فيصل أبو ثنين: الإعلام الرياضي «مأوى للفاشلين».. وعقليته تمنعني من تدريب الهلال

قال إن سامي الجابر لا يقل إمكانات عن غوارديولا.. و«تكريمي بحاجة إلى مبادرة»

TT

أكد فيصل أبو ثنين، قائد الهلال السابق، الذي اختير مؤخرا كمستشار فني لرئيس النادي، الأمير عبد الرحمن بن مساعد، أنه لم يتردد ولو للحظة في قبول مهمة الإشراف الفني على الفريق الكروي الأول كمساعد للمدرب المؤقت سامي الجابر، مشددا على أن المرحلة الحرجة التي يمر بها الفريق تحتم عليهم، كأبناء للنادي، قبول المهمة، موضحا أن انضمامه للجهاز الفني لا يعني بأي حال اتجاهه للعمل في مجال التدريب مستقبلا، مرجعا ذلك للعقلية الرياضية للإعلام الرياضي، التي وصفها بالسيئة، وما واجهاه هو وسامي من انتقادات مبالغ فيها في هذه الفترة القصيرة التي توليا فيها الإشراف على الفريق الهلالي، منوها بأن لكل فرد الحق في الانتقاد كل على حسب تخصصه ومجاله، منتقدا من وجهوا سهامهم نحو سامي الجابر بالنقد الحاد بدلا من تشجيعه والشد من أزره، متوقعا أن يكون مدربا كبيرا يقود المنتخب السعودي في المستقبل.

وأوضح أبو ثنين، في حواره لـ«الشرق الأوسط»، أنه يتشرف باختياره كمستشار فني لرئيس الهلال، مؤكدا أنه تلقى دعوة ليكون في عضوية مجلس الإدارة سابقا، إلا أن ارتباطه في القنوات الفضائية كمحلل فني حال دون ذلك، مشيرا إلى أن التكريم الحقيقي له محبة الجماهير الهلالية ودعاؤها له بالتوفيق، والعلاقة المتينة التي تربطه برجالات الهلال وأعضاء شرفه، فإليكم تفاصيل الحوار:

* وقع الاختيار عليك للعمل كمساعد لسامي الجابر، الذي خلف المدرب الأرجنتيني كالديرون، بعد إقالته قبيل مباراة الإياب أمام الاتحاد في كأس الأبطال، حدثنا عن هذا الاختيار.

- المسألة ليست مدربا ومساعد مدرب، أنا وسامي الجابر من أبناء النادي والفريق الكروي الأول كان يعيش مرحلة حرجة وطارئة، والجميع رأى أن سامي الجابر وفيصل أبو ثنين هما الأنسب في هذه المرحلة للسير بالفريق إلى نهاية الموسم، وهو ما تم بالفعل.

* ومن اختارك للعمل مع سامي في الإشراف الفني على الفريق الأول؟

- اختياري للعمل مع سامي جاء بطلب مشترك بين رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد، وسامي الجابر، الذي تم تكليفه كمدرب للفريق، وأنا في الحقيقة سعيد بهذا الاختيار.

* هل ترددت في قبول هذه المهمة الصعبة خوفا من عواقب ما سيحدث من نتائج سلبية في لقاء الإياب في جدة أمام الاتحاد؟

- لم أتردد ولا لحظة واحدة في رفض هذا التحدي، لأن الهلال هو بيتنا، ولا يمكن أن ننظر لهذا الأمر على أنه شجاعة، بل تعاملت معه أنا وسامي على أنه واجب علينا.

* قبولك المهمة كمساعد مدرب هل هو بداية تحولك للعمل مستقبلا في مجال التدريب؟

- أبدا، لا يمكن أن أدخل مجال التدريب في ظل وجود العقلية الرياضية للإعلام الرياضي لدينا بهذا السوء الذي أراه، خصوصا أن من يقيمونك كمدرب ليس لهم أي علاقة لا من قريب أو بعيد بعالم التدريب، ولا حتى في كرة القدم، فيكفي أن تجربتي أنا وسامي في هذه الأيام القليلة لم تسلم من النقد المبالغ فيه من قبل عدد من الكتاب والصحافيين، وهم يستغربون أن أُشرف أنا وسامي على الفريق الهلالي، وكأننا كنا نعمل في الأجهزة الطبية وفجأة قفزنا للعمل في الجهاز الفني كمدربين، فنحن كنا لاعبين لنا خبرتنا وتجربتنا الكبيرة، وتدربنا على أيدي كبار المدربين في كرة القدم منذ الفئات السنية مرورا بالفريق الأول، وعلى مستوى المنتخب السعودي كذلك، ولنا تجارب مختلفة كمحللين، وكنا ننقد عمل مدربين كبار في دوريات على أصعدة مختلفة في العالم.

