ستيفان الشعراوي.. «الفرعون الصغير» الذي يسعى للتألق مع الميلان

كاسانو المخضرم يسعى لـ«التهامه» بعد إشادة مدرب الفريق به

TT

«نحن نمثل ما نأكله». إنه الشعار الذي رفعه ستيفان الشعراوي في الاختبار الأول له في الميلان، فقد أبلى الفرعون الصغير بلاء حسنا للغاية فور وصوله إلى النادي، حيث نجح في تطبيق تعليمات والده صبري الشعراوي ببراعة، وهو ما عقب عليه اللاعب قائلا «إنني إنسان رياضي، وتعلمت منذ وقت طويل كيفية الحفاظ على جسمي. كما أن والدي شرح لي أهمية التغذية الصحيحة للإنسان. أعتقد أن الأمور قد سارت بشكل جيد في الفترة الماضية». يبدو أن حياة ستيفان شعراوي لا تقتصر على كرة القدم فحسب، كما يبدو أن الأنظمة الغذائية لا تمثل له أي مشكلة، فقد نجح اللاعب الفذ في التغلب على مشكلات بلاد البحر المتوسط الغذائية بدءا من فقدان الشهية إلى الشره المرضي. لقد ترك الفرعون المصري بصمته على ثقافتنا الغربية.

تنبئ الصفات الواضحة في ستيفان بمستقبل واعد لهذا اللاعب الذي يستخدم عقله قدر استخدامه لقدميه الموهوبتين. «لقد كان الرئيس برتسيوزي يقول لي دائما (فلتتذكر أن مهمتك هي الجري وليس الطيران)، وهو محق في هذه النصيحة، فهو يقصد أن أجري بأقصى سرعة لدي وأن أبذل قصارى جهدي داخل الملعب وخارجه، ولكن دون أن أفقد عقلي ودون أن أحول الحقيقية إلى حلم. أعتقد أنني نجحت في ذلك وأبقيت قدمي على أرض الواقع. إنني أعرف الأوصاف والألقاب التي تطلقونها علي وأحب الطريقة التي ترونني بها». لقد حضر ستيفان إلى مقر الميلان، بعد أن حصل على نتيجة الامتحانات التي خضع لها في معهد بوزيللي سافونا الذي يدرس به (الإيطالي 7، التاريخ 7، إنجليزي 6، الاقتصاد المنزلي 6، الحقول 6، علم النفس التربوي 7، ستاتيكا 6، التربية البدنية 7، الموسيقى 8). ويعقب ستيفان قائلا «درجاتي في الموسيقى هي الأعلى على الإطلاق لأنني استعددت جيدا للاختبار». ومن المنتظر أن يخضع الشعراوي لسلسلة من الفحوصات الطبية في الميلان قبل أن يبدأ العمل مع الفريق خلال اليومين المقبلين. ثم توجه ستيفان إلى منزله بصحبه سيرجيو فيوريتو، رفيقه في فريقه السابق جنوا، الذي تربطه به علاقة طيبة للغاية وهما على درجة كبيرة من التناغم خارج الملعب وداخله، وهو ما دفع أليغري إلى التمهيد للتعاقد معه للعب إلى جوار الشعراوي.

أما عن المظهر الخارجي لستيفان، فهو شاب عادي، وعادة ما يرتدي بنطلونا طويلا من الجينز دون رسومات غريبة، وقميصا رياضيا فضلا عن الحقيبة السوداء التي لا يتركها قط. ويستأنف اللاعب حديثه قائلا «كاكا كان دائما هو مثلي الأعلى، فهو لاعب كبير وإنسان عظيم على الصعيد الشخصي. أعتقد أننا سننجح في اللعب معا إن عاجلا أم آجلا. كاسانو؟ إنه لشرف كبير لي أن أدخل في منافسة معه بعد انضمامي للميلان، وهي تجربة جميلة بالنسبة لي. كل ما أريده الآن هو أن أتوجه بالشكر إلى الرئيس برتسيوزي للفرصة التي منحها لي بالانتقال للميلان، ومن قبله الإعارة لبادوفا الذي ساعدني على التطوير من نفسي. كما أنني أشكر أدريانو غالياني على اختياره لي. إنني فخور للغاية بالانضمام للميلان رغم شعوري بشيء من الحزن لرحيلي عن جنوا الذي أمضيت فيه 7 سنوات. حلمي؟ الحصول على مقعد في صفوف المنتخب الإيطالي قريبا. تصفيفة شعري الغريبة؟ إنني لا أقلد هامسيك. والآن، يتعين على أن أنصرف لحضور الامتحان».

