. ولكنه وضع في ميزانيته أيضا إنفاق 18 مليون يورو لإتمام هذه العملية. أما الهدف الثالث في خطة إعادة إطلاق اليوفي فهو: لاسانا ديارا، أو بالأحرى لاعب الوسط المثالي الذي سيلعب إلى جانب بيرلو في الموسم المقبل. وقد خصصت إدارة السيدة العجوز مبلغ 15 مليون يورو لانتزاع لاعب وسط الريال (أو تقديم خدمات البرازيلي فيليبي ميلو في صفقة مبادلة فنية). وإذا ما أضفنا هذا المبلغ إلى الـ9 ملايين يورو الذي أنفقه النادي للظفر بخدمات ليختستينر، مدافع لاتسيو، والـ53 مليون يورو المخصصة للتعاقد مع لاعب فذ وميركو فوتسينيتش، سنجد أن الإجمالي سيصل إلى 77 مليون يورو. وهو يقل عن مبلغ الـ100 مليون يورو المفترض إضافته إلى رأسمال النادي بنحو 23 مليون يورو. وإذا ما نظرنا إلى الأموال التي ربما تدرها صفقات الخروج المحتملة في اليوفي ربما يتوفر لدى إدارة السيدة العجوز مبلغ جيد تستطيع توجيهه لصالح ضروريات النادي الأخرى. فمشروع إعادة يوفنتوس إلى مصاف الأندية الإيطالية والأوروبية بدأ في اتخاذ الشكل الملائم.