احترافية اللاعب السعودي.. أوراق مبعثرة وحلم طال انتظاره على مدى 19 عاما

تبادل اتهامات في الشارع الرياضي وتساؤلات مهمة حول تطبيقها بمفهومها الصحيح

TT

ما زالت ثقافة اللاعب السعودي تتجه إلى طريق مجهول، فالاحتراف لم يصل إلى المفهوم الصحيح في ظل الفكر الذي تبثه الأندية للاعبين، على الرغم من مرور 19 عاما على بداية تطبيق الاحتراف محليا، مما كان له الأثر الكبير في تدهور وانحدار الكرة السعودية، التي ظلت تعاني في السنوات الأخيرة بدليل النتائج المتدنية التي صاحبت مسيرة المنتخب السعودي الأول، وكان آخرها في نهائيات كأس أمم آسيا بالدوحة، حيث احتل المركز ما قبل الأخير في الترتيب العام للمنتخبات المشاركة، على ضوء نتائجه في الدور التمهيدي.

ولعل عدم قدرة اللاعب السعودي على تثقيف وتطوير نفسه، جعل الأندية تتصارع في شأن إيجاد استراتيجية وحلول لضمان حقوقها وحقوق لاعبيها، وترسيخ مفهوم الثقافة الاحترافية التي تعتبر من أهم العناصر التي تسهم وتساعد النادي في الارتقاء بمستوى الاحتراف، الذي سينعكس بالتالي على المنتخبات الوطنية، ومن خلال متابعتنا ومشاهدتنا وجدنا الكثير من الشكاوى في السنوات الماضية تتجه إلى مقر الاتحاد الدولي (الفيفا) في زيوريخ، وأصبحت سيناريو مكررا نتيجة لقلة الوعي الاحترافي، على الرغم من التعاون والتجاوب الذي تقدمه لجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين بالاتحاد السعودي لكرة القدم التي بذلت جهودا كبيرة في سبيل إيصال رسالتها لجميع الأندية، من هذا المنطلق سعت «الشرق الأوسط» إلى طرح القضية وبحث الحلول الناجعة لها من خلال استطلاع آراء مسؤولين يعملون في الاتحاد السعودي، وفي الأندية، وعدد من الخبراء الرياضيين.

في البداية، أكد رئيس لجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين بالاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور صالح بن ناصر، أن هناك نوعا من التطور، لكنه لم يصل إلى حجم التطلعات، مشيرا إلى أن 19 عاما من عمر الاحتراف ليست مدة كافية. وقال: «لنرجع إلى تجارب دول العالم الذين سبقونا، فالأوروبيون مثلا أخذوا سنوات حتى طبقوا الاحتراف بمفهومه الحديث وهذا شيء طبيعي، ونحن بدأنا في أول الأمر بنظام الهواية، والتغير يتطلب عددا من العوامل التي تنبغي أن تطبق، ابتداء من دور إدارات الأندية، التي لا بد أن تكون مؤمنة ومدركة تماما لثقافة الاحتراف حتى يتم نقله للاعبين، وأكثر من مرة قلت إن إنجلترا بدأت عام 1888، ولم يتم وضع لائحة الاحتراف إلا عام 1922، وهذا يؤكد أن عملية التحول لا بد أن تأخذ وقتا ليس بالقليل، لأن التغيير سيطال كل شيء بالنسبة للاعب والإداري، وحتى الحكام أصبحوا في الوقت الحالي محترفين ومتفرغين، ولا نريد النظر إلى الموضوع بكل تهويل بذكر مرور 19 عاما على الاحتراف، فنحن كنا هواة خلال 60 عاما تقريبًا، ولا يمكن أن تغير أفكار الناس من غير معالجة الأمور التي تتعلق بوضع الأندية بصفة عامة، فعندما تسأل معظم مسؤولي الأندية عن موضوع أنظمة وفلسفة وثقافة الاحتراف تجدهم بأمس الحاجة لمزيد من المعلومات في هذا الجانب، ولذلك نحن لدينا برنامج عملنا به منذ عامين، وهو ما يسمى بمنتدى الاحتراف، الذي يقام لمدة أربع سنوات، ويسعى إلى إيصال ثقافة الاحتراف، ولكن للأسف التجاوب من الأندية ليس كما نطمح إليه، ونحن لا نستطيع إجبارها على الحضور على الرغم من دعوتهم وإرسال خطابات لهم، ولكن نفاجأ بأن من يحضر هم المهتمون فقط، ومنهم للأسف من يدعي الفهم بالاحتراف، فالإعلاميون على سبيل المثال لا يحضرون إلا بأعداد قليلة رغم الدعوات التي نقوم بها، والعالم كله متجه نحو الاحتراف ويجب علينا أن نتعلم وما زالت الوسائل جميعها ميسرة، وهؤلاء المحاضرون الذين يأتون من جميع أنحاء العالم، ومن الاتحاد الدولي بالتحديد تراهم يجاملون كثيرا كون علاقة الاتحاد السعودي لكرة القدم بالاتحاد الدولي متميزة، وإلا لن يتركوا أعمالهم ويأتوا أربعة أيام ليجدوا ثلاثة أرباع مقاعد الجلوس خاوية وهو ما يجعلهم يأخذون انطباعا سلبيا عنا، وما يزيد الأمر سوءا أن مستوى التعليم لدى معظم اللاعبين في السعودية لا يمكن مقارنته بأوروبا وأميركا اللاتينية، ومن النادر أن تجده حاصلا على الشهادة الجامعية أو حتى شهادة الثانوية العامة، فاللاعبون المحترفون في الخارج تجدهم على معرفة تامة بالأنظمة واللوائح، ولديهم أشخاص يرشدونهم لتحقيق ذلك».