* شاهدنا الهلال، وعلى الرغم من النقص الكبير أمام فريقي الاتحاد والوحدة يقدم مستوى فنيا رفيعا، فما هو الشيء الذي أحدثتموه وتسبب في هذه النقلة النوعية في أداء الفريق؟

- أولا الوقت كان قصيرا جدا ولا يمكن أن تحدث تغييرات كبيرة في فترة وجيزة، ولكن الشيء الذي قمنا به هو أن يلعب الفريق بخطة تتماشى مع إمكاناته، مع تحرير القيود التكتيكية التي تكبل حركة الفريق، وسعينا في دفع اللاعبين إلى تقديم كل ما لديهم من طاقات فنية وبدنية خلال دقائق المباراة التسعين، أضف إلى ذلك أننا عملنا كثيرا على العاملين المعنوي والنفسي، وهو الأمر الذي يعتبر من ركائز أي عمل فني، فلا يمكن لأي مدرب أن يقدم عملا فنيا متكاملا ومميزا من دون أن يدخل العامل النفسي الذي يدفع اللاعب إلى تقديم كل ما لديه من مهارة فنية وقوة بدنية، والحمد لله، وأعتقد أننا وفقنا كثيرا، ولو كانت نتيجة الذهاب أمام الاتحاد في الرياض إيجابية، ربما رأيتنا نخوض النهائي أمام الأهلي اليوم، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي عانيناها، في ظل النقص الكبير في عناصر بارزة ومهمة، إلا أن الجميع شاهد أن الفريق لعب، ولم يكن أحد يشعر بهذا الغياب، فكنا الأقرب للفوز أمام الاتحاد قبل لحاقهم بالتعادل في دقائق المباراة الأخيرة، وأتبعنا ذلك بفوز عريض وبـ6 أهداف أمام فريق الوحدة، الذي أعجبني كثيرا بشبابه المتميزين الذين أتوقع لهم مستقبلا رائعا متى ما وجدوا الرعاية المطلوبة، والشيء الذي أسعدني أمام الوحدة هو المجموعة الشابة في فريق الهلال التي شاركت في هذا اللقاء وقدموا مباراة رائعة، وننتظر منهم الكثير ليقدموه للهلال في الأعوام المقبلة.

* كيف تقيّم تجربتك مع سامي في العمل بالجهاز الفني للفريق الهلالي؟

- أنا سعيد بهذه التجربة الثرية التي استفدت منها كثيرا، ونفس الحال مع أخي سامي الجابر الذي هو نجم كبير لا يقل عن المدربين العالميين، أمثال باربود مارشينو وغوارديولا وغيرهما، وهو سلك نفس مسلكهم، حيث كانوا لاعبين وتحولوا لمدربين، وأنا أستغرب ما يتردد ويذكر عن سامي بعد تسلمه الفريق الأول؛ فبدلا من تشجيعه والشد من أزره، نراهم ينتقدونه ويقللون من إمكاناته!