ولأن الشعراوي يصفف شعره بطريقة غريبة توحي بالعبث، لكن الجميع يؤكدون أنه فتى مهذب وأن تصرفاته سليمة وبعيدة عن التهور والتمرد. وأدى الفرعون الصغير اختبارات الثانوية العامة في إيطاليا بنجاح كبير مما يؤكد أنه شخص مهذب وملتزم. وقد كتب الشعراوي موضوع التعبير في امتحان اللغة الإيطالية بعنوان «نحن نمثل ما نأكله». ويعتبر الشعراوي، المصري الأصل، مشروع لاعب فذ. وتناقلت القنوات التلفزيونية في الأيام الأخيرة أهدافه الأخيرة مع فريق بادوفا. وتحدث أليغري مدرب الميلان عن لاعب فريقه الجديد بحماس شديد قائلا يوم الخميس الماضي: «سيصبح الشعراوي لاعبا من الطراز الأول». ولا شك أن أنطونيو كاسانو لاعب الميلان الذي يلعب في نفس مركز الشعراوي يتابع هذا اللاعب الشاب وتصريحات المدرب وهو يشعر بنوع من الجرح لكرامته. وانتظارا لتحدي اللاعب الشاب في معسكر الميلان مع بداية تدريبات الفريق، سنتخيل هنا أن كاسانو سيمسك بالورقة والقلم ليكتب موضوعا إنشائيا بنفس العنوان «نحن ما نأكله»، ليثبت به أنه ليس أقل كفاءة من الشعراوي. ولعل النص الذي سيكتبه كاسانو في هذه الحالة سيكون على النحو التالي:

«نظرا لأنني شخص متعدد المواهب فسأتناول جميع الموضوعات المقترحة وأولها الموضوع الذي يحمل عنوان (نحن ما نأكله). إنها عبارة صحيحة للغاية. وأنا أمثل قيمة كبيرة لأنني آكل كثيرا وشهيتي مفتوحة أيضا لالتهام الفرعون الصغير. إن وزن اللاعب المصري 30 كيلو فقط، فماذا يرغب في تحقيقه؟ ولا شك أنه يجب أن ينتظر ويبذل الكثير من الجهد قبل أن يفكر حتى في ربط حذاء أنطونيو كاسانو. والموضوع الثاني الذي سأكتب فيه هو تلك العبارة الشهيرة التي قالها أحد الحكماء (إن الجميع في المستقبل سيصبحون مشاهير في العالم لمدة 15 دقيقة). وأنا أتفق مع هذه العبارة لكنني أسأل أليغري مدرب الميلان لماذا تكون الدقائق الـ15 التي أصبح فيها شهيرا هي دائما تلك الدقائق التي تفصل بين شوطي المباريات، عندما يكون اللعب متوقفا؟ يا له من أمر سيئ! إذا كان المدرب يعتقد أنني جئت إلى نادي الميلان من أجل الظهور أمام الجماهير في فترة الاستراحة أو من أجل إجراء الإحماء لمدة ساعة كاملة دون مشاركة فهو لم يفهم شيئا. إن البعض يلقبون أليغري بالأنشوجة بسبب نحافته الشديدة. وهو لا يأكل كثيرا وبالتالي فإن قيمته ضئيلة. لأن (المرء هو ما يأكله). وفي النهاية سأكتب عن الشاعر الإيطالي أونغاريتي الذي كتب قصيدة عن مصر قائلا: (وأنا في مصر كنت أتمهل قليلا بعد تناول العشاء ثم أنطلق). وأنا أقول لأليغري مدرب الميلان: فلتجعل هذا اللاعب المصري يشارك في مباراتين للميلان بينما أجلس أنا على مقعد البدلاء، لكنني في النهاية سأكون من ينطلق ويتألق». ولعل كاسانو بعد أن ينهي هذا الاختبار بكل ما ورد فيه سيسلم منه نسختين، واحدة إلى ماسيميليانو أليغري مدرب الميلان والأخرى إلى أدريانو غالياني نائب رئيس النادي.