وقال الدكتور صالح: «لا يمكننا تحديد نسبة الاحتراف لدى العاملين في المنظومة الرياضية، لأنها بحاجة إلى طريقة علمية ودراسة إحصائية، ولا توجد لدينا مثل هذه الدراسات ولكن الوضع يحتاج إلى مزيد من الاهتمام من قبل الأندية، ولجنة الاحتراف عليها العمل والتوجيه، ونحن نظمنا وعملنا المنتديات التي تكلف اللجنة مبالغ مالية، ولكن بنفس الوقت لا نحمل اتحاد الكرة هذه المصاريف من خلال إيجاد رعاة يتكفلون بها».

من جهته، أوضح رئيس نادي الاتفاق عبد العزيز الدوسري أن الثقافة المتعارف عليها في السابق عن اللاعب السعودي تظهره على أنه لا يفقه بأنظمة ولوائح الاحتراف، ولكن بكل أمانة وخاصة في العامين الأخيرين بدأنا نلاحظ تحسنا من اللاعبين، حيث أنهم يمتثلون لأوامر المدربين، وعلى حسب البرنامج المعد من الجهاز الفني، وكل لاعب حريص على تطوير نفسه للحصول على عقد جيد، وهذا الحديث ليس شاملا لجميع اللاعبين وإنما ينطبق على معظمهم، ومنهم من يبحث على بناء مستقبله وتسجيل حضوره بشكل جيد، ولمسنا نوعا من التقدم ولكن ليس بالتقدم المطلوب في ظل المبالغ التي يتم دفعها، وبنفس الوقت لا نود ظلم اللاعبين واتهامهم كما كان في السابق، لأن اللاعب أصبح على دراية في كيفية تطوير نفسه، ويدرك أهمية الفهم والتعاون والامتثال للأوامر وتطبيق التعليمات.

وبرر الدوسري بعض تصرفات اللاعبين، وقال: «عندما يستبعد اللاعب بالبطاقة الحمراء، أو لا يمتثل لقرارات الحكم في موقف معين، يجب علينا ألا نضع اللوم عليه بمفرده، كون الحكم أيضا عاملا مشتركا في هذه الجزئية، وتجد بعض الحكام للأسف يتعامل بقسوة مع اللاعبين مما يجعل هناك فعل وفي المقابل رد فعل مماثلة، في حين نرى في أوروبا اللاعب يقوم بمشاكسة الحكم ولا نجد رد فعل منه، كونه يعرف دوره داخل الملعب، حيث وضع كقاض ومن واجبه أن يمتص غضب اللاعبين، ولكن إذا أساء الأدب وتكرر منه فمن حقه إخراج البطاقات الملونة، وأتذكر في إحدى مباريات الاتفاق هذا الموسم قام أحد الحكام بإشهار البطاقة الصفراء ثلاث مرات، وجميعها تعتبر سوء تقدير وتسرع منه».

