لجنة الأخلاق في الفيفا تتهم بن همام بدفع رشى في حملته الانتخابية

تقرير سري أكد وجود أدلة دامغة.. وأن وارنر سهل عملية الدفع

TT

حاول رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام القيام برشوة مسؤولين في حملته الانتخابية لرئاسة الاتحاد الدولي ضد السويسري جوزيف بلاتر، بحسب تقرير سري للجنة الأخلاق التابعة للفيفا حصلت وكالة الأنباء البريطانية على نسخة منه. وأوضح التقرير «أن الأدلة كانت قاطعة ومقنعة ودامغة ضد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي وأن نائب رئيس الاتحاد الدولي جاك وارنر كان متواطئا في الرشوة».

وكان الاتحاد الدولي أعلن الاثنين الماضي أن وارنر استقال من جميع مناصبه في الاتحاد الدولي، مشيرا إلى أنه أوقف جميع الإجراءات التي اتخذت ضده من قبل لجنة الأخلاق، وأن افتراض البراءة يبقى قائما. لكن تقرير لجنة الأخلاق التي كانت أوقفت مؤقتا وارنر وبن همام في 29 مايو (أيار) الماضي أكد أنه كانت هناك أدلة تشير من الوهلة الأولى إلى أن الرشى دفعت المسؤولين لدعم بن همام في حملته الانتخابية لرئاسة الفيفا، مضيفا أن وارنر سهل عملية دفع الرشى. وتابع التقرير أن هناك أدلة مقنعة على أن بن همام ووارنر قاما بالترتيب لاجتماع خاص مع الأعضاء الـ25 في اتحاد الكونكاكاف في 10 و11 مايو في ترينيداد وبمعرفتهما تم توزيع هدايا نقدية. وبحسب شهود عيان وصفوا بالمصداقية من قبل لجنة الأخلاق، فإن أعضاء اتحاد الكونكاكاف تسلموا أغلفة مالية يتضمن كل واحد منها 40 ألف دولار. وأحد الشهود يدعى فريد لون، من باهاماز قام بتصوير المبالغ المالية قبل إعادتها.

وقالت لجنة الأخلاق «أثناء هذا الاجتماع يبدو أن السيد بن همام منح على الأقل بطريقة غير مباشرة ومقابل تعهد بالتزام الصمت مغلفا يتضمن 40 ألف دولار إلى كل عضو من أعضاء اتحاد الكونكاكاف». وأضافت «اللجنة ترى أن منح هذه الهدايا المالية لا يمكن تبريره إلا من خلال ربطه بالانتخابات الرئاسية في الأول من يونيو (حزيران) 2011». وتابعت «لذلك يبدو مقنعا اعتبار تصرفات السيد بن همام بمثابة دفع رشوة أو على الأقل محاولة ارتكاب فعل الرشوة». وأردفت اللجنة قائلة «يبدو مستحيلا من الوهلة الأولى في رأي لجنة الأخلاق، أن يعتبر المتهم (وارنر) بأن توزيع هذه الأموال تم بطريقة قانونية أو أنها منحت بطريقة أخلاقية ودون أي صلة بالانتخابات الرئاسية المقبلة للفيفا». وختمت «نتيجة لذلك، فإن المتهم يعتبر على الأقل شريكا في الانتهاكات المذكورة».

وأكد بن همام في أقواله بحسب التقرير: «ليس لدي شيء يمكنني قوله أكثر من أنني أنفي هذه الاتهامات وأصر على أنني لم أفعل أي شيء خاطئ أثناء المؤتمر في ترينيداد». وكان بن همام انسحب من السباق الرئاسي مباشرة بعد الكشف عن اتهامات الرشى، وانتخب بلاتر رئيسا لولاية رابعة على التوالي كونه بقي المرشح الوحيد للمنصب.

وكان الأمين العام السابق للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بيتر فيلابان قد دعا أول من أمس بن همام إلى أن يحذو حذو جاك وارنر نائب رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) والاستقالة من منصبه. واعتبر فيلابان الذي عمل أمينا عاما للاتحاد القاري على مدى 30 عاما حتى عام 2007 أنه ليس على بن همام وحده أن يستقيل بل أيضا اللجنة التنفيذية للفيفا.

وقال فيلابان «أقترح ولما فيه مصلحة الفيفا وكرة القدم العالمية أن يستقيل كافة أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي وفتح فصل جديد لكرة القدم في المستقبل». وتابع «وفي الإطار ذاته ومن أجل مصلحة الكرة الآسيوية يتعين على بن همام أن يستقبل من منصبه». وكشف «لسنا فقط على مفترق طرق، لكننا نعيش أزمة بسبب فضائح الرشوة التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من كرة القدم، فالجميع يأتون إلى كرة القدم من أجل الجشع المادي». ويتولى نائب الرئيس الصيني زهانغ جي لونغ مهام الرئيس في الوقت الحالي بسبب اتهام بن همام بدفع رشى، وتوقع فيلابان أن يتقدم «اثنان أو ثلاثة بترشحهم لمنصب الرئيس في حال لم يتمكن بن همام من تبرئة اسمه».