د. الصيني: قاعدة الـ«ثلاثة أعشار» المفتاح السري للفوز بكأس الملك اليوم

قال إنه يخشى على الأهلي من «محنة الدقيقة الأخيرة».. والسقا: التحضير النفسي سينتصر

TT

قسم اختصاصي تطوير وتنمية القدرات البشرية الدكتور إبراهيم الصيني مباراة الاتحاد والأهلي اليوم على كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال إلى قاعدة الـ«ثلاثة أعشار»، وقال في حديثه الخاص لـ«الشرق الأوسط»: «الفريق الذي سيكون تركيزه عاليا في الثلاثة أعشار سيكون هو الناجح والمتوج بالبطولة»، مضيفا: «أقصد بالثلاثة أعشار بالتفصيل أول 10 دقائق من بداية اللقاء، وآخر 5 دقائق من الشوط الأول، ومثلهما تماما في الشوط الثاني».

وعن تأثير الجماهير النفسي على اللاعبين، قال الصيني: «أنصار الفريقين متشابهون بالأهازيج وطريقة التشجيع، إذن نتفق أن التأثير النفسي على اللاعبين واحد، على الرغم من أنهم في الأصل اثنان، لكن تتحول إلى واحد، والقاعدة هنا 2 = 1، فمن يكسب الدقائق العشر الأولى سيحول الجماهير لصالحه».

ويواصل الصيني حديثه في هذا الجانب، بقوله: «أعتقد أن مدرب نادي الاتحاد، البلجيكي ديمتري سيعمل على الاستفادة من الـ10 دقائق الأولى والـ5 الأخيرة من نهاية المباراة، في حين سيركز مدرب الأهلي، الصربي أليكس على الـ5 دقائق الأخيرة في نهاية الشوط الأول، والـ10 دقائق الأولى في بداية الشوط الثاني، حيث سيركز ديمتري على الجوانب النفسية، أما أليكس فسيهتم بالجوانب الفنية، ومن ينجح في الدقائق العشر الأولى سيسيطر على المباراة، وأعتقد أن ديمتري يملك 80 في المائة من القدرات النفسية، مقابل 20 في المائة لمدرب فريق الأهلي».

وأشار الدكتور الصيني في معرض حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأهلي يمتلك أدوات ترجح كفته على الاتحاد في نهائي كأس الملك اليوم، حيث يملك المكان (ملعب الأمير عبد الله الفيصل) والزمان (يوم الجمعة) والشخص (مدرب الاتحاد ديمتري)، حيث سبق للأهلي الفوز على الاتحاد في آخر نهائي جمع الفريقين عام 2007 بذات الظروف السابقة، إضافة إلى أن الأهلي قادم للمباراة وليس لديه ما يخسره، إذن نجد هنا أن الدافعية عند الأهلي أقوى من الدافعية عند الاتحاد.

وفيما يخص اللاعبين المؤثرين في الفريقين، أضاف: «في الأهلي ياسر المسيليم إذا كان في يومه هو ومنصور الحربي، وفي المقدمة المثلث الحاد تيسير الجاسم والبرازيليان مارسينهو وفيكتور سيموس والعماني (الحوسني) سيكون الفريق في قمة توهجه، أما في الاتحاد فيوجد مبروك زايد وأسامة المولد وفي المقدمة المثلث الحاد محمد نور وباولو جورج وعبد الملك زياية حينها سيكون الاتحاد في كامل قوته، إذن حسب الكلام السابق من يفعّل المثلث الحاد بشكل مناسب هو الذي سينجح في خطف اللقب».

ومنح الصيني قائد الاتحاد محمد نور الأفضلية النفسية في القيادة داخل الميدان، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الأهلي يعاني دائما من «محنة الدقيقة الأخيرة»، فمثلا نحن اعتدنا أن نشتري متطلبات عيد الفطر في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وهذا يعني أن الشخص لا يستفيق إلا في الدقيقة الأخيرة وهذا موجود عند الأهلي، لكن الأخير يستطيع تجاوز هذه المحنة بالتركيز في الدقائق العشر الأولى.