وأضاف الدوسري: «رغم التحسن لدى بعض اللاعبين في ثقافتهم الاحترافية فإنهم بحاجة إلى تثقيف أنفسهم حتى يصلوا إلى درجة كبيرة من العقلية الاحترافية، ليعرفوا ما لهم وما عليهم من خلال جلوسهم مع وكلاء أعمالهم ومناقشتهم عن كل ما يخص وضعهم الاحترافي، بحيث يدرسون لائحة الاحتراف وأنظمتها حتى يستطيعوا التعامل معها بشكل يساعدهم على معرفة حقوقهم، ولا تقتصر المسألة على تسلم مقدم العقد والاستفسار عن المرتبات».

وذكر الدوسري أن مشكلات تأخر رواتب اللاعبين وحتى المدربين بلا شك تؤثر على الاستقرار الفني والإداري للفريق. وقال: «حتى أكون صادقا فإن أغلب الأندية تعاني من هذه المشكلة حتى في أوروبا، وليست كل الأندية مثل ريال مدريد أو مانشستر يونايتد، فكلما انتظم اللاعب حصل على حقوقه، ونحن في نادي الاتفاق ولله الحمد أمورنا جيدة ولا يوجد أي تأخر في الدفع».

من جانبه، كشف وكيل أعمال اللاعبين صالح الداود عن أن ثقافة اللاعب السعودي الاحترافية تأثرت من المحيط الذي حوله، سواء داخل الأندية أو من خلال الوكلاء أو الإعلام، وهذا التأثير جعل الثقافة الاحترافية للاعب السعودي ضئيلة جدا، والمشكلة الرئيسية التي نواجهها أن مفهوم الاحتراف هو مجرد عقود وتسليم مقدمات ورواتب، وهذه المعلومة للأسف يتم تداولها بين اللاعبين والإداريين ووكلاء اللاعبين أنفسهم، دون التطرق إلى الجزئيات المهمة في الاحتراف، وعلى سبيل المثال الاحتراف ليس عملية انضباطية فقط، بل هي تنمية وقدرات اللاعب الذهنية التي تعتبر من أهم الأمور التي تسهم في رفع ثقافته، لأننا كلما خاطبنا عقله منذ وقت مبكر، وغرسنا فيه مبادئ وتعاليم الاحتراف وأهدافه سنجد الثقافة تتطور من وقت إلى آخر، ولكن ما نشاهده حاليا عكس ذلك تماما، وهذا ما لمسناه في الآونة الأخيرة، حيث أثرت في المنتخب والأندية، ونجد أيضا أن ثقافة المنافسة غير موجودة، فعندما يقوم مدرب الفريق باستبعاد لاعب من القائمة، أو وضعه على دكة البدلاء نجده يتأثر وهو لا يعرف أن الاحتراف في المقام الأول تنمية العقل، فمثلا عندما يعترض على قرارات الحكام، ولا يؤدي الدور المطلوب منه، فإن ذلك يؤكد لنا 100 في المائة أن هذا اللاعب ثقافته الاحترافية ضئيلة جدا، ولا يستطيع فهم الاحتراف بشكل صحيح، وأغلب الأندية تختار لاعبين سابقين مثلوا النادي، ويعتمدون على خبرتهم فقط، وهذا من وجهة نظري تعد خطوة غير سليمة، لأن الأمور النفسية ضرورية لتتمكن من إيصال أي معلومة، ولذا ينبغي أن تستفيد الأندية من الأشخاص القادرين على إيصال تلك الثقافة، وما نشاهده حاليا ما هو إلا اجتهادات شخصية، وثقافة مباريات الذهاب والإياب وثقافة المنافسة غير موجودة لدينا، فاللاعب لا يستفيد من كونه يلعب على أرضه وبين جمهوره، والمنتخب وفريقا الهلال والشباب خسروا ولم يستفيدوا من عاملي الأرض والجمهور، وأتذكر فريق الاتحاد في عام 2005 خسر أمام الفريق الكوري بخمسة أهداف على أرضه.