* كان لك رأي حول النقد الفني الموجه من قبل الصحافة تجاه المدربين.. حدثنا عن ذلك؟

- أنا من دعاة الاختصاص، فلا بد أن يكون النقد في الأمور الفنية لأهل الاختصاص من مدربين أو لاعبين سابقين لهم خبرتهم وتجربتهم، لا أن يأتي بعض الصحافيين وهم يجهلون الكثير من خبايا كرة القدم وأمورها الفنية ثم ينتقدون ويضرون أكثر مما ينفعون، فالصحافي عليه الاقتصار في النقد على الأمور التي تختص بالإعلام، والصحافة التي هي في مجاله واختصاصه، وأنا أوجه حديثي لمن صوبوا أسهم نقدهم لسامي الجابر، فعليهم إذن أن ينتقدوا فريقا مثل تشيلسي الإنجليزي الذي ينفق مئات الملايين من الدولارات، والآن نشاهده يتعاقد مع مدرب عمره لا يتجاوز الـ33 عاما، وعليهم كذلك أن ينتقدوا برشلونة، أفضل فريق في العالم، حيث يقوده مدرب عمره 40 عاما، وأنا حقيقة لا أعرف كيف يفكر هؤلاء، ولكن مع الأسف، فإن إعلامنا الرياضي السعودي بات مأوى للفاشلين، فتجدهم عند ظهور بوادر لنجاح أي إداري أو لاعب يتجهون لهذا الشخص أيا كان للتقليل من إمكاناته وإزاحته وتحطيمه، وهذا ما أشاهده فعلا يحدث مع سامي، الذي بدلا من تشجيعه لما ظهر عليه من بوادر لمدرب سيخدم الكرة السعودية في المستقبل، بدأ هؤلاء في الحديث عن الشهادات، وهل لو أتى سامي بهذه الشهادات سيقتنعون به؟! سامي تدرب على يد أكثر من 30 مدربا عالميا وتشبع بفكرهم وبأساليب وطرق التدريب المختلفة التي ينتهجونها، واستفاد من هذه الخبرات كثيرا، والآن سامي يحاول أن يستفيد من هذه الخبرات المتراكمة ويسخرها لصالحه كمدرب، أنا أضع علامة استفهام كبيرة لهذا، وأتساءل، وأنا أؤكدها لك.. لو تحول الأمير عبد الرحمن بن مساعد أو الأمير نواف بن سعد كإداريين، وكذلك الدكتور القناص، وغيرهم ممن لم يمارس لعبة كرة القدم كلاعبين، لقلنا إن معهم الحق في ذلك، ولكن بالنسبة لسامي فهو لاعب كبير وليس هناك مدعاة للغرابة في أن يخوض تجربة التدريب، سواء بشكل مؤقت، أو دائم.

* تم اختيارك كمستشار فني لرئيس الهلال، حدثنا عن المهام المطلوبة منك في هذا المنصب؟

- أولا أنا أتشرف كثيرا بهذا المنصب، والحقيقة سبق للأمير عبد الرحمن بن مساعد أن عرض علي عضوية مجلس الإدارة، ولكني اعتذرت لارتباطي بعقود رسمية مع عدد من القنوات الفضائية كمحلل فني رياضي، ولا أستطيع في الحقيقة أن أجمع بين عملي في هذه القنوات ونادي الهلال، لأن أي رأي سأقوله سينظر له على أنه رأي نادي الهلال، والأمير عبد الرحمن مشكورا تقبّل هذا الاعتذار وتفهمه، وبالنسبة لمهامي كمستشار لرئيس الهلال فهي مهام تتعلق بالأمور الفنية عموما بالفريق الأول واللاعبين، وأن أكون قريبا من الأمير عبد الرحمن وأعطي رأيي الفني، وطبعا الأمير عبد الرحمن بن مساعد يرغب في أن تكون هنالك رؤية مختلفة وخارجية بعيدة عن رؤية مجلس الإدارة، وهذا هو توجه رئيس الهلال بأن يكون هناك مستشارين فنيين يدعمونه بالرأي والمشورة الفنية، خصوصا أن الفريق مقبل على نهضة كروية كبيرة.

* أخيرا على الرغم من كل ما قدمه اللاعب فيصل أبو ثنين للكرة السعودية بشكل عام والهلال بشكل خاص، فإنك تركت الكرة من دون أن يكون لك تكريم يليق بما قدمته! - بالنسبة للتكريم فهو مسألة نسبية تختلف من شخص لآخر، ولكي أكون صريحا معك فالتكريم لأي لاعب لا بد أن يكون بمبادرة شخصية من عضو شرف، وأنا ولله الحمد أتمتع بعلاقات ممتازة جدا مع رجالات الهلال وأعضاء شرفه، ولكنني بصراحة أجد أن التكريم الأعظم بالنسبة لي في المحبة والدعوات الصادقة التي أتلقاها كل يوم من جماهير الهلال، فهي بمثابة تكريم بصفة يومية، وأنا سعيد بذلك، والهلال فضله علينا كبير جدا، ومن حقنا عليه أن نتواجد معه في كل الظروف والأماكن.