وتابع: «المباراة تتركز على الجوانب النفسية بنسبة 80 في المائة، فيما تظل النسبة الباقية الـ20 في المائة للجانب الفني، فقاعدة باريسو تقول 80 في المائة من أنشطتك وقوتك وعملك هي عبارة عن 20 في المائة من فعاليتك ونتاجك، بمعنى أن من يتقن النسبة النفسية سيحصل على نسبة الـ20 في المائة الفنية».

وأوضح الصيني في ختام حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المباراة للمستقبل، مبينا أن الفريق الذي سيحقق البطولة اليوم سيحقق بطولات متتالية في المستقبل القريب، بمعنى لو فاز الاتحاد بكأس الملك فسيظفر بلقب البطولة الآسيوية والدوري المحلي الموسم المقبل، ونفس الكلام ينطبق على الأهلي، فمن يعيش اللحظة الحاضرة وينتصر في هذا اللقاء سيكون له مستقبل مشرق في البطولات.

من جانبه، أكد أستاذ علم النفس الرياضي المشارك في كلية التربية بجامعة الملك سعود الدكتور صلاح السقا، أن التحضير النفسي لمباراة الديربي التي ستجمع قطبي المنطقة الغربية الاتحاد والأهلي اليوم في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين مهم جدا، ويعتبر العامل الرئيسي في مثل هذه المباريات التي تتميز بالحضور الجماهيري الكبير والهالة الإعلامية خلاف التنافس المعروف في تاريخ الفريقين.

وبين السقا أن فريق الاتحاد إذا استطاع أن يحافظ على الروح المعنوية العالية للاعبيه التي اكتسبها في آخر مبارياته بعد إشراف المدرب البلجيكي ديمتري على الفريق دون الوصول إلى مرحلة الغرور، فثق ثقة تامة أن لديهم القدرة على إنهاء المباراة لمصلحتهم، وبالطبع هذا ليس مبنيا على التمتع بالثقة فقط، ولكن حتى القدرة الفنية للاتحاد تعتبر أفضل من الأهلي.

في المقابل، فإن فريق الأهلي في حاجة إلى عمل أكثر خاصة في هذه المرحلة، ولا نود القول إن لديه نوعا من زعزعة الثقة، ولكن مشكلته أنه ما زال تحت الضغوط بعد مباراته مع الشباب والأحداث التي صاحبت تلك المباراة، فمن وجهة نظري أن الأهلاويين يبحثون عن التخلص منها بشكل كلي، لكونهم يلعبون تحت ضغط وتحت عامل السعي لإثبات الذات وإظهار قدرتهم للآخرين بأنهم يستطيعون تحقيق الانتصار في الملعب.

وأضاف: «ما نتابعه في معسكر الأهلي حاليا نجد أن مسؤولي النادي يحاولون بقدر الإمكان إبعاد اللاعبين عن التوتر والضغوط بتقليل توقع النتيجة عليهم، بالإشارة إلى أن الكفة في هذه المباراة تميل إلى صالح الاتحاد، وأن أي شيء سيقدمه الأهلي سيكون مقبولا سواء من الإدارة أو الجمهور، فلو حاول لاعبو الأهلي الموازنة بين الضغوط والاسترخاء فسيكون لديهم الاستثارة المثلى التي تساعدهم على تحقيق النجاح».

وقال السقا إن كلا الفريقين يشعر بعقدة من الآخر، فهما يتبادلان الأدوار منذ زمن بعيد في تاريخ مشاركتهما، ودائما نشاهد في معظم لقاءاتهما أن الفريق المؤهل للفوز هو غالبا الذي يتعرض للهزيمة أثناء المباراة، والسبب هو الاسترخاء الزائد عن المعقول.