وقال الداود: «إن العادات والتقاليد لها دور كبير في تأثر اللاعب، ويظهر ذلك من خلال رؤيتنا للاعبين الأجانب الذين تأثروا في بيئتنا خلال احترافهم لدينا، وأصبحوا لا يقدمون المستويات المنتظرة منهم، رغم أن هذا الأمر يقع حتى في الدول الخارجية، ويأتي نتيجة عدم إدراكه بأن هذه المهنة تتطلب التركيز، فهو يتأثر سواء بما يكتب عنه في الصحافة، أو يحدث في بيته، وهذه تعتبر من النواحي السلبية التي تؤكد عدم وجود ثقافة احترافية لدى اللاعب، وبكل أمانة الجميع مغيب لديهم التثقيف الاحترافي المطلوب، وأقصد هنا الإدارة والإعلام والوكلاء واللاعبين، حتى مسألة الغذاء لا تحظى بأي توعية، ولن نجد أي لاعب سعودي يعتني بأكله خارج النادي أو يحافظ على راحته ووقت نومه، وأدلتي على ذلك هو التذبذب الذي أشاهده في المباريات، فمثلا نرى اللاعب يقدم 90 في المائة من مستواه في إحدى المباريات، وفي المواجهة التي تليها يهبط مستواه إلى 20 في المائة، وبإمكانك العودة إلى نتائج الأندية والمنتخبات محليا وخارجيا لترى حجم التذبذب في المستوى».

من جانب آخر، أبان مدير الاحتراف بنادي النصر جعفر السبيعي أن اللاعب السعودي لم تصل إلى النضج المطلوب، ويمكن القول أنها لا تتجاوز الـ50 في المائة، حيث نواجه عقبة وإشكالية في تطبيق الاحتراف الفعلي للاعب السعودي وهنا تقع المسؤولية على الأندية، ومعظم اللاعبين غرضهم من التعاقد مع الوكلاء هو من أجل عدم إشغال أنفسهم في الأمور التي تخص وضعه الاحترافي، وهذا يعني أن اللاعب لا يريد تطوير نفسه، وأرى أن أسلوب اللاعب في حياته اليومية يحد من تطوير الاحتراف، فهو للأسف يأتي إلى النادي ويتدرب ساعتين وبقية الوقت يخلو من كل شي فيه احترافية، واكتشافي لهذا الشيء ليس من باب المعرفة أو التجربة ولكن من خلال مشاهدتي لمردود اللاعبين داخل الملعب، وبناء على عدم الثبات على مستوى محدد قياسا بالمبالغ التي يتسلمها، وأنا هنا أتحدث عن شريحة كبيرة من اللاعبين يعانون من هبوط في المستوى، بالمقابل هناك لاعبون ملتزمون، ولكنهم لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، وحتى نستطيع معالجة هذه المشكلة، يجب أن يكون تجديد العقد وفقا لمستواه الفني وليس اسمه السابق، وبعض الأحيان يتم رفع عقد اللاعب بسبب منافسات بعض الأندية.

وأضاف السبيعي: «من الصعب الوصول إلى ما وصل إليه الاحتراف في أوروبا، حيث تكمن المشكلة في أسلوب الحياة اليومية التي يعيشها اللاعب السعودي والعادات والتقاليد، ولو وصلنا إلى المرحلة الأوروبية فمعنى ذلك أن اللاعب من السهل احترافه في القارة العجوز، وعلى سبيل المثال اللاعبون المحترفون في كوريا واليابان، تجدهم بكثرة في الدوريات الأوروبية، حيث تكون البداية في الفرق الصغيرة في بلجيكا والنرويج مثلا، ومن ثم يتدرجون للفرق الكبيرة، ففريق شالكه الألماني يضم ظهيرين آسيويين الأيمن من كوريا والأيسر من اليابان، وهذا دليل على تطور الاحتراف وتطبيقه من هؤلاء اللاعبين بالشكل الفعلي، ووصلوا إلى مرحلة الاحتراف الخارجي، ونجحوا فيه وهذا بناء على جيل سابق طبق الاحتراف من قبلهم بالأسلوب الأمثل».

وتابع السبيعي: «إن دور الاتحاد السعودي لكرة القدم متمثل في لجنة الاحتراف، التي لم تأل جهدا في هذا الأمر، حيث أسهمت وساعدت في تطوير لوائح وأنظمة الاحتراف، من خلال سن القوانين، وتقديم إعانة الاحتراف وإن كانت قليلة، ولكن يبقى الدور الأكبر على اللاعب، الذي يفقه ويفهم إلا أن الجو العام في الكرة السعودية تجعل مستواه عاليا ومردوه في الملعب منخفضا، فاللاعب يظن بأنه نجم كبير وذلك يقوده إلى عدم تطوير نفسه والرفع من أدائه داخل الملعب».

من جهة أخرى، أشار لاعب المنتخب السعودي وفريق الشباب عبده عطيف إلى أن ثقافة الاحتراف تختلف من لاعب إلى آخر، وذلك على حسب العقلية التي يمتلكها كل منهما، وهناك لاعبون يؤدون واجباتهم على أكمل وجه، والعكس صحيح، حيث تجد المقصر، ولكن في الوقت ذاته لا بد من توضح نقطة مهمة، وهي عندما ينطق اسم الاحتراف تتجه الأنظار مباشرة صوب اللاعبين، وكأنهم هم المعنيون بالأمر، وأجد هذا الأمر غير صحيح، ويجب قول الحقيقة فإدارات الأندية غير محترفة فيما يخص الحقوق التي عليها، وذلك حينما لا يتسلم اللاعبون حقوقهم في وقتها، ودائما ما تتأخر الرواتب، ومع كل هذه المشكلات يطالبون اللاعب بتطبيق أنظمة الاحتراف.

وأضاف عطيف: «إذا تحدثنا عن العملية الاحترافية فيمكن القول إن الاحتراف منظومة معروفة، فهي عبارة عن حقوق وواجبات مثل أداء الوظائف الأخرى، واختلاف الثقافات ليس معناه أنك تخل بالعقود أو الأشياء المطلوبة منك، وحتى ديننا الإسلامي يحثنا على أنك تعطي العمل حقه، وكذلك أن الجهة التي تعمل بها تعطيك أجرك في وقته، وهناك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه)، ونحن نعترف أنه يوجد تقصير من اللاعبين ولا ننكر هذا الشيء، ولكن تحميل اللاعب كل شيء ليس أمرا صائبا، فهناك جهات أخرى مشتركة يسعى البعض إلى إخراجها من دائرة الاحتراف لكي لا تلام».

واعترف عبده عطيف أن بعض اللاعبين يفتقدون ثقافة الاحتراف، ويظهر ذلك من خلال سلوكياتهم التي تأتي في مقدمتها الغياب والتأخر عن التدريبات، ولكن مع ذلك نجد إدارة النادي للأسف لا تأخذ حقها من هذا اللاعب ولا تعاقبه، وهذا شيء مرفوض، لأنك أنت عاقبت الفريق وتصل بعض الأحيان إلى أن اللاعب يتمادى كونك لم تطبق عليه لوائح وأنظمة الاحتراف، وهذه المشكلة ربما لا تظهر نتائجها في الوقت الراهن، ولكن ستنعكس سلبا مع مرور الوقت على المنتخب والنادي وعلى اللاعب نفسه.

وتابع عطيف: «اللاعب هو أكثر احترافية من الجهات الأخرى، وأقصد هنا الاتحاد السعودي لكرة القدم، وإدارات الأندية، والإعلام والجمهور، وسأضرب لك أمثلة على جميع هذه الجوانب، هل تعتقد جمهورنا سيتقبل انتقال لاعب صاحب نجومية من ناد إلى آخر، بالطبع لا، لأنهم غير محترفين ولا يفهمون معنى الاحتراف، وإعلامنا للأسف لا يتكلم بوجه الحقيقة والصراحة ويغير الحقائق من أجل مصلحة ناديه، أليس هذا تعصبا وعملا غير احترافي، وإدارتنا أيضا لها دور في ذلك عندما تؤخر الحقوق والمستحقات، وحتى نستطيع معالجة هذه المشكلة لا بد من التخلي عن التعصب والتوعية لحب العمل وإتقانه بكل ما أوتينا من قوة وأمانة، كما حثنا عليه الدين الإسلامي، ولكن بنفس الوقت الجهة التي تعمل فيها تمنحك حقك في وقته، وهذا لا بد أن يرسخ منذ الصغر».